العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > منتدى فضح النشاط الصفوى

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-09-08, 12:57 PM   رقم المشاركة : 1
رقية
عضو ذهبي






رقية غير متصل

رقية is on a distinguished road


ماذا لو خذلت أمريكا الخليج كما جورجيا ؟

لا أحد يستطيع أن يلوم إيران عندما قالت على لسان المتحدث باسم وزارة خارجيتها حسن قشقاوي عن الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة أنها " تعتبر ملكا أبديا للجمهورية ‌الإسلامية الإيرانية "؛ فالبلد الفارسي وجد الطريق معبداً له لمزيد من الاسترسال في سياسته التوسعية فسلكه.



وما الغضاضة في أن ترفض إيران " الفقرة الخاصة بالجزر الإيرانية الثلاث في مياه الخليج الفارسي"، في البيان الذي أصدره مجلس وزراء خارجية دول التعاون الخليجي إذا ما كان الطرف الإيراني يدرك أنه القادر على فرض إرادته في القضية وأن الحاضر ـ كما التاريخ ـ يمليه المنتصر.


وحيث لا يلزم للحديث عن نصر وهزيمة على طرفي الخليج العربي الإسلامي إذا لم تكن ثمة حرب قد وقعت بالفعل؛ فالحديث لا ينقطع من جانب آخر عن المكتسبات التي حققتها إيران في الخليج بتحالفها غير المعلن مع الولايات المتحدة والذي يثمر نتائج أكثر نجاعة من نظيره الأمريكي/الخليجي العربي، والتي كان من أبرزها الاحتواء المزدوج من جانب الولايات المتحدة الأمريكية وإيران للعراق، البلد الذي اعتبر يوماً ما درعاً عربياً ضد الطموحات الإيرانية في الخليج، أو لنقل الاحتلال المزدوج والتقاسم المتكافئ للكعكة العراقية.



لن نلوم إيران إذا تطلعت يوماً لمد نفوذها إلى الجانب الغربي والجنوبي من الخليج، وهي تلمح ضوءاً أخضر من الولايات المتحدة الأمريكية، لا بل تراه عياناً وتتلقى عليه تأكيدات سرية وعلنية من واشنطن وبأكثر جراءة، تل أبيب!!


ما العيب في أن تبحث تلك الدولة عن مصالحها وتتعاطى معنا وفقاً لإحداثيات نقف في صفريها وتحتل فيها طهران نقطة متقدمة؟! ولِمَ تستأذن الحكومة الإيرانية لدى افتتاحها مكاتب ملاحية في جزيرة أبو موسى المحتلة؟ ولماذا تطالَب وزارة الخارجية الإيرانية بتفسير عندما استدعت أوائل سبتمبر الحالي القائمَ بالأعمال الإماراتي في طهران للاحتجاج على سوء المعاملة والتمييز الذي يتعرض له مواطنوها في مطارات دولة الإمارات، إذا كان الادعاء الإيراني هو تطور طبيعي لرغبتها في إيجاد مبررات تضع مواطنيها فوق القانون في الإمارات وتجعلهم في مصاف السفراء المعتمدين الذين يحظون بحصانة دبلوماسية رفيعة، ويخضعون لمحاكم مختلطة خاصة حنونة كالتي كان يحظى بها البريطانيون إبان احتلالهم لمصر؟!



في أواخر الشهر الماضي نشرت مجلة الوطن العربي الباريسية تقريراً يتحدث عما أسمته بـ"خطة واشنطن لاستيعاب شيعة الخليج" كشفت فيه عن "عقد اجتماعات على مراحل بين ممثلين عن حركات معارضة شيعية خليجية، خاصة من الكويت والبحرين، وبين ممثلين عن منظمات غير حكومية أميركية".



ونقل التقرير عن مصادر لم يسمها في مقر الحلف الأطلسي في بروكسل ترجيحها عقد هذه الاجتماعات في " أحد معسكرات الجيش الكويتي في الصحراء الشمالية، بعيداً عن الأعين، ووسط سرية تامة"، مضيفاً أن " ممثلي المنظمات غير الحكومية يحظون بدعم من إدارة بوش التي طلبت منهم عقد هذه الاجتماعات بهدف إعداد تصور لكيفية التوصل إلى صيغة تبعد شيعة الخليج عن إيران، وفي الوقت نفسه تمنحهم الحقوق السياسية والمدنية التي تتلاءم مع حجمهم في مجتمعاتهم وفق نظرية "الديمقراطية المذهبية" التي جربتها الإدارة الأميركية في العراق، ولكن بشكل منقوص استفاد منه نظام الملالي في طهران لمد نفوذه إلى الضفة الغربية للخليج.



ووفق مصدر غربي فإن الإدارة الأميركية استفادت من دروس العراق، ولذلك رأت أنه من الأفضل فتح قنوات اتصال مع حركات المعارضة الشيعية في الخليج، بدلاً من اتخاذ موقف عدائي مسبق منها، انحيازا إلى أصدقائهم التقليديين".
والحق أن الدعم التي تلقاه الأقليات الشيعية في الخليج من الإدارتين الأمريكية والبريطانية لا تحتاج إلى هذا التقرير لتأكيدها؛ فهي بادية للعيان متجسدة في أكثر من ملمح، لعل أبرزها الصمت المطبق الذي تتحلى به الولايات المتحدة الأمريكية عندما تحدث أحداث شغب في البحرين أو تدعي إيران ملكيتها لها وعدم اعترافها بها، بما يعاكس تماماً منحاها من اعتبار الرئيس العراقي الراحل صدام حسين الكويت محافظة عراقية على سبيل المثال، أو موقفها من لقاءات التأبين التي أقامها قريبون من "حزب الله" الكويتي المحظور للمطلوب رقم 1 ـ قبل بن لادن ـ أمريكياً/عماد مغنية (أو هكذا يقال!).



لكننا فقط نعود إلى التقرير لا للدلالة على العلاقة بين هذه الأقليات في الخليج و"الشيطان الأكبر" (سابقاً)، وإنما للتدليل على أمور أخرى؛ فالتقرير مثلا أفاد بأن " ممثلي شيعة البحرين قالوا خلال الاجتماعات إنهم يمثلون 80% من سكان المملكة ومع ذلك فإن مشاركتهم السياسية محدودة، وطالبوا بأن يكون منصب رئيس الوزراء على الأقل من حقهم، بالإضافة إلى فتح أبواب المناصب الكبرى أمامهم، وقد تلقوا وعداً بدعم مطالبهم إذا ظلت تحركاتهم في الإطار المدني السلمي، كما طالب الشيعة الكويتيون بنيل حصة عادلة في الحكومة والمناصب الكبرى وعدم إغلاق قطاعات معينة، منها الجيش وقوى الأمن، أمامهم، وتلقوا وعوداً مماثلة". وأشار إلى أن " ممثلي التنظيمات الأميركية سعوا إلى إقناع محاوريهم الخليجيين بأن اعتمادهم على الدعم الإيراني يضر بقضيتهم ".[الوطن العربي 27/8/2008]




هذا جميعه ـ في حال صدق التقرير ـ يقود إلى ما يلي:



[] أن الولايات المتحدة عبر طابورها الأول (منظمات المجتمع المدني) توثق علاقاتها مع من تسميها بالمعارضة الشيعية لا كما يقول التقرير منعاً لحدوث نفس الخطأ في العراق وإنما بالعكس لتكراره؛ فذاكرتنا لازالت غضة والأحداث ما زالت طازجة بشكل كافٍ لندرك أن الولايات المتحدة وبريطانيا اللتين رعيتا مؤتمر لندن للأحزاب المعارضة العراقية بحضور أبرز القيادات الشيعية العراقية من أمثال باقر وعبد العزيز الحكيم والجعفري والخوئي وعلاوي والجلبي قبل غزو العراق لم تكن فيها تلك الدولتان خصماً لإيران ولا اتخذت موقفاً سلبياً من تلك الزعامات التي مثلت قوى الشيعة الرئيسية في العراق والتي تتمتع بعلاقات ممتازة مع طهران، وبالتالي فالحديث عن موقف مغاير وحكيم الآن من الولايات المتحدة يستفيد مما حصل في العراق هو محض أكاذيب تعصى على التصديق والتسويق.
[] أن "منظمات المجتمع المدني" التي استمعت ـ باستمتاع ـ لمبالغات القوى الشيعية البحرينية عن نسبة 80% من السكان شيعة (وتكاد تتجاوز إلى 99% فيما بعد باستثناء الأسرة المالكة في البحرين من السنة في ظل صمت الولايات المتحدة عن هذه التخرصات!!) هي تدعم بقوة هذه القوى ولا تقف على الحياد أبداً بينها وبين الدولة، كما أن تسريب الحديث عن رئيس وزراء شيعي للبحرين هو نوع من الابتزاز للمنامة، أو التمهيد لاستنساخ نموذج العراق لا استبعاده مثلما يبوح التقرير من حيث لا يريد ـ ربما ـ؛ فرئيس الوزراء العراقي الشيعي في العراق الذي يملك كل السلطة تقريباً ليس تكريساً لنظام محاصصة طائفي وإنما انحيازاً سافراً لأقلية على حساب أغلبية، أو حتى انحيازاً لأغلبية غير حاسمة ـ بحسب إحصاءاتهم المغرضة ـ، وعليه فإن الحديث عن رئيس وزراء هو درب من دروب الضغط السافر على الدول الخليجية بغية ابتزازها أو التمهيد للتمكين شيئاً فشيئاً لتلك الأقليات التي لا تعادي الولايات المتحدة الأمريكية إلا عبر الميكروفونات.
[] أن علينا ـ بنظرهم ـ أن نصدق أن مجرد توجيه "نصح" من المنظمات الأمريكية غير الحكومية لقوى "المعارضة" بالابتعاد عن إيران هو حائل دون حدوث ذلك، وأن الولايات المتحدة بذلك تريد فصلاً حقيقياً بين الشيعة العرب وإيران.. هذا كله أيضاً محض تخرصات لا يمكن أن ترقى لمحل الصدق والاعتقاد، لأن مثل هذه "النصائح" لم تجد نفعاً في العراق ليجري تكرارها بهذه البساطة في دول الخليج.

ما الذي تريده تلك المنظمات التي يقول التقرير إنها تحظى بدعم من الرئيس الأمريكي جورج بوش؟ الإجابة ليست هنا، وإنما في العاصمة الباكستانية إسلام أباد، حيث يؤدي آصف زرداري ـ الشيعي المذهب ـ اليمين الدستورية كرئيس لدولة باكستان السنية بدعم أمريكي وافر..
لقد خذلت الولايات المتحدة جورجيا في صراعها مع أوسيتيا وأبخازيا، وتقلصت وعودها بالدعم إلى حد الاقتصار على الدعم الإنساني، وذهبت كل الأماني التي عقدها الرئيس الجورجي ميخائيل ساكشفيلي على الغرب أدراج الرياح مع أول طلقة مدفع روسية؛ فهل يعي الخليج أنه لا مناص من الخيار الثالث المنسي؟!



أمير سعيد







 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:09 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "