روى فضيل بن مرزوق عن الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبى طالب ،
قال : سمعته يقول لرجل من الرافضة : و الله لئن أمكننا الله منكم لنقطعن أيديكم و أرجلكم ، ثم لا نقبل منكم توبة
فقال له رجل : لم لا تقبل منه توبة ؟
قال : نحن أعلم بهؤلاء منكم ، إن هؤلاء إن شاؤوا صدقوكم و إن شاؤوا كذبوكم ، و زعموا أن ذلك يستقيم لهم فى التقية ، ويلك إن التقية إنما هى باب رخصة للمسلم ، إذا اضطر إليها ، و خاف من ذى سلطان ، أعطاه غير ما فى نفسه ، يدرأ عن ذمة الله عز و جل ، و ليس بباب فضل ، إنما الفضل فى القيام بأمر الله و قول الحق ، وايم الله ما بلغ من أمر التقية ، أن يجعل بها لعبد من عباد الله أن يضل عباد الله .
-------------------
وعن الفضيل بن مرزوق قال : سمعت الحسن بن الحسن -أخا عبد الله بن الحسن (وهذا كان من خير بني هاشم في عصره)- و هو يقول لرجل ممن يغلو فيهم : ويحكم أحبونا لله ، فإن أطعنا الله فأحبونا ، و إن عصينا الله فأبغضونا .
فقال له الرجل : إنكم ذو قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و أهل بيته
فقال : ويحكم لو كان الله نافع بقرابة من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بغير عمل بطاعته لنفع بذلك من هو أقرب إليه منا ، أباه و أمه ، و الله إنى لأخاف أن يضاعف للعاصى منا العذاب ضعفين . و الله إنى لأرجو أن يؤتى المحسن منا أجره مرتين .
ثم قال : لقد أساء بنا آباؤنا و أمهاتنا إن كان ما يقولون من دين الله ثم لم يخبرونا به ، و لم يطلعونا عليه ، و لم يرغبونا فيه ، فنحن و الله كنا أقرب منهم قرابة منكم ، و أوجب عليهم حقا ، و أحق بأن يرغبونا فيه منكم ، و لو كان الأمر كما تقولون : إن الله و رسوله اختار عليا لهذا الأمر ، و للقيام على الناس بعده ، إن كان على لأعظم الناس فى ذلك خطيئة و جرما إذ ترك أمر رسول الله صلىالله عليه وسلم ، أن يقوم فيه كما أمره ، أو تعذر فيه إلى الناس
قال : فقال له الرافضى : ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي : " من كنت مولاه فعلي مولاه " ؟
قال : أما و الله ، إن لو يعنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك الإمرة و السلطان و القيام على الناس لأفصح لهم بذلك ، كما أفصح لهم بالصلاة و الزكاة و صيام رمضان و حج البيت ، و لقال لهم : أيها الناس إن هذا ولى أمركم من بعدى ، فاسمعوا له و أطيعوا ، فما كان من وراء هذا شىء ، فإن أنصح الناس كان للمسلمين رسول الله صلى الله عليه وسلم .
رواه أبو نعيم في كتاب الإمامة بإسناد قال عنه الحافظ المزي: "و هذا من أصح الأسانيد و أعلاها".