السلام عليكم
لم يؤخذ اسم التصوف من لفظ عربي [كما يزعمون]، بل أخذ من كلمة أعجمية، وهي (سوفيا) اليونانية، التي معناها الحكمة، والتي كانت تطلق على مذهب يؤمن أتباعه بوحدة الوجود، ثم خضعت هذه الكلمة للذوق العربي، فقُلبت السين صاداً، فقيل صوفية ، وصوفي.
ويؤيد هذا القول أمور:
1- التقارب اللفظي في النطق،والمشابهة الصوتية، إذ النسبة إلى (سوفيا) المُعربة: سُوفي للشخص، وسوفية للجمع، ثم خضعت للذوق العربي - بعد انتشار هذه الكلمة وتداولها على الألسن - فقيل: صوفي وصوفية، وكذلك المشابهة بين كلمة تصوف، وكلمة ثيوصوفيا اليونانية.
[الكشف عن حقيقة الصوفية لمحمود القاسم ص (739 - 740)]
2- التشابه بين مذهب سُوفية اليونان ومذهب الصوفية.
يقول البيروني : (إن من اليونان من كان يرى الوجود الحقيقي للعلة الأولى فقط، لاستغنائها بذاتها فيه، وحاجة غيرها إليها، وأن ما هو مفتقر في الوجود إلى غيره فوجوده كالخيال، غير الحق، والحق هو الواحد الأول فقط، وهذا رأي السُوفية، وهم الحكماء، فلما ذهب في الاسلام قوم إلى قريب من رأيهم سموا باسمهم في عصر النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم صُحّف بعد ذلك فصُيّر من صوف التيوس)
[تحقيق ما للهند من مقولة للبيروني ص (19)]
قال الشيخ محمد حامد الفقي في معرض كلامه عن الصوفية: (اسمها مأخوذ من كلمة ثيوصفية اليونانية، التي معناها: النزوع إلى المعرفة الحقيقية في ذاتها، أو الحقيقة المجردة)
[العبودية لابن تيمية بتعليق محمد حامد الفقي ص (19)]
3- أن الصوفية لم يُظهروا مذهبهم هذا، ولا عرفوا بهذا الاسم، إلا بعد ترجمة كتب اليونان إلى العربية، في القرن الثاني الهجري.
4- أن جمهور الباحثين في التصوف يرون أن الثقافة اليونانية من أهم مصادر التصوف، بل قد صرّح بعض أئمة التصوف بأن حكماء اليونان كانوا شيوخ التصوف الأوائل
[انظر على سبيل المثال: روضة التعريف بالحب الشريف للسان الدين ابن الخطيب ص (609)، ورسائل ابن سبعين ص (187)، والفكر الصوفي عند الجيلي ليوسف زيدان ص (28)]
يقول عبدالحليم محمود شيخ الجامع الأزهر سابقاً: (فإن الصوفية جميعاً، وفلاسفة الإشراق منذ فيثاغورس و أفلاطون إلى يومنا هذا يُعلنون منهجاً محدداً، يُقرّونه جميعاً، ويثقون فيه ثقة تامة، ذلك هو المنهج القلبي أو المنهج الروحي.
[الكشف عن حقيقة الصوفية للقاسم ص (312)، نقلاً عن: أبو العباس المرسي لعبدالحليم محمود ص (1/ 154)]
ولما تكلم أبو العلا عفيفي عن ذي النون المصري - وهو من أوائل المصرحين بمذهب الصوفية - قال: يعتبر ذو النون - في نظر كثير من القدماء والمحدثين - المؤسس الحقيقي للتصوف الثيوسوفي في الإسلام
[التصوف الثورة الروحية ص (92 - 94) بتصرف]
5- أن الأقوال الأخرى في اشتقاق التصوف تبعده عن موضوعه و مضمونه، وتنسبه إلى الظاهر والشكل، الذي قد يوجد عند طوائف من الصوفية، ولكنه لا يوجد عند طوائف أخرى كثيرة منهم.
وبهذا يتبين أن كلمة التصوف ماخوذة من كلمة (سوفيا) اليونانية، وأن التصوف الذي وجد في العالم الإسلامي هو مذهب ثيو صوفيا اليوناني، الذي يرى وحدة الوجود، فيكون التصوف على هذا قد دخل العالم الاسلامي وهو متضمن -ابتداءً- الاعتقاد بوحدة الوجود. وهذه النتيجة تفيد كثيرا في بيان أن التصوف مذهب وافد على الأمة، اقتُبس قلباً وقالباً من غير المسلمين، وأنه لم يكن يوماً من الأيام طريقة صحيحة في العبادة والزهد.
نقلا عن كتاب "عقيدة الصوفية وحدة الوجود الخفية"
لمعرفة المزيد عن الثيوصوفية
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%...81%D9%8A%D8%A9
24-12-08, 12:15 AM
العرض العادي
