اخواني اهل السنة والجماعة لا تلوموني في حب ابو صويلح عج عج
فمن يرسم البسمة في وجوهنا غير قصص اتباعه المعتوهين ...
قصة طـازجـة منقولة من منتدى يا (رب) زينب
نقل الشيخ الأربلي في كتابه المشهور كشف الغمة في معرفة الأئمة عن شمس الدين إسماعيل الهرقلي الحلي أن أباه كان أيام شبابه قد أصيب بقرحة شديدة على فخذه الأيسر وكانت تتشقق في فصل الربيع ويخرج منها دم وقيح كثير، فخرج من قريته (هرقل) وقصد مدينة الحلة وشكى أمره إلى العالم الجليل السيد رضي الدين علي بن طاووس صاحب المؤلفات المعروفة، وذلك بعد أن اشتدت عليه الآلام وازدادت المعاناة، فأحضر السيد ابن طاووس الأطباء لمعاينته، وبعد الفحص قال الأطباء: إن في إجراء العملية الجراحية على هذه القرحة خطر الموت، وإن نسبة نجاح العملية ضئيلة جدا. فذهب إسماعيل الهرقلي مع السيد ابن طاووس إلى بغداد لمراجعة الأطباء الحاذقين. فكان الجواب نفسه.
فتوجه إسماعيل إلى مدينة (سامراء) للتوسل بالإمام المهدي (ع) وطلب الشفاء منه، وبعد أيام ذهب إلى نهر دجلة، واغتسل فيه ولبس ثوبا نظيفا وفي تلك الأثناء جاء أربعة فرسان، أحدهم قد تزيّا بزيّ كبار العلماءوقد كان بيده رمح. وقف الفرسان الثلاثة على جانبي الطريق وسلموا على إسماعيل أما صاحب الرمح فتقدم إليه وقال له:
هل ستذهب غداً لأهلك؟
قال إسماعيل: نعم.
فقال له: تقدم حتى أبصر ما يوجعك. فجعل يلمس جسمه حتى أصابت يده القرحة فعصرها ثم استوى على سرج فرسه.
فقال أحد الفرسان الثلاثة: افلحت يا إسماعيل!
فتعجب إسماعيل من معرفتهم اسمه، ولكنه لم ينتبه إلى ما يجري عنده، وقال: أفلحنا وأفلحتم إن شاء الله تعالى.
فقال له الرجل: هذا هو الإمام.
فتقدم إسماعيل واحتضن رجله وقبلها فقال له الإمام - بلطف ورأفة -: ارجع.
قال إسماعيل: لا أفارقك أبدا.
فقال الإمام: المصلحة في رجوعك.
فأعاد إسماعيل كلامه الأول.
فقال أحدهم: يا إسماعيل أما تستحي؟! يقول لك الإمام - مرتين -: أرجع. وتخالفه؟!
فتوقف إسماعيل عند ذلك، فقال له الإمام: إذا وصلت بغداد فلابد أن يطلبك أبو جعفر - يعني الحاكم العباسي: المستنصر - فإذا حضرت عنده وأعطاك شيئا فلا تأخذه، وقل لولدنا الرضي: ليكتب لك إلى علي بن عوض، فإنني أوصيه يعطيك الذي تريد.
ثم تركه الإمام وأصحابه وواصلوا المسير، ومضى إسماعيل إلى مشهد الإمامين العسكريين فالتقى به بعض الناس فسألهم عن الفرسان الأربعة؟ فقالوا: هم من الشرفاء أرباب الغنم.
فقال لهم: بل هو الإمام وأصحابه.
فقالوا: أريته المرض الذي فيك؟
قال: هو قبضه بيده. ثم كشف عن رجله فلم ير أثرا لذلك المرض! فتداخله الشك في أن تكون القرحة في الرجل الأخرى، فكشف عن رجله الأخرى فلم يرشيئا، فتهافت الناس عليه، يمزقون قميصه تبركا به.
وجاءه رجل من قبل السلطة العباسية، وسأله عن اسمه وتاريخ مغادرته بغداد؟ فأخبره بكل شيء، فكتب الرجل بالخبر إلى بغداد.
وبعد يوم واحد خرج إسماعيل من مدينة سامراء متوجهاً إلى بغداد، فلما وصل إليها رأى الناس مزدحمين على القنطرة - خارج المدينة - يسألون كل قادم عن اسمه ونسبه وأين كان؟ فسألوه عن اسمه، فأخبرهم بكل شيء، فاجتمعوا عليه يمزقون ثيابه للتبرك، ووصل إلى بغداد وقد كاد أن يموت من كثرة الازدحام.
وخرج السيد ابن طاووس ومعه جماعة، فالتقوا بإسماعيل وردوا الناس عنه، فلما رآه السيد قال له: أعنك يقولون؟
قال: نعم.
فنزل عن دابّته وكشف عن فخذ إسماعيل، فلم ير أثرا للقرحة، فغشي عليه.. ولما أفاق أخذ بيد إسماعيل وأدخله على الوزير باكيا، وقال: هذا أخي وأقرب الناس إلى قلبي.
فسأله الوزير عن القصة فحكى له ما جرى، فأحضر الوزير الأطباء -الذين عاينوا القرحة قبل ذلك وقالوا ليس لها دواء إلا القطع بالحديد وفيه خطر الموت - فقال لهم: فبتقدير أن يقطع ولا يموت.. في كم تبرأ؟ (أي لو فرضنا أن العملية أجريت له ونجحت، كم المدة التي سيستغرقها التشافي إلى أن يندمل الجرح ويبرأ؟)
قالوا: في شهرين، ويبقى مكانها حفيرة بيضاء لا ينبت فيها شعر!
فسألهم الوزير: متى رايتم القرحة؟
قالوا: منذ عشرة أيام.
فكشف الوزير عن الفخذ التي كانت فيه القرحة، لم يروا لها أثرا، فصاح أحد الأطباء: هذا عمل المسيح!
فقال الوزير: حيث لم يكن هذا من عملكم، فنحن نعرف من عملها.
ثم إن الحاكم العباسي المستنصر أحضر إسماعيل وسأله عن القصة؟ فقصها عليه، فأمر له بألف دينار وقال له: خذ هذه وأنفقها.
فقال إسماعيل: ما أجسر أن آخذ منه حبة واحدة!!
فقال المستنصر - متعجباً - ممن تخاف؟!
قال: من الذي فعل هذا معي، فإنه قال: لا تأخذ من المستنصر شيئاً!
فبكى المستنصر وتكدّر، وخرج إسماعيل من عنده ولم يأخذ منه شيئا.
قال شمس الدين بن إسماعيل الهرقلي رايت فخذ أبي بعد ما صلحت ولا أثر فيها، وقد نبت في موضعها الشعر. والحمد لله رب العالمين.
منقول