أسماء المراجع العلماء المجوزين لتقليد الميت ابتدا ؟؟
بسم الله الرحمن الرحيم
أريد من سماحة الشيخ أن يذكر لي بعض من أسماء العلماء المتأخرين أو المعاصرين من الأصوليين والإخباريين اللذين يفتون بجواز تقليد الميت ابتدأً ؟
===============
الجواب
بسمه تعالى
لم يكن للخلاف في هذه المسألة أثر في فقه الشيعة الإمامية خلال التسعة القرون الهجرية الأولى من تاريخ الإسلام حيث كان التسالم بينهم على جواز تقليد الميت ابتداءاً خصوصاً تقليد عظماء مشاهير المتبحرين في علم الفقه ، وقد أطبق حتى الفقهاء فضلاً عن عوام عامة الناس على تقليد من تقدمهم من الفقهاء الأكابر لعلو شأنهم وعظم مكانتهم وتبحرهم في الفقه, وفيما يرتبط به من علوم كشيخ الطائفة الطوسي (قدس سره) بعد وفاته في القرن الخامس الهجري ومدارسة كتبه والإخلاد والتسليم بنظرياته عشرات السنين, وكذا الحال بالنسبة للعلامة الحلي(قدس الله نفسه الزكية) في القرن الثامن الهجري , ولم يرتفع بينهم صيت الإختلاف في هذه المسألة إلا في القرن العاشر حيث كان أول من ابتدأ في التصنيف فيها ,وتخصيصها برسالة مستقلة هو المحقق الكركي الشيخ علي بن عبد العال , وصرح فيها بحرمة تقليد الميت ابتداءا, وحرمة البقاء على تقليده بعد موته. ثم تبعه الشهيد الثاني الشيخ زين الدين بن علي العاملي (قتل 965 هـ). حيث ألف هو الآخر رسالة في المنع من تقليد الميت ثم جاء من بعده ابنه الشيخ حسن صاحب كتاب المعالم المعروف (ت 1011هـ ) حيث ألف رسالة أيضاً في الموضوع نفسه إختار فيها عدم جواز تقليد الميت ابتداءا وعدم تجزؤ الإجتهاد. ثم توالت المصنفات بهذا الصدد منذ دلك الحين إلى يومنا هذا حيث تبنى رأى المنع من تقليد الميت ابتداءا جمع غفير من الفقهاء الأصوليين حتى أضحى من سمات مدرستهم ومن أبرز معالمها. وهذه الشهرة والكثرة بين المتأخرين لاعبرة بها لأن قول قائليها قد مات بموتهم على حسب ما ذهبوا إليه وأصروا عليه, واشتهار نقله عنهم قد انعدم وانتفى بوفاتهم فأصبح كالعدم لإنعدام وجود أشخاصهم في الحياة. وفي المقابل نجد جمعاً آخر من الفقهاء الأصولين قد خالفوا هذا الرأي وصنفوا الكتب والرسائل في منابذته ومعارضته وإقامة الأدلة على خلافه فمنهم الشيخ أحمد المعروف بالمقدس الأردبيلي (ت 993 هـ) حيث صنف رسالة في جواز تقليد الميت إبتداءاً ,وعدم صحة القول بعدم خلو الزمان من المجتهد الحي , وصرح في آخرها بأن القول بالفرق بين تقليد الحي والميت إبتداءاً وإستدامة إنما هو تحكم واجتهاد صرف بلا دليل ولا مستند وتشهي. ومنهم الشيخ عبد اللطيف بن نور الدين بن علي بن أحمد بن شهاب الدين الجامعي الذي ألف رسالة (تقليد الميت) للرد على الشيخ حسن المتقدم . ومنهم المحقق الأصولي المشهور الميرزا أبو القاسم القمي صاحب القوانين صنف رسالة في تقليد الميت أفتي فيها بجواز التقليد. ومنهم السيد اسماعيل القمي من اعلام القرن الثالث عشر الهجري ,له رسالة ( البقاء على تقليد الميت) واستدل فيها على جواز البقاء على تقليد المجتهد الميت كتبها جواباً على سؤال ورد إليه بشأن البقاء على تقليد الميرزا ابو القاسم الجيلاني القمي بعد وفاته . ومنهم الميرزا عبدالوهاب الشريف بن محمد علي القزويني له رسالة (هداية المسترشدين, في اثبات جواز تقليد الاموات من المجتهدين) رد فيها علي السيد محمد باقر الأصفهاني( المتوفي سنه 1260هـ) المانع من ذلك. ومنهم الشيخ إبراهيم بن سليمان العاملي من أعلام القرن الثاني عشر الهجري الف رسالة (تقليد الأموات) اثبت فيها جوازه ابتداءاً. ومنهم السيد الميرزا محمد جعفر بن محمد بن حسين بن ميرزا مهدي الموسوي الشهرستاني ألف سنة (1259 هـ ) رسالة (تقليد الأموات بقاءا). ومنهم الشيخ ميرزا علي أكبر بن ميرزا محسن الأردبيلي (ت1346هـ) له رسالة (تقليد الأموات) أفتي فيها يوجوب تقليد الأعلم الميت ابتداءاً عند الدوران مع الحي غير الأعلم. ومنهم الميرزا عناية الله بن الميرزا حسين النيسابوري الهندي له رسالة (تقليد الأموات) ذهب فيها إلى التجويز. وحكي الشيخ محمد بن عبدعلي آل عبد الجبار القطيفي من أعلام القرن الثالث عشر الهجري في رسالته (تقليد الميت) عن السيد ركن الدين محمد الجرجاني القول بجوازه ابتداءاً. إلى غير ذلك من الأسماء التي يقف عليها المتتبع لأقوالهم في مصنفاتهم الفقهية والأصولية خصوصاً المعاصرين منهم حيث اشتهر بينهم جواز البقاء على تقليد المجتهد الميت إستدامة بل حتى ابتداءا إذا كان بفتوى وإجازة من المجتهد الحي, وهو رأي جديد يزيد من رصيد كفة الفقهاء المجوزين.
====================
تقليد الميت
سماحة العلامة الشيخ الميرزا محسن ال عصفور ......... حفظه الله
هل هناك من العلماء المجتهدين (الأصوليين) والمعاصرين في هذا القرن أو المتوفون في هذا القرن, من يقول بجواز تقليد الميت ابتداءا ً ؟؟؟؟؟
=========
الجواب
بسمه تعالى
الشايع الذايع بينهم الآن هو جواز تقليد الميت استدامة لا ابتداءاً وقد جنح بعضهم مؤخراً الى جواز تقليد الميت ابتداءاً بالرجوع في ذلك الى فتوى الحي
ومتى علمنا أن تأسيس ذلك لما كان قائماً على غير أساس كثر الشك فيه والإلتباس وتعددت فيه الأقوال بما لايرجى له عائدة ولا لتطويل المقال فيه بذكر الأقوال واستقصائها مزيد فائدة لذا فالإعراض عنه أولى وأحرى .
====================
مامعنى هذه الكلمة :
وقد جنح بعضهم مؤخراً الى جواز تقليد الميت ابتداءاً بالرجوع في ذلك الى فتوى الحي
جواز تقليد الميت ابتداءا: اذن قلد الحي في هذا الأمر اي في الرجوع للميت
=========
بسمه تعالى
إذا عرفت المعنى المقصود سقط الاستغراب وزال الشك والارتياب
اذا انتهى بك الأمر بالتسليم والانقياد والتبعية للفقيه الميت واصبح قائدك ورائدك وزعيمك وسائسك فما جدوى توسط من يسمح أو يمنع من ذلك وما محله من الإعراب بعد ذلك إذ النتيجة التي صرت اليها انك رجعت الى الفقيه الميت واصبحت تقتدي به وتعمل بفتواه وهو عين المتنازع عليه
فلا يحق للمخالف والمعترض على من عمل بفتوى الميت ابتداءاً في جواز الرجوع اليه بعد الوفاة بدون توسط من يجيز أو يمنع من ذلك فاندفع الاشكال وزال الداء العضال فلا جدوى من النزال في عرصات الجدال والاكثار من القيل والقال .