النظرة الجزئية ... والنظرة الشاملة
عندما تزور أحد المعارض و تقترب جدا ً وأنت تنظر في أحد اللوحات ..... فربما ترى فيها لطخة تظنها لشدة قربك غير متناسقة مع اللوحة ومشوهة لها ...
ولكن عندما ترجع للخلف .... وتنظر للوحة بشكل كلي ... تجد أن هذه اللطخة تضفي على الرسم جمالا ً .... بل لن تظن أن اللوحة ستأخذا شكلها ورونقها بدون تلك اللطخة ...
تلك اللطخة التي كنت تظنها مصدر تشويه للوحة .... أصبحت من أهم المكونات الجمالية لتلك اللوحة ...
واختلاف الحكمين راجع لاختلاف المسافة التي كانت تفصلك عن اللوحة
حكمك الأول .... ونظرتك الأولى .... هي التي تمثل رأي الشيعة ونظرتهم ... للتاريخ الإسلامي ككل ... تاريخ كل صحابي ... وتاريخ كل منجز إسلامي حضاري ... تاريخ كل دولة مسلمة عبر التاريخ الإسلامي الطويل ..
بتلك النظرة القاصرة .... ينظرون للقرآن ... ويفسرونه ... وبتلك العين ينظرون للسنة ويفهمونها
من أنصع صفحات تاريخ نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ... أن يترك هذه الدنيا ولم يورث المال لزوجة ولا أبناء ... ولم يورث الرئاسة والملك لأسرته ولا لقريب من أقاربه .... بل ورث علما ً نافعا ً وسيرة عطرة
ثم نجد علماء الشيعة .... يصورون لأتباعهم تلك الصفحة البيضاء الناصعة لنبينا صلى الله عليه وسلم ... كأبشع منظر وأقبح صورة ...
ذالك أنهم ينظرون بعيون مريضة وعقول فاسدة وقلوب حاقدة ....
المسلمون يرسمون في أذهانهم أجمل صورة لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ... وهم يتلون آيات القرآن التي تتحدث عن تضحياتهم للإسلام والتصاقهم بنبيهم في أحلك الضروف وشدة محبتهم وولائهم له ... رحماء بينهم ... أشداء على عدوهم ... سيماهم في وجوههم من أثر السجود ...
تغبطهم قلوبنا المحبة لهم أن أعلن الله رضاه عنهم في محكم التنزيل .... جمعهم بنبيه في الدنيا بقوله ( محمد والذين معه ).... ونسأل الله أن يجمعهم به في الآخرة .... (في مقعد صدق عند مليك مقتدر )
بينما نجد الشيعة ... يرسمون في أذهان أتباعهم ... أبشع صورة ٍ أنت راء .... عن أصحاب نبيهم صلى الله عليه وسلم .....
ولا ينقضي عجبك ... وأنت تراهم يتفننون في الإساءة إلى أصحاب وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم .... فكلما كان الصحابي أكبر قدرا ً وأكثر علما ً وأكثر تضحية ً واكثر بذلا لنفسه في خدمة الإسلام ..... تجده ينال أكثر إساءة ً وأكثر بغضا ً .....
فالقاعدة عندهم ... أن من كان من نبينا أقرب .... فهم إلى الإساءة إليه أسرع ...
سبحان الله .... إلى هذا الحد إستطاع إبليس لعنه الله أن يحقق إنتصاره على العقل البشري ؟؟؟؟
والله إن العجب لاينقضي ... وأنت ترى تلك القطعان من البشر .... يسيرون خلف أولئك المدعين ... يهبونهم أموالهم ,,, وأعراضهم ... يتمتعون بها ويعبثون بها ..... ويبتغون من الله الأجر والمثوبة على ذلك
فسبحان من خلق ( الإنسان في أحسن تقويم ) ثم رده إلى ( أسفل سافلين ) ( إلا الذين آمنوا )