الرافضي خليل حيدر أراد أن يضرب بين أهل السنة والأشاعرة في الشناعة على الشيعة
حمد بن إبراهيم العثمان يتهم خليل علي حيدر بأنه مقاله ملئ بالمغالطات وأنه تجنى وكذب كثيراً على أهل السنة ، وأراد أن يضرب بين أهل السنة والأشاعرة في الشناعة على الشيعة
عالم اليوم
إعرف مبادئ الشر تعرّف المتطرف
كتب حمد بن إبراهيم العثمان
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
قرأت هجوم الأستاذ خليل علي حيدر على السلفيين، فرأيته قلب الحقائق حيث تعامى عن حقيقة نشأة التطرف الذي صنعه« الرافضة» من تكفير الصحابة ودعوى نقص القرآن، وأراد أن يلصق تهمة الغلو بالسلفيين لأنهم ذكروا الأحكام الشرعية اللائقة بمن صدرت عنهم هذه الشناعات، فماذا يريد الأستاذ خليل من السلفيين، أن يدفنوا رؤوسهم في الرمال لتروج هذه العقائد الكفرية، وليكونوا في نظر أصحاب هذه العقائد معتدلين؟!
فرصة«الحوار» أخذت حظها طوال أربعة عقود ولم تجد نفعاً ولا تغييرا بل هو حيلة مكشوفة للتلبيس على العامة بدعوى التقريب، والقوم ماضون في عقائدهم الكفرية.
فخذ على سبيل المثال: منتديات الحوار السني- الشيعي في السعودية التي استضافت أحد رؤوس الشيعة في المنطقة الشرقية في أكثر من مناسبة ولم يتغير منه شيء، وهو الذي يفاخر بقوله«نحن الذين قتلنا عثمان بن عفان»، ومعلوم أنه يمثل طائفته، حيث هناك من طبع الآن في الكويت كتابا يفاخر بقتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، والمسلمون كلهم إلا هؤلاء يعتقدون اعتقادا جازما ان قتلة الخليفتين مجوس كفرة.
أراد الأستاذ خليل حيدر أن يضرب بين أهل السنة والأشاعرة في الشناعة على الشيعة، وهذا جهل منه بالفرق وعقائدها، فبرغم الاختلاف الكبير بين السنة والأشاعرة في الأسماء والصفات، والقدر، والإيمان، وعذاب القبر، والرؤية، وكرامات الأولياء، ومصادر التلقي، وغيرها إلا أنهم متفقون على عدالة الصحابة والحكم على سابهم ومكفرهم بما تقتضيه أدلة الشريعة، وبما أن خليل علي حيدر أثنى على أبي الحسن الأشعري كثيرا فلعله ينظر في كتاب«مقالات الإسلاميين»، لأبي الحسن الأشعري ص5-75 ليقف على عقيدة الأشعري في الشيعة.
والأستاذ خليل علي حيدر أظهر تناقضا صارخا في مقاله فتراه في صدر مقاله يدعو لتوسيع الصدر والحوار والأخذ والرد والنقاش ثم يقرر بعد ذلك امتناع وقوع ذلك، حيث قال:«فمثل هذا التغير بحاجة إلى تقارب أوسع، وتفاهم أعمق لا تساعد الأجواء الحالية على تحقيقه»، وهذه شهادة شيعية بعدم جدوى منتديات الحوار السني – الشيعي.
زعم الأستاذ خليل أن السلفية تيار يعادي فكر وإسهام أبي الحسن الأشعري، وهذا جهل منه بحقيقة عقيدة أبي الحسن رحمه الله الأشعري، وحقيقة موقف أهل السنة، فأبو الحسن رحمه الله مر بأطوار ثلاثة: الطور الأول أربعون سنة في الاعتزال، ثم صار كُلاّبيا«على مذهب ابن كُلاب»، ثم تراجع عن هذين المذهبين المبتدعين وأعلن رجوعه إلى مذهب الإمام أحمد، وإن كان بقي معه بقية من مذاهب المبتدعة.
ويبدو أن خليل علي حيدر لم يقرأ كتب أبي الحسن الأشعري رحمه الله، إذ لو فعل ذلك لما تحذلق بمحاولة الضرب بين أهل السنة والأشاعرة في عقيدة«الصحابة».
حاول الأستاذ خليل إفراغ أصل دعوة الإسلام من حقيقتها، وهي كلمة التوحيد وحقيقتها وجعلها في مرتبة«طقوس» لا توجب الافتراق، فيقول عن السلفيين:«وفي أفغانستان كانت النزاعات و«الهوشات» تنشب في المقابر بين السلفيين الخليجيين والأحناف الأفغان بسبب طقوس ورسوم دفن قتلى المعارك»، وهذا جهل منه بواقع أفغانستان، وجهل منه بعقيدة الإسلام، وعقيدة آل البيت الذي ينتسب إليهم، فالخلاف كان على أصل دعوة الإسلام، فالسلفيون أنكروا عليهم رفع القبور والبناء عليها وتجصيصها والطواف بها والاستغاثة بالمقبورين فيها وسؤالهم شفاء الأسقام وطلب الذرية والنصر على الأعداء، فهذا كله شرك يا«عاقل».
وسادات آل البيت المتقدمون كانوا ينكرون ذلك فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال لأبي الهياج الأسدي: ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا تدع تمثالا إلا طمسته ولا قبرا مشرفا إلا سويته. رواه مسلم.
فهل علي بن أبي طالب رضي الله عنه«سني متطرف»؟!
خليل حيدر تحذلق كثيرا وأراد أن ينزل الحق والباطل منزلة سواء بدعوى المساواة وحرية العقيدة، وهذا كله من إفساد الدين فالحق والباطل ليسا سواءً، والواجب إشاعة الحق ورد الباطل، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:«من دعا إلى هدى فله أجرها وأجر من عمل بها، ومن دعا إلى ضلالة فعليه وزرها ووزر من عمل بها»، رواه مسلم.
وطبعا سيقول أهل الباطل وسيقول الشيعة«كل يدعي أنه على الحق»!!
فنقول الدين حقائق وليست دعاوى، فأقول لهم: هذا علي بن أبي طالب رضي الله عنه ولي الخلافة بعد الخلفاء الثلاثة ست سنوات ولم يظهر غير الدين الذي تدين به الخلفاء الراشدون الثلاثة قبله، فهذا دال قطعا على ابتداعكم وتغييركم لعقيدة آل البيت المتقدمين.
كما عاب خليل حيدر على السلفيين إنكار بدع الصوفية، وهذا تزكية للسلفيين من حيث لا يشعر خليل، وهو دال على عدل السلفيين وقيامهم بحفظ الشريعة ورد البدع مع كل أحد، لم تختص ردودهم بالشيعة فقط لأنهم يدورون مع الحق حيث دار، ولا يضادون أحدا إلا لبدعته وضلاله لا لعرقه أو نسبه.
كما أن الأستاذ خليل علي حيدر نصب نفسه مدافعا عن إيران حيث ساق ما ذكره بعض الاخوة«حكم إيران يقوم على تكفير السنة قاطبة وأنهم كفار مرتدون»، ثم علق خليل حيدر بقوله:«وهذه بلا شك تهمة غير صحيحة».
فنقول له هذه حقيقة قاطعة، فقد أقيم احتفال رسمي وجماهيري في عبدان بتاريخ 17 مارس 1979 تأييدا لإقامة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ألقى فيها د. محمد مهدي صادقي خطبة في هذا الاحتفال، ومما جاء في هذه الخطبة:«أصُرح يا إخواني المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها إن مكة المكرمة حرم الله الآمن يحتلها شرذمة أشد من اليهود».
كما ان خليل حيدر تجنى وكذب كثيراً على أهل السنة في جزيرة العرب حيث قال:«وقد قمع السلفيون في الجزيرة العربية كما هو معروف بقية المذاهب الإسلامية السنية وغير السنية، وعادوا على نحو خاص مذهب أهل الرأي أي الأحناف، وفسحوا المجال واسعا لمذهب أهل الحديث والحنابلة»، وهذا كذب صارخ يمارس تحت عباءة الإنصاف، وعافانا الله من لبس ثوب الزور، ولا يحتاج أحد أن يتكلف كثيرا لبيان هذا الكذب الفاضح، فهذا العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله من علماء المذهب المالكي من دولة موريتانيا، منحته الدولة السعودية الجنسية، وجعلته يُدرِّس في المسجد النبوي والجامعة الإسلامية، وكذلك الشيخ عطية محمد سالم رحمه الله من مصر منحته الدولة السعودية الجنسية وجعلته يُدرِّس موطأ الإمام مالك في المسجد النبوي، وكذلك الشيخ بديع الدين الراشدي السندي وغيره من شيوخ باكستان والهند جعلتهم الدولة السعودية يُدرسّون في المسجد الحرام دون إلزامهم بالمذهب الحنبلي، وواضح أن خليل حيدر يعرف اسم«ابن تيمية» رحمه الله لكنه لا يعرف حقيقة دعوته، حيث قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:«وأصول الإمام مالك في البيوع أصح الأصول»، وكل واحد يعرف أن الإمام أحمد تلميذ الشافعي رحمهم الله، وأن الشافعي استفاد من أحمد. والشافعي تلميذ مالك رحم الله الجميع.
على كل حال مقال خليل علي حيدر مليء بالمغالطات غير ما ذكرت وفي التنبيهات السابقة دلالة على حقيقة مغالطاته وتزييفه للواقع.