العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديات العلمية > منتدى عقيدة أهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-08-08, 11:59 PM   رقم المشاركة : 1
السليماني
عضو ماسي








السليماني غير متصل

السليماني is on a distinguished road


الإبطال لنظرية الخلط بين دين الإسلام وغيره من الأديان للشيخ بكر رحمه الله



الإبطال لنظرية الخلط بين دين الإسلام وغيره من الأديان

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة

الحمد لله رب العالمين، الذي هدانا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعم الله عليهم، فأكمله -سبحانه- لنا وأتمه، وأتم به علينا النعمة، ورضيه لنا ديناً، وجعلنا من أهله وجعله خاتماً لكل الدين وشرعة، ناسخاً لجميع الشرائع قبله، وبعث به خاتم أنبيائه ورسله محمداً صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏{‏وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون‏}‏ ‏[‏الأنعام/ 153‏]‏، وجعل نهايته‏:‏ رضوان الله والجنة ‏{‏قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين‏.‏ يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراطٍ مستقيم‏}‏ ‏[‏المائدة/ 15، 16‏]‏‏.‏ ‏{‏وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم‏}‏ ‏[‏التوبة/ 72‏]‏، وجعل الذلة والصغار على من خالف أمره‏:‏ ‏{‏أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السموات والأرض طوعاً وكرهاً وإليه يرجعون‏}‏ ‏[‏آل عمران/ 83‏]‏‏.‏

ونعوذ بالله من طريق‏:‏ ‏"‏المغضوب عليهم‏"‏‏:‏ ‏"‏اليهود‏"‏‏:‏

‏"‏ الأمة الغضبية، أهل الكذب، والبُهت، والغدر، والمكر، والحيل، قتلة الأنبياء، واكلة السحت -وهو الربا والرشا- أخبث الأمم طوية، وأرداهم سجية، وأبعدهم من الرحمة، واقربهم من النقمة، عادتهم البغضاء، وديدنهم العدواة والشحناء، بيت السحر، والكذب، والحيل، لا يرون لمن خالفهم في كفرهم وتكذيبهم الأنبياء حرمة، ولا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذمة، ولا لمن وافقهم عندهم حق ولا شفقة، ولا لمن شاركهم عندهم عدل ولانصفة، ولا لمن خالطهم طمأنينة ولا أمنة، ولا لمن استعملهم عندهم نصيحة، بل أخبثهم‏:‏ أعقلهم، وأحذقهم‏:‏ أغشهم، وسليم الناصية -وحاشاه أن يوجد بينهم- ليس بيهودي على الحقيقة، أضيق الخلق صدوراً، وأظلمهم بيوتاً، وأنتنهم أفنية، وأوخشهم سحيّة، تحيتهم‏:‏ لعنة، ولقاؤهم‏:‏ طيرة، شعارهم الغضب، ودثارهم المقت‏"‏ ‏[‏ما جاء بين القوسين من‏:‏ ‏"‏ هداية الحيارى ‏"‏ لابن القيم‏.‏ وهكذا في المواضع بعده من هذه المقدمة‏]‏‏.‏

ونعوذ بالله من طريق ‏"‏الضالين‏"‏‏:‏ ‏"‏النصارى‏"‏‏:‏

‏"‏المثلثة، أمة الضلال، وعباد الصليب، الذين سبوا الله الخالق مسبة ما سبه إياها أحد من البشر، ولم يقروا بأنه الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، ولم يجعلوه أكبر من كل شئ، بل قالوا فيه ما‏:‏ ‏"‏تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هذا‏"‏ فقل ما شئت في طائفة أصل عقيدتها‏:‏ أن الله ثالث ثلاثة، وأن مريم صاحبته، وأن المسيح ابنه، وأنه نزل عن كرسي عظمته والتحم ببطن الصاحبة، وجرى له ما جرى إلى أن قتل ومات، ودفن، فدينها‏:‏ عبادة الصليب، ودعاء الصور المنقوشة بالأحمر، والأصفر في الحيطان، يقولون في دعائهم‏:‏ يا والدة الإله ارزقينا، واغفري لنا وارحمينا‏!‏ فدينهم شرب الخمور، واكل الخنزير، وترك الختان، والتعبد بالنجاسات، واستباحة كل خبيث من الفيل إلى البعوضة، والحلال ما حلله ‏"‏القس‏"‏ والحرام ما حرمه، والدين ما شرعه، وهو الذي يغفر لهم الذنوب، وينجيهم من عذاب السعير‏"‏‏.‏

ونعوذ بالله من كل‏:‏ ‏"‏عابد أوثان، وعابد نيران، وعابد شيطان، وصابئ حيران؛ يجمعهم الشرك، وتكذيب الرسل، وتعطيل الشرائع، وإنكار المعاد، وحشر الأجساد، لا يدينون للخالق بدين، ولا يعبدونه مع العابدين، ولا يوحدونه مع الموحدين‏.‏ وامة ‏"‏المجوس‏"‏ منهم تستفرش الأمهات والنبات، والأخوات، دع العمات، والخالات، دينهم‏:‏ الزمر، وطعامهم‏:‏ الميتة، وشرابهم‏:‏ الخمر، ومعبودهم النار، ووليهم‏:‏ الشيطان، فهم أخبث بني آدم نحلة، وأرداهم مذهباً، وأسوأهم اعتقاداً‏.‏

واما الزنادقة الصابئة، وملاحدة الفلاسفة، فلا يؤمنون بالله، ولا ملائكته ولا كتبه، ولا رسله، ولقائه، ولا يؤمنون بمبدء، ولا معاد، وليس للعالم عندهم رب فعال بالاختيار، لما يريد، قادر على كل شئ، عالم بكل شئ، آمر، ناهٍ، مرسل الرسل، ومنزل الكتب، ومثيب المحسن، ومعاقب المسئ، وليس عند نظارهم إلا تسعة افلاك، وعشرة عقول، وأربعة أركان، وسلسلة ترتبت فيها الموجودات هي بسلسلة المجانين أشبه منها بمجوزات العقول‏"‏‏.‏

فالحمد لله الذي اعاذنا من سُبل الضلالة، التي تجمعها هذه الطرق الخمسة الشيطانية‏:‏

طريق المغضوب عليهم‏:‏ اليهود، وطريق الضالين‏:‏ النصارى، وطريق الصابئة‏:‏ الزنادقة الملاحدة الحيارى، وأخلافهم أخلاف السوء الشيوعيين، ومن شاكلهم، وطريق المجوس‏:‏ مجمع الخبائث قولاً، وفعلاً، واعتقاداً، وطريق المشركين‏:‏ عبدة الأوثان، مكذبة الرسل والأنبياء‏.‏

الحمد لله الذي اعاذنا منها، ‏"‏وأغنانا بشريعته -شريعة الإسلام- التي تدعو إلى الحكمة والموعظة الحسنة، وتتضمن الأمر بالعدل، والإحسان، والنهي عن الفحشاء، والمنكر، والبغي، فله المنة، والفضل على ما أنعم به علينا، وآثرنا به على سائر الأمم، وإليه الرغبة أن يوزعنا شكر هذه النعمة، وان يفتح لنا أبواب التوبة، والمغفرة، والرحمة‏"‏‏.‏

وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، تعالى، وتقدس عن كل مبطل كذاب، ومشرك يعدل به غيره من الالهة المخلوقين، والأرباب المكذوبين‏:‏ ‏{‏ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذاً لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون‏}‏ ‏[‏المؤمنون/ 91-92‏]‏‏.‏

‏"‏وأشهد ان محمد عبده ورسوله، وصفوته من خلقه، وخيرته من بريته، وأمينه على وحيه، وسفيره بينه وبين عباده، ابتعثه بخير ملة، واحسن شرعة‏.‏ وأظهر دلالة، وأوضح حجة، وأبين برهان إلى جميع العالمين إنسهم، وجنهم، عربهم، وعجمهم، حاضرهم، وباديهم؛ الذي بشرت به الكتب السالفة، وأخبرت به الرسل الماضية، وجرى ذكره في الأعصار، في القرى والأمصار، والأمم الخالية‏.‏ ضُربت لنبوته البشائر من عهد آدم أبي البشر إلى عهد المسيح ابن البشر‏"‏‏.‏

* أما بعدُ‏:‏ ففي الوقت الذي يجري فيه صريف الأقلام الجهادية من علماء المسلمين في شتى فجاج ارض الله، بالدعوة إلى الله، والتبصير في الدين، ومواجهة موجات الإلحاد والزندقة، ورد دعاوى الجاهلية القديمة والمعاصرة‏:‏ القومية‏.‏ البعثية‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ الماركسية‏.‏ العلمنة‏.‏ الحداثة ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ وصد عاديات التغريب والانحراف، والغزو والمعنوي بجميع أنواعه وضروبه، وأشكاله، بدت محنة أخرى في ظاهرة هي أبشع الظواهر المعادية للإسلام والمسلمين؛ إذ نزعت في المواجهة نزعا عنيفا بوقاحة، وفراهة؛ كيداً للمسلمين، وطعناً في الدين، وليّاً بألسنتهم؛ لإفساد نزعة التدين بالإسلام، والدخول فيه، وتذويب شخصيته في معترك الديانات، ومطاردة التيار الإسلامي، وكبت طلائعه المؤمنة، وسحب اهله عنه إلى ردةٍ شاملة‏.‏

وكل ذلك يجري على سنن الصراع والتقابل والتدافع، كما قال ابو العلاء المعري‏:‏

يجنى تزايد هذا من تناقض ذا ** كالليل إن طال غال اليوم بالقصر

واعلى من ذلك وأجل قول الله -تعالى-‏:‏ ‏{‏ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا‏}‏ ‏[‏البقرة/ 217‏]‏‏.‏

وقوله -سبحانه-‏:‏ ‏{‏ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء‏}‏ ‏[‏النساء/ 89‏]‏‏.‏

وذلك فيما جهرت به اليهود والنصارى، من الدعوة الجادة إلى‏:‏

‏"‏نظرية الخلط بين الإسلام وبين ما هم عليه من دين محرف منسوخ‏"‏ وزرع خلاياهم في أعماق الإسلام في كل صقع ودار، وصهر المسلمين معهم في قالب واحد فلا ولاء، ولا براء، ولا تقسيم للملا إلى مسلم وكافر ابدا، ولا لتعبدات الخلائق إلى حق وباطل‏.‏ ونصبوا لذلك مجموعة من الشعارات وصاغوا له كوكبة من الدعايات، وعقدوا له المؤتمرات، والندوات، والجمعيات، والجماعات، إلى آخر ما هنالك من مخططات وضغط، ومباحثات ظاهرة، أو خفية، معلنة، او سرية، وما يتبع ذلك من خطوات نشيطة، ظهر أمرها وانتشر وشاع واشتهر‏.‏

وهم في الوقت نفسه في حالة استنفار، وجد ودأب في نشر التنصير، وتوسيع دائرته، والدعوة إليه، واستغلال مناطق الفقر، والحاجة، والجهل، وبعث النشرات عبر صناديق البريد‏.‏

من هنا اشتد السؤال ، ووقع كثيراً من أهل الإسلام عن هذه ‏"‏ النظرية ‏"‏ التي حلت بهم ، ونزلت بساحتهم ، ما الباعث لها ، وما الغالية التي ترمي إليها ، وما مدى مصداقية شعاراتها ، وعن حكم الإسلام فيها، وحكم الاستجابة لها من المسلمين ، وحكم من أجاب فيها ، وحكم من دعا إليها ، ومهد السبيل لتسليكها بين المسلمين ، ونشرها في ديارهم ، ونثر من أجلها وسائل التغريب ، وأسباب التهويد ، والتنصير في صفوف المسلمين ‏.‏

حتى بلغت الحال ببعضهم إلى فكرة ‏:‏ ‏"‏ طبع القرآن الكريم ، والتوراة والإنجيل في في غلاف واحد ‏؟‏

وحتى بلغ الخلط والدمج مبلغه ببناء ‏"‏ مسجد ، وكنسية ، ومعبد ‏"‏ في محل واحد ، في ‏:‏ ‏"‏ رحاب الجامعات ‏"‏ و ‏"‏ المطارات ‏"‏ و ‏"‏ الساحات العامة ‏"‏ ‏؟‏

فما جوابكم يا علماء الإسلام ‏؟‏‏؟‏







 
قديم 12-08-08, 05:41 PM   رقم المشاركة : 2
السليماني
عضو ماسي








السليماني غير متصل

السليماني is on a distinguished road


المقام الأول

المسرد التاريخي لهذه النظرية وتشخيص وقائعها



إنها نظرية اليهود والنصارى ، وهي حديثة بصنع شعاراتها ، والعمل من أجلها على كافة المستويات - كما سيأتي - لسَحب المسلمين من إسلامهم ، لكنها قديمة عند اليهود ، والنصارى ، في كوكبة تدابيرهم الكيدية ومواقفهم العدائية للإسلام ، والمسلمين ‏.‏



وبتتبع مراحلها التاريخية ، وجدتها قد مرت في حقب زمانية أربع هي ‏:‏


1- مرحلتها في عصر النبي صلى الله عليه وسلم ‏:‏


قد بين الله - سبحانه - في محكم كتابه ، أن اليهود ، والنصارى في محاولة دائبة ؛ لإضلال المسلمين عن إسلاميهم ، وردهم إلى الكفر ، ودعوتهم المسلمين إلى اليهودية أو النصرانية فقال - تعالى - ‏:‏


‏{‏ ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند انفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شئ قدير ‏}‏ ‏[‏البقرة / 109‏]‏ ‏.‏




وقال - تعالى - ‏:‏ ‏{‏ وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هوداً أو نصارى تلك امانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ‏}‏ ‏[‏ البقرة / 111 ، 112 ‏]‏ ‏.‏


وقال - تعالى - ‏:‏ ‏{‏ وقالوا كونوا هوداً أو نصارى تهتدوا قل بل ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين ‏}‏ ‏[‏ البقرة / 135 ‏]‏ ‏.‏


وهكذا في عدد من آيات الله ، يتلوها المسلمون في كتاب الله ؛ ليحذروا الكافرين من اليهود ، والنصارى ، وغيرهم ، فخمدت حيناً من الدهر حتى انقراض القرون المفضلة ‏.‏


2- مرحلة الدعوة إليها بعد انقراض القرون المفضلة ‏:‏


ثم بدت محاولاتهم مرة أخرى تحت شعار صنعوه ، وموهوا به على الجهال ، وهو ‏:‏ أن الملل ‏:‏ اليهودية ، والنصرانية ، والإسلام ‏.‏ هي بمنزلة المذاهب الفقهية الأربعة عند المسلمين كل طريق منها يوصل إلى الله - تعالى - ‏.‏

‏[‏الفتاوى ‏:‏ 4 / 203‏]‏


وهكذا فيما يثيرونه من الشبه ، ومتشابه القول ، وبتر النصوص ، مما يوهمون به ، ويستدرجون به أقواماً ، ويتصدون به آخرين ، من ذوي الألقاب الضخمة هنا وهناك ‏؟‏



ثم تلقاها عنهم دعاة ‏:‏ ‏"‏ وحدة الوجود ‏"‏ و ‏"‏ الاتحاد ‏"‏ و ‏"‏ الحلول ‏"‏ وغيرهم من المنتسبين إلى الإسلام من ملاحدة المتصوفة في مصر ، والشام ، وأرض فارس ، وأقاليم العجم ، ومن غلاة الرافضة وهي من مواريثهم عن التتر ، وغيرهم حتى بلغ الحال أن بعض هؤلاء الملاحدة يجيزون التهود ، والتنصر ، بل فيهم من يرجح دين اليهود والنصارى على دين الإسلام ‏.‏‏.‏


وهذا فاشٍ فيمن غلبت عليهم الفلسفة منهم ، ثم انتقلوا إلى أن أفضل الخلق عندهم هو ‏:‏ ‏"‏ المحقق ‏"‏ وهو ‏:‏ الداعي إلى الحلول ، والاتحاد ‏.‏


‏[‏وقد كشفهم شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - في مواضع من كتبه الفتاوى ‏:‏ 4 / 203 - 208 ، 14 / 164 - 168 ، 28 / 523 ‏.‏ الصفدية ‏:‏ 1 / 98 - 100 ، 268 ‏.‏ الرد على المنطقيين ‏:‏ ص / 282 - 283‏]‏‏.‏


وقد قُمِعَت هذه الدعوة الكفرية بمواجهة علماء الإسلام لها ، والمناداة عليها ، وعلى منتحليها ، بأنها كفر وردة عن الإسلام ‏.‏



وكان لشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - مواقف إسلامية مشهورة خالدة ، ولغيره من علماء المسلمين الذين ردوا على هؤلاء الغلاة، مثل الحلاج ‏:‏

الحسين بن منصور الفارسي ، المقتول على الردة 309


وابن عربي محمد بن علي الطائي ، قدوة السوء للقائلين بوحدة الوجود ،


في كتابه ‏:‏ الفصوص ، المتوفي سنة 638 ، وابن سبعين ‏.‏ ت سنة 699 ، وغيرهم كثير ‏

-----------------------------------


[‏تنبيه ‏:‏ عظمت الفتنة في عصرنا بمدح الملاحدة المنتسبين إلى الإسلام والافتخار بهم ، وإظهار مقالاتهم ، وساعد على ذلك طبع المستعمرين - المستشرقين - لكتبهم ، ونشرها ، وكل هذه مخاطر يجب الحذر منها ، وعلى من بسط الله يده أن يكف أقلام أصحابها ، وألسنتهم ، طاعة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم - في نصرة هذا الدين ، وحماية لأهله من شرورهم‏]‏ ‏.‏







 
قديم 20-08-08, 03:26 PM   رقم المشاركة : 3
السليماني
عضو ماسي








السليماني غير متصل

السليماني is on a distinguished road


3- مرحلة الدعوة إليها في النصف الأول من القرن الرابع عشر ‏:‏

وقد خمدت حيناً من الدهر محتجرة في صدر قائليها ، المظهرين للإسلام ، المبطنين للكفر والإلحاد ،

حتى تبنتها ‏"‏ الماسونية ‏"‏ ‏[‏الموسوعة الميسرة ‏:‏ ص / 449 - 454‏]‏

وهي ‏:‏ ‏"‏ منظمة يهودية للسيطرة على العالم ، ونشر الإلحاد والإباحية ‏"‏ ‏.‏


تحت غطاء الدعوة إلى وحدة الأديان الثلاثة ، ونبذ التعصب بجامع الإيمان بالله ، فكلهم مؤمنون ‏.‏

وقد وقع في حبال دعوتهم ‏:‏ جمال الدين بن صَفدَر الأفغاني ، ت سنة 1314 بتركيا

‏[‏انظر ‏:‏ كتاب ‏:‏ ‏"‏ صحوة الرجل المريض ‏"‏ لموفق بني المرجه ‏:‏ ص / 345 ‏.‏ وكتاب ‏:‏ ‏"‏ جمال الدين الأفغاني في الميزان‏]‏

وتلميذه الشيخ محمد عبده بن حسن التركماني ‏.‏ ت سنة 1323 بالإسكندرية ‏[‏المراجع السابقة‏]‏‏.‏

وكان من جهود محمد عبده ، في ذلك ، أن ألف هو ، وزعيم الطائفة ميرزا باقر الإيراني ، الذي تنصر ، ثم عاد إلى الإسلام ، ومعهم ممثل جمال الأفغاني ، وعدد من رجال الفكر في ‏:‏ ‏"‏ بيروت ‏"‏ ألفوا فيه جمعية باسم ‏:‏ ‏"‏ جمعية التأليف والتقريب ‏"‏ موضوعها التقريب بين الأديان الثلاثة ‏.

‏ وقد دخل في هذه الجمعية بعض الإيرانيين ، وبعض الإنجليز ، واليهود ، كما تراه مفصلاً في كتاب ‏:‏ ‏"‏ تاريخ الأستاذ الإمام ‏:‏ 1 / 817 - 829 ‏"‏ تأليف محمد رشيد رضا ‏.‏ المتوفي سنة 1354 ‏.‏



ومن جهود محمد عبده في ذلك ، ملاسلات بينه ، وبين بعض القساوسة ، كما في كتاب ‏:‏ ‏"‏ الأعمال الكاملة للشيخ محمد عبده ‏:‏ 2 / 363 - 368 ‏"‏ جمع محمد عمارة ‏.‏

وقد جالت مطارحات في هذه النظرية ، بين عدد من المؤيدين ، والمعارضين ، بين محمد عبده ، ومحمد حسين هيكل ، والطبيب حسن الهراوي ، وعبد الجواد الشرقاوي ، وذلك في مجلة ‏:‏ ‏"‏ السياسة الأسبوعية بمصر ‏"‏ في الأعداد / 2821 لشهر صفر عام 1351 ، وما بعده ‏.‏


وفي ‏:‏ ‏"‏ صحيقة الهلال ‏"‏ في الأعداد / 484 ، 485 لعام 1357 ، 1358 ، مقالات بعنوان ‏:‏ ‏"‏ هل يمكن توحيد الإسلام والمسيحية ‏؟‏ ‏"‏ بين كل من / محمد فريد وجدي ، ومحمد عرفة ، وعبد الله الفيشاوي الغزي ، وبين القساوسة ، وكان الحوار ، وكانت المراسلات جارية في هذه المقالات في الجواب على هذا السؤال ‏:‏ هل يمكن التوحيد بين الإسلام والمسيحية من جهة الأسلوب الروحي فقط ، أو من جهة الأمور المادية ، وكان النصراني إبراهيم لوقا يستصعب توحيد الإسلام والمسيحية في كلا الأمرين جميعاً ، ولكنه استسهل الجمع بين المسلمين والنصارى في مصالح الوطن ، ثم قال ‏:‏

‏"‏ لا سبيل إلى الوحدة الكاملة إلا بأن تعتنق إحداهما مبادئ الأخرى ، فإما إيمان بلاهوت المسيح ، وتجسده ، وموته ، وقيامه ، فيكون الجميع مسيحين ، وإما إيمان بالمسيح كواحد من الرسل النبيين ، فيصبح به الجميع مسلمين ‏"‏ ‏.‏

4- مرحلة الدعوة إليها في العصر الحاضر ‏:‏

في الربع الخير من القرن الرابع عشر هجري ، وحتى عامنا هذا 1416 ‏.‏ وفي ظل ‏"‏ النظام العالمي الجديد ‏"‏ ‏:‏ جهرت اليهود ، والنصارى ، بالدعوة إلى التجمع الديني بينهم ، وبين المسلمين ، وبعبارة أخرى ‏:‏ ‏"‏ التوحيد بين الموسوية ، والعيسوية ، والمحمدية ‏"‏ باسم ‏:‏

‏"‏ الدعوة إلى التقريب بين الأديان ‏"‏‏.‏ ‏"‏ التقارب بين الأديان ‏"‏ ‏.‏ ثم باسم ‏:‏ ‏"‏ نبذ التعصب الديني ‏"‏‏.‏

ثم باسم ‏:‏ ‏"‏ الإخاء الديني ‏"‏ وله ‏:‏ فتح مركز بمصر بهذا الاسم ‏[‏في كتاب محمد البهي ‏:‏ ‏"‏ الإخاء الديني ، ومجمع الأديان / سياسة غير إسلامية ‏"‏ ‏.‏ ص / 3 قال ما نصه ‏:‏ ‏"‏ الإخاء الديني ‏:‏ جماعة تمارس نشاطها المشترك بين المسلمين والمسيحيين في المركز العام لجمعيات الشبان المسلمين بالقاهرة‏]‏‏.‏

وباسم ‏:‏ ‏"‏ مجمع الأديان ‏"‏ وله فتح مركز بسيناء مصر بهذا الاسم ‏[‏ في المرجع السابق ‏:‏ ‏"‏ مجمع الأديان ‏:‏ مبنى يقام في وادي الراحة بسيناء للعبادات الثلاثة‏]‏‏.‏

وباسم ‏:‏ ‏"‏ الصداقة الإسلامية المسيحية ‏"‏ ‏.‏

وباسم ‏:‏ ‏"‏ التضامن الإسلامي المسيحي ضد الشيوعية ‏"‏ ‏.‏

ثم أخرجت للناس تحت عدة شعارات ‏:‏


‏"‏ وحدة الأديان ‏"‏ ‏.‏ ‏"‏ توحيد الأديان ‏"‏ ‏.‏ ‏"‏ توحيد الأديان الثلاثة ‏"‏ ‏.‏ ‏"‏ الإبراهيمية ‏"‏ ‏.‏ ‏"‏ الملة الإبراهيمية ‏"‏ ‏.‏ ‏"‏ الوحدة الإبراهيمية ‏"‏ ‏.‏ ‏"‏ وحدة الدين الإلهي ‏"‏ ‏.‏ ‏"‏ المؤمنون ‏"‏ ‏.‏ ‏"‏ المؤمنون متحدون ‏"‏ ‏.‏ ‏"‏ الناس متحدون ‏"‏ ‏.‏ الديانة العالمية ‏"‏ ‏.‏ ‏"‏ التعايش بين الأديان ‏"‏ ‏.‏ ‏"‏ المِلّيُون ‏"‏ ‏.‏ ‏"‏ العالمية وتوحيد الأديان ‏"‏
‏[‏العالمية ‏:‏ مذهب معاصر ، يدعو إلى البحث عن حقيقة واحدة يستخلصها من ديانات العالم المتعددة ، وحقيقته نسف للإسلام انظر ‏:‏ معجم المناهي اللفظية ص / 270 - 371‏]‏‏.‏

ثم لحقها شعار آخر ، هو ‏"‏ وحدة الكتب السماوية ‏"‏ ‏.‏ ثم امتد أثر هذا الشعار إلى فكرة طبع ‏:‏ ‏"‏ القرآن الكريم ، والتوراة ، والإنجيل ‏"‏ في غلاف واحد ‏.‏

ثم دخلت هذه الدعوة في ‏:‏ ‏"‏ الحياة التعبدية العملية ‏"‏ ‏[‏من هنا حتى الفقرة العاشرة ، مستخلص من ‏:‏ سلسلة تقارير المعلومات بوزارة الأوقاف الكويتية تحت الوثيقة رقم / 61334 بمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية ‏.‏ بالرياض‏]‏

؛ إذ دعا ‏"‏ البابا ‏"‏ إلى إقامة صلاة مشتركة من ممثلي الأديان الثلاثة ‏:‏ الإسلاميين والكتابيين ، وذلك بقرية ‏:‏ ‏"‏ أسِيس ‏"‏ في ‏:‏ ‏"‏ إيطاليا ‏"‏ ‏.‏ فأقيمت فيها بتاريخ ‏:‏ 27 / 10 / 1986 م ‏.‏

ثم تكرر هذا الحدث مرات أخرى باسم ‏:‏ ‏"‏ صلاة روح القدس ‏

[‏لم يفصح لنا الخبر إلى أي القبلتين صلى بهم البابا ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ وهل كانت الصلاة في بيت رحمة - المسجد - أم في بيت عذاب ‏:‏ الكنيسة ، والمعبد ‏.‏

وهذه أول صلاة يؤم فيها كافر مسلماً ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ ‏؟‏‏؟‏‏!‏‏!‏‏]‏

ففي ‏:‏ ‏"‏ اليابان ‏"‏ على قمة جبل ‏:‏ ‏"‏ كيتو ‏"‏ أقيمت هذه الصلاة المشتركة ، وكان - واحسرتاه - من الحضور ممثل لبعض المؤسسات الإسلامية المرموقة ‏.‏

وما يتبع ذلك ، من أساليب بارعة للاستدراج ، ولفت الأنظار إليها والاتفاف حولها ، كالتلويح بالسلام العالمي ، ونشدان الطمأنينة والسعادة للإنسانية ، والإخاء ، والحرية ، والمساواة ، والبر والإحسان ‏.‏

وهذه نظيرة وسائل الترغيب الثلاثة التي تنتحلها الماسونية ‏:‏ ‏"‏ الحرية ، والإخاء ، والمساواة ‏"‏ أو ‏:‏ ‏"‏ السلام ، والرحمة ، والإنسانية ‏"‏ وذلك بالدعوة إلى ‏"‏ الروحية الحديثة ‏"‏ القائمة على تحضير الأرواح ، روح المسلم ، وروح اليهودي ، وروح النصراني ، وروح البوذي ، وغيرهم ،

وهي من دعوات الصهيونية العالمية الهدامة ، كما بين خطرها الأستاذ محمد محمد حسين - رحمه الله تعالى - في كتابه ‏:‏ ‏"‏ الروحية الحديثة دعوة هدامة / تحضير الأرواح وصلته بالصيونية العالمية ‏"‏ ‏.‏

آثار هذه النظرية على الإسلام والمسلمين ‏:‏

وعلى إثر هذا الدور العملي الجرئ حصل مجموعة من الآثار ‏:‏


فمن آثارها ‏:‏ اقتحام العقبة ، وكسر حاجز الهيبة من المسلمين من وجه ، وكسر حاجز النفرة من الكافرين من وجه آخر ‏.‏

ومن آثارها ‏:‏ أن قدم ‏:‏ ‏"‏ البابا ‏"‏ نفسه إلى العالم ، بأنه القائد الروحي للأديان جميعاً ، وأنه حامل رسالة ‏:‏ ‏"‏ السلام العالمي ‏"‏ للبشرية ‏.‏

ومن آثارها ‏:‏ أن ‏"‏ البابا ‏"‏ اعتبر ‏:‏ يوم ‏:‏ 27 / 10 اكتوبر عام 1986 م عيداً لكل الأديان ، وأول يوم من شهر يناير ، هو ‏:‏ ‏"‏ يوم التآخي ‏"‏ ‏.‏

ومن آثارها ‏:‏ اتخاذ نشيد ، يردده الجميع ، أسموه ‏:‏ ‏"‏ نشيد الإله الواحد رب ، وأب ‏"‏ ‏.‏

ومن آثارها ‏:‏ أنه انتشر في العالم ، عقد المؤتمرات لهذه النظرية ، وانعقاد الجمعيات ، وتأليف الجماعات الداعية لوحدة الأديان ، وإقامة الأندية ، والندوات فكان منها ‏:‏
1- أنه في تاريخ 12 - 15 / 2 فبراير 1987 م ‏:‏ عقد ‏"‏ المؤتمر الإبراهيمي ‏"‏ في قرطبة ، بمشاركة أعداد من اليهود والنصارى ، ومن المنتسبين للإسلام من القاديانيين والإسماعيليين ‏.‏ وكان انعقاده باسم ‏:‏ ‏"‏ مؤتمر الحوار الدولي للوحدة الإبراهيمية ‏"‏ ‏.‏ وافتتح لهذا الغرض معهد باسم ‏:‏ ‏"‏ معهد قرطبة لوحدة الأديان في أوربا ‏"‏ ‏.‏ أو ‏:‏ ‏"‏ المركز الثقافي الإسلامي ‏"‏ ‏.‏ أو ‏:‏ ‏"‏ مركز قرطبة للأبحاث الإسلامية ‏"‏ ‏.‏

وكان متولي ذلك ‏:‏ النصراني ‏:‏ روجيه جارودي ‏.‏ وكانت أهم نقطة في انعقاده ، هي ‏:‏ إثبات الاشتراك واللقاء بين عدد من المنتسبين إلى الأديان

‏[‏انظر كتاب ‏:‏ ‏"‏ لا لجارودي ووثيقة إشبيلية ‏"‏ لسعد ظلام ‏.‏ وكتاب ‏:‏ ‏"‏ الإسلام والأديان ‏"‏ لمحمد عبد الرحمن عوض‏]‏

2- وفي تاريخ ‏:‏ 21 / 3 مارس / 1987 م تأسست الجماعة العالمية للمؤمنين بالله ، باسم ‏:‏ ‏"‏ المؤمنون متحدون ‏"‏ ‏.‏

3- وفي صيف هذا العام - أيضاً - تأسس ‏"‏ نادي الشباب المتدين ‏"‏ ‏.‏

4- وفي شهر إبريل ، منه - أيضاً - تأسست جمعية باسم ‏:‏ ‏"‏ الناس متحدون ‏"‏ ‏.‏

5- عمل لهذه المؤسسات ، لوائح ، وأنظمة داخلية ركزت على إذابة الفوارق بين الإسلام ، واليهودية ، والنصرانية ، وتجريد الشخصية الإسلامية من هويتها ‏:‏ ‏"‏ الإسلام ناسخ لما قبله ‏"‏ و ‏"‏ القرآن ناسخ لجميع الكتب قبله ومهيمن عليها ‏"‏ وذلك باسم ‏:‏ ‏"‏ وحدة الأديان ‏"‏ ‏.‏

6- رأس مال جماعة ‏:‏ ‏"‏ المؤمنون متحدون ‏"‏ وهو ‏:‏ ‏"‏ 000 ‏,‏ 800 دولار ‏"‏ ‏.‏

7- في حال حلها تعود أموالها إلى ‏:‏ ‏"‏ الصليب الأحمر ‏"‏ ومؤسسات الصدقات الكنسية ‏.‏

8- من اعتبارات هذه الجمعية الرموز الآتية ‏:‏


‏"‏ رمز الإحسان ‏"‏ هو ‏:‏ مؤسس الصليب الحمر ‏.‏

‏"‏ رمز التطور ‏"‏ هو ‏:‏ دارون ‏.‏

‏"‏ رمز المساواة ‏"‏ هو ‏:‏ كارل ماركس ‏.‏

‏"‏ رمز السلام العالمي للبشرية و ‏"‏ الإخاء الديني ‏"‏ هو ‏:‏ البابا ‏.‏
9- اتخذت هذه الجمعية ‏"‏ راية ‏"‏ عليها الشعارات الآتية ‏:‏ ‏"‏ شعار الأمم المتحدة ‏"‏ و ‏"‏ قوس قزح ‏"‏ ‏

[‏جاء في الإصحاح التاسع من سفر التكوين ‏"‏ مايفيد - قبحهم الله ما أكذبهم - أن الله جعل ‏"‏ قوس قزح ‏"‏ علامة تذكره أن لا يعود إلى إهلاك أهل الأرض مرة أخرى كما كان مع قوم نوح ، فهو علامة ميثاق بين الله وبين أهل الأرض ‏:‏ ‏"‏ أنه إذا رأى الله ‏:‏ ‏"‏ قوس قزح ‏"‏ تذكر حتى لا يتورط مرة أخرى في طوفان آخر ‏.‏ قاتل الله اليهود ما أكذبهم ، وعليهم لعنة الله المتتابعة إلى يوم القيامة ‏"‏ ‏.‏]‏

ورقم ‏"‏ 7 ‏"‏ - رمز النصر عندهم - وهو أيضاً اسم أول سفينة اكتشفت القارة الأمريكية ، وحملت رسالة النصرانية إلى هذه القارة ‏.‏

10 - تتابع عقد المؤتمرات لوحدة الأديان في ‏:‏ ‏"‏ نيويورك ‏"‏ و ‏"‏ البرتغال ‏"‏ ، وغيرهما ‏.‏


ومن آثار هذه النظرية ‏:‏ أنه فضلاً عن مشاركة بعض من المنتسبين إلى الإسلام في هذه اللقاآت - على أراضي الدول الكافرة - في المؤتمرات ، والندوات ، والجمعيات وإقامة الصلوات المشتركة ، مدفوعين كانوا أو مختارين - وأمرهم إلى الله تعالى - فإنه ما كادت شعارات هذه النظرية تلوح في الأفق ، وتصل إلىالأسماع ،


وإلا وقد تسربت إلى ديار الإسلام ، فطاشت بها أحلام ، وعملت من أجلها أقلام ، وفاهت بتأييدها أفمام ، وانطلقت بالدعوة إليها ألسن من بعد أخرى ، وعلى الدعوة بها سدة المؤتمرات الدولية ، وردهات النوادي الرسمية ، والأهلية ‏.‏

وكان منها في ‏:‏ ‏"‏ مؤتمر شرم الشيخ بمصر ‏"‏ في شهر شوال عام 1416


، تركيز كلمات بعض أصحاب الفخامة ‏!‏‏!‏‏!‏‏!‏ من المسلمين ‏!‏‏!‏‏!‏‏!‏ على الصفة الجامعة بين المؤتمرين ، وهي ‏:‏ ‏"‏ الإبراهيمية ‏"‏ وهو مؤتمر يجمع لفيفاً من المسلمين ، واليهود ، والنصارى ، والشيوعين ‏.‏

ومنها أنه بتاريخ ‏:‏ 1416 / 10 / 10 ‏.‏ أعلن بعضهم عن إصدار كتاب يجمع بين دفتيه ‏:‏ القرآن الكريم ، والتوراة ، والإنجيل ‏"‏ ‏[‏نشر في وسائل الإعلام المختلفة ، ومنها في ‏:‏ جريدة الرأي ‏.‏ في العدد رقم / 9316 ، ص / 1 بتاريخ 13 / 10 / 1416‏]‏‏.‏

وفي بعض الآفاق صدر قرار رسمي بجواز تسمية مواليد المسليمن ، بأسماء اليهود المختصة بهم ؛ وذلك إثر تسمية مواليد المسلمين باسم ‏:‏ ‏"‏ رابين ‏"‏ ‏[‏نشر الخبر في وسائل الإعلام ، وفي الصحافة العالمية ‏.‏ منذ شهر رمضان عام 1416‏]‏‏.‏

وهكذا ينتشر عقد التهويد ، والتنصير ، بنثر شعاراتهم بين المسملين ، ومشاركة المسلمين لهم في أفراحهم ، وأعيادهم ، وإعلان صداقتهم ، والحفاوة بهم ، وتتبع خطواتهم وتقليدهم ، وكسر حاجز النفرة منهم بذلك ، وبتطبيع العلاقات معهم

‏[‏ تطبيع العلاقات ‏:‏ مصطلح دولي معاصر ، وهو اتفاق ، أو معاهدة ثنائية بين بلدين ، تهدف إلى جعل العلاقات بينهما طبيعية ، ومتكيفة مع الوضع الجديد للبلدين ، ويشمل التطبيع عدة نواح ، وليس مقصوراً على الناحية السياسية فقط ؛ إذ يشمل العلاقات الاقتصادية ، والتمثيل الدبلوماسي والتبادل التجاري ، والتعاون الإعلامي ، وفتح المجال للسياح من البلدين ‏.‏ ‏"‏ كتاب كلمات غريبة ‏:‏ 148 ‏"‏‏]‏‏.‏

وهكذا في سلسلة يجر بعضها بعضاً في الحياة المعاصرة ‏.‏

هذه خلاصة ما جهرت به اليهود ، والنصارى ، في مجال نظرية توحيد ديانتهم مع دين الإسلام ، وهي بهذا الوصف ، من مستجدات عصرنا ، باختراع شعاراتها ، وتبني اليهود ، والنصارى لها على مستوى الكنائس ، والمعابد ، وإدخالها ساحة السياسة على ألسنة الحكام ، والتتابع الحثيث بعقد المؤتمرات ، والجمعيات ، والجماعات ، والندوات ؛ لبلورتها ، وإدخالها الحياة العملية فعلاً ‏.‏ وتلصصهم ديار المسلمين لها ، من منظور ‏:‏ ‏"‏ النظام الدولي الجديد ‏"‏ ‏

[‏ويقال ‏:‏ ‏"‏ النظام العالمي الجديد ‏"‏ و ‏"‏النظام العالمي المعاصر ‏"‏ وحقيقته من خلال القوى العاملة في ‏:‏ ‏"‏ المؤسسات الدولية ‏"‏ ‏:‏ نظام استمعاري غربي من وجه جديد ضد امم وحضارات ديانة الجنوب وفي مقدمتها ‏"‏ الملة الإسلامية ‏"‏ يهدف إلى سلب الدين والخلاق ، وفرض التقليد والتبعية لهم في خصوصيات حضارتهم في الدين والأخلاق‏]‏ ‏

.‏ مستهدفين قبل هيمنة ديانتهم ، إيجاد ردة شاملة عند المسلمين عن الإسلام ‏.‏

وكان منشور الجهر بها ، وإعلانها ، على لسان النصراني المتلصص إلى الإسلام ‏:‏ روجية جارودي ‏

[‏ انتشر إعلامياً حال هذا التقييد ، إعلان جارودي ، أنه لم يتخل عن النصرانية ، وأخذ يرمي بآراء جديدة في الإسلام ، منها أن الصلوات المفروضات ثلاث وليست خمساً وأنه يدعو إلى عقيدة دينية جديدة تخلط بين الإسلام والنصرانية والشيوعية ، إلى آخر كفرياته ، كما نشر في ‏:‏ ‏"‏ مجلة المجلة ‏"‏ هذا العام 1416 ‏.‏ وقد رد عليه شيخ الأزهر جاد الحق - رحمه الله تعالى - قبيل وفاته ، ورد عليه الشيخ عبد العزيز ابن عبد الله بن باز المفتي العام للملكة العربية السعودية في ‏:‏ ‏"‏ مجلة البعث الإسلامي لعدد / 6 ربيع الأول عام 1417 ص / 24 - 31 ‏"‏ ‏.‏

ومثل هذا الرجل وانكشاف حقيقته بعد سنين ، يعطي المسلمين درساً بالتثبيت والتبين قبل الاندفاع ، فإن المسلمين قد أكبروه ، وشهروه ، ثم صارت حقيقة حاله ما ذكر ، فإلى الله المشتكى ، وهو المستعان‏]‏،

فعقد لهذه الدعوة ‏:‏ ‏"‏ المؤتمر الإبراهيمي ‏"‏ ثم توالت الأحداث كما اسلفت في صدر هذه المقدمة ‏.‏

ولا يعزب عن البال ، وجود مبادرات نشطة جداً من اليهود والنصارى ،

في الدعوة إلى ‏:‏ ‏"‏ الحوار بين أهل الأديان ‏"‏

‏[‏ وكان آخرها ‏:‏ ‏"‏ مؤتمر الإسلام والحوار الحضاري بين الأديان ‏"‏ المنعقد في القاهرة في شهر ربيع الأول عام 1417 ‏.‏


وفي ‏:‏ ‏"‏ مجلة الإصلاح ‏"‏ الإماراتية في العدد / 351 في 1 / 4 / 1417 تقرير عنه ، وكشف حقائق مزعجة على لسان بعض المشاركين من المسلمين ‏؟‏‏!‏‏]‏

وباسم ‏"‏ تبادل الحضارات والثقافات ‏"‏ و ‏"‏ بناء حضارة إنسانية موحدة ‏"‏ و ‏"‏ وبناء مسجد ، وكنيسة ، ومعبد ‏"‏ في محل واحد ، وبخاصة في رحاب الجامعات وفي المطارات ‏.‏

وكان من مداخل السوء المبطنة لتمهيد السبيل إلى هذه النظرية ، وإفساد الديانة ، إجراء الدراسات المقارنة في الشرعيات ، بين الديان الثلاثة ، ومن هنا يتبارى كل في محاولة إظهار دينه على الدين كله ، فتذوب وحدة الدين الإسلامي ، وتميزه ، وتسمن الشبه ، وتستسلم لها القلوب الضعيفة ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ وكنت أشرت إلى خطر ذلك في بعض ما كتبت ،

ثم رايت كلاماً حسناً في مقدمة ترجمة الأستاذ / محمد خليفة التونسي ، لكتاب ‏:‏ ‏"‏ بروتوكولات حكماء صهيون ‏"‏ ‏:‏ ص / 78 فقال ما نصه ‏:‏

‏"‏ وقل مثل ذلك في علم مقارنة الأديان ، التي يحاول اليهود بدراسة تطورها ، ومقارنة بعض أطوارها ببعض ، ومقارنتها بمثلها في غيرها ، أن يمحوا قداستها ، ويظهروا الأنبياء ، مظهر الدجالين ‏"‏ انتهى ‏.‏

هذا عرض موجز عن تاريخ هذه النظرية ‏:‏ ‏"‏ وحدة الأديان ‏"‏

وتدرجها في فتراتها الزمنية الثلاث المذكورة وبيان بعض آثارها التآمرية على الإسلام والمسلمين ، ويأتي في آخر الجواب الإجمالي تفصيل ما تستهدفه هذه النظرية في الإسلام والمسلمين‏.‏







 
 

الكلمات الدلالية (Tags)
التقريب بين الأديان, الإسلام, بكر أبوزيد, وحدة الأديان

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:46 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "