العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-01-08, 11:35 PM   رقم المشاركة : 1
حسينا
موقوف





حسينا غير متصل

حسينا is on a distinguished road


حقائق حول معركة الجمل

حقائق حول معركة الجمل

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن معتقد أهل السنة والجماعة الإمساك عما جرى بين أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، والترضي عنهم جميعاً، واعتقاد أنهم مجتهدون في طلب الحق، للمصيب منهم أجران، وللمخطئ أجر واحد.
ولما كانت كتب التاريخ مشحونة بكثير من الأخبار المكذوبة التي تحط من قدر هؤلاء الأصحاب الأخيار، وتصور ما جرى بينهم على أنه نزاع شخصي أو دنيوي، لما كان الأمر كذلك فإننا نسوق إليك جملة من الأخبار الصحيحة حول هذه المعركة، وبيان الدافع الذي أدى إلى اقتتال الصحابة الأخيار رضي الله عنهم.
أولاً: بويع علي رضي الله عنه بالخلافة بعد مقتل عثمان رضي الله عنه، وكان كارهاً لهذه البيعة رافضاً لها، وما قبلها إلا لإلحاح الصحابة عليه، وفي ذلك يقول رضي الله عنه: (ولقد طاش عقلي يوم قتل عثمان، وأنكرت نفسي، وجاءوني للبيعة فقلت: والله إني لأستحي من الله أن أبايع قوماً قتلوا رجلاً قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أستحي ممن تستحي منه الملائكة"، وإني لأستحي من الله أن أبايع وعثمان قتيل على الأرض لم يدفن بعد، فانصرفوا، فلما دفن رجع الناس فسألوني البيعة، فقلت: اللهم إني مشفق مما أقدم عليه، ثم جاءت عزيمة فبايعت، فلقد قالوا: يا أمير المؤمنين، فكأنما صدع قلبين، وقلت: اللهم خذ مني لعثمان حتى ترضى). رواه الحاكم وصححه على شرط الشيخين ووافقه الذهبي.
ثانياً: لم يكن علي رضي الله عنه قادراً على تنفيذ القصاص في قتلة عثمان رضي الله عنه لعدم علمه بأعيانهم، ولاختلاط هؤلاء الخوارج بجيشه، مع كثرتهم واستعدادهم للقتال، وقد بلغ عددهم ألفي مقاتل كما في بعض الروايات، كما أن بعضهم ترك المدينة إلى الأمصار عقب بيعة علي.
وقد كان كثير من الصحابة خارج المدينة في ذلك الوقت، ومنهم أمهات المؤمنين رضي الله عنهن، لانشغال الجميع بالحج، وقد كان مقتل عثمان رضي الله عنه يوم الجمعة لثمان عشرة خلت من ذي الحجة، سنة خمسة وثلاثين على المشهور.
ثالثاً: لما مضت أربعة أشهر على بيعة علي دون أن ينفذ القصاص خرج طلحة والزبير إلى مكة، والتقوا بأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، واتفق رأيهم على الخروج إلى البصرة ليققوا بمن فيها من الخيل والرجال، ليس لهم غرض في القتال، وذلك تمهيداً للقبض على قتلة عثمان رضي الله عنه، وإنفاذ القصاص فيهم.
ويدل على ذلك ما أخرجه أحمد في المسند والحاكم في المستدرك: أن عائشة رضي الله عنها لما بلغت مياه بني عامر ليلاً نبحت الكلاب، قالت: أي ماء هذا؟ قالوا: ماء الحوأب، قالت: ما أظنني إلا راجعة، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا: "كيف بإحداكن تنبح عليها كلاب الحوأب". فقال لها الزبير: ترجعين!! عسى الله عز وجل أن يصلح بك بين الناس.
قال الألباني: إسناده صحيح جداً، صححه خمسة من كبار أئمة الحديث هم: ابن حبان، والحاكم، والذهبي، وابن كثير، وابن حجر (سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم 474).
رابعاً: وقد اعتبر علي رضي الله عنه خروجهم إلى البصرة واستيلاءهم عليها نوعاً من الخروج عن الطاعة، وخشي تمزق الدولة الإسلامية فسار إليهم رضي الله عنه (وكان أمر الله قدراً مقدوراً).
خامساً: وقد أرسل علي رضي الله عنه القعقاع بن عمرو إلى طلحة والزبير يدعوهما إلى الألفة والجماعة، فبدأ بعائشة رضي الله عنها فقال: أي أماه، ما أقدمك هذا البلد؟ فقالت: أي بني الإصلاح بين الناس.
قال ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية: فرجع إلى علي فأخبره، فأعجبه ذلك، وأشرف القوم على الصلح، كره ذلك من كرهه، ورضيه من رضيه، وأرسلت عائشة إلى علي تعلمه أنها إنما جاءت للصلح، ففرح هؤلاء وهؤلاء، وقام علي في الناس خطيباً، فذكر الجاهلية وشقاءها وأعمالها، وذكر الإسلام وسعادة أهله بالألفة والجماعة، وأن الله جمعهم بعد نبيه صلى الله عليه وسلم على الخليفة أبي بكر الصديق، ثم بعده على عمر بن الخطاب، ثم على عثمان، ثم حدث هذا الحدث الذي جرى على الأمة، أقوام طلبوا الدنيا وحسدوا من أنعم الله عليه بها، وعلى الفضيلة التي منَّ الله بها، وأرادوا رد الإسلام والأشياء على أدبارها، والله بالغ أمره، ثم قال: ألا إني مرتحل غدا فارتحلوا، ولا يرتحل معي أحد أعان على قتل عثمان بشيء من أمور الناس، فلما قال هذا اجتمع من رؤوسهم جماعة كالأشتر النخعي، وشريح بن أوفى، وعبد الله بن سبأ المعروف بابن السوداء... وغيرهم في ألفين وخمسمائة، وليس فيهم صحابي ولله الحمد، فقالوا: ما هذا الرأي؟ وعلي والله أعلم بكتاب الله ممن يطلب قتلة عثمان، وأقرب إلى العمل بذلك، وقد قال ما سمعتم، غداً يجمع عليكم الناس، وإنما يريد القوم كلهم أنتم، فكيف بكم وعددكم قليل في كثرتهم.
فقال الأشتر: قد عرفنا رأي طلحة والزبير فينا، وأما رأي علي فلم نعرفه إلا اليوم، فإن كان قد اصطلح معهم، فإنما اصطلح على دمائنا... ثم قال ابن السوداء قبحه الله: يا قوم إن عيركم في خلطة الناس، فإذا التقى الناس فانشبوا الحرب والقتال بين الناس، ولا تدعوهم يجتمعون...) انتهى كلام ابن كثير.
وذكر ابن كثير أن علياً وصل إلى البصرة، ومكث ثلاثة أيام، والرسل بينه وبين طلحة والزبير، وأشار بعض الناس على طلحة والزبير بانتهاز الفرصة من قتلة عثمان فقالا: إن علياً أشار بتسكين هذا الأمر، وقد بعثنا إليه بالمصالحة على ذلك.
ثم قال ابن كثير: (وبات الناس بخير ليلة، وبات قتلة عثمان بشر ليلة، وباتوا يتشاورن، وأجمعوا على أن يثيروا الحرب من الغلس، فنهضوا من قبل طلوع الفجر، وهم قريب من ألفي رجل، فانصرف كل فريق إلى قراباتهم، فهجموا عليهم بالسيوف، فثارت كل طائفة إلى قومهم ليمنعوهم، وقام الناس من منامهم إلى السلاح، فقالوا: طرقتنا أهل الكوفة ليلاً، وبيتونا وغدروا بنا، وظنوا أن هذا عن ملأ من أصحاب علي، فبلغ الأمر علياً فقال: ما للناس؟ فقالوا: بيتنا أهل البصرة، فثار كل فريق إلى سلاحه، ولبسوا اللأمة، وركبوا الخيول، ولا يشعر أحد منهم بما وقع الأمر عليه في نفس الأمر، وكان أمر الله قدراً مقدراً، وقامت على الحرب على ساق وقدم، وتبارز الفرسان، وجالت الشجعان، فنشبت الحرب، وتواقف الفريقان، وقد اجتمع مع علي عشرون ألفاً، والتف على عائشة ومن معها نحوا من ثلاثين ألفاً، فإنا لله وإنا إليه راجعون، والسابئة أصحاب ابن السوداء قبحه الله لا يفترون عن القتل، ومنادي علي ينادي: ألا كفوا ألا كفوا، فلا يسمع أحد...) انتهى كلام ابن كثير رحمه الله.
سادساً: وإن أهم ما ينبغي بيانه هنا، ما كان عليه هؤلاء الصحابة الأخيار من الصدق والوفاء والحب لله عز وجل رغم اقتتالهم، وإليك بعض النماذج الدالة على ذلك:
1- روى ابن أبي شيبة في مصنفه بسند صحيح عن الحسن بن علي قال: (لقد رأيته - يعني علياً - حين اشتد القتال يلوذ بي ويقول: يا حسن، لوددت أني مت قبل هذا بعشرين حجة أو سنة).
2- وقد ترك الزبير القتال ونزل وادياً فتبعه عمرو بن جرموز فقتله وهو نائم غيلة، وحين جاء الخبر إلى علي رضي الله عنه قال: بشر قاتل ابن صفية بالنار. وجاء ابن جرموز معه سيف الزبير، فقال علي: إن هذا السيف طال ما فرج الكرب عن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
3- وأما طلحة رضي الله عنه، فقد أصيب بسهم في ركبته فمات منه، وقد وقف عليه علي رضي الله عنه، فجعل يمسح عن وجهه التراب، وقال: (رحمة الله عليك أبا محمد، يعز علي أن أراك مجدولاً تحت نجوم السماء، ثم قال: إلى الله أشكو عجري وبجري، والله لوددت أني كنت مت قبل لهذا اليوم بعشرين سنة). وقد روي عن علي من غير وجه أن قال: إني لأرجو أن أكون أنا وطلحة والزبير وعثمان ممن قال الله فيهم: (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ) [الحجر:47].
4- وقيل لعلي: إن على الباب رجلين ينالان من عائشة، فأمر القعقاع بن عمرو أن يجلد كل واحد منهما مائة، وأن يخرجهما من ثيابها.
5- وقد سألت عائشة رضي الله عنه عمن قتل معها من المسلمين، ومن قتل من عسكر علي، فجعلت كلما ذكر لها واحداً منهم ترحمت عليه ودعت له.
6- ولما أرادت الخروج من البصرة، بعث إليها علي بكل ما ينبغي من مركب وزاد ومتاع، واختار لها أربعين امرأة من نساء أهل البصرة المعروفات، وسيرَّ معها أخاها محمد بن أبي بكر - وكان في جيش علي - وسار علي معها مودعاً ومشيعاً أميالاً، وسرَّح بنيه معها بقية ذلك اليوم.
7- وودعت عائشة الناس وقالت: يا بني لا يعتب بعضنا على بعض، إنه والله ما كان بيني وبين علي في القدم إلا ما يكون بين المرأة وأحمائها، وإنه على معتبتي لمن الأخيار، فقال علي: صدقت، والله ما كان بيني وبينها إلا ذاك، وإنها لزوجة نبيكم صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة.
8- ونادى مناد لعلي: (لا يقتل مدبر، ولا يدفف على جريح، ومن أغلق باب داره فهو آمن، ومن طرح السلاح فهو آمن). وأمر علي بجمع ما وجد لأصحاب عائشة رضي الله عنها في العسكر، وأن يحمل إلى مسجد البصرة، فمن عرف شيئاً هو لأهلهم فليأخذه.
فهذا - وغيره - يدل على فضل هؤلاء الصحابة الأخيار ونبلهم واجتهادهم في طلب الحق، وسلامة صدورهم من الغل والحقد والهوى، فرضي الله عنهم أجمعين.
وأما الكتب التي ينصح بقراءتها في هذا الموضوع فمنها كتاب (العواصم من القواصم لابن العربي)، ومنها (منهاج السنة لابن تيمية)، (والبداية والنهاية لابن كثير)، (وعصر الخلافة الراشدة للدكتور أكرم ضياء العمري).
والله أعلم.

http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/S...ang=A&Id=10605







 
قديم 23-01-08, 11:39 PM   رقم المشاركة : 2
حسينا
موقوف





حسينا غير متصل

حسينا is on a distinguished road


كان سيدنا علي في المدينة
اما ام المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها كانت في مكة و توجهت الي البصرة

وليس للخروج على سيدنا علي انما لقتلة سيدنا عثمان رضي الله عنها

معركة الجمل


خرج الخليفة من المدينة المنورة على رأس قوة من المسلمين على أمل أن يدرك السيدة عائشة -رضي الله عنها- ، ويعيدها ومن معها الى مكة المكرمة ، ولكنه لم يلحق بهم ، فعسكر بقواته في ( ذي قار ) قرب البصرة ، وجرت محاولات للتفاهم بين الطرفين ولكن الأمر لم يتم ، ونشب القتال بينهم وبذلك بدأت موقعة الجمل في شهر جمادي الآخرة عام 36 هجري ، وسميت بذلك نسبة الى الجمل الذي كانت تركبه السيدة عائشة -رضي الله عنها- خلال الموقعة ، التي انتهت بانتصار قوات الخليفة ، وقد أحسن علي -رضي الله عنه- استقبال السيدة عائشة وأعادها الى المدينة المنورة معززة مكرمة ، بعد أن جهزها بكل ما تحتاج اليه ، ثم توجه بعد ذلك الى الكوفة في العراق ، واستقر بها ، وبذلك أصبحت عاصمة الدولة الاسلامية 0







 
قديم 23-01-08, 11:45 PM   رقم المشاركة : 3
حسينا
موقوف





حسينا غير متصل

حسينا is on a distinguished road


أصل الروافض وجذور الفتن [عبدالله بن سبأ] ))

من هو عبد الله بن سبأ؟ وما نسبه؟ ومن هو أبوه؟ ومن هي أمه؟ وأين نشأ؟ .
قال ابن حزم : عبد الله بن سبأ الحميري ، أما البلاذري وأبو خلف الأشعري فهما ينسبان ابن سبأ إلى همدان فهو عبد الله بن وهب الهمداني عند البلاذري . وعبد الله بن وهب الراسبي الهمداني عند الأشعري ،وجاء في تاريخ الطبري كان عبد الله بن سبأ يهودياً من أهل صنعاء . ويقول ابن عساكر : عبد الله بن سبأ الذي تنسب إليه السبئية أصله من أهل اليمن ، والبغدادي يقول إن ابن سبأ من أهل الحيرة وكان ابن السوداء في الأصل يهودياً من أهل الحيرة وتابعه على هذا أبو زهرة ويرى عبد الباسط أفندي إذ يعتبر ابن سبأ من يهود العراق . أما ابن كثير : فيرى أن ابن سبأ رومي الأصل إذ يقول : وكان أصله رومي فأظهر الإسلام وأحدث بدعاً قولية وفعلية قبحه الله . ورأي ابن كثير وجيهاً لأنه ليس هناك أدلة على أن ابن سبأ من يهود اليمن لانه لم تذكر كتب التاريخ له أصلا ولا فرع باليمن ولم يعرف أن هذا الاسم كان باليمن البته ولم توجدهناك أسرة ينتمي إليها ابن سبأ البته ومن نسبه من المؤرخين إلي اليمن إنما هو إستناد إلى كلمة (سبأ)وسبأ باليمن وليس هذا دليلا يستند إليه فقال بعض الباحثين:إن ابن سبأ وجماعته كانوا يعملون لتقويض الدولة الإسلامية لحساب الدولة الرومية البزنطينية . أما عن نسب ابن سبأ لأبيه فهو عبد الله بن وهب عند البلاذري وكذلك عند الأشعري والذهبي والمقريزي .
وهناك من ينسبه من جهة أبيه إلى حرب ، قال الجاحظ وهو ينقل الخبر بإسناده إلى زحر بن قيس قال : قدمت المدائن بعد ما ضرب على بن أبي طالب رحمه الله تعالى ورضي عنه فلقيني ابن السوداء وهو ابن حرب، وجملة القول فالمعلومات عن والد بن سبأ ضئيلة وغير مستقرة وليست هناك معلومات عن أبيه البتة ، وليس بمستبعد أن يكون " سبأ " الذي انتسب إليه عبد الله بن سبأ تغطية أراد بها التمويه على المسلمين ويقوي هذا الاحتمال التسميات المختلفة لأبيه .
وحينما سأله عبد الله بن عامر والي البصرة من قبل عثمان : ما أنت ؟ أخبره أنه رجل من أهل الكتاب رغب في الإسلام ورغب في جوارك دون أن يصرح له باسمه .
أما نسب ابن سبأ من جهة أمه فهو من أم حبشية ، ولذلك كثير ما يطلق عليه ابن السوداء . ففي البيان والتبيين فلقيني ابن السوداء ، وفي الطبري ونزل ابن السوداء على حكيم بن جبلة في البصرة ، وفي تاريخ الإسلام ولما خرج ابن السوداء إلى مصر وهم بهذا يتحدثون عن عبد الله بن سبأ ولذلك قال المقريزي: عبد الله بن وهب بن سبأ المعروف بابن السوداء .
ومع هذا كله وكما وقع الخلط والإشكال في نسبة ابن سبأ لأبيه وقع الخلط . وتصور من غفلوا عن هذه النسبة لأمه أن هناك شخصين ابن سبأ وابن السوداء ، ففي العقد الفريد لإبن عبد ربه .
منهم عبد الله بن سبأ نفاه إلى ساباط وعبد الله بن السوداء نفاه إلى الحازر ، ويقول أبو المظفر الاسفرايني (( ووافق ابن السوداء عبد الله بن سبأ بعد وفاة علي بن أبي طالب . في مقالته هذه ، ومثل هذا يقع عند البغدادي، فلما خشي على من قتل ابن السوداء وابن سبأ الفتنة نفاهما إلى المدائن . والذي يرجح أن ابن سبأ غير ابن وهب الراسبي وأنه هو نفسه ابن السوداء، وكما اختلف في نسب أبيه أختلف كذلك في نسبته إلى أمه ويتضح أنه لا تعرف له أم وعرف ابن السوداء هو غير ابن سبأ ، وكذلك وقع الخلاف في نسبته إلى اليهودية ، كذلك لم يوجد أي مصدر من مصادر التاريخ الإسلامي يذكر معرفة أبيه وأمه وبداية نشأته ، وعلى كل حال كل المصادر التي ذكرت ابن سبأ لم تبين أين نشأ؟ وأين كان قبل ظهوره في حال صباه وفي حال فتوته ؟ .


..............التوقيع..............
لعمرك مالرزية فقد مالٍ ** ولا شاةٌ تموت ولا بعيرُ
ولكن الرزية فقد شهمٍ ** يموت بموتهِ خلقٌ كـثيرُ


--------------------------------------------------------------------------------


شمس الدين


مشرف
عدد المواضيع : 355
من :
تاريخ التسجيل : Jun 2000
حرر بتاريخ : 13-09-2000 وفي : 06:20 PM


--------------------------------------------------------------------------------
(( كيف ظهر ابن سبأ بين المسلمين ومتى ))؟؟
ورد في تاريخ الطبري وتاريخ ابن الأثير أن ابن سبأ كان يهودياً من أهل صنعاء وأنه أسلم زمن عثمان وأخذ ينتقل في بلدان المسلمين من قطر لأخر محاولاً ضلالتهم ، فأبتدأ بالحجاز ثم البصرة فالكوفة ثم الشام فلم يقدر على شئ فيها فأتى مصر و استقر فيها وطابت له أجواؤها . وبهذا يتبين أن ابن سبأ لم يعرف إلا في أوساط الجيوش في خلافة عثمان رضي الله عنه، وأما قول بعض المصادر: أن عبد الله بن سبأ من يهود صنعاء وأنه من اليمن استناداً فقط إلى نسبة ابن سبأ إلى " سبأ " وإلا ليس هناك أي مصدر من مصادر التاريخ الإسلامي يعتمد على دليل مقنع أن ابن سبأ ( من يهود اليمن ويتضح الأمر أكثر في أن ابن سبأ ليس من اليمن ما قاله ابن كثير آنفا في ابن سبأ وأنه من أصل يهودي من أهل الحيرة، وأيضاً ليس له أي ذكر في تاريخ اليمن ولم يذكر أي مصدر من مصادر التاريخ أنه قدم من اليمن أو أنه عاش وتربى ونشأ في اليمن ، وكذلك يذكر عبد الباسط أفندي أن ابن سبأ من يهود العراق . والله أعلم بالصواب .
المهم أنه يهودي سواء من يهود اليمن أم من يهود العراق؟ وان حصل تشكيك أنه ليس يهودياً نسبا ، فلا يشك أن الأعمال والفتن التي أرسى قواعدها من أعمال اليهود الأبالسة فهو أصل التشيع والشيعة، وأصل الفتن ومديرها ، فقد تسلط هذا الشيطان على الطبقة الثانية من المسلمين فتظاهر لها بالإسلام وادعى الغيرة على الدين والمحبة لأهله ، بدأ يرمي شبكته في الحجاز والشام فلم تعلق بشئ بسبب تشبعهم بفطرة الإسلام في اعتداله ورفقه ، وحذرهم من طرفي الإفراط والتفريط ، فذهب الملعون يتنقل بين الكوفة والبصرة والفسطاط ويقول لحديثي السن وقليلي التجربة من شبابها : عجباً لمن يزعم أن عيسى يرجع ويكذب بأن محمداً يرجع ، وقد قال عزوجل :{إن الذي فرض عليك القرآن لرآدك إلى معاد} فمحمد أحق بالرجوع من عيسى ، وكان يقول لهؤلاء الشبان ((كان فيما مضى ألف نبي ولكل نبي وصي ، وإن علياً وصي محمد )) ، ويقول لهم (( محمد خاتم الأنبياء ، وعلي خاتم الأوصياء، ثم يقول لهم محرضاً على عثمان ، وكان ذلك في أواخر خلافة عثمان سنة 30 : (( ومن أظلم ممن لم يجز وصية رسول الله ، وممن يثب على علي وصي رسول الله وينتزع منه أمر الأمة )) ، ويقول لهم : ( إن عثمان أخذ الخلافة بغير حق ، وهنالك علي وصي رسول الله فانهضوا فحركوه ، وأظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تستميلوا الناس )).
إن هذا الشيطان هو عبد الله بن سبأ من يهود الحيرة ، وكان يسمى ابن السوداء ، وكان يبث دعوته بخبث وتدرج ودهاء ،. واستجاب له ناس من مختلف الطبقات ، فاتخذ من بعضهم دعاة فهموا أغراضه وعولوا على تحقيقها ، واستكثر أتباعه بآخرين من البلهاء الصالحين المتشددين في الدين المتنطعين في العبادة ممن يظنون الغلو فضيلة والاعتدال تقصيراً.
فلما انتهى ابن سبأ من تربية نفر من الدعاة الذين يحسنون الخداع ويتقنون تزوير الرسائل واختراع الأكاذيب ومخاطبة الناس من ناحية أهوائهم ، بث هؤلاء الدعاة في الأمصار ولا سيما الفسطاط والكوفة والبصرة وعني بالتأثير على أبناء الزعماء من قادة القبائل وأعيان المدن الذين اشترك آباؤهم في الجهادوالفتح ، فاستجاب له من بلهاء الصالحين وأهل الغلو من المتنطعين جماعات كان على رأسهم في الفسطاط الغافقي بن حرب العكي، وعبد الرحمن بن عديس البلوي التجيـبي الشاعر ، وكنانة بن بشر بن عتاب التجيبي ، وسودان بن حمران السكوني ، وعبدالله بن زيد بن ورقاء الخزاعي ، وعروة بن الحمق الخزاعي ، وعروة بن النباع الليثي ، وقتيرة السكوني .
وكان على رأس من استغواهم ابن سبأ في الكوفة عمرو بن الأصم ، وزيد بن صوخان العبدي ، والأشتر مالك بن الحارث النخعي ، وزياد بن النضر الحارثي ، وعبد الله بن الأصم ، ومن البصرة حرقوص بن زهير السعدي ، وحكيم بن جبلة العبدي ، وذريح بن عباد العبدي ، وبشر بن شريح ، والحطم بن ضبيعة القيسي وبن المحرش بن عبد عمرو الحنفي . أما المدينة فلم يندفع في هذا الأمر من أهلها إلا ثلاثة نفر وهم : محمد بن أبي بكر ، ومحمد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس ،.
ومن دهاء ابن سبأ ومكره أنه كان يبث في جماعة الفسطاط الدعوة لعلي ( وعلي لا يعلم ذلك ) وفي جماعة الكوفة الدعوة لطلحة ، وفي جماعة البصرة الدعوة للزبير .
وليس هنا موضع تحليل نفسيات المخدوعين بدعوة هذا الشيطان ، ولا نريد أن ننقل ذم علي وطلحة والزبير لهم وما قالوه فيهم،نزل الثائرون في ذي خشب والأعوص وذي المروة ، وكيف زور ابن سبأ وشياطينه رسالة على لسان علي بدعوة جماعة الفسطاط إلى الثورة في المدينة ، فلما واجهوا علياً بذلك قالوا له : أنت الذي كتبت إلينا تدعونا ، فأنكر عليهم أنه كتب لهم ، وكان ينبغي أن يكون ذلك سبباً ليقظتهم ويقظة علي أيضاً إلا أن بين المسلمين شيطاناً يزور عليهم الفساد لخطة مرسومة تنطوي على الشر الدائم والشر المستطير وكان ذلك كافياً لأيقاظهم إلا أن هذه اليد الشريرة هي التي زورت الكتاب على عثمان إلى عامله بمصر ، بدليل أن حامله كان يتراءى لهم متعمداً ثم يتظاهر بأنه يتكتم عنهم ليثير ريبتهم فيه ، فراح المسلمون إلى يومنا هذا ضحية سلامة قلوبهم في ذلك الحين.
إن دراسة هذا الموضوع الآن على ضوء القرائن القليلة التي بقيت بعد مضي أربع عشر قرناً تحتاج إلى من يتفرغ لها من شباب المسلمين ، وسيجدون مستندات الحق في تاريخهم كافية لوضع كل شيء في موضعه إن شاء الله .
فأول فتنة وقعت في الإسلام هي فتنة المسلمين بمقتل خليفتهم وصهر نبيهم الإمام العادل الكريم الشهيد ذي النورين عثمان بن عفان رضوان الله عليه ، وقد علمت أن الذين قاموا بها وجنوا جنايتها فريقان خادعون ومخدوعون ، وقد وقعت هذه الكارثة في شهر الحج ، وكانت عائشة أم المؤمنين قد خرجت إلى مكة مع حجاج بيت الله ذلك العام ، فلما علمت بما حدث في مدينة الرسول أحزنها بغي البغاة على خليفة نبيهم ، وعلمت أن عثمان كان حريصاً على تضييق دائرة الفتنة ، فمنع الصحابة من الدفاع عنه ، بعد أن قام الحجة على الثائرين في كل ماأدعوه عليه وعلى عماله ، وكان الحق معه في كل ذلك وهم على الباطل ، وكان هو المثل الإنساني الأعلى في العدل وكرم النفس والنزول على قواعد الإسلام واتباع سنته ، وكان في مدة خلافته أكرم وأصلح وأكثر إنصافاً وقياماً بالحق واتباعاً للخير مما كان هو عليه في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
واجتمعت عائشة بكبار الصحابة ، وتداولت الرأي معهم فيما ينبغي عمله وقد عرف القراء ما كانوا عليه من نزاهة ، وفرار من الولاية وترفع عن شهوات النفس فرأوا أن يسيروا مع عائشة إلى العراق ليتفقوا مع أمير المؤمنين علي على الاقتصاص من السبئين الذين اشتركوا في دم عثمان وأوجب الإسلام عليهم الحد فيه ، ولم يكن يخطر على بال عائشة وكل الذين كانوا معها وفي مقدمتهم طلحة والزبير المشهود لهما من النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة أنهم سائرون ليحاربوا علياً ، ولم يكن يخطر ببال علي أن هؤلاء أعداء له وأنهم حرب عليه . وكل ما في الأمر أن أولئك المتنطعين الغلاة الذين انخدعوا بدعوة عبد الله بن سبأ واشتركوا في قتل عثمان انغمروا في جماعة علي ، وكان فيهم الذين تلقنوا الدعوة له وتتلمذوا على ذلك الشيطان اليهودي في دسيسة أوصياء الأنبياء ودعوى خاتم الأوصياء فجاءت عائشة ومن معها للمطالبة بإقامة الحد على الذين اشتركوا في جناية قتل عثمان،وما كان علي،وهو ما هو في دينه وخلقه ليتأخر عن ذلك ، إلا أنه كان ينتظر أن يتحاكم إليه أولياء عثمان .وقبل أن يتفق الفريقان على ذلك شعر قتلة عثمان بأن الدائرة ستدور عليهم وهم على يقين بأن علياً لن يحميهم من الحق عند ظهوره ، فأنشب هولاء حرب الجمل ، فكانت الفتنة الثانية بعد الفتنة الأولى .
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري ( 13: 41 – 42و44 ) معتمداً على كتاب ( أخبار البصرة ) لعمر بن شبة ، وعلى غيره من الوثائق القديمة التي جاء فيها عن ابن بطال قول الملهب : (..إن أحداً لم ينقل أن عائشة ومن معها نازعوا علياً في الخلافة ، ولا دعوا إلى أحد منهم ليولوه الخلافة ، وإنما أنكرت هي ومن معها على علي منعه من قتل قتلة عثمان وترك الاقتصاص منهم . وكان علي ينتظر من أولياء عثمان أن يتحاكموا إليه ، فإذا ثبت على أحد بعينه أنه ممن قتل عثمان اقتص منه ، فاختلفوا بحسب ذلك وخشي من نسب إليهم القتل أن يصطلحوا على قتلهم ، فأنشبوا الحرب بينهم ((أي بين فريقي عائشة وعلي إلى أن كان ماكان )) .
ونجح قتلة عثمان في إثارة الفتنة بوقعة الجمل ، فترتب عليها نجاتهم وسفك دماء المسلمين من الفريقين . وإنك لتجد الأسماء التي سجلها التاريخ في فتنة عثمان بقي يتردد كثير منهافي وقعة الجمل ، وفيما بين الجمل وصفين ، ثم في وقعة صفين وحادثة التحكيم ،وفي هذه الحادثة الأخيرة اتسعت دائرة الغلو في الدين ، فكثر المصابون بوبائه ، وتفننوا في مذاهبه ، إلى أن انتهى أمرهم بانشقاق ((الخوارج )) عن علي ، وتميز فريق من المتخلفين مع علي باسم ((الشيعة)) ولم يقع نظري على اسم للشيعة في حياة علي كلها إلا في هذا الوقت سنة 37هـ .
ومن الظواهر التي تسترعي الأنظار في تاريخ هذه الفترة أن الغلاة من الفريقين فريق الشيعة وفريق الخوارج كانوا سواء في الحرمة للشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ، تبعاً لما كان عليه أمير المؤمنين علي نفسه ، وماكان يعلنه على منبر الكوفة من الثناء عليهما والتنويه بفضلهما .
أما الخوارج فإنهم والأباضية ظلوا على ذلك لم يتغيروا أبداً ، فأبوبكر وعمر كانا عندهم أفضل الأمة بعد نبيها، استرسالاً منهم فيما كانوا عليه مع علي قبل أن يفارقوه .
وأما الشيعة فإنهم عند ماجددوا بيعتهم لعلي بعد خروج الخوارج إلىحاروراء والنهروان قالوا له أولاً (( نحن أولياء من واليت وأعداء من عاديت )) ، فشرط لهم كرم الله وجهه سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي أن يوالوا من والى على سنة رسول الله ويعادوا من عادى على سنته صلى الله عليه وسلم . فجاءه ربيعة بن أبي شداد الخثعمي وكان صاحب راية خثعم في جيش علي أيام الجمل وصفين فقال له علي : (( بايع على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم)) فقال ربيعة ((وعلى سنة أبي بكر وعمر ))، فقال علي : (( لوأن أبابكر وعمر عملا بغير كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكونا علي شيء من الحق )) أي أن سنة أبي بكر وعمر إنما كانت محمودة ومرغوباً فيها لأنها قائمة على العمل بكتاب الله وسنة رسوله ، فبيعتكم الآن على كتاب الله وسنة رسوله تدخل فيها سنة أبي بكر وعمر .
هكذا كان أمير المؤمنين علي من أخويه وحبيبيه خليفتي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بكر وعمر في حياته كلها ، وهكذا كانت شيعته الأولى : من خرج منهم عليه ، ومن جدد البيعة له بعد التحكيم .
وحكاية التحكيم هذه كانت مادة دسمة للمغرضين في مجوس هذه الأمة أتاحت لهم دس السموم في تاريخنا على أختلاف العصور ، وأول من شمر عن ساعديه للعبث بها وتشويه وقائعها أبو مخنف لوط بن يحيى ، ثم خلف خلف بعد أبي مخنف بلغوا من الكذب ما جعل أبا مخنف في منزلة الملائكة بالنسبة إلى هؤلاء الأبالسة ، وأبو مخنف معروف عند ممحصي الأخبار وصيارفة الرجال بأنه إخباري تالف لا يوثق به ، نقل الحافظ الذهبي في ( ميزان الإعتدال ) عن حافظ إيران ورأس المحققين من رجالها أبي حاتم الرازي رحمه الله أنه تركه وحذر الأمة من أخباره ، وأن الدارقطني أعلن ضعفه ، وأن ابن معين حكم عليه بأنه ليس بثقة وأن ابن عدي وصفه بأنه ( شيعي محترق ) .
ومن براعة هؤلاء المغرضين في تحريف الوقائع ودس أغراضهم فيها ، وتوجيهها بحسب أهوائهم ، لا كما وقعت بالفعل ، أنهم كانوا يعمدون إلى حادثة وقعت بالفعل ، فيوردون منها ماكان يعرفه الناس ، ثم يلصقون بها لصيقاً من الكذب والإفك يوهمون أنه من أصل الخبر ومن جملة عناصره ، فيأتي الذين بعدهم فيجدون الخبر القديم مختصراً فيحكمون عليه بأنه ناقص ، ويقولون : ( من حفظ حجة على من لم يحفظ ) ويتناولون الخبر بمالصق به من لصيق مفترى ، حتى تكون الرواية الجديدة وما في بطنها من جنين الإثم هي المتداولة بين الناس .
وقد يعمد هؤلاء المغرضون إلى موهبة من مواهب النبوغ عرف بها أحد أبطال التاريخ الإسلامي وعظماء الدعاة الفاتحين ، ولم يعرف عنه استعمالها إلا في سبيل الحق والخير ، فيطلعون على الناس بأكاذيب يرتبونها على تلك الموهبة ، ويوهمون أن رجل الحق والخير الذي حلاة الله بتلك الموهبة ولم يستعملها إلا في نشر دين الله وتوسيع نطاق الوطن الإسلامي ، قد انقلب بزعمهم مع الزمن ، وسخر نبوغه للباطل والشر ، فإذا أخذ المحققون في تمحيص ذلك ، وتحري مصادر هذه التهم التي لا تلتئم مع ما تقدمها من سيرة ذلك البطل المجاهد ، وجدوها من بضاعة الكذابين ومفترياتهم ، ولكن قلما يجدي ذلك بعد أن يكون ( قد قيل ما قيل إن صدقاً وإن كذباً ) .
هذا أبو عبد الله عمرو بن العاص بن وائل السهمي بطل أجنادين ، وفاتح مصر ، وأول حاكم ألغي نظام الطبقات فيها ، وكان السبب الأول في عروبتها وإسلام أهلها ، وشريك مسلميها في حسناتهم من زمنه إلى الآن ، لأنه الساعي في دخولهم في الإسلام هذا الرجل العظيم عرفه التاريخ بالدهاء ونضوج العقل وسرعة البادرة ، وكان نضوج عقله سبب انصرافه عن الشرك ترجيحاً لجانب الحق واختياراً لما دلة عليه دهاؤه من سبيل الخير ، فجاء مزيفو الأخبار من مجوس هذه الأمة وضحاياهم من البلهاء فاستغلوا ما اشتهر به عمرو من الدهاء استغلالاً تقربه عين عبد الله بن سبأ في طبقات الجحيم .
يقول قاضي قضاة إشبيلية بالأندلس الإمام أبو بكر محمد بن عبد الله بن العربي المعافري ( المولود في إشبيلية سنة 468 والمتوفي بالمغرب سنة 543 ) في كتابه (( العواصم من القواصم )) ص 177بعد أن ذكر ما شاع بين الناس في مسألة تحكيم عمرو وأبي موسى ، وما زعموه من أن أبا موسى كان أبله وأن عمراً كان محتالاً : (( هذا كله كذب صراح ، ماجرى من حرف قط ، وإنما هو شيء أخبر عنه المبتدعة ، ووضعته التاريخية للملوك ، فتوارثه أهل المجانة والمجاهرة بمعاصي الله والبدع ، وإنما الذي روى الأئمة الثقات الأثبات أنهما يعني عمراً وأبا موسى لما اجتمعا للنظر في الأمر ، في عصبة كثيرة من الناس منهم ابن عمر ومعاوية جاء ((أي حضين )) فضرب فسطاطه قريبا من فسطاط معاوية ، فأرسل إليه فقال : إنه بلغني عن هذا (( يعني عمرو بن العاص )) كذا وكذا (( يعني اتفاقه مع أبي موسى على عزل الأميرين المتنازعين حقناً لدماء المسلمين ورداً للأمر إليهم يختارون من يكون به صلاح أمرهم )). فإذهب فانظر ماهذا الذي بلغني عنه قال حضين : فأتيته فقلت : أخبرني عن الأمر الذي وليت أنت وأبو موسى كيف صنعتما فيه ؟ قال : قد قال الناس في ذلك ماقالوا : والله ماكان الأمر على ما قالوا ، ولقد قلت لأبي موسى ما ترى في هذا الأمر ؟ قال : أرى أنه في النفر الذي توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض ، قلت : فأين تجعلني أنا ومعاوية ؟ فقال : إن يستعن بكما ففيكما معونة ، وإن يستغن عنكما فطالما استغنى أمر الله عنكما . قال : فكانت هي التي فتل معاوية منها نفسه . فأتيته ( أي أن حضيناً أتى معاوية ) فأخبرته أن الذي بلغه عنه كما بلغه . وأنهما رأيا أن يرجع في الاختيار من جديد إلى النفر الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض ) .
ثم ذكر القاضي أبو بكر بن العربي بقية خبر الدارقطني عن إرسال معاوية رسولاً وهو أبو الأعور الذكواني إلى عمرو بن العاص يعاتبه ، وأن عمراً أتى معاوية وجرى بينهما حوار وعتاب ، فقال عمرو لمعاوية : ( إن الضجور قد تحتلب العلبه ) وهو مثل معناه أن الناقة الضجور التي لا تسكن للحالب قد ينال الحالب من لبنها مايملأ العلبة . فقال له معاوية : ( وتربذ الحالب فتدق أنفه وتكفأ إناءة ) .
فرواية الدارقطني هذه وهو من أعلام الحديث عن رجال عدول معروفين بالتثبيت ، ويقدرون مسؤولية النقل ، هي التي تتناسب مع ماضي عمرو وأبي موسى وأيامهما في الإسلام ومكانتهما من النبي صلى الله عليه وسلم وموضعهما من ثقة الفريقين بهما واختيارهما من بين السادة القادة المجربين .
وأما الافتئات على أبي موسى والإتهام بأنه ، كان أبله فهو أشبه بالرقعة الغريبة في ردائه السابغ الجميل ، يقول القاضي أبوبكر بن العربي ( ص174) : ( وكان أبو موسى رجلاً تقياً ثقفاً فقيهاً عالماً أرسله النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن مع معاذ ، وقدمه عمر بن الخطاب وأثنى عليه بالفهم وزعمت الطائفة التاريخية أنه كان أبله ضعيف الرأي مخدوعاً في القول ) ثم رد هذه الأكاذيب وأحال في تفصيل الردعلى كتاب له اسمه (سراج المريدين) .
وبعد فإن صحائف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت كقلوبهم نقاء وسلامة وطهراً . وما نتمناه من تمحيص التاريخ أول ما يشترط له فيمن يتولاه أن يكون سليم الطوية لأهل الحق والخير ، عارفاً بهم كما لو كان معاصراً لهم ، بارعاً في التمييز بين حملة الأخبار : من عاش منهم بالكذب والدس والهوى ، ومن كان منهم يدين لله بالصدق والأمانة والتحرز عن تشويه صحائف المجاهدين الفاتحين الذين لولاهم لكنا نحن وأهل أوطاننا جميعاً لا نزال كفرة ضالين أهـ .
فالبغي على الصحابة رضي الله عنهم باللسان طعن في الدين وقد علمنا ومازالت السنة حافلة بعلمائهم وفقهائهم وأعلام الفكر والإدارة والحرب منهم على مستوى التاريخ البشري كله الا فهل من مدكر .؟؟

..............التوقيع..............
لعمرك مالرزية فقد مالٍ ** ولا شاةٌ تموت ولا بعيرُ
ولكن الرزية فقد شهمٍ ** يموت بموتهِ خلقٌ كـثيرُ


--------------------------------------------------------------------------------


شمس الدين


مشرف
عدد المواضيع : 355
من :
تاريخ التسجيل : Jun 2000
حرر بتاريخ : 13-09-2000 وفي : 06:21 PM


--------------------------------------------------------------------------------
(( عبد الله بن سبأ والسبئية عند المتقدمين من أهل السنة ))
يروي لنا ابن كثير ( 774هـ.) أن من أسباب تألّب الأحزاب على عثمان ظهور ابن سبأ ، وصيرورته إلى مصر ، وإذاعته على الملأ كلاماً اخترعه من عند نفسه فيقول : (( أليس قد ثبت أن عيسى سيعود إلى هذه الدنيا ؟ فيقول الرجل : نعم ، فيقول له : فرسول الله أفضل منه ، فما تنكر أن يعود إلى هذه الدنيا وهو أشرف من عيسى ثم يقول : وقد كان أوصى إلى علي فمحمد خاتم الأنبياء ، وعلي خاتم الأوصياء ، ثم يقول : فهو أحق بالأمر من عثمان .
يقول ابن حبان ( 354هـ .) : (…وكان الكلبي سبئياً ، من أصحاب عبد الله بن سبأ ، من أولئك الذين يقولون : إن علياً لم يمت ، وأنه راجع إلى الدنيا قبل قيام الساعة ، فيملؤها عدلاً كما ملئت جورا ، وان رأوا سحابة قالوا : أمير المؤمنين فيها…) .
ويقول في ترجمة ( جابر بن يزيد الجعفي ) : ( … وكان سبئياً من أصحاب عبد الله ابن سبأ ، وكان يقول ان علياً عليه السلام : يرجع إلى الدنيا .
ويقول عنه الذهبي ( 748 هـ.) : ( عبد الله بن سبأ من غلاة الشيعة ، ضال مضل ) وفي الميزان : ( من غلاة الزنادقة ، ضال مضل ، أحسب أن علياً حرقة بالنار ) وهو عنده: المهيج للفتنة بمصر ، وباذر بذور الشقاق والنقمة على الولاة ، ثم على الإمام فيها .
أما الصفدي ( 764هـ.) فقد قال في ترجمته لابن سبأ : ( انه قال لعلي رضي الله عنه أنت الاله ! فنفاه إلى المدائن ، فلما قتل علي زعم ابن سبأ أنه لم يمت ، لان فيه جزءا الهياً ، وان ابن ملجم انما قتل شيطاناً تصوّر بصورة علي ، وأن علياً في السحاب ، والرعد صوته ، والبرق صوته ، وأنه سينزل إلى الأرض فيملأها عدلاً ..) .
وعند الجرجاني ( 816هـ.) أن أصحاب عبد الله بن سبأ حينما يسمعون الرعد : يقولون : ( عليك السلام ياأمير المؤمنين ) .
ويقول نشوان الحميري ( 573هـ.) : (..فقالت السبئية – عبد الله بن سبأ ومن قال بقوله – إن عليا حي لم يمت ، ولا يموت حتى يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا ، ويرد الناس على دين واحد قبل يوم القيامة ، وقال عبد الله بن سبأ للذي جاء إلى المدائن ينعى عليا عليه السلام ، لو جئتنا بدماغه في صرة لعلمنا أنه لا يموت حتى يسوق العرب بعصاة ، فقال ابن عباس – وقد ذكر له قول ابن سبأ – لو علمنا ذلك ما زوجنا نساءه ، ولا أقسمنا ميراثه ) .
وفي خطط المقريزي ( 845هـ.) أن عبد الله بن سبأ قام في زمن علي رضي الله عنه محدثاً القول بالوصية والرجعة والتناسخ .. ، وهو قبل المثير للفتنة الكبرى المنتهية بقتل عثمان رضي الله عنه .
ويشير الشاطبي ( 790 هـ.) الى أن بدعة السبئية ( أصحاب عبد الله بن سبأ ) من البدع الاعتقادية المتعلقة بوجود إله مع الله – تعالى الله – وهي بدعة تختلف عن غيرها من المقالات .
ويتنفق المشاهير من أصحاب المقالات والفرق على ذكر عبد الله بن سبأ ، وأنه شخصية خبيثة ، ظهر في مجتمع المسلمين بعقائد وأفكار ، ليلفت المسلمين عن دينهم ، ثم اجتمع اليه من غوغاء الناس ما تكونت بهم طائفة السبئية المشهورة ، وان كان هناك اختلاف بينهم في عرض أخباره ..) .


..............التوقيع..............
لعمرك مالرزية فقد مالٍ ** ولا شاةٌ تموت ولا بعيرُ
ولكن الرزية فقد شهمٍ ** يموت بموتهِ خلقٌ كـثيرُ


--------------------------------------------------------------------------------


شمس الدين


مشرف
عدد المواضيع : 355
من :
تاريخ التسجيل : Jun 2000
حرر بتاريخ : 13-09-2000 وفي : 06:23 PM


--------------------------------------------------------------------------------
(( ابن سبأ عند الشيعة ))
أورد الناشئ الأكبر ( 293هـ. ) عن ابن سبأ ، والسبئية ما نصة : ( وفرقة زعموا أن عليا عليه السلام حي لم يمت ، وأنه لا يموت حتى يسوق العرب بعصاه ، وهؤلاء هم السبئية أصحاب عبد الله بن سبأ وكان عبد الله بن سبأ رجلا من أهل صنعاء ، يهودياً ، أسلم على يد علي ، وسكن المدائن .. ) .
وذكر القمي ( 301هـ.) أن عبد الله بن سبأ أول من أظهر الطعن على أبي بكر وعمر وعثمان والصحابة ، وتبرأ منهم ، وادعى أن علياً أمره بذلك ، وان التقية لا تجوز ، فأخبر علي فسأله عن ذلك فأقّربه ، وأمر بقتله فصاح الناس اليه من كل ناحية : ( ياأمير المؤمنين : أتقتل رجلا يدعو الى حبكم أهل البيت ، والى ولايتك والبراءة من أعدائك فسيره الى المدائن ) .
ويساير النوبختي ( 301هـ.) القمي في تأكيد أخبار عبد الله بن سبأ فيذكر مثلاً أنه لما بلغ عبد الله بن سبأ نعي علي بالمدائن قال للذي نعاة : ( كذبت لو جئتنا بدماغة في سبعين صرة ، وأقمت على قتله سبعين عدلاً لعلمنا أنه لم يمت ، ولم يقتل ، ولا يموت حتى يملك الأرض ) .
عن أبان بن عثمان قال : (( سمعت أبا عبد الله يقول : لعن الله بن سبأ ، أنه أدعى الربوبية في أمير المؤمنين ، وكان والله أمير المؤمنين عبد الله طائعا ، الويل لمن كذب علينا ، وان قوما يقولون فينا مالا نقوله في أنفسنا نبرأ إلى الله منهم ، نبرأ إلى الله منهم )) .
وعن أبي حمزة الثمالي قال : (( قال علي بن الحسين : لعن الله من كذب علينا ، إني ذكرت عبد الله بن سبأ فقامت كل شعرة في جسدي ، لقد ادعى أمر عظيماً ما له لعنه الله ..)) .
وذكر الحسن بن علي الحلي ( 726 هـ.) عبد الله بن سبأ ضمن أصناف الضعفاء ، أما ابن المرتضى ( أحمد بن يحيى ت 840هـ.) وهو معتزلي ينتسب لآل البيت ، ومن أئمة الشيعة الزيدية فهو لا يؤكد وجود ابن سبأ فحسب ، وإن ما يؤكد أن أصل التشيع منسوب إلىعبد الله بن سبأ ، فهو أول من أحدث القول بالنص ، وبإمامة اثنى عشر إماماً .
ونورد هنا بعض ماذكره الأكوع من أخبار الرفضة في اليمن في كتابه ( هِجَرُ العلم ومعاقله في اليمن) بتصرف .







 
قديم 23-01-08, 11:47 PM   رقم المشاركة : 4
معين سالم
عضو






معين سالم غير متصل

معين سالم is on a distinguished road


هذه حقائق واضحة أخي حسينا بارك الله فيك
هؤلاء لا يريدون الحق ولا يبحثون عنه , يزعمون أنهم شيعة حيدرة , وهو القائل عنهم وفي كتبهم
أشباه الرجال , وأيضا : لقد مللتهم وملوني , ويساوي عشرة منهم بواحد من عند معاوية
وهم الذي خذلوا الحسن وقالوا له : مذل المؤمنين
وهم الذين قتلوا الحسين , والان يبكون عليه حسرة أو تمسحة !!!
هؤلاء لا ينظروا في التاريخ الاسلامي إلا بما زرع فيهم شيخ الخميني الأوحد
عبد الله بن سبأ
لعنة الله على مبغضي الصحابة






التوقيع :
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
من مواضيعي في المنتدى
»» الكلب العاوي والجاهل الغاوي كمال حيدري يكشف عن ضعفه اللغوي وجهله العلمي
»» إبليس أيضا من الموالين طعن ونصب صريح لعلي رضي الله عنه
»» يا شيخ مقداد هل تشرح لنا مقولة الحلي الخطيرة هذه !
»» الزهراء تؤنب المرجع البرجوردي فيستجيب ويمشي حافيا ويستبدل درس الأصول بقصص ألف ليلة
»» لا معركة للمهدي مع اليهود هذا ما يقوله الكوراني
 
قديم 23-01-08, 11:48 PM   رقم المشاركة : 5
حسينا
موقوف





حسينا غير متصل

حسينا is on a distinguished road


الرد على شبهات الشيعة في رسالة أرسلتها أحد الأخوات المسلمات

الموضوع: زاوية خاصة بالمجاهد تشمل كافة المواضيع


أولاً رسالة الأخت (( بنت الإسلام ))
بالبحث لا بالوراثة
قد يرث الإنسان مالا أو بيتا ولكنه لا يرث دينا أو عقيدة فالدين والعقيدة لابد أن يكونا بالبحث والدليل حتى ولو كان الفرد يؤمن بمعتقده فالبحث لن يزيده إلا تمسكا ويقينا ، فمن هذا كان مبدأي الذي دعاني إلى البحث ليس في معتقدي فحسب وإنما في معتقدات غيري أيضا ، صرت أبحث في معتقدي كي ازداد يقينا وأبحث في غيره كي أعرف من حولي و حتى لا نصبح ككفار قريش عندما حذروا الناس من الاستماع والحديث إلى الرسول بحجة إن له سحرا يسحر الناس كي يدخلوا في دينه .

فلست ممن يصدق التهم التي تنسب لغيرنا من المعتقدات لمجرد التكذيب فقط وإنما الدليل هو الحجة والبرهان ، فماذا سنخسر لو بحثنا وناقشنا واستدللنا فمن كانت الحجة معه لا أظنه يتهرب من النقاش والحوار وإقامة مناظرات لبيان الحق والحقيقة. فليس كل من قام بالهجوم على غيره واتهامه بتهم لا بداية ولا نهاية لها يكون على حق وليس هذا هو الأسلوب الأمثل لحل مثل هذه المواضيع وكما قلت إن الدليل هو الفاصل بين كل هذه النزاعات .
وقد قمت مؤخرا بقراءة بعض المقالات المنشورة في موقعكم والذي أسعدني حقيقة أن أكون عضوة فيه اتهامات لمذهب الرافضه ولكي أكون منصفة وبعد بحثي الشخصي في مذهبهم وجدت أن بعضا منها لاوجود له ليس معنا كلامي أنني أشجعهم ولكن الإنصاف مطلوب ، وبعد بحثي المستفيض في كتبنا الموثقة من صحاح وتاريخ اتضحت لي أشياء كثيرة كانت تتخذ الغموض سترا لها مما جعلني استفيض في بحثي عن المذهب الجعفري في صحاحنا طبعا ، ومما وجدت فيه أشياء وددت لو أني أناقشها أو أن يثبت لي أحد عدم صدقها : أولا : في الصواعق المحرقة لابن حجر الباب 11 الفصل الأول الآية الحادية عشر.
عن ابن عباس قال : لما أنزل الله تعالى : ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية) قال رسول الله (صلى الله عليه و سلم ) لعلي : " هم أنت وشيعتك تأتي أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين ، ويأتي عدوك غضابا مقمحين " فكيف نفسر خروج عائشة زوجة النبي ضد الخليفة علي في واقعة الجمل وتحريضها المسلمين على قتاله . ثانيا : قول الرسول (صلى الله عليه و سلم ) : "من كنت مولاه فهذا علي مولاه" صحيح الترمذي ج5 ص633 حديث 3713
وكذلك رواه ابن ماجه في سننه ج1 ص45 حديث 121 فكيف نفسر خروج المسلمين على وليهم الذي نصبه الرسول لهم قبل وفاته أو ليس للولاية حق الطاعة الذي قرنه الرسول ( صلى الله عليه و سلم ) بولايته فمن هو علي بن أبي طالب حتى يقارن النبي ويربط بين ولايته وولاية علي . ألا يدعونا هذا للتفكر قليلا.
في الحقيقة قد لا أرغب في إطالة الحديث ولكن أطلب منكم الوقوف والتفكر قليلا والبحث ولا يبقى لنا أخيرا إلا الدليل واني حقا أرغب في حوار ونقاش علمي يستند على حقائق علميه لا اتهامات غوغائيه ولا ننسى الإنصاف حتى ولو لم يكن لصالحنا أو لمعتقدنا.
الرد:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
أختي المسلمة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد :-
رداً على رسالتك والتي وصلتني بتاريخ 6-10-2001م والتي تأخرت حقيقة بالرد عليها.. وسبب ذلك يعود إلى انشغالي في بعض الأمور فأرجو المعذرة .
· بداية أرحب بك أن تكوني عضوة في موقعنا المتواضع والذي أسئله سبحانه أن يجعل فيه الخير الكثير بما ينفع الإسلام والمسلمين .
أختي المسلمة أخالف قولك بإطلاقه على((( أن الإنسان قد يرث مالاً ولكن لا يرث ديناً وعقيدة، فالدين والعقيدة لابد أن يكون بالبحث والدليل ))).
فإذا كان الأمر كذلك إذا لكان لكل إنسان أن يأخذ دينه وحياً من ربه ولا حاجة إذا أن يبعث الله الأنبياء والرسل، الصحيح نأخذ ديننا وراثة وبالتتالي بسلسلة من الرجال الموثوقين العدول حتى ينتهي الأمر بالصحابة، الذين تلقوا الدين والعلم، من فم خير البرية أجمعين المصطفى صلى الله عليه وسلم بواسطة جبريل الأمين الذي أخذ هذا الدين وحياً من رب العالمين وذلك بقوله تعالى:* " وأنه لتنزيل رب العالمين " نزل به الروح الأمين * على قلبك لتكون من المنذرين الشعراء 192-194 .
وحجتي في هذا قوله تعالى: " فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب " الآية الأعراف 169
وكذلك قول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم " من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله به طريقاً من طرق الجنة وأن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاً بما يصنع وإن العالم ليستغفر له من في السماوات الأرض والحيتان في جوف الماء وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب وإن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً إنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر " رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه والنسائي وصححه الألباني في الجامع للسيوطي .
نعم أوافقك القول أن كان القصد بذلك أننا لا نأخذ بكل ما يفعله آبائنا من العادات والتقاليد والتي ألصقوها بالدين وهي مخالفة له فهذا ما أنكره الله على كفار قريش عندما بعث الله نبيه ورسوله إليهم قال تعالى: " بل قالوا إنا وجدنا آبائنا على أمة وإن على آشرهم مهدون " الزخرف 22"
فديننا دين الإسلام الذي ارتضاه الله لنا حيث قال جل وعلا ان الدين عند الله الإسلام آل عمران ".ومن أراد ان يبتغي غير دين الإسلام فهو من الخاسرين ومن يتبع غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين " آل عمران 85
ودين الإسلام هو الأصل وهو حقيقة الأمر الذي يبني على خمس أركان الشهادتين وإقامة الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً وهذا هو المحكم في كتاب الله والذي لا يقبل إسلام أحد إلا الإقرار بهن وهذا ما أخذ الله به الميثاق على بني إسرائيل فكذبوا وتولوا حيث قال جل وعلا " ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون الذين يتبعون الرسول النبي الامي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في الثوراة والإنجيل بأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث فالذين آمنوا به وعززوه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون " الإسراف 157 .فأهل الكتاب من يهود ونصارى يعملون هذا على حقيقته ولكن جحدوا وكفروا بعد ما جاءهم البينات بغيابهم فقال تعالى عنهم " قد نعلم إنه ليعجزنك الذين يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون " الأنعام 33 وخلاصه القول نحن أصحاب الحق لأن ديننا دين الحق والبحث في دينا نعلم ما عقائد غيرنا وليس بكتبهم وهذا ما حمل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الغضب عندما رأى عمر بن الخطاب حاملاً لبعض صفحات من الثوراة يقرأ بها قال له " أمتهوكون أنتم يا عمر لو أن موسى بن عمران حياً ما كان بوسعه إلا أن يتبعني " ولا يجوز لنا بقراءة كتبهم والبحث فيها إلا بإقامة الحجة عليهم من خلالها وكذلك عقائد الآخرين الذين انتسبوا لهذا الدين لتخضع تحت البحث والدليل ترد قياساً على العقيدة الصحيحة وهي العقيدة الأم فإن وافقتها فهي منها وإن خالفها فهي مردودة على أصحابها والعقيدة الصحيحة الذي أخذناها بالتلقي من الثقاة من الرجال العدول أصحاب الصنعة الذي بهم حفظ الله هذا الدين لقوله صلى الله عليه وسلم " إن الله تعالى يبعث لهذه الأمة من يجدد لها دينها " رواه أبو داود والحاكم والبيهيقي عن أبي هريرة وهو صحيح انظر الجامع لليوطي فتعلوا لنا هذه العقيدة بالتلقي حتى انتهى الأمر بالصحابة الذين تلقوا العقيدة الصحيحة من المصطفي وتتأهل العقيدة الصحيحة ببعض الأمور نذكر منها .
1. توحيد الربوبية : الاعتقادات الله سبحانه خالق العباد ورازقهم ومحييهم ومسميتهم .
2. توحيد الألوهية : أفراد الله بسائر العبادات المشروعة والتي لا تصرف لا لنبي مرسل ولا ملك مقرب فضلاً من غيرهما ومجمله أنه ولا معبود بحق إلا الله .
3. توحيد الأسماء والصفات : وهو الإيمان بكل ما ورد في القرآن والسنة والحديث الصحيح من صفات الله تعالى والتي وصف بها نفسه ووصفه بها رسول الله كل الحقيقة من غير تأويل وتكييف ولا تعطيل ولا تمثيل ولا تفويض كالاستوار والنزول واليد والمجيء وغيرهما من الصفات .
ويدرج على هذا المنهج الأخذ بالسنة كما نأخذ بالقرآن لقوله تعالى " من يطع الرسول فقد أطاع الله وقوله تعالى إن كنتم كنتم تحبون الله فأتبعوني يحبكم الله " ونأخذ بما جاء من سنة الخلفاء الراشدين المهدين لقوله صلى الله عليه وسلم " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهدين من بعدي " الترمذي باسناد صحيح
ومن العقيدة الصحيحة الأشراف بجميع الصحابة من غير تفريق بينهما وإن كان بعضهم يفضل بعضا ولكنهم كلهم عدول ورتبتهم اسمى مراتب العدالة والتوثيق ونقصد بالصحابي تعريف الذي لقي صلى الله عليه وسلم بعد بعثته قبل موته مؤمناً ومات على ذلك ومن العقيدة الصحيحة عدم التعصب لمذهب معين أو فقيه في بعض الأفرع الفقهية وهذا ما أوصى به أئمة المذاهب الأربعة أبو حنيفة وأحمد والشافعي والأمام مالك فقالوا " إنما نحن بشر نصيب ونخطأ فإذا قلنا قولاً وافق قول الرسول صلى الله عليه وسلم فخذوه وإن خالفه فالقول قول الرسول وهو قولنا وقالوا : " إذا صح الحديث فهو مذهبنا " إذا بيننا وبين من خالفنا كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهما الاصلان والنبعان الصافيان وما دونهما يخضعان بالبحث والدليل ومن خالف هذه العقيدة الصحيحة فهو تحت وعيد الله بما جاء من قوله سبحانه " ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً " النساء215 وسبيل المؤمنين هي طريق الصحابة لقوله عليه صلاة والسلام عندما سؤل عن الطائفة الناجية أو الجماعة قال ما أنا عليه وأصحابي أختي المسلمة قبل الانتقال إلى صلب الموضوع لي نصيحة أقدمها لك وهي أنك لوحدك بمجرد القراءة في بعض الكتب قد يلبس عليك أقوال بعض الذين يلحنون في كتاباتهم بتحريمهم وتزويرهم لبعض الحقائق فتعتقدين أن ذلك هو الحق فتعتقدي عند ذلك كل البعد عن الصواب وطريقة وتقعي في طريق التهلكة فإنه قياساً على قولي هذا فإن الله قد حذر عباده المؤمنين من فريق من أهل الكتاب وهم الذين يحرفون الكلم عن مواضعه لتغطية الحقائق ومقصدهم بذلك اضلال الناس عن الحقيقة حيث قال جل وعلا محذراً " وإن منهم لفريقاً يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون " 78/ آل عمران وكذلك هذا ما صرح به الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم محذراً بقوله " إن أخوف ما أخاف على أحقي كل منافق عليم اللسان " وكذلك حذر أهل العلم بنحو من هذا قالوا " من كان شيخه كتابه غلب خطأه صوابه ، أي وجب الرجوع إلى أهل الصنعة والخبرة بذلك والآن نأتي إلى صلب الموضوع .
أولاً : نسبة لتفسير الآية من قوله تعالى " إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية " وما ذكرته من الحديث بخصوص تفسيرها استناداً إلى أدلة صاحب كتاب الصواعق المحرقة باستناده إلى الحافظ جمال الدين الذرندي لا أعلم أحد من أهل العلم صححه وإذا ثبت لنا صحته فالقول ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قولنا وقد ذكر هذا الحديث أيضاً الطبري مختصراً وهو قوله عليه الصلاة والسلام لعلي " هو أنت وشيعتك " أما كبار علماء المفسرين أمثال ابن كثير والقرطبي وغيرهم فسروا هذه الآية بقولهم " الأبرار الذين آمنوا بقلوبهم وعملوا الصالحات بأبدانهم بأنهم خير البرية ونقول قولاً لأبي هريرة أن المؤمنين من البرية أفضل من بعض الملائكة استدلالاً بهذه الآية لعموم الخلق الذين آمنوا وعملوا الصالحات وعلى رأسهم خير البرية من أنبياء ورسل بتقدمهم حبيب الله محمد صلى الله عليه وسلم فهم خير البرية على الإطلاق .
والحديث الذي ذكرتيه مختصراً عن الذي أورده صاحب كتاب الصواعق المحرقة لظني أنك لم تأخذيه من هذا الكتاب بل قرأتيه عن بعض كتب الشيعة فذكروا جانب من الحديث الذي يريدون وأخفوا ما يدينهم وإن صدق ظني بذلك يكونوا قد تأسوا بأهل الكتاب عندما حرفوا الكلم عن مواضعه وأظهروا بذلك الذي يريدون وأخفوا ما يريدون ستره يريدون بذلك التلبيس على عوام الناس أنهم يدينوننا بشهادة كتبنا فالله يحول بينهم وبين ما يشتهون وها أنا أبين لك الحديث بطولة والله من وراء القصد يقول الحديث هو أنت وشيعتك تأتي أنت وشيعتك يوم القيامة راضيت مرضيت ويأتي عدوك غضابا مقموحين " قال : ومن عدوى قال من تبرأ منك ولعنك " وفي رواية أخرى " يا أبا الحسن أما أنت وشيعتك في الجنة " وإن قوما يزعمون أنهم يحبونك يصغرون الأسلام ثم يلفظونه يمرقون منه كما يمرق السهم من الرمية لهم لهم بنز يقال لهم الرافضة فإن أدركتهم فقاتلهم انهم مشركون " قال الدار ارقطني لهذا الحديث عندنا طرقات كثيرة ثم أخرج حديثا عن أم سلمة رضي الله عنها " قالت : كانت ليلتي وكان النبي صلى الله عليه وسلم عندي فأتته فاطمة فتبعها علي رضي الله عنهما فقال النبي صلى الله عليه وسلم " يا علي أنت وأصحابك في الجنة وأنت وشيعتك في الجنة إلا انه ممن بحبك أقوام يصغرون الاسلام يلفظونه يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم لهم نبذ يق4ال لهم الرافضة فجاهدوهم ، فانهم مشركون قالوا يا رسول الله ما العلاقة فيهم قال : لا يشهدون جمعة ولا جماعة ويطعنون في السلف " افهمي أختي المسلمة قد وقعت في زلل كبير واسال الله لنا ولك العفو والمغفرة حيث عقبتي الحديث بقولك ما تفسرون خروج عائشة على علي أولا دون أن تذكروا الرضا عليهم اجمعين ثانيا زعمت أن عائشة رضي الله عنها حرضت الناس للخروج على علي رضي الله عنه فهذا بهتان عظيم فبتعقيبك بذكر عائشة بعد الحديث وكأنك نصبتيها إنها هي العدو الأول لعلي ومن نهجوا منهجها وأنها ومن معها يأتون قوم القيامة غضابا مقموحين هذا ما فهمته ضمنا من تفسيرك للحديث .
أختي المسلمة أسألك بالله هل يكون من العدل والانصاف ان يقال هذا بحق زوجة خير البشرية محمد صلى الله عليه وسلم وهم أم المؤمنين بما نصه الله في محكم كتابه العزيز " النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم " الأحزاب آية 6
عائشة رضي الله عنها التي نالت شرفا بتزويج الله لها من رسول الله صلى الله عليه وسلم بإيحاء منه سبحانه لرسوله وهل يرضى الله لخير خلقه وأفضل رسله إلا الطيب لان الله سبحانه تعالى طيب ولا يقبل لنبيه ورسوله إلا الطيب فقالت رضي الله عنهما فيما تروية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " رأيتك في المنام قبل أن أتزوجك مرتين رأيت الملك يحمل في سرقة من حرير فقلت له أكشف فكشف فإذا هي أنت فقلت أن يكون هنا من عند الله يمضه رواه البخاري ومسلم وهما أصح كتابان بعد القرآن وكذلك رواه الترمذي وأحمد والملك قال الحافظ بن حجر في فتح الباري هو جبريل .
والشاهد لنا في هذا الحديث " ان يك هذا من عند الله يمضه " فهل أمضاه الله أم لا ؟!
إذا رؤيا الأنبياء حق وقد شاء جل وعلا أن تكون عائشة رضي الله عنها زوجة نبي في الدنيا والاخرة والتي هي احب زوجاته اليه حيث اجاب بهذا عليه الصلاة والسلام عندما سئل أي الناس احب اليك قال عائشة " رواه البخاري ومسلم ولقوله صلى الله عليه وسلم كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء الا اسية امراة فرعون ومريم بنت عمران وان فضل عائشة عن النساء كفضل الشريد على باقي الطعام " رواه البخاري عائشة رضي الله عنها هي الوحيدة من نسائه صلى الله عليه وسلم التي شرفها الله بنزول الوحي على الرسول في هجرتها لقوله عليه الصلاة السلام " يا أم سلمة لا تؤذيني في عائشة فانه والله ما نزل علي الوحي وانا في لحاف امراة منكن غيرها " رواه البخاري .
عائشة رضي الله عنها هي الوحيدة من زوجاته صلى الله عليه وسلم التي خطيت برعايته عليه الصلاة والسلام وهو مريض حيث لم يمرض إلا في بيتها .
عائشة رضي الله عنها التي توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأته في حجرها ودفن في حجرتها .
عائشة رضي الله عنها والتي هي زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة وذكر الحديث بلسان عمار بن ياسر بحضرة الحسن بن علي رضي الله عنهم أجمعين حيث قال عن عائشة " والله إنها لزوجة بينكم في الدنيا والآخرة " رواه البخاري وسنرد الحديث بأكمل مني حينه أن شاء الله .
عائشة رضي الله عنها والتي ذكرت وكأنها عدوة لعلي رضي الله عنه قالت راحم الله عليها رضي الله عنه انه كان من كلامه لا يرى شيئا يعجبه الا قال صدق الله ورسوله فيذهب أهل العراق يكذبون عليه ويزيدون عليه في الحديث " رواه أحمد.
وهذه الأحاديث عن مناقب عائشة رضي الله عنها غيض من فيض فإذا ردت المزيد انظري الى الصحاح البخاري وسلم ويجزهما من كتب السنن عن مناقب عائشة رضي الله عنها فتجدي المزيد .
أختي المسلمة ورغم تحذير العلماء من ذكر الفتنة التي كانت بين عائشة وعلي ومعاوية رضي الله نهم وسبب التحذير لئلا يحمل أحد الجهلاء في نفسه حقدا أو غضبا على أحد الصحابة فيؤدي به ذلك الى التهلكة رغم ذلك سأذكر لك عن بعض ما حصل بين عائشة وعلي رضي الله عنهما وحتى يمتلأ قلبك إيمانا بالله ورسوله وحبا للصحابة أجمعين دون التغريق بينهم مع ثقتي الكاملة بك أنك على هذا المنهج ولا أزكيكي على الله .
عائشة رضي الله عنها التي من اللله عليها بأنها أكثر النساء العالمين راوية الأحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم وأكثر القوم بعد أبوهريرة رضي الله عنه والذي قال في حقها أبو موسى الأشعري ما اختلف في شيء ( أي انه ما من احر فقهي يختلف عليه بين الصحابة إلا ودنا حلة عند عائشة رضي الله عنها .
عائشة رضي الله عنها لاتي زكاها ابن عباس حبر هذه الأمة عندما دخل عليها وهي في فراش الموت قال لها مهونا عليها ابشري ما بينك وبين أن تلقي محمدا أو الأحبة إلا أن تخرج الروح من الجسد كننت أحب نساء رسول الله إلى رسول الله ولم يكن رسول الله يحب إلا طيبا وسقطت فلا ذلك فاصبح رسول الله وأصبح الناس ليس معهم ماء فأنزل الله _ فتيمموا صعيدا طيبا ) فكان ذلك في سبيل الله وما أنزل الله لهذه الأمة من الرخصة وأنزل الله براءتك من فوق سبع سموات جاء به الروح الأمين فأصبح ليس لله مسجد من مساجد الله يذكر الله فيه إلا يثلى فيه إناء الليل وإناء النهار فقالت يا ابن عباس إليك عني والذي نفسي بيده لوددت أني كنت نسيا منسيا " انه لما عثمان رضي الله عنه جاء الناس يهرعون الى علي رضي الله عنه فقالوا له نبايعك فمد يدك فلا بد من أمير لملك زمام الأمر واقامه حد الله في قتلة عثمان فقال علي ليس ذلك إليكم إنما ذلك الى اهل بدر فمن رضي به اهل بدر فهو خليفة فلم يب أحد من اهل بدر إلا أتى عليا فقالوا ما نرى أحدا أحق بها منك مد يدك نبايعك فبايعوه وجاء علي بعد بيعته إلى إمرأة عثمان فقال لها من قتل عثمان قالت لا أدري دخل عليه رجلان لا أعرفهما فلم يتبين لعلي رضي الله عنه من هم القتلة فترك القصاص حتى تبين من هم القتلة وقال ابن سعد وكانت مبايعة على الخلافة الغد من قتل عثمان بالمدينة فبايعه جميع من كان بها من الصحابة ويقال إن طلحة والزبير بايعا كارهين غير طائفين والصحيح كما روي المغيرة عن لأشقر قال رأيت طلحة والزبير بايعا عليا طائعين غير مكرهين ولما رأى طلحة والزبير أن عليا لم يأخذ القصاص من قتلة عثمان أستاذا عليا في العمرة ثم خرج إلى مكة فلقيا عائشة رضي الله عنها فأخبروها بمقتل عثمان واتفقوا معها بالمطالبة بدم عثمان حتى يقتلوا قتله فأجتمع رأيهم على التوجه الى البصرة يستنفرون الناس للطلب بدم عثمان فبلغ ذلك عليا رضي الله عنه جمع الناس وقال لهم أتدرون بمن بليت ؟ أطوع الناس في الناس عائشة ، واشد الناس الزبير وأدهى الناس طلحة وأيسر الناس بعلي بن أمية " هذا قول علي فيهم رضي الله عنه أجمعين فما ظننا تحت وتنجرا بخوض الحديث والتشرق بالقول عنهم " .
فعندها بعث علي عمارا ولحسن إلى الكوفة ليستنفرهم خطب عمارا فقال وفي رواية فكان الحسن بن علي فوق المنبر في أعلاه وقام عمار أسفل من الحسن قال عمار : أن عائشة قد سارت الى البصرة ، والله إنها لزوجة نبيكم صلى الله عليه وسلم في الدنيا وفي الآخرة ولكن الله تبارك وتعالى ابتلاكم ليعلم إياه تطيعون أم هي " قال الحافظ بن حجر في الفتح فلعل عمارا سمع من المصطفى صلى الله عليه وسلم هذا الحديث والذي رواه ابن حبان من طريق سعيد بن كثير عن أبيه قال حدثتنا عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها أما ترضين أن تكوني زوجتي في الدنيا والآخرة .
وقوله ليعلم إياه تطيعون أم هي أي المراد طاعة الله أي اتباع حكمه الشرعي وهو بالسمع والطاعة للأمام وعدم الخروج عليهوتابع ابن حجر قوله وكان عذر عائشة رضي الله عنها وطلحة والزبير أن مرادهم ايقاع الاصلاح بين الناس والفتنة التي حدثت بمقتل عثمان وأخذ القصاص من قتلته ويؤيد هذا أن عائشة رضي الله عنها لما أقبلت بلغت مياه بني ليلا نبحت الكلاب قالت أي ماء هذا قالوا ماء الحواب قالت : ما أظنني ألا وأنا راجعة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا دوأيتكن تنتج عليها الكلاب الحواب فقال لها الزبير ترجعيت _( وهو متعجب ) عسى الله عز وجل أن يصلح بك الناس وفي رواية فقال بعض من كان معها بل تقدمين فيراك المسلمون فيصلح الله ذات بينهم " روه أحمد وأبو هيلي وابن حيان وصحيحه الألباني .
وقال الحافظ في الفتح في بيان قصة أصحاب الجمل ( 8/128 ) ومحصلها ان عثمان لما قتل وبويع علي الخلافة خرج طلحة والزبير الى مكة فوجدوا عائشة وكانت قد حجت فاجتمع رأيهم على التوجه الى البصرة يستنفرون الناس للطلب بدم عثمان فبلغ ذلك عليا رضي الله عنه فخرج اليهم فكانت وقعة الجمل ونسبت الى الجمل الذي كانت عائشة ركبته وهي في هودجها تدعو الناس للإصلاح ونقل أيضاعن ابن بطال عن المهلب ان مذهب ابي بكرة وهو صحابي جليل انه كان على رأي عائشة رضي الله عنها في طلب الاصلاح بين الناي ولم يكن قصدهم القتال ولكن لما انتشيت الحرب لم يكن لمن معها من بدون المقاتلة وقال أيضا ويدل ذلك ان أحدا لم ينقل ان عائشة ومن معها نازعوا عليا في الخلافة ولا دعوا الى احد منهم ليولوه الخلافة وامنا انكرت هي ومن معها على علي منعه من قتله عثمان وترك الاقتصاص لامنهم " وهذا ما كان لخروج عائشة رضي الله عنها من هدفها الاصلاح واخذ بدم عثمان من قتلتها وتابع ابن حجر قوله وكان علي رضي الله عنه ينظر من أولياء عثمان ان يتحاكموا اليه فاذا بت على احد بعينه انه فمن قتل عثمان اقتص منه فاختلفوا بحسب ذلك وخشي القتل خافوا لو ان عائشة رضي الله عنها وعلي رضي الله عنه اصطلحوا على امر واحد وهو البحث عن القتلة ؟ والتحري عنهم ومعرفتهم لادى ذلك الى قتلهم فحقي لا يكون ذلك الامر قام القتلة بإشعال فتيل الحرب ) فانشبوا فتيل الحرب فكان ما كان انظري فتح الباري تفسير صحيح البخاري (13/56 ) وقال الألباني وجوانبا على ذلك ولا نشك ان الخروج ام المؤمنين كان خطأ من أصله ولذلك همت بالرجوع حيث علمت بتحقيق نبوءة النبي صلى الله عليه وسلم عند الجواب ولكن الزبير رضي الله عنه أقنعها بترك الرجوع بقوله " عسى الله ان يصلح بك بين الناس " ولا نشك انه كان مخطئا في ذلك ولا نشك انه كان مخطئا في ذلك أيضا .
وتابع الألباني قوله ولا شك أن عائشة رضي الله عنها هي المخطئة وتبينت من خطئها انها ندمت على خروجها وذلك هو اللائق بفضلها وكما لها " وهذه بشهادة علي رضي الله عنه أطوع الناس بالناس عائشة " وذلك مما يدل على أن خطئها من الخطأ المغفور بل المأجور وقال أيضا وقد أظهرت عائشة رضي الله عنها الندم كما أخرجه ابن عبد البر في كتاب الاستيعاب عن أبي عتيق وهو عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق قال قالت عائشة رضي الله عنها لابن عمر يا أبا عبد الرحمن ما منعك أن تنهاني عن مسيري قال رأيت رجلا غلب عليك يعني ابن الزبير فقالت أما والله لو نهيتني ما خرجت " انتهى فخروج عائشة رضي الله عنها ومن معها اذن لم يكن خروجهم بقصد ولكن للاصلاح وعاهدت فهو بغير قصد والذي تسبب في ذلك خطة خبيثة خطط اليها قتلة عثمان كما أسفلنا ذكره فأوقعت القتال بين الطرفين وكان بدأ القتال ان صبيان العسكرين أي عسكر علي وعسكر عائشة رضي الله عنها تسابوا ثم تراموا ثم تبعهم العبيد ثم السفهاء فنشبت الحرب وغلب أصحاب علي رضي الله عنه فأمر علي مناديه وهذا من كرمه وأخلاقه لا تتبعوا مدبراً ولا تجهزوا جريحاً ولا تدخلوا دار أحد وارجع عائشة سالمة آمنة إلى بيت أهلها كيف لا وهذا ما أوصاه به حبيبه ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم بقوله لعلي " أنه سيكون نبيك وبيت عائشة أمراً " قال فأنا أشفاهم يا رسول الله ، قال " ولكن إذا كان ذلك فأردوها إلى مأمنها " رواه أحمد والبزار وقال حسن انتهت الفقرة الأولى ونتحول الآن إلى الفقرة الأخرى والتي أشرت فيها لحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم من كنت مولاه فهذا علي مولاه والحديث وارد دون ذكر " فهذا " والحديث قال عنه الترمذي حديث حسن غريب ورواه أيضاً أحمد وابن ماجه عن البراء وأحمد عن بريدة والترمذي والنسائي والضياء عن زيد بن أرقم والحديث ليس حسن بل صحيح صححه الألباني في السلسلة الصحيحة والروض النفير والمشكاه . وله للفظ أخر رواه أحمد والنسائي والحاكم عن بريدة " من كنت وليه ، فعلي وليه " ورواه الطبراني في الصغير أيضاً .
تم تتساءلين ما تسفير خروج المسلمون على وليهم الذي نصبه الرسول لهم قبل وفاته أو ليس للولاية حق الطاعة إلى غير ذلك .
أختي المسلمة سؤالك هذا فيه بعض التلبيس والغموض ولم تبيني حقيقة مرادك منه وإن كان ليستشف منه ما المقصود . إن كان القصد من السؤال بما أن علي مولى المؤمنين لماذا لم يبايعوه على الخلافة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم فإن كان هو المراد وأسأل الله ألا يكون كذلك وإلا فبئس ما فهمت من الحديث لما ، لأنك تزعمين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نصب علياً مولى للمؤمنين قبل وفاته وأخذت معنى مولى أي والي أمرهم وذكرت أن الوصية كانت قبل وفاته عليه الصلاة والسلام ، فإن كان هذا المراد لقد اتهمت أشرف الخلق بعد الأنبياء والرسل بالخيانة لمخالفتهم لوصاية الرسول وعصيان أخره وهذا بالطبع لا يليق بالصحابة لأنهم تعلموا مما علمهم رسول الله من كتاب الله تعالى قوله سبحانه " وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرأ أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعصى الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبينا " الأحزاب 36 ، وقوله تعالى " إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا " النور 51.
فالتزموا أوامر الله ورسوله وانتهوا عن نهيهما فكانوا أعبد الناس بعد الأنبياء بعد الأنبياء والرسل ولهذا امتدحهم الله بمواطن كثيرة في كتابه العزيز ومنَّ عليهم سبحانه بالمغفرة والرضوان فهل يرضى الله عن أناس عصوا رسوله وخالفوا أمره وقال لهم سبحانه " من يطع الرسول فقد أطاع الله " حاشا لله أن يكون هذا من صحابة رسول الله ولهذا منَّ الله عليهم بالرضوان والجنات بعد أن امتدحهم بقوله سبحانه " والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضى الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات بجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم " التوبة 100 .
وشهد الله جل وعلا على صدق الصحابة مع الله ورسوله وهدفهم مع أنفسهم فساهم الصادقون وذلك بقوله تعالى " للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من الله ورضواناً وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون " . الحشر 8
ولو أطلعت إلى تغير الحديث في تحفة الاحوذي بشرح جامع الترمذي لتبين لك معناه والسبب في قوله عليه الصلاة والسلام لهذا الحديث فمعناه من كنت أتولاه فعلي يتولاه من الولي ضد العدو أي من كنت أحبه فعلي يحبه وهنا مداخله حيث يكون هذا في الولاء والبراء فكل من والى الله ورسوله نواليه ومن عصاهم نعاديه أما قال تعالى دويا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة " الممتحنة آيه واحد وقوله تعالى " إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون " .
ومن يقول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون " المائدة آية 54 -55 . وقوله تعالى " يا أيها الذين أمنوا لا تتخذوا آباءكم وأخوانكم أولياء أن تستحبوا الكفر على الإيمان ومن يتولهم منكم فلولئك هم الظالمون " التوبة آيه 23 " إلى غيرها من آيات الولاء والبراء وقال الشافعي رحمه الله تفسيره لهذا الحديث يعني بذلك ولاء الإسلام كقوله تعالى ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لها مولى لهم " محمد آيه " وسبب الحديث كما قيل أن أسامة قال لعلي لست مولاي إنما مولاي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عليه الصلاة والسلام " من كنت مولاة فعلي مولاه " وهذا ما ذكرناه ويندرج تحت قوله تعالى إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا " فيدرج علي رضي الله عنه تحت كلمة آمنوا وهذا هو الولاء والبراء من الشيء تندرج تحت قوله تعالى " وأن الكافرين لا مولى لهم " وفي شرح المصابيح للقاضي أودد ما قالته الشيعة وهوات علي هو المتصرف في كل ما يستحق الرسول صلى الله عليه وسلم التصرف منه ومن ذلك أمور المؤمنين فيكون أمامهم فقال الطيبي في المرقاة رداً عليهم " لا يستقيم أن تحمل الولاية على الأمانة التي هئ التصرف في أمور المؤمنين لأن المتصرف المستقل في حياته صلى الله عليه وسلم هو لا غيره فيجب أن يحمل على المحبة والحديث الثاني الذي ذكرناه بلفظ آخر يعطي هذا المعنى وهو " من كنت وليه فعلي وليه " وهذا ليس لعلي رضي الله عنه فقط وحقيقة الأمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى ضمنياً بالخلافة من بعده لأبي بكر الصديق وهذا ما لا تؤمن به الرافضة علماً أنه من رد حديثاً صحيحاً عن رسول الله فهو على شفي هلكة وكذلك من لم يرضى بحكم الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً " واليك بعض الأحاديث التي تشير إلى ذكره صلى الله عليه وسلم فضيلة بعض الصحابة وأولاهم بالذكر أبو بكر الصديق فقال " صلى الله عليه وسلم " لو كنت متخذاً من أخي خليلاً دون ربي لاتخذت أبا بكر خليلاً ولكن أخي وصاحبي " أحمد والبخاري عن ابن عباس . انظري قوله عليه الصلاة والسلام دون ربي أي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى أبا البكر بالذكر من المخلوقين بعد الخالق جل وعلا انتبهي . وروى البخاري ومسلم عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أنه سأل النبي فقال أي الناس أحب إليك قال : عائشة فقلت من الرجال فقال أبوها فقلت ثم من قال عمر بن الخطاب " .
وروى البخاري في صحيحة عن ابن عمر رضي الله عنهما : كنا في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نعدل بأبي بكر أحداً ثم عمر ثم عثمان ثم نترك الصحابة لا تفاضل بينهم وفي روايه له أيضاً في أبي داود كنا نقول ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي : أفضل أمنه بعده أبو بكر ثم عمر ثم عثمان زاد الطبراني فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم ينكره وفي البخاري أيضاً عن محمد بن الحنفية قلت لأبي يعني علياً رضي الله عنهما : أي الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر فقلت ثم من قال عمر وخشيت أن يقول ثم أنت قال : ما أنا إلا واحد من المسلمين وأخرج ابن عساكر عن ابن عمر : كنا وفينا رسول الله صلى الله عليه وسلم تفضل أبا بكر وعمر وعثمان وعلياً رضوان الله عليهم أجمعين " .
وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم " لو كان نبي بعدي لكان عمر " رواه أحمد والترمذي والحاكم والضبلابي عقبة بن نافع .
ولقوله صلى الله عليه وسلم في حق عثمان " ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة " رواه البخاري ومسلم .
وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم في علي " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي " رواه البخاري والمسلم وهكذا جاءت أحاديث كثير بفضل الصحابة وعلى رأسهم هؤلاء الصحابة العظام رضوان الله عليهم أجمعين أبو بكر وعمر وعثمان وعلي .
إذا امتداح رسول الله صلى الله عليه وسلم لصحابته وذكر بعض فضائلهم ومن ضمن ذلك قوله من كنت مولاه فعلي مولاه لا يعني ذلك الوصاية له بالولاية أو الخلافة من بعده بل كما ذكرت مسبقاً جاءت أحاديث صحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تشير ضمنيا إلى أنه أوصى بالخلافة لأبي بكر الصديق رضي الله عنه وإليك بعض تلك الأحاديث .
1. الحديث الأول في البخاري ومسلم وهما أصح الكتب بعد القرآن بإجماع من اعتديه " أن عمر رضي الله عنه خطب الناس مرجعه من الحج فقال في خطبته قد بلغني أن أن فلاناً منكم يقول لو مات عمر بايعت فلاناً فلا يغترن امرؤ أن يقول إن بيعة أبي بكر كانت فلتة " والحديث طويل والشاهد لنا في هذا الحديث كلمة فلتة أي عبث أي لم يكن خلافته هكذا بل بوصاية وأمر مسبق من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
2. الحديث الثاني : رواه النسائي وأبو يعلي والحاكم وصححه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت الأنصار منا أمير ومنكم أمير فأتاهم عمر بن الخطاب فقال يا معشر الأنصار ألستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمر أبا بكر " أن يؤم الناس " وأيكم تطيب نفسه أن يتقدم أبا بكر فقالت الأنصار ونعوذ بالله أن تتقدم أبا بكر .
3. الحديث الثالث رواه البخاري ومسلم عن جبير بن مطعم قال : أتت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمرها أن ترجع إليه فقالت أرأيت إن جئت ولم أجدك كأنها تقول الموت قال : إن لم تجديني فأت أبا بكر " وفي رواية أخرى لابن عساكر عن ابن عباس قال لها إن جئت فلم تجديني فأت أبا بكر الخليفة من بعدي " .
4. الحديث الرابع أخرج أبو القاسم البغوي بن حسن عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " يكون خلفي اثنا عشر خليفة أبو بكر لا يلبث إلا قليلاً قال الأئمة ، صدر هذا الحديث مجمع على صحته وأردمت طرق عدة أخرجه الشيخان البخاري ومسلم وغيرهما " .
5. الحديث الخامس رواه أحمد وحسنه وابن صاحبه والحاكم وصححه عن حذيفة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر .
6. الحديث السادس روي البخاري أن البني صلى الله عليه وسلم قال : " ليس في الناس أحد أمن علي في نفسي ومالي من أبي بكر بن أبي قحافة ولو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً ولكن خلة الإسلام أفضل سدوا عني كل خوخه في هذا المسجد غير خوخة أبي بكر " قال العلماء في هذه الحديث إثارة أيضاً إلى خلافة الصديق رضي الله عنه لأن الخليفة يحتاج إلى القرب من المسجد لشدة احتياج الناس إلى ملازمته له للصلاة بهم وغيرها .
7. الحديث السابع رواه الحاكم وصححه عن أنس قال بعثني بنو مصطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن سله إلى من ندفع صدقاتنا بعدك فأتيت فسألته فقال : إلى أبي بكر " ومن لازم دفع الصدقة إليه كونه خليفة إذ هو المتولي قبض الصدقات .
8. الحديث الثامن : رواه مسلم عن عائشة قالت لي رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه أرعي لي أباك وأخاك حتى أكتب كتاباً فإني أخاف أن يتمنى متمن ويقول قائل أنا أولي ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر وفي رواية أخرى لا حمد من طريق آخر قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه أدعي لي عبد الرحمن بن أبي بكر أكتب لأبي بكر كتاباً لا يختلف عليه أحد ثم قال دعيه معاذ الله أن يختلف المؤمنون في أبي يكر وفي راوية عن عبد الله بن أحمد : أبى الله والمؤمنون أن يختلف عليك يا أبا بكر .
9. الحديث التاسع رواه البخاري ومسلم عن أبي موسى الاشعري قال مرض النبي صلى الله عليه وسلم واشتد مرضه فقال مروا أبا بكر فليصل بالناس قالت عائشة يا رسول الله إنه رجل رقيق إذا قام مقامك لم يستطيع أن يصلي بالناس فقال مرى أبا بكر فليصل بالناس عددها ثلاثا " وهذا الحديث مثواثر فإنه ورد من حديث عائشة وابن مسعود وابن عباس وابن عمر وعبد الله بن زمعة وأبي سعيد وعلي من أبي طالب ومغصة .
10. الحديث العاشر : من رواية عبد الله بن زمعة أنه قال له صلى الله عليه وسلم أخرج لأبي بكر يصلي بالناس فخرج فلم يجد على الباب إلا عمر في جماعة ليس فيهم أبو بكر فقال يا عمر : صل بالناس فلما كبر وكان صبياً وسمع صلى الله عليه وسلم صوته قال يا أبي الله والمسلمون إلا أبا بكر يأبى الله والمسلمون إلا أبا بكر يا أبى الله والمسلمون إلا أبا بكر " .
وهذه الأحاديث غيض من فيض من الأحاديث التي تبين أحقية أبو بكر الصديق بالخلافة .
ثم نأتي إلى شوا لك ما تفسرون خروج المسلمون بعد ما تبين لك أن مبايعة أبا بكر الصديق ليس خروجاً على علي وكان رضي الله عنه من ضمن المبايعين والمزكين له وذكرهم بأفضل الناس فهل يعد أن علي خرج على نفسه بعد هذا التبيان يأتي إلى الأمر وهو خروج عائشة رضي الله عنها على علي في خلافته وقد استفضنا في تبيانه ولا بعد ذلك خروج فهل تعد عائشة رضي الله عنها من الخوارج الذين قال عنهم صلى الله عليه وسلم "كلاب أهل النار" والعباد بالله أكرمها الله وجل وعلا في الدنيا الآخرة فهي التي أوصت أحد الصحابة وهو عبد الله بن بديل عند مقتل عثمان بلزوم علي رضي الله عنهم لما أخرجه ابن أبي شيبة بسند جيد عن عبد الرحمن بن ابري قال انتهى عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي إلى عائشة يوم الجمل وهي في الهودج فقال يا أم المؤمنين أتعلمين أني أتيتك عندما قتل عثمان فقلت ما تأمريني فقلت الزم علياً . وأما الفتنة بعين عبي ومعاوية رضي الله عنهما قد أجمع أهل العلم أن اجتهاد معاوية كان مخطئاً حيث أن معاوية راسل علي بأن يقيم الحد على قتلة عثمان فرفض علي إلا بعد قيام دعوى من ولى الدم وثبوت ذلك على من باشره بنفسه ، وكان هذا هو الصحيح في رأي علي .
ويكفينا حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي نبأ صحابته عن المقتلة التي تكون بين علي ومعاوية قال " لا تقوم الساعة الساعة حتى يقتتل فئتان ( فيكون بينهما مقتلة عظيمة ) دعواهما واحدة " . رواه البخاري . ومعنا دعواهما واحدة إما أن يكون كلاهما على حق حيث علي يدعو إلى عدم الانشقاق عنه وعن مبايعته ومعاوية يدعو إلى إقامة الحد على قتلة عثمان قبل مبايعته ، والأصح أن تغيير الحديث هو أن كل واحد منهما يدعي أنه المحق ، ولا شك أن علياً هو المحق إذ كان إمام المسلمين وأفضلهم يومئذ باتفاق أهل السنة . وفي هذا لا يعد خروج معاوية كالخوارج الذين كفروا علياً والعياذ بالله ، فكلاهما صحابيان جليلان وكان من الصحيح ألا نعمل أي بغض أو كره لأي صحابي .
وهنا لنا وقفة بسيطة ونصيحة أقدمها لك وهو عدم الخوض في الأمور التي كانت بين الصحابة وهذا ما وصى به أهل العلم خشية أن يقذف الشيطان في قلبك بغضاً لصحابي فيؤوي بك إلى التهلكة ، فما هو علمي وعلمك نسبة لعلم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخص الصحابة الذين وقفوا جانباً من هذه الفتنة أمثال ابن عمر وابن عباس وأبي بكرة وأبو ذر وغيرهم وكذلك من جاء بعدهم من العلماء التابعين وغيرهم وما كان قول أهل العلم في هذه المسألة إلا كلمة واحدة وهي أنهم - أي علي وعائشة ومعاوية - رضي الله عنهم أجمعين اجتهدوا وهم صحابة أجلاء فمنهم من أصاب ومنهم من أخطأ ، والمخطئ في الاجتهاد مأجوراً أجراً واحداً والمصيب في اجتهاده مأجور أجرين اثنين والصحابة رضي الله عنهم كلهم عدول وعدالة الصحابة مذهب أهل السنة والجماعة وذلك لما أثنى الله تعالى عليهم في كتابه ولما نطقت به السنة النبوية في المدح لهم ولما بذلوه من الأرواح والأموال بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد وفاته وذلك كان منهم لنصرة هذا الدين و لإعلاء كلمة التوحيد حتى أصبح كل من أتى بعدهم من أمة الإسلام حسنة من حسناتهم فنحن جميعاً ومن سبقنا ومن سيأتي بعدنا أعمالنا في ميزان حسناتهم إن شاء الله تعالى وأما ما حصل بينهم فلا تخلو من أمرين الأول أن يكون من غير قصد وهذا ما أسلفنا ذكره ما كان بين عائشة وعلي رضي الله عنهما والثاني أن يكون خطأ مثل القتال يوم صفين بين علي وبين معاوية رضي الله عنهما ولكنه كان مجتهداً كما ذكرنا ولا يخلو صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في تلك الفتنة من أن يكون أحدهم مأجوراً أجراً واحداً أو أن يكون مأجوراً أجرين ولا بد أن نعلم أن الصحابة ليسوا بمعصومين وإنما هم بشر يجوز عليهم ما يجوز على غيرهم وأن ما صدر من بعضهم ولو كان فيه ما فيه فهو إلى جانب شرف الصحبة وفضلهما مغتفر ومعفو عن صاحبه ومن المعلوم أن الحسنات يذهبن السيئات ومقام أحد الصحابة مع النبي صلى الله عليه وسلم لحظة من اللحظات في سبيل هذا الدين لا يعد لها شئ ثم ما وضع في ميزانهم من أعمال المسلمين الذين كانوا حسنة من حسنات تلك اللحظة كلها في ميزان حسناتهم فماذا تعمل الغلطة والغلطتان حيث وكما هو معلوم وكما ثبت في الصحيح قد أطلع على أهل بدر فقال " اعملوا ما شئتم ، إني قد غفرت لكم ، وتجاوز الله سبحانه وتعلى عمن تولى يوم أحد من الصحبة وذكر ذلك في كتابه في آية تتلى إلى يوم الدين ، قال سبحانه " إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا عنهم إن الله غفور رحيم " . آل عمران أية 100
وكذلك مسألة أخذ الفداء نص القرآن أن الله سبحانه وتعالى سامحهم في ذلك فقال تعالى " لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم فكلوا مما غنمتم حلالاً طيباً واتقوا الله إن الله غفور رحيم " . الأنفال 68+69
وكذلك قصة ماعز وقصة الفامدية وقد وقع كل منهما في فاحشة الزنا ولكن إيمانهم جعل كل واحد منهما يأي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويطلب منه أن يطهره من تلك المعصية وقد تاب كل واحد منهما توبة لو وزعت على أهل الأرض لوسعتهم ولا يعرف في أهل العلم من الصحابة ورواه هذا الدين وقع في معصية عامدأ وقاصداً لها تطعن في عدالته بل كلهم والحمد لله قد ذكروا بالثناء الحسن والذكر الجميل والطاعة الكاملة لهذا الدين وأما الخطأ والنسيان الذين لا يخلو منه بشر فهذا وقع ولكنه قليل .
فهؤلاء هم الصحابة أصحاب بيعة العقبة وأصحاب بيعة الرضوان وهم الصحابة الذين فدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأرواحهم الطاهرة ودمائهم الزكية العطرة وأموالهم فدوه بآبائهم وأبنائهم وبكل ما يملكون كيف لا وقد علموا مما علمهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لا إيمان لأحدهم حتى يكون نبيهم صلى الله عليه وسلم أحب شيء إليه للحديث الذي رواه البخاري وسلم قال صلى الله عليه وسلم " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين " .
هؤلاء هم الصحابة الذين من الله الله عليهم بالمغفرة والرضوان الذين قال فيهم الحق جلا وعلا " والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ، ذلك الفوز العظيم " . التوبة أية 100
فهؤلاء هم الصحابة الذين لو أننا شككنا بإيماهم ولو للحظة واحدة لكنا شككنا بإيمان رسول الله وهديه وحاشا لله ، حيث أن الصحابة كانوا بمثابة الجوارح للرسول صلى الله عليه وسلم ينعكس عليهم هديه وخلقه وسيرته وأقواله وأفعاله .
هؤلاء هم الصحابة ويا للعجب من أناس التين ينتسبون إلى هذا الدين بزعمهم يتجرؤون على أشرف الخلق بعد الأنبياء والرسل فيسبوهم ويلعنوهم ويقذفونهم ويقولون عنهم ما ليس فيهم وقد أتوا بهذا ببهتان عظيم وسيسأل كلهم عمن افتروه عندما يقفون بين يدي ملك الملوك وجبار السموات والأرض وأعنوا بهذا الرافضة الذين تجرؤا على الله بسب ولعن وشتم أولياءه ولو قرءوا كتاب الله وفهموا نصوص آياته لخشوا على أنفسهم من الكفر لأن لا يحد في قلبه غضب أو غيظ على الصحابة إلا يخشى عليه أن يكون من الكفار وهذا استناداً لما جاء في قوله تعالى " محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً سيماهم في وجوهم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة والأنجيل كزرع أخرج شطئه فأزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزارع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجراً عظيماً " . الفتح 29
قال ابن الجوزي رحمه الله " وهذا الوصف لجميع الصحابة عند الجمهور ، وقال القرطبي رحمه الله " قوله تعالى ( وعد الله الذين آمنوا) أي وعد الله هؤلاء الذين مع محمد وهم المؤمنون الذين أعمالهم صالحة (مغفرة وأجراً عظيماً) أي ثواباً لا ينقطع وهو الجنة وليست " من " في قوله تعالى " منهم " مبغضة لقوم من الصحابة دون قوم ولكنها عامة مجنسة مثل قوله تعالى " فاجتنبوا الرجس من الأوثان " . الحج 3
لا يقصد للتبغيض لكنه يذهب إلى الجنس أي فاجتنبوا الرجس من الأوثان " الحج 30 لا يقصد للتبعيض لكنه يذهب إلى الجنس أي فاجتنبوا الرجس من جنسي الأوثان .
وكذا منهم " أي : من هذا الجنس ، يعني جنس الصحابة وقال ابن إدريس رحمه الله لا آمن أن يكونوا قد ضارعوا الكفر يعني الرافضة لأن الله تعالى يقول ليقبظ بهم الكفار " وهذا تفسير ابن الجوزي .
وقال أبو عروة الزبيري رحمه الله " كنا عند الإمام مالك فذكروا رجلاً ينتقص أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقبظ بهم الكفار " الآية فقال مالك : من أصبح وفي قلبه غيظ على أصحاب محمد عليه السلام فقد أصابته الآية رواه الخلال وأبو نعيم وذكره ابن الجوزي مختصراً في تفسيره .
ونقل القرطبي هذا الأثر وغراه للخطيب ثم قال " لقد أحسن مالك في مقالته وأصاب تأويله فمن نقص أحداً منهم أو طعن عليه في روايته فقد رد على الله رب العالمين وأبطل شرائح المسلمين .
قال ابن أبي العز رحمه الله " فمن أضل ممن يكون في قلبه غل من على خيار المؤمنين وسادات أولياء الله تعالى بعد البنين بل قد فضلهم اليهود والنصاري بخصلة ، قيل لليهود من خير أهل ملتكم ؟ قالوا : أصحاب موسى ، وقيل للنصاري : من خير أهل ملتكم ؟ قالوا : أصحاب عيسى ، وقيل للرافضة : من شر أهل ملتكم ؟ قالوا : أصحاب محمد !! لم يستثنوا منهم إلا القليل ، وفيمن سبوهم من هو خير ممن استثنوهم أضعاف مضاعفة " شرح العقيدة الطحاوية قال الشوكاني رحمه الله " أمرهم الله سبحانه بعد الاستغفار للمهاجرين والأنصار في نص هذه الآية من قوله تعالى " والذين جاء ومن بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤف رحيم " الحشر 8-10 " حيث ذكر سبحانه الا تبين التي قبل بمدح المهاجرين والأنصار أمرهم سبحانه أن يطلبوا منه أن ينزع من قلوبهم الغل للذين آمنوا على الإطلاق فيدخل في ذلك الصحابة دخولاً أولياً لكونهم أشرف المؤمنين ولكون السياق فيهم ، فمن لم يستغفر للصحابة على العموم ويطلب رضوان الله لهم خالف ما أمره الله به في هذه الآية فإن وجد في قلبه غلاً لهم فقد أصابه نزع من الشيطان وحل به نصيب وافر من عصيان الله بعداوة أوليائه وخير أمة نبيه صلى الله عليه وسلم وانفتح له باب الخذلان يفد به على نار جهنم إن لم يتدارك نفسه باللجوء إلى الله سبحانه والاستغاثة به فإن جاوز ما يجده من الغل إلى شتم أحد منهم إنقاذ للشيطان بزمام ووقع في غضب الله سخطه وما زل الشيطان الرجيم ينقلهم من منزلة ومن رتبة إلى رتبة حتى صاروا أعداء كتاب الله وسنة رسوله وخير أمنه وصالحي عباده وسائر المؤمنين ، وأهملوا فرائض الله وهجروا شعائر الدين وسعوا في كيد الإسلام وأهله كل السعي ورموا الدين وأهله بكل حجر ومدر والله من ورائهم محيط " وهذا ما آلت إليه الرافضة الذي وصل بهم الحال أن رفضوا دين الله .
وقال الزبير بن بكار : حدثنا عبد الله بن إبراهيم بن قدامة اللخمي عن أبيه عن جده عن محمد بن علي عن أبيه قال : جلس قوم من أهل العراق فذكروا أبا بكر وعمر فنالوا منهما ثم إبتدأوا في عثمان فقال لهم : أخبروني أأنتم من المهاجرين الأولين " الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من الله ورضواناً وينصرون الله ورسوله " الحشر 8 . قالوا لا ، قال : فأنتم من الذين " تبوء والدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم " الحشر 9 قالوا : لا ، فقال لهم : أما أنتم فقد أقررتم وشهدتم على أنفسكم أنكم لستم من هؤلاء ولا من هؤلاء وأنا أشهد أنكم لستم من الفرقة الثالثة الذين قال الله عز وجل فيهم " والذين جاء وأمن بعدهم يقولون ربنا أغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا الحشر 10 .
قدموا : عني لا بارك الله فيكم ولا قرب دوركم أنتم مستهزئون بالإسلام ولستم من أهل " ذكره ابن كثير في البداية والنهاية .
واكتفى بهذا القدر واختم بوعيد الله على لسان رسول الله لكل من تجرأ وسب أو لعن صحابه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عليه الصلاة والسلام " من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين " رواه الطبراني وحسن اسناده الألباني . وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم " لا تسبوا أصحابي فوالله لو أن أحدكم انفق مثل جبل أحد ذهب ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه " وأختم بقوله صلى الله عليه وسلم " إذا ذكر أصحابي فامسكوا " والحديث صحيح أي لا نتكلم عنهم إلا خيراً .
هذا أوردته لك يا أختي المسلمة حتى يتبين لك ليس الصحابة هم الخارجين أو خرجوا على وليهم وإنما الخارجين عنه نوعان الأول من عاداه معاداة عظيمة واتهموه بالكفر وهم الخوارج والخوارج عنهم روي البخاري عن أبي سعيد الخوري رضي الله عنه قال " بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقسم قسماً إذ أتاه ذو الخويصرة وهو رجل من بني تميم فقال رسول الله " ويلك ومن يعدل إذ لم اعدل قد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل " فقال عمر يا رسول الله إذن لي فيه فأضرب عنقه فقال " دعه فإن له أصحاباً يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم يقرءون القرآن لا يجاوز تراقبهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ينظر إلى نصله فلا يوجد فيه شيء ثم ينظر إلى رصافه فما يوجد فيه شيء ثم ينظر إلى نصيبه وهو قدمه فلا يوجد فيه شيء ثم ينظر إلى قذذه فلا يوجد منه شيء قد سبق الفرش والدم آيتهم رجل أسود إحدى عضوية مثل ثدي المرأة أو مثل البضعة تدر در ويخرجون على حين فرقة من المسلمين " قال أبو سعيد فأشهد أني سمعت هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأشهد أن علي بن أبي طالب قاتلهم وأنا معه فأمر بذلك الرجل فالتمس فأتى به حتى نظرت إليه على نعت النبي صلى الله عليه وسلم الذي نعته وفي رواية أخرى ذكر فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم " فأينما لقتسيموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجراً لمن قتلهم يوم القيامة " .
وفي رواية قال فيها عليه الصلاة والسلام عن الخوارج " هم كلب أهل النار " ونذكر هذا الحديث الذي يبين فيها ما سبب خروجهم على علي رضي الله عنه .
روى النسائي وأبو يعلي في مسنده والحديث اسناده حسن عن ابن عباس قال " لما خرجت الحرورية اعتزلوا في دارهم وكانوا ستة آلاف فقلت لعلي رضي الله عنه : يا أمير المؤمنين أبرد بالظهر : لعلي آتي هؤلاء القوم فأكلهم قال : إني أخاف عليك قلت : كلا . قال : فقمت وخرجت ودخلت عليهم في نصف النهار وهم قائلون فسلمت عليهم فقالوا مرحباً بك يا ابن عباس فما جاء بك ؟ قلت لهم : أتيتكم من عند " أصحاب النبي " وصهره وعليهم نزل القرآن وهم أعلم بتأويله منكم وليس فيكم منهم أحد " لا بلغكم ما يقولون وتخبرون بما تقولون قلت : أخبروني بماذا نقمتم على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن عمه ؟ قالوا : ثلاث قلت : ما هن ؟ قالوا : أما إحداهن فإنه حكم الرجال في أمر الله ، وقال الله تعالى " إن الحكم إلا لله " ما شأن الرجال والحكم ؟ فقلت : هذه واحدة . قالوا : وأما الثانية فإنه قاتل ولم يسب ولم يغنم فإن كانوا كفاراً سلبهم وإن كانوا مؤمنين ما أحل قتالهم قلت هذه اثنان فما الثالثة ؟ قالوا : إنه محى نفسه من أمير المؤمنين فهو أمير الكافرين قلت : هل عندكم شيء غير هذا ؟ قالوا حسبنا هذا .
قلت : أرأيتم أن قرأت عليكم من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ما يرد قولكم أترضون قالوا : نعم قلت أما قولكم حكم الرجال في أمر الله فأنا أقرأ عليكم في كتاب الله أن قد صير الله حكمه إلى الرجال في ثمن ربع درهم فأمر الرجال أن يحكموا فيه قال الله تعالى " يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم ومن قتله منكم متعمداً فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم به ذوا عدل منكم " الآية فأنشدتكم بالله تعالى أحكم الرجال في أرنب ونحوها من الصيد أفضل أم حكمهم في دمائهم وصلاح ذات بينهم وأنتم تعلمون أن الله تعالى لو شاء لحكم ولم يصير ذلك للرجال ؟ قالوا : بل هذا أفضل . وفي المرأة وزوجها قال الله عز وجل " وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها إن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما " فأنشدتكم بالله حكم الرجال في إصلاح ذات بينهم وحقن دمائهم أفضل من حكمهم في امرأة أخرجت من هذه ؟ قالوا : نعم قلت : وأما قولكم قاتل ولم يسب ولم يغنم أفتسبون أمكم عائشة وتستحلون منها ما تستحلون من غيرها وهي أمكم ف وهي أمكم فإن قلتم : إنا نستحل منها ما نستحل من غيرها فقد كفرتم ، ولئن قلتم ليست بأمناً فقد كفرتم لأن الله تعالى يقول " النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم " فأنتم تدورون بين ضلا لتين فأتوا منهما بمخرج قلت : فخرجت من هذه ؟ قالوا : نعم وأما قولكم : محى اسمه من أمير المؤمنين فأنا آتيكم بمن ترضون وأراكم قد سمعتم أن النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبة صالح المشركين فقال لعلي رضي الله عنه " أكتب هذا ما صالح عليه محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم " فقال المشركون : لا والله ما نعلم أنك رسول الله لو نعلم أنك رسول الله لأطعناك فاكتب محمد بن عبد الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " امسح يا علي رسول الله ، اللهم إنك تعلم أني رسولك امسح يا علي وأكتب هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله " فوالله لرسول الله صلى الله عليه وسلم خير من علي وقدما نفسه ولم يكن محوه ذلك يمحوه من النبوة خرجت من هذه ؟ قالوا نعم فرجع منهم ألفان وخرج سائرهم فقتلوا على ضلا لتهم فقتلهم المهاجرون والأنصار " .
والنوع الآخر هم الذين غالبوا فيه وعظموه أشد التعظيم فخرجوا عنه وهم الرافضة وللاطلاع على معتقداتهم وما هم عليه ارشدك على موقع في شاشة الإنترنت اسمه فيه الجواب الشافي وليس هناك ما يقتري عليهم به ضحضهم والرد عليهم من كتبهم .
وأخيراً أختي المسلمة ما قصدت من هذا التبيان إلا بيان الحقيقة والتي أمرنا بإتباعها اللهم أسأل أن ينفعنا بما علمنا وأن يعلما ما ينفعنا وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
الشيخ / ابو محمود رزوق
موقع فيصل نور







 
قديم 23-01-08, 11:48 PM   رقم المشاركة : 6
القنّاص
عضو ذهبي







القنّاص غير متصل

القنّاص is on a distinguished road


بارك الله فيك . نقل موفق.

و طرح جميل.







التوقيع :
نشيدة سيدا شباب جنة الخلود- الحسن و الحسين

سيدا شباب جنة الخلود الحسن ونور عيني الحسين
قسما حبي لكم بلا حدود و بقلبي الحب والله دفـــين
حفرت أسماؤكم فلن تزول حفرت بالقلب مذ أنا جنين
إنكم قدوة أصحاب العقول وبكم يفخر كل المسلمين
إنكم أحفاد سيدي الرسول هو شمس وإمام المتقين
ولآل البيت نحن المخلصين
وعلي عنه ماذا سأقول
بحر علم وهو الماء المعين
سيف حق داحر للمشركين
هذه الزهراء هذه البتول فضلت على نساء العالمين
بنت هادينا وأم للعدول وهي زوج لأمير المؤمنين
من مواضيعي في المنتدى
»» قصة البلجيكي الذي تشيع انا اعلن الاستبصار من الآن
»» تشيع سني على يد أبا الفضل العباس عليه السلام . انتبهوا يا وهابية ههههه
»» هدية للموالين بمناسبة شهر رمضان : السيستاني يجيز مضغ العلك في نهار شهر رمضان
»» انا اكره يزيد هل أئثم على ذلك وهل يجوز ذلك ؟
»» حديث في الكافي ينهى الشيعيات من قراءة سورة يوسف.
 
قديم 24-01-08, 12:00 AM   رقم المشاركة : 7
حسينا
موقوف





حسينا غير متصل

حسينا is on a distinguished road


في كتاب الالشيعة نهج البلاغة ..

قلتم أن علي رضي الله عنه قال :

أن ربنا واحد ونبينا واحد ودعوتنا في الاسلام واحدة لا نستزيدهم في الإيمان بالله والتصديق لرسوله صلى الله عليه وآله ولا يستزيدونا : الأمر واحد إلا ما إختلفنا فيه من دم عثمان ونحن منه براء. ( البحار 33/306 ، نهج البلاغة 141 )

فهل أنتم أفضل من علي رضي الله عنه ، وماذا فعل علي بأم المؤمنين رضي الله عنه ، ألم يرسلها للمدينة معززة مكرمة بعد المعركة ؟؟







 
قديم 24-01-08, 12:02 AM   رقم المشاركة : 8
حسينا
موقوف





حسينا غير متصل

حسينا is on a distinguished road


معين سالم

القناص

شكرا على المرور







 
قديم 24-01-08, 12:05 AM   رقم المشاركة : 9
حسينا
موقوف





حسينا غير متصل

حسينا is on a distinguished road


أيهما على حق سيدنا علي ام معاوية رضي الله عنهم

http://www.d-sunnah.net/forum/showthread.php?t=61232







 
قديم 24-01-08, 12:30 AM   رقم المشاركة : 10
حسينا
موقوف





حسينا غير متصل

حسينا is on a distinguished road


الأشتر احد قتلة سيدنا عثمان يلتحق بسيدنا علي رضي الله عنه وكيف يكيد لسيدنا علي رضي الله عنه




انظر وقرأ مالذي قاله علي رضي الله عنه عن الأشتر ثم انظر الى اعتراف الأشتر ووقاحته :

يقولو علي رضي الله عنه :
( ..ثم حدث هذا الحدث الذي جرى على الأمة أقوام طلبوا الدنيا وحسدوا من أنعم الله عليه بها وعلى الفضيلة التي من الله بها وأرادوا رد الإسلام والأشياء على أدبارها والله بالغ أمره ثم قال ألا إني مرتحل غدا فارتحلوا ولا يرتحل معي أحد أعان على قتل عثمان بشيء من أمور الناس فلما قال هذا اجتمع من رؤسهم جماعة كالأشتر النخعي وشريح بن أوفى وعبد الله بن سبأ المعروف بابن السوداء وسالم بن ثعلبة وغلاب بن الهيثم وغيرهم في ألفين وخمسمائة وليس فيهم صحابي ولله الحمد فقالوا ما هذا الرأي وعلى والله أعلم بكتاب الله ممن يطلب قتلة عثمان وأقرب إلى العمل بذلك وقد قال ما سمعتم غدا يجمع عليكم الناس وإنما يريد القوم كلهم أنتم فكيف بكم وعددكم قليل في كثرتهم فقال الأشتر قد عرفنا رأي طلحة والزبير فينا وأما رأي علي فلم نعرفه إلى اليوم فإن كان قد اصطلح معهم فإنما اصطلحوا على دمائنا فإن كان الأمر هكذا ألحقنا عليا بعثمان فرضى القوم منا بالسكوت... ) البداية والنهاية .




سؤال بخصوص مقتل عثمان رضي الله عنه

http://www.d-sunnah.net/forum/showth...E1%C3%D4%CA%D1







 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:19 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "