أمالي الحجاج 28/6/2002 (مناظرة في النص والإمامة والعصمة)

[الحجاج]

اتفق أن زرت مجلس أحد المرموقين وكان في المجلس جمع غفير منهم الوجهاء وبعض العلماء وأساتذة الجامعات، فجرى الحديث من بعض الشيعة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نص على استخلاف علي رضي الله عنه بين كلام يطول ذكره، فقلت له:

ما معنى النص وحقيقته؟

فقال: النص هو الإظهار والإيضاح ومن ذلك سمي المحل الذي يجلس فيه القاضي "منصة" لبروزه وظهوره، هذا لغة.. واصطلاحا هو القول المنبئ عن المقول فيه على وجه الإظهار.

قلت: ما أجمل ما قلت وأو ضحت، فخبرني الآن، ما هي الإمامة عندكم لغة وشرعا؟

فقال: هي التقدم فيما يوجب لصاحبه الطاعة المطلقة فيما تقدم فيه بملكات وصفات أوجبت له التقدم وفرض الطاعة عند الله تعالى على الناس أجمعين بنص منه. ألست تقرأ قوله تعالى: (وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا) وقوله (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة) فكان أن أضاف تعالى جعل الأئمة إلى نفسه ولم يعط هذه الصلاحية لغيره؟

فقلت: أصلحك الله وهداك، إذا كانت الإمامة هي التقدم فيما يوجب الطاعة المطلقة لصاحبها كما تفضلتم، فإن أمر الإمام بمعصية الخالق توجب طاعته، ونحن لا نسلم بقولك هذا ولكن نقول أن الإمامة توجب لصاحبها الطاعة ما دامت طاعته فيما لم يخرج عن حدود الكتاب والسنة. فقد روينا عنه صلى الله عليه وسلم في مسند أحمد قوله: "لا طاعة لمخلوق في معصية الله عز وجل" فقوله (لا طاعة لمخلوق) يشمل الإمام والمأموم. ألست توافقني الرأي؟

فقال بعد برهة: اعتراضك وجيه، ولكن لم تجب على سؤالي إذا كان الله تعالى قد أضاف إلى ذاته صلاحية تعيين الإمام فهل يجوز لنا أن نطعن بهذه الإرادة ونجعل اختيار الإمام للناس؟ ألست تقرأ قوله تعالى: (وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم) يعنون به الوليد بن المغيرة بمكة أو عروة بن مسعود الثقفي بالطائف، فأنزل الله تعالى: (ما كان لهم الخيرة) أي أنه لا يبعث الرسل باختيارهم وليس لهم أن يختاروا على الله، وقال أيضا: (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا) ؟ فإذا كان الإمام مما قضى الله تعالى بترك نصبه فلا يجوز للناس الخيرة بنصبه، وإن كان مما قضى بنصبه فليس للناس الخيرة بنفيه أو إثباته؟

فقلت: أنا أجيبك على سؤالك، فخبرني الآن إذا كان الله تعالى لم يرد أبا بكر إماما فنصبه الناس إماما خلاف إرادة الله تعالى، أليس يكون قد وقع في ملك الله ما لا يريد؟

قال بتردد: بلى

قلت: فإذا وقع في ملك الله ما لا يريد، أليس يكون قد ثبت عليه تعالى صفة العجز، والعجز محال على الله؟

قال بلى

قلت: فقد ثبت إذن أن الله تعالى أراد أبا بكر رضي الله عنه إماما. وأنا أجيبك الآن على سؤالك. ألست تقول أن الإمامة من جُعْلِ الله تعالى وحقه وليس للناس حق الاختيار؟

قال: بلى

قلت: أو يكون هذا الحق في زمان دون زمان؟

قال: كلا

قلت: فكيف جاز لكم نصب الخميني أو الخامنئي إماما وكيف جاز لكم انتخاب خاتمي رئيسا؟ فإذا جاز لكم هذا الآن، جاز للصحابة مع ما أخذنا رهنك به من القول، أن يختاروا أبا بكر إماما آنذاك.

ضحك الرافضي وقال: ليس يشبه هذا ذاك، وذلك أنا لا نقول أن الخميني هو إمام العصر وإنما نائب الإمام، لأن الإمام لا بد وأن يكون معصوما، وهو في هذا غير محتاج إلى إمام. وقد أجمعت الأمة على أن أبا بكر قال على المنبر: "إني قد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أطعت فأعينوني وإن اعوججت فقوموني" فأقر بحاجته إلى رعيته وفقره إليهم في تدبير أموره. ومن احتاج إلى رعيته فهو إلى الإمام أحوج.

قلت: على رسلك أيها الشيخ، ألست تتفق معي في القول أن الإمام إن أمر بمعصية الله لم تجز طاعته لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا طاعة لمخلوق في معصية الله عز وجل"؟ علما أن هذا الحديث قد ورد من طرقكم أيضا؟

قال: بلى

قلت: فقد أقررت بجواز المعصية على إمامك كان من يكون، ومن جاز عليه أن يعصي الإله لا يكون معصوما، وبطل ما اعتمدت عليه من عدم حاجة الإمام إلى إمام، فلم يحرِ جوابا غير قوله: لكم دينكم ولي ديني. فاستحسن الحضور مني هذا ولله الحمد والمنة.

[الحجاج]

يرفع جوابا على مقال: لماذا استعجلوا دفن الرسول

لسنا من أهل العلم , لكن :

قلت يا حجاج :
((فإن أمر الإمام بمعصية الخالق توجب طاعته، ونحن لا نسلم بقولك هذا ولكن نقول أن الإمامة توجب لصاحبها الطاعة ما دامت طاعته فيما لم يخرج عن حدود الكتاب والسنة))

نقول :
اعلم أولا هداك الله , ان في عقيدتنا أن الإئمة عليهم السلام معصومون , فإذا كانوا معصومين , فهم بذلك لا يأمرون بمعصية , و أن إختيار النبي(ص) للإمام علي(ع) بمشيئة و أمر من الله تعالى فبذلك كان في كلامك غلط..

قلت يا حجاج :
((فقلت: أنا أجيبك على سؤالك، فخبرني الآن إذا كان الله تعالى لم يرد أبا بكر إماما فنصبه الناس إماما خلاف إرادة الله تعالى، أليس يكون قد وقع في ملك الله ما لا يريد؟

قال بتردد: بلى

قلت: فإذا وقع في ملك الله ما لا يريد، أليس يكون قد ثبت عليه تعالى صفة العجز، والعجز محال على الله؟

قال بلى

قلت: فقد ثبت إذن أن الله تعالى أراد أبا بكر رضي الله عنه إماما))


أقول : من كلامك , أن إرادة الناس هي إرادة الله , و كلامك يا حجاج معناه الجبر !!
و الجبر باطل ..


بو جاسم

[الحجاج]

اقتباس: الرسالة الأصلية كتبت بواسطة بو جاسم لسنا من أهل العلم , لكن : قلت يا حجاج : ((فإن أمر الإمام بمعصية الخالق توجب طاعته، ونحن لا نسلم بقولك هذا ولكن نقول أن الإمامة توجب لصاحبها الطاعة ما دامت طاعته فيما لم يخرج عن حدود الكتاب والسنة)) نقول : اعلم أولا هداك الله , ان في عقيدتنا أن الإئمة عليهم السلام معصومون , فإذا كانوا معصومين , فهم بذلك لا يأمرون بمعصية , و أن إختيار النبي(ص) للإمام علي(ع) بمشيئة و أمر من الله تعالى فبذلك كان في كلامك غلط.. قلت يا حجاج : ((فقلت: أنا أجيبك على سؤالك، فخبرني الآن إذا كان الله تعالى لم يرد أبا بكر إماما فنصبه الناس إماما خلاف إرادة الله تعالى، أليس يكون قد وقع في ملك الله ما لا يريد؟ قال بتردد: بلى قلت: فإذا وقع في ملك الله ما لا يريد، أليس يكون قد ثبت عليه تعالى صفة العجز، والعجز محال على الله؟ قال بلى قلت: فقد ثبت إذن أن الله تعالى أراد أبا بكر رضي الله عنه إماما)) أقول : من كلامك , أن إرادة الناس هي إرادة الله , و كلامك يا حجاج معناه الجبر !! و الجبر باطل .. بو جاسم

تحية وبعد،
قولك: (اعلم أولا هداك الله , ان في عقيدتنا أن الإئمة عليهم السلام معصومون , فإذا كانوا معصومين , فهم بذلك لا يأمرون بمعصية , و أن إختيار النبي(ص) للإمام علي(ع) بمشيئة و أمر من الله تعالى فبذلك كان في كلامك غلط..) هذا عين التناقض لورود الحديث من طرقكم أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وما دام أئمتكم من جنس المخلوقين ثبت أنهم عرضة للأمر بمعصية الله، وهذا ينافي عقيدة العصمة فتفطن.

وقولك: (من كلامك , أن إرادة الناس هي إرادة الله , و كلامك يا حجاج معناه الجبر !!
و الجبر باطل ..) ليس هذا كما زعمت، كما لم يدع علماء الكلام هذا الادعاء وذلك لأن الله تعالى قال في محكم كتابه: "وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين" وهي من الآيات المحكمات، فأنت ترى أن الله علق المشيئة الإنسانية بمشيئته، ولهذا نقول دوما: إن شاء الله، فهل قال الله تعالى بالجبر؟

قبل الإكمال ..
ما هو تفسير الآية : "وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين"

[الزيدى]

ما شاء الله !! هذا الحجاج ليس فقط يتطاول على الامام على عليه السلام بل ومن دعاة الجبر والعياذ بالله

واقول لهذا الجاهل : ان اهل السنة انفسهم لا يتفوهون بهذا التخريف الذى تفوهت به بل يفرقون بين الارادة التكوينية وبين الارادة التشريعية
لكن ما ادراه هذا الجاهل بهذه الامور

و طبقا لاسلوب الحجاج : فان قتل عثمان ايضا ارادة الله فقتلته اذن كانوا ينفذون ارادة الله ((وما تشاؤون الا ان يشاء الله )) ولو كان قتل عثمان مخالفا لارادة الله فهذا معناه انه وقع فى ملك الله ما لا يريد وهذا وصف لله بالعجز
فثبت بذلك ان الله تعالى اراد قتل عثمان !!!!!

ارايت ان اسلوبك فاسد و لا قيمة له على الاطلاق

[الحجاج]

ما كنت أخالك بهذا الغباء حتى تفوهت بما تفوهته، وكشفت عن عظيم جهلك وأبنته، لأنكم معشر الرافضة قبح الله دينكم تعتقدون أن استخلاف أبي بكر رضي الله عنه هو عين جحود إرادة الله ومعصيته لأنه في زعمكم قد نص على إمامة علي ونصبه، فلما أجمعت الأمة على بيعة أبي بكر رضي الله عنه، زعمتم أنهم ارتدوا إلا ثلاثة.. فكان هذا الجواب منا لمقام اعتراضكم بأن الأمة عصت الله تعالى.. لكنكم قوم تجهلووووون (فتنبه).

يا حجاج :
ما هو تفسير الآية : ((وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين"))
كما ينقله المفسرون ؟