بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد
قال الله تعالى : (( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ )) [التوبة : 33] ، فما جاء النبي صلى الله عليه بالرسالة عادته كل الأديان من اليهود والنصارى وغيره من عبادة الأوثان والدهريين .
وقد بين الله تعالى أن اليهود والنصارى لن يرضوا عن المسلمين حتى يتبعوا ملتهم قال تعالى : (( وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ ))[البقرة : 120] وهذا الأمر مستقر في نفسوم المسلمين حتى جاء التصوف الذي يحمل في طياته وحدة الأديان كما يحمل وحدة الوجود ن فقد كان شيخهم الأكبر يدعوا لوحدة الأديان فتبنى بعضهم هذه الفكرة ، ولسنا بصدد تقصي أخبارهم ومقالاتهم ولكن ننقل خبرا نقله موقع رايات العز ، تحت عنوان : (( لقاء الأديان بمدينة ميونخ )) وهذا نص الخبر :
(( في أقدم الكنائس بالقرب من مدينة ميونخ إلتقى أحبار اليهود ورهبان الكنائس وأئمة المساجد في لقاء التسامح والتواصل بينهم ونبذ الأرهاب في كل صوره مع رفض الصورة الغير حضارية من بعض أجهزة الإعلام التي تقدم المسلمين للمجتمعات الأوربية في صورة لاتليق بديانة هي من أعظم الديانات قامت عليها حضارة قدمت للبشرية كل العون والدعم والتقدم خلال العصور السابقة وماتزال.
وكان تبادل الكلمات والنغمات حيث قام أحد الأحبار بتقديم فقرة كلامية شرح فيها كيف ان الناس على اختلاف دياناتهم يلتقون في الإنشاد الديني وينسجمون وقدم احد المغنيين اليهود فقام بأداء أوبرالي رائع اخذ الجميع على اجنحة السوبرانو وسفن القرار في انسجام رائع، وكذلك قام أعضاء من كنائس البرتوستانط والكاثوليك بتقديم كلماتهم مختلطة بنغماتهم فأبهروا الحضور عزفا وغناء، ثم تقدمت السيدة ماريا سبته البرهانية نيابة عن المسلمين لتشجي الناس بحديثها عن الإنشاد الديني والمديح في الإسلام الذي كان له المكانة الظاهرة فجعل النبي صلى الله عليه وسلم له أكثر من مادح وشاعر كما أنه كان له حادى في رحلاتة وكان في الأعياد تغني الجواري في داره وفي حضوره كما روى البخاري وختم اللقاء بالحضرة البرهانية التي تمايل معها الجميع طربا وإعجابا ))

قلت : وصدق الله تعالى حيث قال : (( وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ ))[البقرة : 120]
ولو أن هذا اللقاء كان في دعوتهم لدين الاسلام لما كان الود ، ولكن عندما كان اللقاء ؛ لقاء طرب تشابهت قلبوهم وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف )) رواه البخاري
وهذا يذكرني بقول الله تعالى : (( وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكَاء وَتَصْدِيَةً فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ )) [الأنفال : 35]
هذا والله تعالى أعلا وأعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
=============
أبو عثمان
المصدر التصوف العالم المجهول