** مثل هذا الإدعاءالخطير والكبير تستدعي الضرورة والأهمية نقله عن الأئمة من محبهم ومبغضهم
كما نقل ادعاء النبوة من قِبَل مسيلمة وسجاح والأسود العنسي وطليحة الأسدي وغيرهم من مدعي
النبوة الكاذبين ..
وكما نقل أمر بيعة أبي بكر وعمر وشورى الستة بعد عثمان ، وكما نقل استخلاف معاوية لابنه يزيد
وغير ذلك كثير من الأمور المشهورة التي لا يمكن أن تخفى وتستدعي الضرورة والأهمية نقلها
بل كما نقلت أحاديثه رضي الله عنه ومناقبه ، وهذا الإدعاء أولى منها بالنقل .
** وقد عاش رضي الله عنه أكثر عمره في مكة والمدينة ثم انتقل للكوفة في آخر حياته وأخذ العلم
عنه خلق كثير من أهل السنة ونقلوا عنه العلم ، ولم ينقل أحد منهم النص على كونه إماماً معصوماً
مفترض الطاعة ، لا من المهاجرين ولا الأنصار ولا من التابعين بل ولا من الخوارج والنواصب ولو على
سبيل الاعراض والتفنيد .
** وبذلك نعلم أنها أكذوبة سبأية تفرد باختراعها ابن سبأ بشهادة شيخ الرافضة النوبختي كما في
(فرق الشيعة ص50) وتلقاها عنه أتباعه إلى اليوم .
** كيف وبيعته لأبي بكر وعمر ودخوله في الشورى مع الستة بعد عمر دليل على عدم ادعائه ذلك ،
ولا يجوز له أن يتنازل عن هذا الأمر الإلهي لغيره ، فضلا عن أن يبايع الكفار والمنافقين بزعمهم .
** ويقال في الأئمة من بعده الحسن والحسين وزين العابدين والباقر والصادق وغيرهم وهم من علماء أهل
السنة وممن سكنوا المدينة ما قيل في علي رضي الله عنه:
وذلك أنه لم ينقل عنهم هذا الادعاء المفترى على كثرة من طلب العلم على أيديهم من علماء أهل السنة في المدينة ولو
على سبيل الاعتراض والتفنيد . ( أنظر تراجمهم في سير أعلام النبلاء وغيره ) .
**بل قد نقل عنهم في كتب الرافضة إنكارهم لهذه الفرية التي ابتدعها أهل الكوفة
** جعفر الصادق رحمه الله ينكر أن في أهل البيت إماماً مفترض الطاعة:
جاء في رجال الكشي عن سعيد الأعرج أنه قال:كنا عند أبي عبد الله فاستأذن رجلان ، فأذن لهما
فقال أحدهما: أفيكم إمام مفترض الطاعة ؟ قال جعفر : ما أعرف ذلك فينا !
قال: بالكوفة قوم يزعمون أن فيكم إماماً مفترض الطاعة ، وهم لا يكذبون أصحاب ورع واجتهاد.. منهم عبد الله بن يعفور وفلان وفلان .
فقال أبو عبد الله: ما أمرتهم بذلك، ولا قلت لهم أن يقولوه !
ثم قال: فما ذنبي ! واحمر وجهه وغضب غضباً شديداً !
قال: فلما رأيا الغضب في وجهه قاما فخرجا .. ) رجال الكشي : ص427 .
وللتأمل: الإمام السادس جعفر الصادق رحمه الله ينفي هذا المعتقد عنه وعن آبائه !
مما يدل على دعوى النص أكذوبة مفتراة عليهم على يد أتباع ابن سبأ كشيطان الطاق وأضرابه