الحمدُ لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من والاهُ أما بعد :
كثيرا ما نقرأُ للرافضة و المعتزلة و نحوهم نبزهم أهل السنة بالمجسمة و الحشوية ، و ما ذلك إلا لما تشرّبته أنفسهم العليلة و فهو مهم السقيمة لنصوص الكتاب و السنة ، و تحويرهم لكلام العرب تحريفا للكلم عن مواضعه بغية نفي صفات الكمال عن ذي الجلال
و كنتُ سأفتحُ موضوعا اليوم باسم mhtdy بعد أن رأيتُ موضوعه الذي يتكلم فيه عن الجسمية و التجسيم ، و لكنني آثرتُ جعله عاما لكل مناوئ لأهل السنة في معتقدهم في هذا الباب ، رجاء عموم الفائدة و دحض الشبهات .
و بما أن الكلام في بعض الصفات كالكلام في بعضها الآخرُ ، نختارُ صفة من صفات ربنا تبارك و تعالى عليها يكون موضوع الحوار إثباتا و نفيا ، و ما نخلصُ إليه في هذه الصفة ينسحب على باقي الصفات ، و إنما اخترتُ هذا الطريق صونا للحوار من التشعب ، و تسهيلا على الناظرين فيه فهم مراميه ، و معرفة مؤدى الأقوال و دلائلها.
و ليكن كلامنا عن صفة من صفاته جل في علاهُ نطق بها الكتاب و دلت عليها السنة و هي صفة (الوجه) لله تبارك و تعالى
فأهلُ السنة يثبتون لربهم وجها يليق بجلاله و كماله
و جها لا يشبههُ شيء من وجوه خلقه
وجها نعقلُ معناهُ و لا نعلم كيفه
وجها لا نخوض في كيفه بعقولنا متوهمين كما لم نخض في ذات ربنا جل في علاهُ
و أدلتهم من الكتاب كثيرة نذكرُ منها:
قوله تعالى { وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [القصص : 88]
و قوله تعالى {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ }[الرحمن : 27]
و أدلتهم من السنة مشهورةٌ ، في كتب أهل السنة منشورة ، لستُ أريد ذكرها ها هنا لأن الفرض أن المحاور سيكون رافضيا لا يؤمن بأحاديثنا ، فنحاججه بالكتاب على وفق كلام العرب الذي نزل به
و الآن أيها المنكرون
هذه عقيدتنا في الإثبات و هذه أدلته
فبماذا تردون
و أي شيء منه تنكرون