إخواني المشرفين والمشايخ والأعضاء أجيبوني رحمكم الل

[العثماني]

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين،وارض اللهم عن ساداتنا أبي بكر وعمر وعثمان وعلي،وارحم اللهم سلفنا الصالح إبراهيم والحسن وسفيان وابن المبارك وسعيد وابن تيمية و ابن القيم وباقي السلف الصالح.آمين.
إخواني في الإسلام سلام الله عليكم في الدنيا والآخرة.
لاشك أن الدعوة إلى الله وإلى دينه يعد من الأعمال الصالحة لقول الله عز وجل ومن أصدق قولا ممن دعا إلى الله وقال إني من المسلمين.
وأنا أقترح بإذن الله العلي القدير أن نغير طريقتنا وأسلوبنا إلى الدعوة إلى الله عز وجل وسألخص فكرتي قد المستطاع.

وأهمها أن نشكل نخبة من الدعاة المتخصصين في عدة مجالات وتخصصات ويكون معنا علماء الدين المخلصين،بحيث يكون هدف هذه النخبة هو دراسة الواقع المجتمعي للمسلمين في جميع نواحيه الإقتصادية والإجتماعية والنفسية والثقافية والدينية بحيث نركز فقط على أهم أسباب الضعف فيها ،ولتكن دراستنا للناس و واقعهم تشبه إلى حد كبير دراسة السوق التي يقوم بها علماء السوق الناجحين.
ولتكن ضالة هذه النخبة هي الحكمة ،بحيث نبحث على أنجع الأساليب الحكيمة الهادئة الفعالة إلى رد الناس إلى سبيل الله،وحبذا لو تخصص كل رجل منا في دراسة سيرة صحابي جليل واستخلاص الحكم والدروس من حياته،وخاصة أن كل صحابي له ميزته الخاصة ومنهم من يعمل فقط بحديث سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يموت عليه.
والحاصل وبالجملة،فإنك لووقفت أمام إنسان بدأت تدعوه إلى الله،فتأكد أنه سيسمع إليك وسيتسائل بداخله عن جدوى كلامك وما له بعلاقته بواقعه المعيشي الحياتي اليومي ،وعلى هذا الأساس يكون أخذه أو رده لدعوتك،فديننا مليئ بالحكم والجمال ولو عرفه الناس ما بحثوا عن الجمال في الفن والترف،فلا نجعل غيرنا يخطف الناس من بين أيدينا بأساليبه الخاصة الأنانية ونحن أصحاب الحق والحلول الحكيمة.
وبداية نقوم بتجريب هذه الأساليب الجديدة على فئات معينة من الناس وذالك حسب مستواهم الثقافي والمعيشي ،ولا يجب أن نيأس أبدا لكي لا ييأس الله منها ونجعل الدعاء والإلحاح وطلب المعونة منه سلاحنا نحاول ثم نحاول ولا نقنط ولنجعل شعارنا هو العمل ثم العمل ثم الصبر لله،فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرى فارغا هو أصحابه تراهم دائما مع الله عز وجل في كل مكان وزمان في كل صغيرة وكبيرة ،لا يجاوز رأيهم رأي الآخر ولا يجاوز رسول الله رأيهم وهم عند أمر الله مجتمعون.
وأهم شيئ نطلب الحكمة من جميع الطوائف من المسلمين وغير المسلمين،بل ونتعاون معهم ونستفيد منهم بحيث يكون عملنا على شكل أوراش عمل قابلة للإنجاز والتطبيق ويكون هدفنا هو تكوين فئة نوعية فعالة مؤثرة ،ولا بأس أن تتعامل هذه النخبة مع السلطة واستغلال أكبر قدر من الصلاحيات التي تتيحها والتعاون معها.
إخواني في الله،يجب أن تعلموا أن لك مجتمع راقي نخبة مؤثرة قوية لا تعمل إلا في الخفاء والظل ،وهي لا تظهر إلا من خلال إنجازاتها على أرض الواقع حتى ولو كانت مضلة.
وليكن همنا الله أولا وأخيرا،والتوكل عليه سندنا والدعاء سلاحنا ونصره غايتنا وسترون معي إن شاء الله ماذا سيصنع الله بنا.
ولنعتمد على كل شخص ذو موهبة وكفائة ونسخرها في نصرة الله عز وجل.
أما في ما يخص الفرق الضالة فأقترح أن يتخصص فيهم أناس منا ويدرسونهم دراسة شاملة معمقة علمية بحيث نتوقف على أسباب ضعفهم وقوتهم وأن نضع لهم خطة عمل حكيمة هادئة منهجية فعالة على أساسها نواجههم والله المستعان.
وفي الأخير أقترح أن نشكل فريقا ولو من عشرة أشخاص ذوي إختصاصات متعددة من كل بلد ونتبادل الآراء والإقترحات في سبيل النهوض بواقع الأمة.
ومن عنده إقتراح فليفدنا جزاه الله،فالله خير حافظا وهو أرحم الرحمين.