من يرتدى ثوب الفاروق ؟ ـ هشام الهلالي
هشام الهلالي : بتاريخ 7 - 5 - 2008
في يوم من الايام بينما كانت المدينة المنورة تعج بالزائرين ولاحظ امير المؤمنين عمر بن الخطاب ذلك عندما امتلا المسجد النبوي بالمصلين ،فقال عمر لعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهما : هل لك أن نحرسهم الليلة من السرقة ؟!
فوافق عبد الرحمن بن عوف ،فباتا يحرسانهم ويصليان ما كتب الله لهما , فسمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه صوت صبي يبكي , فتوجه ناحية الصوت , فقال لأمه التي تحاول إسكاته: اتقي الله وأحسني إلى صبيك .
ثم عاد إلى مكانه فارتفع صراخ الصبي مرة أخرى , فعاد إلى أمه وقال لها مثل ذلك , ثم عاد إلى مكانه , فلما كان في آخر الليل سمع بكاءه , فأتى أمه فقال عمر رضي الله في ضِيقٍ : ويحك إني أراك أم سوء, مالي أرى ابنك لا يقر منذ الليلة ؟!
قالت الأم في حزن وفاقة من شدة الفقر : يا عبدالله قد ضَايَقتَني هذه الليلة إني أُدَربُهُ على الفِطام , فيأبى.
قال عمر رضي الله عنه في دهشه : وَلِمَ ؟
قالت الأم في ضعف : لأن عمر لا يفرض العطية للرضيع ولا يعطيها إلا للفطيم .
ارتعدت فرائص عمر رضي الله عنه خوفاً , وقال في صوت متعثر: وكم له؟
فقالت المراة : كذا وكذا شهراً .
قال عمر رضي الله عنه: ويحك لا تعجليه بالفطام .
ثم انصرف فصلى الفجر وما يستبين الناس قراءته للقران من كثرة بكائه, فلما سلم قال : يا بؤساً لعمر ! كم قتل من أولاد المسلمين؟!
ثم أمر لكل مولود في الإسلام بعطية من بيت مال المسلمين .
و يروي ايضا عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه بينما كان يعس بالمدينة إذا بخيمة يصدر منها أنين امرأة، فلما اقترب رأى رجلا قاعدًا فاقترب منه وسلم عليه، وسأله عن خبره، فعلم أنه جاء من البادية، وأن امرأته جاءها المخاض وليس عندها أحد، فانطلق عمر إلى بيته فقال لامرأته "أم كلثوم بنت علي"
ـ هل لك في أجر ساقه الله إليك؟ فقالت: وما هو؟ قال: امرأة غريبة جاءها المخاض وليس عندها أحد ـ قالت نعم إن شئت فانطلقت معه، وحملت إليها ما تحتاجه من سمن وحبوب وطعام، فدخلت على المرأة.
وراح عمر يوقد النار حتى انبعث الدخان من لحيته، والرجل ينظر إليه متعجبًا وهو لا يعرفه، فلما ولدت المرأة نادت أم كلثوم "عمر" يا أمير المؤمنين، بشر صاحبك بغلام، فلما سمع الرجل أخذ يتراجع وقد أخذته الهيبة والدهشة، فسكن عمر من روعه وحمل الطعام إلى زوجته لتطعم امرأة الرجل، ثم قام ووضع شيئًا من الطعام بين يدي الرجل وهو يقول له: كل ويحك فإنك قد سهرت الليل!.
تذكرت وانا اقرا بعضا من مناقب ابن الخطاب اننا نعيش فى تيه كبير ، لماذا لايكون ولاتنا وحكامنا كذلك يتقون الله فيمن يحكمونهم ؟ ،الموضوع كبير وخطير العدل العمري تخطى حدود حقوق الانسان الى حقوق الحيوان ، فنجد الفاروق عمر يقول والله لوعثرت بغلة فى العراق لسالنى الله لماذا لم تمهد لها الطريق ، انه هونفسه الذى اطلق العبارة الشهيرة متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا ؟ .
ياسلام لو استيقظنا من نومنا فوجدنا الوزراء والمحافظين والمسؤولين قد لبسوا ثوب الفاروق واخذوا ينشرون العدل بين الناس ، هنا وهناك ويردون المظالم ويدافعون عن الضعفاء ويوزعون الثروات التى حباها الله لمصرنا بين الناس بالعدل ، والله لن يجدوا من الناس الا كل الحب ولكن هل يمكن ان يحدث ذلك الحلم البعيد المنال ؟
وخاصة ان ثوب عمر لايمكن ان يلبسه الا من تربى تربية الفاروق وعمل بعمل الفاروق ونشر العدل بين البرية حتى قال عنه سفرنيوس بطريرك القدس حينما ذهب ليسلم مفاتيح القدس لعمر ، فوجده نائما تحت شجرة بثياب بسيطة ومن غير حرس فقال له حكمت فعدلت فامنت فنمت ياعمر