السلام عليكم
بسم الله الرحمن الرحيم
قد طرح الزميل ساجد لله ، عددا من الشبهات ، و نحن إن شاء الله و بحوله وقوته نوضح ما تشابه .
1- يوجد هناك فرق بين كلمة بيت و كلمة مسكن .
فقد يكون لأحد ما بيتا و لكنه لا يسكنه قال تعالى لنبيه إبراهيم عليه السلام { وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ } فالكعبة المشرفة هي بيت الله تعالى و لكن الله تعالى لا يسكن في هذا البيت . و لكن الناس مأمورون بأن يزوروا هذا البيت و أنه مشبع بنور الله العظيم .
و كذلك سرداب سامراء هو بيت الإمام المهدي الذي ولد فيه عام 255هـ و لكنه لا يسكن الآن فيه . و المؤمنون يزورون هذا البيت لأنه مشبع بنور الله العظيم. فكل بيت وضع لعبادة الله تعالى هو مشبع بنور الله العظيم . فلا يوجد مانع من ذلك .
2 - لماذا الامام والإمامة امتداد للنبوة إلا الوحي ؟
الجواب :
.......... أمتداد للنبوة يعني خليفة ، فالخليفة امتداد للمستخلِف ( بكسر الام)
و الأئمة هم عترة النبي صلى الله عليه و آله و هم الخليفة الثاني بعد الكتاب كما جاء في مسند أحمد [ حدثنا الأسود بن عامر حدثنا شريك عن الركين عن القاسم بن حسان عن زيد بن ثابت قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني تارك فيكم خليفتين كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض أو ما بين السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ] .
3 – و لماذا الامام هو الرجل الکامل الاقرب الي الله سبحانه و هو همزة الوصل بين الناس و بين الله سبحانه ؟
الجواب :
.......... بما أن الرسول صلى الله عليه و آله هو همزة الوصل بين الله و بين عبادة ، و بما أن الأئمة من عترته هم الخلفاء للنبي صلى الله عليه و آله .
إذاً هم أيضاً همزة و صل بين الله و بين العباد .
فهمزة الأصل الأولى هو النبي صلى الله عليه و آله ثم الإمام علي ثم الحسن ثم الحسين ثم علي ابن الحسين فالباقر و الصادق و الكاظم و الرضى و الجواد و العسكري ثم محمد بن الحسن العسكري ( المهدي ) عليهم السلام .
فهذه سلسلة كل واد منهم هو حلقة أو همزة وصل بين العباد و بين الله تعالى .
4 – و يقول الزميل
...............................فلا ناس يروه ولا وحى يأتيه كما يقول هذا الجاهل فكيف يمكن أن يكون همزة الوصل بين الله والناس ( غريب خيالهم وشاذ ) !!
الجواب :
........... إن الله تعالى قد جعل بينه و بين خلقه همزات وصل كثيرة و هي التي نسميها بالأسباب أي التي عن طريقها تصل رحمة الله تعالى إلى خلقه ، و هو القادر على أن تكون قدرته تصل للخلق من غير سبب أو واسطة أو همزة وصل . و لكن اقاضت مشيئته ذلك .
فمن الأسباب أو همزات الوصل الملائكة
. قال تعالى { بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا (1) وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا (2) وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا (3) فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا (4) فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا (5) }
في تفسير القرطبي :
:::::::: (وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا ) الْمَلَائِكَة الَّتِي تَنْزِع أَرْوَاح الْكُفَّار ; قَالَهُ عَلِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ , وَكَذَا قَالَ اِبْن مَسْعُود وَابْن عَبَّاس وَمَسْرُوق وَمُجَاهِد
::::::: ( وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا ) قَالَ اِبْن عَبَّاس : يَعْنِي الْمَلَائِكَة تَنْشِط نَفْس الْمُؤْمِن فَتَقْبِضهَا كَمَا يُنْشَط الْعِقَال مِنْ يَد الْبَعِير : إِذَا حُلَّ عَنْهُ .
::: ( وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا ) قَالَ عَلِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ : هِيَ الْمَلَائِكَة تَسْبَح بِأَرْوَاحِ الْمُؤْمِنِينَ . الْكَلْبِيّ : هِيَ الْمَلَائِكَة تَقْبِض أَرْوَاح الْمُؤْمِنِينَ , كَاَلَّذِي يَسْبَح فِي الْمَاء
:::: ( فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا ) قَالَ عَلِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ : هِيَ الْمَلَائِكَة تَسْبِق الشَّيَاطِين
::::: ( فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا ) قَالَ الْقُشَيْرِيّ : أَجْمَعُوا عَلَى أَنَّ الْمُرَاد الْمَلَائِكَة .
.............................. وَرَوَى عَطَاء عَنْ اِبْن عَبَّاس : " فَالْمُدَبِّرَات أَمْرًا " : الْمَلَائِكَة وُكِّلَتْ بِتَدْبِيرِ أَحْوَال الْأَرْض فِي الرِّيَاح وَالْأَمْطَار وَغَيْر ذَلِكَ . قَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن سَابَاط : تَدْبِير أَمْر الدُّنْيَا إِلَى أَرْبَعَة ; جِبْرِيل وَمِيكَائِيل وَمَلَك الْمَوْت وَاسْمه عِزْرَائِيل وَإِسْرَافِيل , فَأَمَّا جِبْرِيل فَمُوَكَّل بِالرِّيَاحِ وَالْجُنُود , وَأَمَّا مِيكَائِيل فَمُوَكَّل بِالْقَطْرِ وَالنَّبَات , وَأَمَّا مَلَك الْمَوْت فَمُوَكَّل بِقَبْضِ الْأَنْفُس فِي الْبَرّ وَالْبَحْر , وَأَمَّا إِسْرَافِيل فَهُوَ يَنْزِل بِالْأَمْرِ عَلَيْهِمْ , وَلَيْسَ مِنْ الْمَلَائِكَة أَقْرَب مِنْ إِسْرَافِيل , وَبَيْنه وَبَيْن الْعَرْش مَسِيرَة خَمْسمِائَةِ عَامٍ . وَقِيلَ : أَيْ وُكِّلُوا بِأُمُورٍ عَرَّفَهُمْ اللَّه بِهَا .
و الخلاصة :
............... أن الرحمة و كل شيء أصله هو الله تعالى ، و لكن الله تعالى شاء أن تكون هناك اسباب أي وسائظ أو همزات وصل .
فالعطش و الجوع مثلاً ، الله هو الذي يرفعهما عن الناس و الحيوان و لكن عن طريق الماء و الطعام . فالماء و الطعام هما همزات و صل و هكذا .