ذكرت مصادر عراقية أن حالة من الذعر تسود محافظات وسط وجنوب العراق بعد شروع ميليشيات مرتبطة بأحزاب دينية شيعية بتصفية ثلاثة آلاف بعثي سابق أدرجتهم على قائمة مطلوبين تتهمهم بقمع وقتل مشاركين في الانتفاضة الشعبانية ضد النظام العراقي السابق عام 1991.
وأكد مصدر قريب من المرجع الديني الأعلى الشيخ اسحاق الفياض أن جماعة من الشباب المقلدين للسيد محمد محمد صادق الصدر قدموا إلى مكتب الشيخ الفياض للمشورة والاستفتاء، إلا أن الأخير رفض استقبالهم، إذ أنهم أخبروا وكيله بأنهم تلقوا تدريباً في ايران، وزُودوا بقوائم تضمنت كثيراً من الأهداف والأسماء المطلوب تصفيتها جسدياً تحت بند "إعلاء شأن المذهب"، مشيراً الى أن "التعليمات الواردة لأولئك الشباب أثارت حفيظتهم"، وذلك وفقا لما ذكرت صحيفة "الحياة" اللندنية الجمعة 3-8-2007.
وكشف "أبو علي الكعبي" أحد قياديي "جيش المهدي" في بغداد،عن وجود جماعات انشقت على القيادة المتمثلة بالسيد مقتدى الصدر، وعملت شخصيات دينية وسياسية عراقية وايرانية متنفذة داخل العراق على استقطابها وربطها بـ"الحرس الثوري الايراني". واستقطبت هذه الشخصيات عدداً لا يستهان به من قياديي "جيش المهدي" والوجهاء والتجار وشيوخ العشائر في عموم العراق، عبر دعوات مدفوعة الأجر وجهتها مؤسسات دينية معروفة لها فروع موجودة حالياً في مدينة النجف، إلى زيارة الامام الرضا في مدينة مشهد الايرانية، وفقاً للكعبي.
تدريبات في إيران
واشار الكعبي إلى أن الاستخبارات الايرانية كررت العملية ذاتها مع شخصيات لمست فيها ميلاً للتجاوب مع ما تطرحه. كما ذكر أن عناصر جماعات انشقت على الصدر والقيادات المناطقية لـ"جيش المهدي" تلقت دورات تدريبية في مدينتي ايلام (المحاذية لمحافظة واسط العراقية) وكرمنشاه الايرانيتين على كيفية استخدام العبوات المضادة للدروع ونقاط الضعف في التسلح الاميركي، وفقاً للمصدر ذاته.
كما ذكر أحد أهالي النجف لصحيفة "الحياة" التي نُفذت مدينته مؤخرا، استهدفت قياديين سابقين في حزب "البعث" المنحل لاسيما "قادة تنظيم الجيش الشعبي" الذي كان النظام العراقي السابق شكله خلال حربه مع ايران واعتمد فيه على استخدام أسلوب التطوع الموقت لدعم جبهة القتال بالمقاتلين، وقاده أعضاء كبار في حزب البعث.
واشار ذلك المواطن إلى أن آخر عملية اغتيال شهدتها النجف طالت مصطفى الشرقي وهو عضو قيادة فرقة سابق في "البعث" كان أُحيل على التقاعد من تنظيمات الحزب عام 1985، لافتاً الى أن "كونه مقعداً منذ سنوات لم يحل دون تصفيته، مشير الى توزيع جماعات مسلحة قوائم أخيراً في عدد من أحياء مدينة النجف، تضمنت أسماء عشرات من رفاق الشرقي "قيل إنهم مطلوبون لاشتراكهم في قمع الانتفاضة الشعبانية عام 1991".
أما أبو نبأ الشمري من أهالي محافظة واسط (280 كلم جنوب بغداد) فذكر أن المناطق الجنوبية الشرقية من محافظة واسط شهدت نشاطاً ملحوظاً لميليشيات تدعي الارتباط بحركة "حزب الله" إحدى القوى المشاركة في "كتلة الائتلاف العراقي الموحد". وتنشط هذه الميليشيات في شن حملات تصفية واسعة النطاق شملت قيادات بعثية وعسكرية شاركت في الحرب العراقية - الايرانية، وفقاً للشمري.
ويضيف الشمري أن عمليات الاغتيال التي شهدتها هذه المناطق "منظمة ودورية، وتنفذ بموجب قوائم أعدتها جهات ترتبط بالاستخبارات الايرانية في شكل مباشر"، لافتاً الى أن إيران ترغب في تصفية حساباتها مع هذه القيادات من جهة، وإظهار عجز الحكومة العراقية والاجهزة الامنية والقوات المتعددة الجنسية عن الوقوف في وجه مثل هذه العمليات من جهة أخرى.
واشار الشمري الى أن أولئك الذين اغتيلوا كانوا أُحيلوا إلى التقاعد من حزب "البعث" منتصف ثمانينات القرن الماضي، لا سيما أن أعمارهم لا تقل عن 60 عاماً وغالبيتهم فضلوا النأي بأنفسهم بعيداً عن أحداث السنوات الاربع الماضية والتزموا منازلهم. وكشف أن "بعض هؤلاء المتطوعين قُتلوا داخل منازلهم وعلى مرأى أفراد من عائلاتهم
منقول