الشيعة " الرافضة " رواة مدلسون .. وكلام في التقارب ج1

[معتمد]

الشيعة " الرافضة " رواة مدلسون .. وكلام في التقارب ج1


بينت في مقالي السابق " الزيدية ترد على شذوذ الشيعة " الرافضة " " شذوذ عقائد الرافضة ورد الزيدية عليها ، وكيف أن الرافضة يقولون بتكفير كل من لا يقول بعصمة الأئمة ، وكفر من لا يؤمن بالإمام الغائب المختفي في السرداب وانه سيظهر أخر الزمان ليملا الأرض عدلا كما ملئت جورا وظلما ..

وذكرت قول الخميني متهما النبي صلى الله عليه وسلم انه لم يوفق في دعوته : " "وحتى خاتم الأنبياء الذي كان قد جاء لإصلاح البشر وتهذيبهم وتطبيق العدالة ، فانه هو أيضا لم يوفق ، وان من سينجح بكل معنى الكلمة ويطبق العدالة في جميع أرجاء الأرض هو المهدي المنتظر " مختارات من أحاديث وخطابات الإمام الخميني 2 / 42 ."

وفي هذا المقال سأتطرق إلى رواة الرافضة .. الذين اعتمدوا عليهم في بناء عقيدة فاسدة .. بني أساسها على روايات من نقل ووضع أهل الأهواء والبدع المعروفون بكذبهم وذلك بشهادة الرافضة أنفسهم ..

ولكن قبل هذا لا بد أن نتطرق إلى أصل ذكرته في مقالاتي السابقة .. وهو أصل اجمع عليه عملاء الرافضة .. فقالوا أن صحابة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ارتدوا بعد رسول الله إلا نفرا قليلا منهم .. واعتدوا على حق وصي الله تعالى ، علي رضي الله عنه ، فتعدوا على هذا الحق ونقلوه إلى أبا بكر الصديق – رضي الله عنه – وجبن علي – رضي الله تعالى عنه – عن المطالبة في حقه من الوصاية التي شرعها الله له ..

بل أن خميني يناقض نفسه بنفسه .. كما هي عادة أصحاب هذه التقية اللعينة .. فمرة نراه يتهم الله تعالى – والعياذ بالله – انه لا يحسن التصرف في إدارة هذا الكون .. فقال : " "إننا لا نعبد إلهاً يقيم بناء شامخا للعبادة والعدالة والتدين ، ثم يقوم بهدمه بنفسه ، ويجلس يزيداً ومعاوية وعثمان وسواهم من العتاة في مواقع الإمارة على الناس ، ولا يقوم بتقرير مصير الأمة بعد وفاة نبيه "" كشف الأسرار – ص 23 .

ثم نجده وفي الكتاب نفسه يتهم الصحابة بأنهم هم من أخفى الآيات التي قالت بوصاية علي .. فقال : " لقد كان سهلا عليهم " يعني الصحابة الكرام " أن يخرجوا هذه الآيات من القران ويتناولون الكتاب السماوي بالتحريف ويسدلوا الستار على القران ويغيبوه عن أعين العالمين . أن تهمة التحريف التي يوجهها المسلمون إلى اليهود والنصارى إنما تثبت على" الصحابة " كشف الأسرار ص 114 ."

فأي القولين نصدق حقيقة .. أليس هذا هو التناقض والكذب بعينه ؟؟ هل نصدق قوله الأول أن الله لم ينزل آيات في الوصي ؟؟ وانه لم يحسن التصرف في إدارة هذا الكون ، ولم يقرر أمر الأمة من بعد رسولها ؟؟ .. أم نصدق القول الآخر بان الله قد قرر أمر الأمة وأنزلت آيات أخفاها صحابة رسول الله ؟؟ أليس أمرا محيرا .. هذا الكذب الوقح المفضوح ؟؟ الذي ينبغي لكل ذي لب أن يرمي به إلى مكان سحيق ، لا أن يتخذ من هذه المتناقضات عقيدة ومبدأ .. ولكن أين هي القلوب التي تعقل والآذان التي تسمع والعيون التي تبصر ؟؟ وصدق شوقي فيهم ..



اثــّر البهتــان فيه ... وانطلى الزور عليه

ملأ الدنيا صراخا ... بحيــــاة قــــــــــاتليه

يا له من ببغـــــاء ... عقــــله في أذنيـــه



وأما قولهم بارتداد الأمة بعد رسول الله – صلى اله عليه وسلم – فماذا يريدون من هذا القول ؟؟ لاشك أن هذه مرحلة خطيرة ستتلوها مراحل أدهى وأمر ؟؟

فمن الذي جمع لنا القران وهو الكتاب الذي هو بين أيدينا الآن .. من ؟؟ ومن نقل لنا السنة النبوية ؟؟ أليس هؤلاء هم أنفسهم الذين ارتدوا بعد رسول الله ؟؟

ولذلك جاءت المرحلة التي أراد بها هؤلاء محاولة القضاء على هذا الإسلام العظيم .. واتهموا صحابة رسول الله بتحريف القران وهو المصدر الأول في التشريع عند أهل السنة . وذلك كما بينا من قول الخميني السابق .. ثم تلتها مرحلة أخرى ردوا بها السنة النبوية وأنكروها ، وهي المصدر الثاني من مصادر التشريع لدى أهل السنة ..

فقد قال محمد آل كاشف الغطا – وهو احد مراجعهم المعتدلين المعاصرين – : " أن الشيعة لا يعتبرون من السنة – اعني الأحاديث النبوية – إلا ما صح لهم من طرق أهل البيت ، أما ما يرويه مثل أبي هريرة ، وسمرة بن جندب ، وعمرو بن العاص ونظائرهم فليس لهم عند الإمامية مقدار بعوضة ، وأمرهم أشهر من أن يذكر " أصل الشيعة وأصولها ص 79 .

وإما الشيخ حسين العاملي " ت 984 هـ " توصل إلى حكم عام في كتب أهل السنة، فقال " فصحاح العامة كلها وجميع ما يروونه غير صحيح " وصول الأخبار ص 94.

وأما الخميني فقد صرح أن أبا بكر الصديق قد وضع حديث " نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة " في معرض حديثه عن مخالفة أبا بكر للقران . كشف الأسرار 112 . نقلا عن كتاب الخمينية لسعيد حوى ص 28 – 29 .

وأما احد مراجعهم وهو النباطي يقول في كتابه " الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم " طاعنا في الإمام البخاري ومسلم : " كتم البخاري ومسلم أخبارًا جمة في فضائل أهل البيت صحيحة على شرطهما " ج3 ص 225 . ويقول كذلك قادحا في الإمام البخاري : " ما رأينا عند العامة أكثر صيتًا منه ولا أكثر درجة منه، فكأنه جيفة علت، أو كلفة غشت بدرًا، كتم الحق وأقصاه، وأظهر الباطل وأدناه " ج3 ص 234 . نقلا عن كتاب بيان موقف شيخ الإسلام الإمام الأكـبر محمد الطاهر ابن عاشور التونسي من الشيعـة ص 40 .





وبعد كل هذا نجد من علمائنا ومفكرينا من يدعونا إلى التقارب بيننا وبينهم !! فهل يعنون بهذا التقارب ، فعلا أن نقرهم على قولهم بعصمة الأئمة ، وان ننتظر الإمام المهدي المختفي في السرداب حتى يظهر ليملأ الأرض عدلا .. ونترقبه حتى يكمل ما عجز عن إكماله رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ؟؟

أم أنهم يريدون لنا أن نقول بان الأمة قد كفرت بعد رسول الله جميعا.. لنقول بعدها بتحريف القران وننبذ السنة النبوية المطهرة وراء ظهورنا ..

ماذا يريده لنا هؤلاء حقيقة ؟؟



ولكن ما أثلج صدورنا ولله الحمد موقف منذ أيام ، موقف جميل ونبيل وشجاع ، من واحد من علمائنا الذين كان من أكثر الناس دعوة إلى هذا التقارب .. ولكن ولله الحمد تراجع عن دعواه بالتقريب .. محذرا من الغزو الشيعي للمجتمعات السنية مطالبا بالتصدي له ، معتبرا السكوت عنه خيانة للأمة وتفريطا في حق الأمة من قبل العلماء، وذلك بعد أن تبين له فعلا خطر معتقدهم وخبث أفكارهم .. مما فتح عليه أبواق هؤلاء الحاقدين ، حتى من اقرب المقربين إليه ، الذين كان يعتبرهم من أصدقائه الخلص أمثال محمد فضل الله المرجع اللبناني ، ومحمد التسخيري احد آيات إيران . فلم يرقبوا فيه إلا ولا ذمة ..

وصدق الله إذ قال في يهود ونصارى وأحفاد بن سبا .. " وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ " البقرة 120 .



وأما العلامة سعيد حوى – رحمه الله – فقد رد على كل إنسان ينكر حديثا صحيحا من أحاديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال : " وان من المعلوم عند علماء الحديث انه من أنكر حديثا صحيحا مع الأدب فسق ومن أنكره مع سوء الأدب فقد كفر ، وكذلك من أنكر حديثا متواترا ، وقد تبين مما تقدم أن الخميني وشيعته ينكرون كل السنة التي رويت لنا بأسانيد صحاح وفي ذلك إنكار لأحاديث صحيحة كثيرة ، وبعض ما أنكروه يبلغ حد التواتر ، وجميع ما أنكروه يدخل ضمنا في حد التواتر ، وهم بذلك ينقضون الأساس الثاني لهذا الدين وهو السنة " الخمينية لسعيد حوى 29 – 30 .



وأما عالمنا الآخر وهو إحسان الهي ظهير – رحمه الله – الذي كان صلب المراس ، لا تأخذه في الله لومة لائم ، فقد رفض أي حوار مع الرافضة أو أي تقارب حتى يرجعوا عن قولهم بتكفير الصحابة والقول بتحريف القران .. فأبوا ، إلا أن يقولوا (( .. إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ )) الزخرف 22 .

وبقيت الرافضة تتربص به الدوائر .. حتى تمكنوا من وضع قنبلة في مزهرية بإحدى المؤتمرات ليسقط شهيدا هو واثني عشر عالما من خيرة علمائنا .. نتيجة حقد هؤلاء الذين يدّعون الإسلام .. وهم اشد الناس عداوة للذين امنوا !!



ولا ادري أهذا هو السبب .. الذي دفع بعضا من علمائنا ومفكرينا ، إلى القول بالتقارب خوفا من القتل ، وملاحقة الرافضة لهم ؟؟ أم أن هناك شيء أخر ؟؟

الم يكن الأولى بهم – بدل هذه الدعوة ، التي قال عنها الحذيفي الذي زاره رسول الله في المنام ودعاه إلى أن ينصر صاحبيه ، من هذا الرافضي الخبيث رفسنجاني الذي زار قبر رسول الله وقال السلام عليك يا رسول الله ولا سلام على صاحبيك ، وفي رواية قيل أن تفل عليهما .. عليه من الله ما يستحق .

فقام هذا الهمام في خطبة طويلة ، فند فيها كل من يدعوا إلى التقارب بين الأديان من جهة والتقريب بين أهل السنة والشيعة من جهة أخرى . وقال " .. " يسوؤنا نحن المسلمون الدعوة التي تنادي بالتقريب بين الأديان من جهة والتقريب بين أهل السنة والشيعة من جهة أخرى والذي ينادي به بعض المفكرين الذي تنقصهم أولويات وأساسيات في العقيدة "" الخطبة التي ألقاها الحذيفي بوجود الرئيس الإيراني رفسنجاني سنة 1418هـ ذي القعدة.

الم يكن فعلا ، أولى بدعاة التقريب أن يقفوا موقف علمائنا الأجلاء .. وإن لم يقوموا بالذب عن دين الإسلام والانتصار للقران الكريم والدفاع عن سنة رسول الله ، الم يكن من الأفضل لهم أن يصمتوا ؟؟

وجزى الله الشيخ يوسف القرضاوي كل الجزاء على موقفه الشجاع ..



وللحديث بقية



احمد النعيمي

[أبو شهاب الفلسطيني]

يعطيك ألف عافية