العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-12-06, 12:01 PM   رقم المشاركة : 1
الــزواوي
عضو فضي






الــزواوي غير متصل

الــزواوي is on a distinguished road


الرسالة الايرانية التي تعمدت السعودية عدم الاهتمام بها

الاستراتيجيه الايرانيه تهدف أساسا لتحقيق حالتين هما حلم وأُمنية الفرس منذ فجر الإسلام , اولهما تدمير ألامه العربية بحضارتها وتاريخها والسيطرة عليها واستعبادها، وثانيهما تشويه حقيقة وجوهر الدين الاسلامي من خلال البدع العشر التي ابتدعها إسماعيل الصفوي وأدخلها على التشيع ، من أجل تحويله الى تشيع فارسي (صفوي) ،وقد سار على نهجه الفرس الذين لم يرق لهم انهيار الدولة الفارسية، وأكملوا مخططه من خلال الاحاديث المكذوبة التي نسبوها الى آل البيت الاطهار عليهم السلام وهم براء منها لانها تتقاطع مع آيات القرآن الكريم والاحاديث النبوية الصحيحة وتاسيسا على ذلك فان التشيع الفارسي هو الخطر الاكبر الذي يهدد العرب خاصة والمسلمون عامة ، لكون ظاهر الفرس ودينهم وتشيعهم ليس له علاقه بالدين الاسلامي وانما هو دين آخر وباطنهم أصبح واضحا وجليا لكل من له عقل .
فعلى العرب والمسلمون ان يعيدوا حساباتهم ويحددوا مواقفهم على اسس وثوابت تاريخيه يستطيعوا من خلالها ايقاف المد الفارسي الصفوي والوقوف على مستوى التآمر الذي تعمل الدوله الفارسيه على تنفيذه في الاقطار العربيه والاسلاميه كافة دون استثناء وصولا الى الدوله الاسلاميه الاخرى التي ستكون (لا سمح الله) حسب المخطط الفارسي .وستعود نار المجوس التي أطفاها الله بمولد النبي العربي محمد صلى الله عليه وسلم و بنور الاسلام. لتنفث دخانها الأسود لتلوث به كل ما هو طاهر وشريف .

العراق خير دليل وبرهان على ما نقول فقد وصلوا بتآمرهم ومكرهم وخداعهم الى العراق وامتدت اياديهم القذره الى كل شبر من ارضه ليمعنوا تقتيلا بابناء شعبه وتدميرا لارضه وحضارته ولايعنيهم الأمر ان كان من خلال الشيطان الاكبر او إبليس الأصغر ، المهم لديهم هي النتائج وحجمها التدميري لأقرب قوه عربيه اسلاميه منهم جغرافيا حيث سيكونوا قد بداوا المرحله الاولى من مخططهم التامري القذرالذي يؤكد دائما وابدا انهم لم يكونوا يوما قد آمنوا ايمانا خالصا بالاسلام ورسالته السماويه ....فراحوا على وجه السرعه يحرقون (الاخضر واليابس) ولا يفرقوا بالقتل بين طفل وشيخ وامراة وشاب المهم لديهم هو قتل العربي.

الاحتلال الامريكي للعراق فرصه ذهبيه وتاريخيه للفرس لا تعوض وقد استغلوها احسن استغلال وما نراه اليوم من قتل للخيرين من ابناء العراق وتدمير ممتلكاتهم واحتقان طائفي وعرقي ودعوات للتقسيم ليس الا من بناة افكار الفرس وعملائهم وجواسيسهم الذين يسرحون في العراق طولا وعرضا لتنفيذ هذا المخطط .

امريكا الان تحتل العراق عسكريا لأغراض صهيونيه معروفه ورجال العراق قادرون على التعامل مع هذا الاحتلال مهما كانت قوته العسكريه ولكن الفرس يحتلون هذا البلد العظيم عسكريا وسياسيا واجتماعيا واقتصاديا .....وكيف لا يتحقق لهم ذلك ومن يحكم العراق أما من اصل فارسي اوعملاء تربوا وتدربوا على يد المخابرات الايرابيه لعشرات السنين اصبحوا خلالها اشد حقدا من الفرس على الاسلام والمسلمين والامه العربيه .

عام 1980 رفعت ايران شعار (حرق المراحل) من أجل مواجهة العراق ونفذت هذا الشعار من خلال شن الحرب على العراق بعد ان ايقنت ان استمرارالعراق لفتره طويله على النحو الذي كان عليه من التنميه والتقدم سيجعله اكثر قوه وامكانيه فيصعب عليها شأنه ولم يخطر لها بال بان العراق سيصمد وبالتالي سينتصر وكان ذلك سببا مضافا لايران من ان تزيد من حقدها وتصميمها على استمرار التآمر الداخلي والخارجي على قيادته وشعبه .

لو راجعنا التاريخ القريب واستعرضنا الاحزاب والمنظمات التي شكلتها المخابرات الايرانيه من أجل المساهمة في تدمير العراق وزرع الفتنه بين ابناء شعبه لتوضحت امامنا حقيقة ما نقول لقد خرجت علينا بتسميات ما انزل الله بها من سلطان فمن حزب الدعوه الى المجلس الاعلى ومن هذا الى منظمة العمل الفارسية ومن تلك الى حركة المجاهدين اضافة الى المئات من التجمعات

كجيش المهدي والرايات السود والرساليين الخ... واستقطبت بالاغراء والتوريط اعدادا كبيرة من ذوي النفوس الضعيفه ودفعتهم للانخراط في هذه التجمعات العميله وهم من نراهم اليوم على الساحه العراقيه يعبثون بالارض فسادا ويدعون (الجهاد والنضال)، هؤلاء هم حثالات المجتمع وفضلات المخابرات الايرانيه فاذا كان ساداتهم عبد العزيزالطباطبائى

وهادي العامري وموفق الربيعي وتقي المدرسي وجميعهم من الفرس الذين حاولوا تغطية حقيقتهم بانتحال القاب عشائر عراقية وأحدهم (موفق الربيعي) الذي هو ايراني واسمه (كريم شاهبور) ولا علاقة له بعشائر ربيعه فلا حاجه للتطرق الى عبيدهم .

ايران تعمل على اقامة نظامها الطائفي في كافة اقطار الوطن العربي والمراقب الجيد لحركتها سيجدها تعمل على التبشير الطائفي كما تعمل البعثات التبشيريه الطائفيه وتعمل بكل نشاط على استغلال اي بلد عربي يضم بين ابنائه من الشيعية للتاثير عليهم وتحويل معتقداتهم وفق مبدا التشيع الفارسي ثم تاتي في مرحلة لاحقه لدفعهم الى تأجيج الفتن الطائفيه في ذلك البلد ،البعض من الاقطار العربيه ترى ذلك جليا وتلمسه لكنها ليس لها حول ولا قوه تجاهه لان الحال تجاوز امكانيه الردع والمواجهه من قبلهم كونهم تهاونوا في مواجهة هذا الخطر منذ سنوات.

وهم الاكثر دراية وخبرة فيما ظهر منها وما بطن وهم الذين احبطوا على مر السنين المئات من المؤامرات والمخططات وهم الشوكه القاتله في اعين الفرس الذين ستبقى شجاعتهم وصمودهم شامخة بوجه الريح الصفراء ، وفي ضؤ ذلك فان الفرس ودولتهم ايران سوف لا يدخرون اي جهد في قتل وتدمير العراقيين .

حذاري ايها المسلمون في مشارق الارض ومغاربهامن السماح ببناء ما يسمى ب (الحسينيه) في بلدانكم فوالله ان فعلتم ذلك تكونوا قد اسستم اول بناء للهدم والتخريب والطائفيه والبؤس لان هذا البناء ليس مكانا للعبادة وإنما هي مقرات للمخابرات الايرانية

حذاري من افتتاح اي دار للكتب والمؤلفات الدينيه الايرانيه خصوصا تلك التي توزع مجانا فهي لاتدعو الا الى الطائفيه والعنصريه فغلافها اسلام ومحتواها شيطان .

لم تكن الحسينيه يوما دار عباده بل كانت عباره عن محطات استراحه لاغراض الزيارات وترويج البدع الصفويه لتشويه الاسلام أمام انظار العالم...اطلعوا على مئات الحركات الهدامه في الاسلام التي اسسها الفرس منذ انتمائهم للاسلام ولحد الآن وستصلون الى حقيقتهم ....وهذه ايها الاخوه هي الحقيقه التي يجب أن تدركوها قبل فوات الأوان. ومن لايدرك ذلك لحد الآن فعليه أن يتابع ما جرى ويجري في العراق منذ أن مكنت أمريكا ايران من السيطره على كل شئ فيه.و اخذت تبث سمومها الصفوية كخطوه بإتجاه اقامة امبراطورية فارس من جديد في منطقة الخليج اولا بعد هدم السد الذي كان يقف بوجههاوهو العراق، وبعد ذلك سوف تمتد هذه الامبراطورية الصفوية الفارسية الى الاقطار الاخرى






 
قديم 06-12-06, 12:03 PM   رقم المشاركة : 2
الــزواوي
عضو فضي






الــزواوي غير متصل

الــزواوي is on a distinguished road


الوَقِحون


--------------------------------------------------------------------------------




[إننا نتطلّع إلى إقامة دولةٍ شيعيةٍ كبرى، تبسط سيطرتها على الدول العربية والإسلامية]!..

هذا ما جاء على لسان رجل الدين الشيعي الفارسي (ناصر حمودي) في العدد الأخير لمجلة (الحكومة الإسلامية) الشيعية الفارسية، الصادر بتاريخ 16/11/2006م.. واستطرد (حمودي) زاعماً: [هذا الحلم أصبح قريبًا جدًا بعد انتصار (حزب الله) اللبناني على الإسرائيليين (!) وخوف الأمريكيين من دخول معركةٍ مع إيران، وسقوط نظام (صدام حسين) السني، واختيار الشيعي المتديّن (نوري المالكي) رئيساً للحكومة العراقية]!..

ولم ينسَ الفارسي (حمودي) أن يتطاولَ في مزاعمه وعدوانيته.. فوجّه كلامه إلى مصر والمصريين قائلاً: [لا لنأمن بعد بسط سيطرتنا على العالم العربي والإسلامي.. أن يحافظَ المصريون على العتبات المقدسة التي تحمل أجساد الأشراف من أحفاد الرسول الأعظم]!.. وتابع: [إنّ إيران بصدد رفع دعوى قضائيةٍ في مجلس الأمن على مصر، لتمكين العلماء الشيعة من وضع أيديهم على العتبات المقدّسة، للحفاظ عليها ورعايتها وإعمارها]!..

وتساءلَ رجل الدين الفارسي الشيعي مستفِزّاً قائلاً: [لماذا لا تُعيِّن الحكومة المصرية وزيرًا شيعيًا يكون مسئولاً عن شئون العتبات المقدسة والمزارات، لإثبات حسن نواياها للشيعة؟]!.. ا.هـ (صحيفة: المصريون، بتاريخ 18/11/2006م).

مع أننا نثق بفهم القارئ الكريم، ومقدرته على استيعاب كل ما قاله رجل الدين الفارسي الشيعي، فإنه لا بد أن نسجّل الملاحظات التالية :

1- لا يجد المرء صعوبةً في اعتبار ما قاله (ناصر حمودي) أنموذجاً للمخطَّط الفارسي الشعوبي الاستئصالي الاستعماري، الذي يرمي إلى اجتياح العالَم الإسلاميّ، وإعادة أمجاد بلاد فارس الزائلة.

2- كما لا يصعب تمييز هذه اللهجة الاستفزازية العدوانية الوقحة، لرجل دينٍ من المفترض أن يكون أكثر لباقةً وحكمةً في أقواله، لكنّ الإحساس بطغيان القوّة المزيّفة، لا يدع مجالاً للعقل أن يسيطرَ على تصرّف مَن يحمله، هذا إن كان يحمل في رأسه عقلاً سليماً أصلاً.

3- مصدر الشعور بالقوّة، الزائفة طبعاً، هو تحقيق بعض النجاح حتى الآن، في المحاولات العدوانية التي أدت إلى التغلغل الفارسي، وذلك عن طريق وكلاء الشعوبيين الفرس في العراق وسورية ولبنان (أي: الحكومة العراقية الصفوية العميلة للاحتلال، والنظام السوري، وحزب خامنئي في لبنان)!..

4- بكل عنجهية فارسية، وبعد أن وضع رجلُ الدين الفارسي الحالم في جيبه كلَّ العالَم الإسلامي، بما في ذلك العالَم العربي.. بدأ يفرض شروطه على أكبر دولةٍ عربيةٍ مسلمة (حوالي 70 مليون نسمة) هي مصر، التي لا يوجد فيها سوى بضعة آلافٍ من المتشيّعين، فأخذ يطالب بوزيرٍ شيعيّ، وبإدارةٍ شيعيةٍ فارسيةٍ للقبور التي يطلق عليها اسم: العتبات المقدَّسة!.. ثم يتوعّد ويهدّد بمجلس الأمن، الذي كان شعوبيّو فارس يطلقون عليه اسم: مجلس الشياطين!..

في الحقيقة، من السخف الردّ على تخريفات المصابين بجنون العَظَمَة، لكننا نعتقد جازمين، بأنّ ما صرّح به (ناصر حمودي)، هو روح المخطَّط الفارسي الاستعماري، الذي بدأ يجتاح بلاد الشام ودول الخليج العربي ومصر تحت غطاء الدين والتشيّع، والدلائل على ذلك كثيرة، وهي تتركّز (حصراً) هذه الأيام بما يجري من اجتياحٍ فارسيٍ مُريبٍ في العراق، حيث تصفية العرب وأهل السنة على الهوية،

وفي سورية، حيث الاستماتة الأسدية الإيرانية في تأسيس مرتكزات المشروع الفارسي الصفوي، ضمن البيئة السورية التي لا وجود فيها للشيعة أصلاً [الشيعة في سورية لا تتجاوز نسبتهم (الربع بالمئة) من تعداد السكان السوريين البالغ عشرين مليوناً تقريباً]..

ثم في لبنان، عن طريق الوكيل الشرعي لخامنئي وحزبه، الذي بدأ ينفّذ المخططات الفارسية الاستعمارية الاستئصالية بالقوة والخزعبلات السياسية البهلوانية، فافتعل حرباً مع العدو الصهيوني ليدمّر لبنان ويزعزع استقراره، ثم زعم أنه انتصر نصراً (إلهياً) ليوهمَ الجماهير العربية والمسلمة بصدق نواياه، ثم انقلب ليوجّه حِرابه إلى الداخل اللبنانيّ، معتمِداً غطاء الوحدة الوطنية والأصول الدستورية، متناقضاً مع نفسه ومع محيطه بكل كلمةٍ عنتريةٍ يطلقها، لكنه منسجم تماماً مع نواياه الحقيقية ونوايا أركان المشروع الصفوي الاستئصالي، التي يتلقى منها هذا الوكيلُ الأوامرَ والدعم والبركات!..

في صُراخه الأخير، الذي لا تختلف لهجته العنجهية عن تخريفات المدعو (ناصر حمودي)، وبعد أن فشلت مساعيه المشبوهة للحيلولة دون صدور قرار الحكومة اللبنانية، بالموافقة على مشروع المحكمة الدولية الخاصة بقضية اغتيال الرئيس (رفيق الحريري) رحمه الله.. دعا (وكيلُ خامنئي في لبنان) إلى إسقاط الحكومة اللبنانية الشرعية، وذلك إن لم تقم بتلبية رغبات أولياء نعمته من الفرس والنظام الأسدي، بمنحه أكثر من ثلث مقاعدها!..

وإلا فما على الحكومة إلا مواجهة الضغط والفوضى والعبث بمصير البلاد، مع التلويح بالقوة لإعادة انتخاب حكومةٍ جديدة، بدلاً عن الحكومة الحالية المنتَخَبة التي تضم خمسة وزراء من الشيعة!..

ما يجري في لبنان حالياً، هو حلقة من المخطَّط الفارسي الصفوي لحلف (طهران ودمشق وحسن نصر الفرس)، وهي الحلقة الثانية بعد حلقة تدمير لبنان وإنهاكه والمتاجرة بأرواح أبنائه ونسائه وأطفاله!.. ومن السهل لأي إنسانٍ بسيطٍ أن يدحضَ مزاعمَ (حسن نصر الفرس) المتهافتة، فإذا كان فعلاً منتصراً على الصهاينة ويعتبر انتصاره المزعوم لكل اللبنانيين كما أعلن على الملأ، فلماذا بدأ يستلّ حرابه ليغرزها في صدر الحكومة اللبنانية التي أنقذته أثناء مقامرته الحربية؟!..

وإذا كان يتهم الحكومة اللبنانية بأنها اتخذت قرارها المتعلق بالمحكمة الدولية بشكلٍ غير دستوريّ.. فهل قراره المنفرد الخطير الذي نفَّذه منفرداً.. بإشعال حربٍ مدمِّرةٍ مع الكيان الصهيوني هو أمر دستوريّ؟!.. ومَن الذي يجب أن يحاسَب في هذه الحالة: الذي يسعى لكشف القتلة المجرمين الذين انتهكوا حرمة لبنان والدم اللبناني.. أم الذي جنى على لبنان بحربٍ اتُّخِذَ قرارها في خارجه لتدمير البلاد والعباد؟!..

ثم هل حليف هذا المدّعي وهو (إميل لحّود)، يتربّع على كرسيّ الرئاسة اللبنانية بشكلٍ دستوريّ؟!.. وما مقدار المصداقية في الدعوة لإسقاط الحكومة المنتَخَبة الشرعية، وفي نفس الوقت الزعم بأنّ الحرب الأهلية وضرب السلم الأهلي وضرب الاستقرار.. والتصادم، والفتنة الداخلية.. هي خطوط حمراء ينبغي عدم تجاوزها!..

أليس في انقلابه غير الدستوري على الحكومة الشرعية ودعوته لنـزول آلاف الأشخاص إلى الشارع.. أليس في هذا وتداعياته التحريضية.. تخطياً لكل هذه الخطوط الحمراء؟!..

أم أنّ سياسة العنجهية والاستغفال الموروثة عن وقحي قُم وطهران والزمرة الحاكمة في دمشق.. هي الطبع الذي يغلب على تطبّع وكيل خامنئي في لبنان، الذي يصطنع مأزقاً للبلاد، ثم يرسم طريق الخروج منه حسب مخططات سادته المذكورين؟!..

الآن فحسب، استوعبنا لماذا هذا الحزب ينبغي أن يبقى حزباً قوياً مسلَّحاً، بل أقوى حزبٍ لبنانيّ، أليس هو الحزب المقاوِم، الذي يدّخر قوته للتهديد بها، ولتحرير بيروت من حكومتها المنتَخَبة، وتجيير ذلك كله لصالح النظام السوري ودولة الفُرس؟!..

أيها اللبنانيون.. أيها العرب.. أيها المسلمون : هذه هي مخططات أعدائكم ومشروعهم الصفويّ الاستئصاليّ تُنّفَّذ تحت ضوء الشمس، وهم لن يرضوا في المراحل القادمة بأقل مما ترتكبه ميليشياتهم الإجرامية الصفوية بحق أهلكم في العراق: ذبحاً، وتقتيلاً، واستباحةً للعِرض والمال والمقدّسات.. فماذا أنتم فاعلون؟!..


--------------------------------------------------------------------------------


د. محمد بسام يوسف






 
قديم 06-12-06, 12:04 PM   رقم المشاركة : 3
الــزواوي
عضو فضي






الــزواوي غير متصل

الــزواوي is on a distinguished road


أساطير الشعوبية في موروث التشيع الصفوي

GMT 18:00:00 2006 الثلائاء 21 مارس

صباح الموسوي



--------------------------------------------------------------------------------


ما يدفعني في العودة إلى تكملة الموضوع مرة ثانية هو شعوري بان الحلقة الماضية لم تشبع الموضوع ،وكان ينقصها ما يفي بالغرض من كتابتها. بالإضافة إلى ان الردود على الحلقة الماضية كانت دافعا في ضرورة إيضاح الدوافع التي تقف وراء مثل هذه الكتابات، رغم أني لا أنزه نفسي من بعض الهفوات والدوافع العاطفية التي ربما حملتها بعض الجمل و التي قد تكون أثارت أحاسيس بعض القراء، ولكن في المحصلة ينبغي ان يتم الحكم على مضمون المادة لا على دوافع الكاتب او أهدافه.


ومن هنا فان التركيز على مسألة زواج سيدنا الحسين بابنة كسرى ليس من باب كونها الأسطورة الوحيدة التي تنخر الفكر الشيعي. إنما تكمن أهميتها في كونها تكشف وبكل سهولة مدى تغلغل الأسطورة في بناء هذا الفكر الذي يعتبر الكثيرون تقاليده و مناسباته موروث مقدس يحّرم التطرق إليه او المساس به. رغم عِلمنا ان هذا المورث ليس قرآن منزّل و إنما هو مجرد أخبار لحوادث تاريخية بعضها حقيقية و أخرى مختلقة ولا صحة لها تناقلها رواة ومحدثون الكثير منهم إما أصله مجهول و إما مطعون في مصداقيته. و ما يجعل الباحث يهتم بأمر هذه الرواية " الأسطورة " لكون رواتها لم يتوقف عملهم عند هذه الأسطورة وحسب وإنما هم يشكلون مصدرا للمئات من الروايات الأخرى. ومن هنا فان اثبات او نفي قضية زواج سيدنا الحسين من أبنة كسرى سوف يكشف لنا عن مدى صحة القضايا الأخرى التي هي من صميم مورثنا الشيعي وقد جاءنا أكثرها عن طريق نفس رواة هذه الأسطورة.

لذا وبما إنني من محبي أهل البيت عليهم السلام وعشت عدة عقود و أنا مؤمن بالكثير من الخرافات والأساطير التي ابتدعها رواة الشعوبية. لذلك سعيت إلى محاولة كشف ما أمكن كشفه من هذه الأساطير لتطهير فكري اولا و محاولة لإظهار الحقيقة ثانيا. فالأمانة التاريخية تقتضي قول الحقيقة وكشف التزييف وتعرية الباطل. وأن تعرية الشعوبية والصفوية ليس له أي علاقة بصراعي مع الدولة الإيرانية التي اغتصبت بلدي ( الأحواز) و ظلمت شعبي وحرمتني من ابسط حقوقي وهو حق التعليم بلغتي العربية.


ثم إني قبل ان أكون احوازيا فانا مسلم محب لأهل البيت وهذا الإيمان و الولاء يلزمني كشف ما أستطيع كشفه من الأساطير والخرافات التي اُريد بها ضرب الإسلام وتشويه فكر أهل البيت تحت راية معاداة العرب. كما ان التطرق إلى دسائس الشعوبية والصفوية ليس دليل على أني معادي للقومية الفارسية فقبلي الكثير من الكتاب والمفكرين المنصفين من الفرس أمثال المرحوم الدكتور علي شريعتي و المرحوم الأستاذ قلمداران وكثيرون غيرهم كتبوا وكشفوا الكثير من أساطير وخرافات الشعوبية والصفوية السيئة، فهل يعني ان هؤلاء جميعا كانوا معادين لأمتهم الفارسية؟.

ماهي الفلسفة السياسة لأسطورة زواج الحسين من بنت كسرى ؟.

يرى الدكتور علي شريعتي ان مسألة الزواج في العهد القديم، وخصوصا بالنسبة لبعض الفئات الاجتماعية الاستقراطية، قبل ان تكون حاجة جنسية او طريقة من اجل الإنجاب وبناء الأسرة، فهي عادة اجتماعية وصورة شرفية و تقليد يحكي عن نوع من التعاقد الطبيعي وحلف غير مكتوب وتواصل سياسي وعهد مصالحة، وفي النهاية كثيرا ما كان يؤدي إلى اتحاد او امتزاج بين أسرتين او قبيلتين.

والزواج في مثل هذه الحالات له مفهوم عميق من ناحية علم الاجتماع و يكون حساس للغاية كونه مؤثرا جدا في تحديد مستقبل وتاريخ هذه الطرف او ذاك. و في الأسطورة يتم انتخاب فتاة من أسرة تم انقراضها لتزويجها بشاب من الأسرة القارضة لكي يستمر وجود الأسرة المنقرضة.

لذا و من اجل إبقاء سلالة الأسرة الملكية الساسانية ( التي كان كسرى يزدجرد الثالث آخر حلقاتها ) كان لابد إذن من وصلها بسلالة الإمامة الشيعية. ولذلك فانه من الضروري ان تدخل بنت " يزدجرد " دار " علي " لتكون من أهل بيت النبوة. يعني ان السلالة التي ذهبت تتحول إلى " رحم " و السلالة القادمة والتي ستبقى تتحول إلى صلب ليشكل شاب من " بني هاشم" و فتاة من " بني ساسان " اولى حلقات سلالة جديدة جاءت لتبقى .

والهدف من هذا هو تمكين القومية التي انهزمت من العودة مختبئة في الإسلام. والطريقة هي أن يتم ربط الملكية الساسانية بالنبوة الإسلامية ويتم مزج " فره ايزدي – الأبهة الإلهية " مع " النور المحمدي " لتنجب طفلا يكون حاملا لجوهرتين وحلقة وصل بين سلالتين. وهذا الوليد هو الإمام علي بن الحسين الملقب بالسجاد.


وهنا تنكشف اولى حلاقات أهداف هذه الأسطورة التي سوف تتضح على التوالي باقي أجزائها والتي سوف ينكشف سر إظهار الشعوبية نفسها بمظهر الحركة الشيعية المتحمسة لاهل البيت والمدعية الدفاع عن حقهم في الحكم و الإمامة..( نضهة المقاومة الوطنية في ايران ص149 المصدر باللغة فارسية).

في مقالة له بعنوان " الإسلام في ايران " يشرح الباحث والمؤرخ الهندي الدكتور، R.NATH تلك الأسباب التي دعت الحركة الشعوبية إلى تبنى المذهب الشيعي موضحا ان الإسلام بالنسبة للإيرانيين يجب ان لا يكون منفصلا عن الثقافة الإيرانية. فالثقافة الإيرانية تتمتع بخصوصية مميزة بشكل كامل و تختلف مع تقاليد وعادات الحياة العربية في السعودية والإمارات العربية المتحدة ، مصر، سوريا وحتى العراق المجاور. ولما كان الفرس امة تاريخية ومثقفة ولديها حضارة متقدمة لذا كان من الصعب ان يقبلوا الذوبان ويتخلوا عن هويتهم القومية.

هذا الرفض كان السبب الأول في نشؤ الصراع حول موضوع الخلافة و الإمامة والذي أدى فيما بعد إلى ظهور معسكرين احدهم مؤيدا للنظرية التي تقول بانتخاب خليفة النبي و آخر مؤيد لنظرية الإمامة التي تتم عن طريق الوراثة.


و يرى الدكتور R.NATH ان ظهور التشيع في الإسلام بدأ مع حرب الجمل في ربيع الثاني سنة 36 هـ ويتسأل قائلا : ترى لو لم يعارض الأمويون بقيادة معاوية ترشيح الإمام علي للخلافة فهل كنا سنشهد ولادة التشيع ؟. وهل صحيح ان هذه الحادثة وحدها التي كانت السبب في صنع مذهب التشيع ؟. على الرغم من انه لا يوجد مكان لكلمات " لو " " ولكن " في التاريخ إلا ان الفرضيات تؤدي أحيانا إلى استخلاص بعض النتائج.

كان الفرس على إيمان قوي بعقيدتهم التي ترى صفة " الألوهية بالملِك " وكانوا يرونه الحاكم على الوجود وصاحب الأقاليم السبع وأطراف الدنيا الأربعة. والملك عندهم ظل الله في الأرض وفي عهد الاخمينيين / 546 ق- 336 م / والاشكنانيين/226 م -336 ق/ و الساسانين/ 226- 336م ق/ كان النظام الملكي يعد نظاما إلهيا عند الإيرانيين. ولهذا فان مسألة انتخاب الخليفة التي من العادات والتقاليد القبلية العربية فإنها تتعارض مع موضوع الإيمان بإلهية الملك الذي كان من خصوصية عقيدة الإيرانيين. فالساسانيون الذين سقط آخر ملوكهم على يد العرب كانوا يرون في أنفسهم آلهة. لذا فان قبول خليفة منتخب كانت بالنسبة للفرس مسألة صعبة جدا وأمر مرفوض.

لهذا فقد شكلت عقيدة الفرس التي تقوم على حق ألوهية الملك القاعدة الأساسية التي بُنيت عليها نظرية الإمامة الشيعية الوراثية وهذه من خصوصية الإسلام الإيراني المصدر السابق).

الروايات المتضاربة في أسطورة زواج الحسين بابنت كسرى.

1- رواية محمد بن حسن الصفار(م290 هـ).

قال : بسبب الحقد و الكراهية التي كانت تكنها لخليفة العرب عمر بن الخطاب الذي أصدر أمرا باحتلال ايران واسقط المملكة الساسانية، فإنها حين رأته في" المسجد " غطت وجهها وبكت وقالت : آه! بيروج بادا هرمز. ( النصر لهرمز) فعمر الذي لم يكن يعرف اللغة الفارسية البهلوية – الدري، هجم عليها ليؤدبها اعتقادا منه ان الأميرة شتمته ولكن الإمام علي بن أبي طالب، وبسبب الود المملو بالسر الغيبي الذي كان يكنه لآل ساسان، تقدم بسرعة إلى الأمام ومسك بازياق عمر وقال له يارجل " بنترة ونبرة حادة " قف إنها لا تع************ ومن الأفضل ان تجعلها حرة حتى تختار شخصا من المسلمين زوجا لها، فوافق عمر وقال هو كذلك ً! فأنتي حرة ولكي ان تختاري يا سيدة.

فجاءت ممثلة الخورنه " نور" الفرهة الايزدية وسليلة الأسرة الساسانية التي أخذت ضيائها من اهورا مزدا " اله المجوس " تتقدم وتتقدم و تتقدم فوضعت يدها على رأس الحسين بن علي لتتخذه زوجا لها واصلة بذلك بين وارث النبوة المحمدية و بقية سلطنة " اهو را " الساسانية . السند : بصائر الدرجات ج/باب 11 ( المصدر بالفارسي ونقل عنه المجلسي في البحار ج46/ص9).

2- رواية محمد بن علي بن الحسين المعروف بالصدوق !( م381هـ).


قال :حدثنا الحاكم ابو علي الحسين بن محمد البيهقي قال: حدثنا محمد بن عيسى الصولي. قال:: حدثنا سهل بن القاسم النوشجاني. قال : قال لي الإمام الرضا (ع) بخراسان : ان بيننا وبينكم نسبا. قلت : وما هو أيها الأمير ؟ قال: ان عبد الله بن عامر بن كريز لما افتتح خراسان أصاب ابنتين ليزدجرد بن شهريار ملك الأعاجم فبعث بهما إلى عثمان بن عفان فوهب احديهما للحسن والأخرى للحسين فماتتا عندهما نفساوين. وكانت صاحبة الحسين نفست بعلي بن الحسين. السند : عيون الأخبار ج 2/ص128.

3- رواية محمد بن محمد بن النعمان المشهور بالمفيد! (م 413هـ).

قال: و امه شاه زنان بنت يزدجرد بن شهريار بن كسرى. ويقال : اسمها شهربانويه، وكان أمير المؤمنين (ع) ولى حريث بن جابر الحنفي جانبا من المشرق، فبعث إليه ابنتي يزدجرد بن شهريار بن كسرى ، فنحل ابنه الحسين شاه زنان منهما فاولدها زين العابدين، ونحل الأخرى محمد بن أبي بكر فولدت له القاسم بن محمد بن أبي بكر. فهما ابنا خالة : السند : الإرشاد ج 2/ص 138.

القارئ لهذه الروايات الثلاثة يكتشف و بكل سهولة حجم التناقض بينهما من حيث زمان ومكان اسر أبنة كسرى وزواجها بالحسين .

فالمصدر الأول يروي انه تم في المدائن في زمن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب" سنة 19 للهجرة " .

المصدر الثاني يرى انه تم في خراسان زمن الخليفة عثمان بن عفان.

المصدر الثالث يقول ان الأسر جرى في الشرق زمن خلافة الإمام علي بن أبي طالب.

المؤرخ الإيراني محمود رضا افتخار زاده يرى ان هذا الاختلاف في الروايات عمل متعمد من قبل الشعوبية وهو يدل على مهارة الكـّتاب الشعوبيين وتخصصهم في صنع الروايات فهم أرادوا بهذا الاختلاف ان يؤكدوا الأسطورة لا نفيها. كما أنهم أرادوا من خلال خلق التناقض بين هذه الأسانيد والمتون والتلاعب بالزمان والمكان إعطاء صفة التواتر لهذه الأسطورة وإبعاد فكرة المؤامرة عن مخيلة الناس حتى يتحقق لهم الهدف السياسي منها. المصدر: (الشعوبية نضهة المقاومة الوطنية في ايران ).

رأي بعض المستشرقين بهذه الأسطورة..

يقول المستشرق آلماني اشبولر: اعتقد ان زواج الحسين بن علي بن أبي طالب من أميرة ساسانية قصة مختلقة. وان الشيعة سعوا إلى ربط ألائمة بآخر سلسلة ملكية إيرانية ( الساسانية ) وقد ابدوا أهمية كبيرة لهذا الموضوع. (.2 isilamischerseif.wiesbaden.195 الصفحة 178 مترجم إلى الفارسية). أما المؤرخ الدنماركي الشهير كريستن سن فقد ذكر في كتابه " ايران في العهد الساساني/ ص 362" ان مسألة زواج الحسين من شهربانو مسألة غير مؤكدة.

اختلاف الروايات في زمان ومكان وفاة زوجة الحسين المفترضة.

لقد سعى الشعوبيون لصنع رمز من أبنة كسرى ليضفوا مصداقية على أسطورتهم. فبينما قال الصدوق أنها ماتت في المدينة وهي نفساء بعلي بن الحسين إلا ان الشعوبيون قاموا ببناء قبر ومزار لها على جبل في مدينة ري القريبة من طهران يعرف باسم جبل " بي بي شهربانو " ووضعوا على القبر حجر مرمري يعود تاريخه إلى القرن الرابع الهجري و قد بني على الطريقة المعمارية التي كانت سائدة في عهد البويهيين والسلجوقيين وجدد في العهدين الصفوي و القاجاري. وقد كتب على جدران و باب المزار رواية الصفار التي تحكي قصتها المزعومة في مسجد المدينة مع الخليفة عمرو الإمام علي.


وقصة قبر " شهربانو " هذا شبيهة بقصة قبر فيروز النهاوندي " ابو لؤلؤة " قاتل الخليفة عمر. فبينما تؤكد الروايات انه قتل على يد عبد الرحمن بن عوف بعد قتله للخليفة عمر أثناء صلاة الفجر في مسجد المدينة إلا أن الشعوبيين قد بنوا له قبرا على الطريق بين مدينة قم و كاشان وأصبح مزارا لهم تكريما له على قتله خليفة رسول الله وأمير المسلمين.


لعل في هذا الجزء اليسير من البحث الذي تقدم قد تمكنا من كشف جانبا من طريقة عمل الحركة الشعوبية ووليدتها الحركة الصفوية التي سعت إلى تبني التشيع مذهبا بديلا عن الإسلام الذي أطفأ بنوره نيران آلهتهم المزيفة وهد إمبراطوريتهم التي بني مجدها على جماجم وخيرات الشعوب الأخرى.



--------------------------------------------------------------------------------






 
قديم 06-12-06, 12:05 PM   رقم المشاركة : 4
الــزواوي
عضو فضي






الــزواوي غير متصل

الــزواوي is on a distinguished road


هل توجد بروتوكولات حكماء الفرس ؟


صلاح المختار

ما هي اهم الاستنتاجات المترتبة على هذا الاستعراض المعمق للصلة بين ايران ، من جهة ، وامريكا واسرائيل ، من جهة ثانية ؟ هل هي صلة تطابق ستراتيجي ؟ ام هي صلة تلاق ستراتيجي ؟ وما هي نقاط اللقاء ونقاط الخلاف ؟ وهل للتلاقي الايراني مع امريكا والصهيونية العالمية ضد الامة العربية صلة بصراع الحضارات ؟ فيما يلي ملاحظات مركزة حول هذه الاسئلة :

1 – من خلال دراسة ستراتيجية الاطراف الثلاثة امريكا والصهيوينة وايران اتضح ، بما لا يقبل الشك ، بان هناك تلاق كامل بين الستراتيجيات العامة لهذه الاطراف عند نقطة تقاطع واضح وهو معاداة العرب والعمل على تدميرهم والغاء دورهم ومحو هويتهم ، وتقاسم ثرواتهم واستغلال مواقعهم وامكاناتهم في الصراعات الدولية والاقليمية ، ولكل طرف اسبابه وحيثياته الخاصة . وحينما نقول تلاق ولا نقول عمالة ايران لتلك القوى فالمعنى العميق واضح وهو ان لايران مصالح وتطلعات قومية راسخة وقديمة وتعمل على تحقيقها ، بغض النظر عن الغطاء الذي يستخدم للتمويه ، طبقا لكل كمرحلة من مراحل التطور ، وبغض النظر عن وجود خلافات او عدمه بين ايران والطرفين الاخرين امريكا واسرائيل .

وهنا يجب ان نشدد على نقطة مركزية عند محاولة معرفة بعض اسباب عدم وصول خلافات ايران مع الغرب ، او مع اسرائيل ، الى حد التناقض الوجودي او الحرب المستمرة حتى خراب احد هذه الاطراف الثلاثة ، كما حصل للعراق ، وهي ان المشروع النهضوي الايراني ، ومهما كانت له مطامع في الارض والثروات العربية ، له حيزه الجغرافي الخاص والاساسي وهو الارض الايرانية ، الامر الذي يجعل التوسعية الايرانية قائمة على الحصول على مغانم في بلدان عربية وليس الانفراد بالسيطرة عليها ، وهي لذلك مطامع تكميلية وليس جوهرية مقارنة بالمطامع الصهيونية والغربية ، رغم انها بالنسبة لايران حيوية جدا .

ان ايران تعرف حدودها في الواقع ، لانها تدرك سلفا ان الغرب وبالاخص امريكا مستعدة لخوض حرب شاملة طبقا ل( مبدأ كارتر) ضد من يريد الاستحواذ على الوطن العربي وطردها منه ، من الجيران او الابعدين . فاذا كان الغرب قد انغمس في صراع وجود مع الاتحاد السوفيتي وكانت من بين اهم اهدافه منعه من الوصول الى المياه الدافئة ، أي الخليج العربي ، فهل يمكن تصور ان ايران تستطيع التورط بما لم يستطيعه الاتحاد السوفيتي ؟


لذلك فان حدود الخلافات الايرانية مع الغرب بشكل عام وامريكا بشكل خاص تبقى محصورة في تكتيك الضباع وهو الحصول على بقايا ، او فتات ، ما يمكن للاسد ان يتركه من الفريسة وليس الفريسة بذاتها التي تبقى حصته الملوكية . بتعبير اخر ان الخلافات الايرانية مع الغرب واسرائيل لا تتمحور كلها حول الاستيلاء على الارض العربية ، بما فيها من موارد وامكانات ، بل تتمركز حول المناورة مع الغرب واسرائيل للحصول على مناطق نفوذ ومكاسب يحددها الطرفان الاخران وموازين القوى السائدة وقتها .

لهذا فان الصراع الايراني مع الغرب واسرائيل ليس صراعا حول نفس الارض ويريدها الطرف الايراني لنفسه لانه بدونها سيتقوض المشروع النهضوي الايراني ، فايران لديها حيز جغرافي واسع جدا وموارد جيدة لكنها تحتاج لسد نواقص وتحقيق مكاسب تدعم امبراطوريتها وتسهل توسيع نفوذها وتحولها الى قوى عظمى اقليميا معترف بها غربيا واسرائيليا .


هذا هو الفرق الجوهري بين علاقة ايران باسرائيل والغرب ، والتي تقوم على التنافس على مغانم وليس القتال الوجودي الحاسم ، وبين علاقة العرب بنفس الجهات ، والتي تقوم على اعتبار الوطن العربي نفس المجال الحيوي لكل من الاطراف الثلاثة : الفرس واسرائيل والغرب ، مما يجعل الصراع بين الغرب واسرائيل واي قوة عربية تحررية صراع حياة او موت لكل هذه الاطراف الثلاثة . وافضل مثال هو ان (مبدأ كارتر) يطبق في الوطن العربي وليس في ايران ، وان (ارض الميعاد ) تقع في الوطن العربي وليس في اير ن .

وهذا يعني تحديدا ان ايران ليست مجالا حيويا اساسيا لا يتحمل الغرب واسرائيل خسارته ، بل يمكن خسارته ومع ذلك تستمر العجلتان الراسمالية الغربية والصهيونية بالدوران العادي ، وهو ما اثبتته تجربة استغناء امريكا عن ايران منذ اسقاط الشاه وحتى الان . ويترتب على هذه الحقيقة الجيوبولوتيكية ان ايران ومهما اختلفت مع الغرب فانها خلافات تبقى في اطار التعاون والتلاقي والتنافس على المغانم وحل الخلافات سلميا ، او بالضغط والترهيب ، وفي اسوأ الاحتمالات حدوث اشتباكات موضعية محدودة ومؤقتة . وهذا هو بالضبط ما حددته (سياسة الاحتواء المزدوج ) وسياسة (محور الشر) ، التي ما زالت متبعة من قبل امريكا تجاه ايران والعراق وتميزان بدقة تامة بينهما كما وضحنا .

بتعبير اخر ، وبوضوح اكبر، اننا يجب ان لانقع في فخ الافتراض بان ايران تسلك نهجا ايجابيا او تحرريا حينما تختلف مع امريكا واسرائيل ، العدوين التقليديين لنا ، ما دمنا نحن الخاسرين والضحية لهذه الاطراف او لبعضها ،وما دامت ايران وهي تختلف ، وبأي مستوى مع هذين الطرفين ، تخدم مصالحها هي وليس مصالحنا نحن . بل ان ممارسة هذه الخلافات يتم من خلال قيام ايران بتمزيقنا وقتل شبابنا واطفالنا ونساءنا وشيوخنا وانتهاك حرماتنا وتدمير وطننا الصغير ( العراق ) وسلب اجزاء من وطننا الكبير في الامارات والاحواز وتستعد لغزو اجزاء اخرى كالبحرين وغيرها .

ان اهم سؤال يجب ان يبقى شامخا امام نواظرنا هو : ماذا نستفيد نحن من خلافات بين ايران وامريكا واسرائيل اذا كنا نحن من يدفع الثمن فادحا ومدمرا ، كما يجري الان في ساحات عربية عديدة اهمها العراق الذي تحول الى ساحة تصفية خلافات امريكية وايرانية على حساب الدم العراقي والوحدة الوطنية العراقية والسيادة العراقية ؟

2 – من الواضح ، وبعد تجارب مريرة مع ايران الشاهين رضا وولده والشاهين المعممين خميني وخامنئي ، ان لايران مشروعها الامبراطوري الاقليمي او الكوني ، والذي يحتاج الى غطاء يسمح بتحقيقه وتسهيل قيامه وهذا المشروع منح تسمية مضللة وهي ( نشر الثورة الاسلامية ) . وليس هناك غطاء افضل من الاسلام الصفوي لاقامة الامبراطورية واخفاء نقاط ضعف الغطاء الفارسي الصريح كما كان الامر في عهد الشاهين رضا وابنه ، واللذان تعرضا لهزيمة المشروع الامبراطوري الايراني نتيجة التفاخر بقوميته الفارسية .

ان نجاح ايران في كسب دعم مسلمين مستحيل من دون غطاء اسلامي لذلك فان الاسلام الايراني هو اسلام براغماتي وظيفته الاساسية في الداخل هي توحيد الشعوب الايرانية لان ايران تتألف من شعوب وقوميات متعددة ومتوازنة العدد نسبيا ( الفرس نسبتهم 40 % فقط) ، ولذلك فان السيطرة باسم قومية فارسية صريحة خطأ ستراتيجي قاتل اثبتت تجارب الحاضر والماضي انه يجر الى خراب المشروع الصفوي .

من هنا فان التشيع الصفوي هو في المقام الاول حاجة ايرانية داخلية لضمان توحيد القوميات الايرانية (عرب ، ترك ، اكراد و بلوش ...الخ وهؤلاء يشكلون 60 % من سكان ايران ) ودمجها في ايديولوجية اسلامية الاسم صفوية الجوهر ، تؤمن سيطرة الاقلية الفارسية على الاغلبية ، تدام نيرانها بتكتيكات مجالس العزاء واللطم الدورية ، والمقترنة بالتثقيف الاحادي التكفيري للاخر .

كما ان الاسلام البراغماتي يوفر غطاء فعالا لاختراق حصون المسلمين الاخرين ، خصوصا العرب ، واستخدام مصادر قوتهم لانجاح المشروع الصفوي الايراني . مرة اخرى ، واخرى ، نقدم المثال العراقي لانه كامل في دلالاته ومعانيه المتبلورة ، فلولا الاسلام البراغماتي لما نجحت ايران في ايجاد اذرع لها داخل العراق كانت الاداة الاساسية في تنفيذ المخطط المشترك الامريكي – الايراني -الاسرائيلي في هذا البلد ، والذي كان الدرع الذي يمنع ريح القوميين الفرس من العصف بالامة العربية ، كما حصل في الاف السنين الماضيات . وفي العالم الاسلامي ما كان لايران ان تخترق حصونه لولا التستر بغطاء التشيع المدعوم بمليارات النفط التي تصرف على الانصار .

ما الذي يجعل المسلم المغاربي يفكر بخدمة ايران لو لم يكن هناك نداء ديني اسلامي المظهر ؟ أذن لايران مصلحة في احلال اسلام صفوي طائفي يخفي الجوهر العنصري ، محل العلاقات والمؤثرات الاخرى ، وجعله شعارا عالي الصوت بحيث يطغى على الاصوا ت الاخرى . بتعبير اخر ان من مصلحة ايران القومية ان تستخدم تكتيك التفكيك الطائفي للعرب والمسلمين كاداة من ادوات تحقيق المصلحة القومية عبر كسب عرب باسم التشيع واضعاف الخصوم ومناهضي التوسع الامبراطوري الايراني .


اما امريكا فانها ترى في التفكيك الطائفي سلاحا جبارا لتحييد القوى الاجتماعية والسياسية التي تناهض مخططاتها الاستعمارية ، من منطلق تحرري .ان شق المواطنين على اسس طائفية وعرقية يفتح الابواب امام النجاحات الامريكية الكلية والجزئية الدائمة او المؤقتة في العالم الاسلامي والوطن العربي .

ومما يزيد في الضرورات الستراتيجية لاستخدام امريكا للدين كاداة سياسية للتمزيق واثارة الحروب حقيقة ان النظام الراسمالي الامريكي قد شاخ ودخل مرحلة الاحتضار مع انه اكبر واغنى واهم نظام في المنظومة الراسمالية العالمية ! فما العمل للتخلص من هذه المفارقة الكونية التي تتمثل في ان فرصة العمر التي انتظرتها امريكا لاقامة امبراطوريتها الكونية قد اتيحت في ظرف تدهورها البنيوي الداخلي ؟ الحل هو زرق امريكا بحقن منشطة تستمد مادتها من دماء الشعوب في العالم الثالث ، وفي مقدمتهم العرب والمسلمين ، لذلك يجب تغطية هدف النهب وامتصاص الدماء بغطاء مموه وهو حروب الحضارات والثقافات والاديان ، وهنا تلتقي ايران مع امريكا واسرائيل واوساط اوربية حول ضرورة اشعال ازمات طائفية في العالم الاسلامي .


اذا حلت نزعات التطرف الديني في كل الديانات فاننا سنشهد صراعات لم يسبق لها مثيل تباد فيها الملايين كل عام من اجل الصليب او الهلال او نجمة داود او البقرة الهندوسية المقدسة ، ظاهريا طبعا ، مع تناس كامل للنهب الامبريالي واغتصاب الارض ! تبقى اسرائيل ، وهي الطرف الاكثر استفادة من التقسيم الطائفي والعرقي للعالم لانها اساسا عنصرية وطائفية وتوسعية ، فنشوء توترات دينية يسمح لاسرائيل ، من بين اشياء كثيرة اخرى سيسمح بها ، تأكيد انها ليست مصدر مشاكل الشرق الاوسط وحروبه بل العرب والمسلمين ، الذين يعلمهم دينهم الكراهية ويمجد الحروب والقتل ، وهو ما يشكل عماد الدعاية الصهيونية والغربية المناهضة للامة العربية والاسلام . كما ان اصطراع ابناء الاديان ، كما تشير برتوكولات حكماء صهيون ، يوفر لاسرائيل فرصا مثالية للتوسع واقامة اسرائيل التوراتية نتيجة تقسيم العرب على اسس طائفية وتحويلهم الى امارات متنازعة ومتحاربة كملوك الطوائف في الاندلس .

3 – ولكن : كيف تنجح ايران في تدمير حصون العرب وتفتيتهم وكسب اقسام منهم ؟ بالتاكيد لن يتم ذلك بشتم العرب ، فذلك اسلوب الجهلة والعاجزين والاغبياء الذين يستعيضون عن العمل بالصوت العالي والفارغ ، فلكي تخترق جهة ما عليك ان تكسب ثقتها او ثقة قسما منها، عن طريق اقناعه بانك مخلص وصادق جدا ، ثم تبدأ عملية التدمير البطئ من الداخل وليس من الخارج على الاغلب .

هل سمعتم يوما بان قوة متقدمة وواعية قد اخترقت وهزمت باساليب غبية وساذجة ؟ ام ان هزيمتها تمت بوسائل الخداع الذكي بل الذكي جدا ؟ ان مصطلح حصان طروادة يقدم لنا مثالا واضحا لما نعنيه . فلولا فكرة صنع حصان ضخم ومجوف يختبأ فيه مقاتلون من النخبة ويهدى الى طروادة الصامدة ، التي نجحت في رد كل الهجمات لاختراقها ، كدليل على الرغبة في السلام لما هزمت طروادة ودمرت ! في الحرب انتصرت طروادة ولكن في فن الخداع هزمت طروادة ، لانها فقدت تنبهها واعتقدت ان العدو جاد في الصلح وانه تعب وهزم لذلك قبلت الهدية وادخلت الحصان الى داخل الحصن فكانت نكبتها ! و(حصان طروادة ) الايراني هو التشيع الصفوي دون ادنى شك .

ان ايران تستخدم حصانها لاختراق حصوننا ، والمشكلة تبدو اكبر لان لايران خيولا كثيرة وليس حصانا واحدا ، وهذه الخيول تتمثل في (فيالق) ايران السرية ، وهي منظمات سرية يطلق على كل منها اسم (فيلق) واحدها المنظمة الاجرامية البشعة في العراق التي تقتل العراقيين بتفنن سادي واسمها (فيلق بدر) ، وهناك فيالق في الاقطار العربية تعمل لاجل نشر التشيع الصفوي ، اعدتها ايران اعدادا عالي المهارة ، استخباريا وعسكريا ومذهبيا وسياسيا ولغويا ، من اشخاص ايرانيين وعرب وارسلتهم الى الاقطار العربية . وهذه الفيالق الايرانية تتبرقع باسم الاسلام والتشيع من جهة ، واستغلال اهم ما يحرك العرب والمسلمين وهو القضية الفلسطينية من جهة ثانية .


هذان السلاحان هما اللذان استخدمتهما ايران لتدمير حصانتنا التاريخية ضد العصبية الفارسية ودخول حصوننا ، وتحقيق احلام اباطرة الفرس الذين هزموا وانتهت دولتهم على يد الفتح الاسلامي . في السلاح الاول ، او الحصان الاول ، وهو الطائفية الصفوية تغلغلت ايران تدريجيا وبنعومة الافعى طبقا للتقية اليهودية ، وفرخت بيضها لعدة قرون استعدادا ليوم الخروج من شرنقة الاسلام واشهار الطابع القومي للتوسع الصفوي . وباستخدام غطاء التشيع الصفوي وادعاء حب ال البيت ، وبادعاء الدفاع عن القضية الفلسطينية ، مست ايران وفيالقها قلوب بعض العرب والمسلمين البعيدين عن ساحة الصراع التاريخي المرير بين العرب والفرس . فحب ال البيت ظاهرة اسلامية عامة ، والدفاع عن فلسطين هو الهم العربي والاسلامي الاول .

لقد سرقت ايران الصفوية نبتة الخلود التي بحث عنها جلجامش العراقي ووجدها ، لكن الافعى سرقتها منه فعجز عن التمتع بالخلود ، فيما اصبحت الافعى متمتعة بالتجدد كلما خلعت ثوبها ! حينما ترفع ايران صوتها ، او يرتفع صوت اذرعها الممتدة خارج حدودها ، ويقول بان الانظمة العربية قد تخلت عن فلسطين واننا اتباع ايران سنقوم بالدفاع عن فلسطين نصل الى ذروة تناول السم ، فكما تجرع خميني سم العراق باعترافه بهزيمة مشروعه استعمار العراق امام اسود الرافدين ، فان العرب يواجهون ثأرات ايران بسرقة القضية الفلسطينية واستغلالها ، لتخلي حكام عرب عنها وغدرهم بالشعب الفلسطيني ، من اجل ان تطعن ايران بالعرب كشعب وليس كحكام !

والنخب الفارسية ذكية على نحو يبهر ويستحق الاحترام، فنحن نجد امامنا شخص يبتسم لنا ويصافحنا بحرارة ، ويقبل وجنتنينا بصدق وينحني ، وهو يقول تأدبا واحتراما : مولاي ! وحينما يدعوك للغداء لا يجلس ابدا بل يتحول الى خادم لك يخدمك بلا كلل ولا ترفع ، فتدهش وتظن انك بازاء فارس شهم وانسان تعب عليه اهله في التأديب والتهذيب . لكن هذا الشخص نفسه ما ان تتاح له فرصة طعنك حتى تجد خنجره في قلبك ، وان كنت محظوظا فسوف يغرزه في بطنك او ذراعك ! فتدرك انك تتعامل مع فارسي حاقد ولئيم وليس مع فارس شهم وعظيم ! هل ما زالت اعينكم ترى ما تفعله ايران وامريكا في العراق من جرائم بشعة لم نسمع بمثلها ولا قرانا عن نظير لها في كل صفحات تاريخ الوحشية في العالم ؟

حينما وقع العدوان الاسرائيلي على لبنان في تموز من هذا العام تصرفت ايران بمسئوليها واعلامها و( فيالقها ) العرب على انه نصر ايراني وكأن جنود ايران هم الذين سجلوا ملحمة الصمود العظيم في الجنوب اللبناني وليس ابناء لبنان الابطال ! وراح هؤلاء الإيرانيون يشتمون حكومات عربية ويعيرونها بانها عاجزة او متواطئة ، وهو امر صحيح ، لكن هؤلاء نسوا ان ايادي ايران ووجهها مغمسة بدم شباب ونساء واطفال العراق ، في مشهد اسوأ بعشرات المرات من المشهد الاجرامي في فلسطين المحتلة ولبنان ! كان الطرب الايراني لفلسطين ليس الا محاولة لاخفاء جريمة ايران ضد العراق وشعبه واقناع الراي العام العربي بان الموقف الايراني في العراق المتعاون كليا مع الغزو الامريكي لا يقلل من شأن الموقف الايراني تجاه فلسطين !

وضرب ايران على وتر القطرية العربية أتى اكله ، مع الحزن والاسف ( المريرين جدا بالنسبة لكل عراقي قدم حياته وتاريخه لفلسطين والتي لا تضاهيهما الا مرارة كل فلسطيني هاله الموقف العربي الرسمي المتواطأ مع اسرائيل ضد شعب فلسطين ! ) لصمت أكثر القادة الفلسطينيين ومنظماتهم على جرائم ايران في العراق مع انها لا تقل خطورة عن جرائم اسرائيل ، لمجرد ان ايران تهتف باسم فلسطين واعلنت انها ستقدم 50 مليون دولار لحكومة حماس دن ان تدفع في حين ان قطر قدمت 50 مليون دولار للسلطة الفلسطينية ولكن احدا لم يرقص لقطر مثلما رقص لايران !


كنا نعرف وكنا ننبه العرب ، منذ اتى خميني للسلطة على حصان طروادة امريكي له جناحين طار به من باريس الى طهران بسلامة تامة ، الى ان دهاء النخب الصفوية غريب على النخب العربية الغارقة في سذاجة العجز عن النظر ابعد من الانف ، وانه أي خميني لم يأتي للسلطة من اجل فلسطين كما يدعي بل من اجل ان يجعل من كل بيت عربي في كل قطر عربي ينزف دما كما تنزف رام الله وغزة والشهيدة الفلوجة والمظلومة البصرة .

4 – ان الدين بالنسبة لامريكا ضمانة لابقاء كيانها موحدا وقويا ، لذلك ابتكرت صراع الحضارات ، او صدام الحضارات ، ليكون البديل الايديولوجي عن صراع الطبقات عالميا وقاريا ،والاخير هو الصراع الحقيقي لان هدف كل استعمار هو النهب والاستغلال . من هنا فان امريكا ترقص طربا وبحماس لايضاهيه الا رقص عرب تصهينوا واخرين تفرسوا ، لصعود التطرف الديني وبالاخص اذا كان يسير على عكازتين احداهما طائفية صفوية وثانيهما طائفية سنية ، الاولى تشتم الثانية بوصفها ب( ناصبية ) والثانية تشتم الاولى بوصفها ب (رافضية ) ، فذلك هو المنى والهنا المطلوب امريكيا وصهيونيا وايرانيا .

أليس المخطط لنا هو ان ندخل صراع الحضارات الى غرف نومنا وعدم الاكتفاء برؤيته يزدهر في حدائقنا العامة ؟ لذلك على السذج والخدج منا الذين يظنون ، وهذا الظن هو ابو الاثام ، بان امريكا تخشى التطرف الديني وترفضه ان يعيدوا النظر لانها لا تمرح ولا تفرح ولا تسرح الا في حلبة تناطح الاديان والطوائف . ولا تطرب ولا ترقص الا على شخير ثيران التطرف الطائفي وهي تتناطح فتتكسر اضلعنا وقوارير تاريخنا وتهز حرمة اسلامنا وتضيع بوصلة هدايتنا ، فنقف جماعات وافراد نطلب من امريكا الرحمة وايقاف نزيف الدم والروح ، ونعدها باننا سنقبل ( قرأنها ) الجديد المسمى الفرقان الذي طبعه اثرياء في الكويت بحماس شباب لديه فائض طاقة !

5 – حينما يسقط البعض الوطنية والقومية ويرفع راية الطائفية هاديا ومرشدا اوحدا له ، تحل قيامة العرب ويحتشدون على ابواب جهنم لدخولها باختيارهم لان ما شاهده العراقيون من جرائم امريكا وايران يجعل جهنم ارحم لهم . وانا اسأل من دخل جهنم الحقيقية بعد موته : هل يشمل التعذيب هناك استخدام الدريل ( المثقاب الكهربائي ) لاحداث ثقب في الراس والعين والاماكن الحساسة كما يفعل عملاء ايران باجساد الاحياء من العراقيين ؟ وهل يتضمن تعذيب زبائن جهنم مد اليد وليس الاصبع فقط في مؤخرة شيخ في السبعين من عمره امام احفاده واولاده وجيرانه لتحطيم كرامته كما تفعل امريكا وايران في العراقيين ؟

ان الطائفية هي نتاج حتمي وافراز طبيعي للتطرف الديني ، ولا يمكن باي حال من الاحوال تصور قيام حزب متطرف دينيا الا اذا كان طائفيا من حيث الجوهر . وهكذا فان من مصلحة امريكا ان تشجع وتدعم حلول احزاب متطرفة دينيا محل القوى القومية والوطنية والتقدمية . ان نهاية الامة العربية وغروب هويتها القومية وتحولها الى مجاميع من الكيانات المجهرية ، كما تمنت الكاتبة الصهيوينة الامريكية فلورا لويس في الثمانينيات ، تبدأ حالما تحل الطائفية محل الوطنية والقومية فنشهد يوم قيامة العرب حيث سيصطفون متزاحمين لدخول جهنم باختيارهم هروبا من جرائم ايران وامريكا التي لا نظير لها . هذا هو احد اهم دروس تجربة العراق الكاملة المرارة ، والتي نحتت على جباه الاف الشهداء العراقيين عبارة : اذا كنت ترغب في تفتيت الامة فان اقصر طريق هو التطرف الديني المفضي حتما وجبرا الى الطائفية .

6 – نعم توجد بروتوكولات حكماء الفرس ، اذ يكفي ان نقرأ ما ورد في دستور ( جمهورية ايران الاسلامية) لندرك فورا ان هناك مشروعا ومخططا بعيد المدى لاقامة امبراطورية ايرانية على انقاض الامة العربية والعالم الاسلامي ، والفقرات التي اشرنا اليها في هذا البحث تكفي لاثبات ذلك . اما اذا اردنا ان نقرأ الوثائق الايرانية فسوف نزداد يقينا ان ما نقرأه انما هو بروتوكولات خمسينية* تقسم الى خمس مراحل وكل مرحلة تستغرق 10 سنوات تنتهي بتحويل العالم الاسلامي الى التشيع الصفوي ، وبالطبع فان ذلك مستحيل من دون حروب طاحنة بين المسلمين السنة واخوتهم الشيعة !

من يعد هذا الحدث هو حلم العمر ؟ بالطبع انه الصهيوينة العالمية وامريكا . فهل توجد مناسبة اسعد من ان يقتل العرب والمسلمون بعضهم البعض الاخر ؟ ان الدستور الايراني مضافا اليه السلوك الخارجي الايراني ، المستند على ، والمنطلق من ، ستراتيجية ( نشر الثورة الاسلامية ) ، يؤكد بالقطع ان ايران تعمل وفقا لخطة نشر المذهب الصفوي في العالم الاسلامي انطلاقا من الوطن العربي ، وهذا المفهوم (نشر الثورة الاسلامية) الذي كان ومازال المحرك الاساس لايران ليس سوى تعبير دقيق عن النهج التوسعي الايراني وبغض النظر عن التبدل الذي يحدث في التكتيكات للوصول اليه.

وكما تنكر اسرائيل ، بغباء تام وببغاء اتم ، وجود البروتوكولات لاننا نرى تطبيقاتها على الارض العربية والاقليمية والعالمية ، فان ايران تنكر وجود بروتوكولاتها ، وهي تبتسم بدهاء تام وبغباء اتم ، لاننا نرى تطبيقاتها الفعلية على ارض الوطن العربي كله ، وخصوصا في الخليج العربي والمغرب العربي . لكن لا نكران اسرائيل نفع ولا نكران ايران ينفع ، فنحن نرى باعيننا ونلمس بحواسنا صوت الدرل الايراني الممسوك بيد فيلق بدر وهو يثقب جماجمنا ويسلب منا الروح قبل الجسد ، وتنهال على رقابنا الحافات القاطعة لقامات ( القامة هي اداة قطع حادة اطول من السكين واقصر من السيف ) فيلق الصدر لتقطعها وهي تصرخ بسادية فريدة وغريبة : هل من مزيد ؟ ونقرا الدستور الايراني فنراه المرجعية الرسمية التي تحدد درب التوسعية التكفيرية الايرانية باسم نصرة المظلومين في العالم !

7 - هل سأل احد منكم نفسه في لحظة تأمل : لم تتحدث ايران باسم طائفة من طوائف الاسلام مع انها دولة اسلامية كبرى ؟ هل سأل احدكم نفسه في لحظة يقظة محكومة بضابط التحمل : من بادر واسمى حزبه باسم طائفي ونزع قبعة كارلوس الماركسية العدمية ، او طوى لافتة العروبة او حركة فتح او الوطنية واعتمر عمامة يحيى البرمكي وشهر سيف بابك الخرمي ، وصار ينّظر ل (ال البيت) بدل التنّظير القديم لديكتاتورية البروليتارية او للمجالسية او لحتمية الوحدة العربية ؟

هل سأل احدكم نفسه في لحظة نيرفانا صوفية : لم تجمع ايران الصفوية بين لحظة الوجد الصوفي الصفوي وهي تغني لفلسطين ، ولحظة الوجد الشيطاني لجسد يزني في محارم التاريخ والدين ويزدرد لحم الخنزير ويكرع العرق المستكي ، وهو يرقص على جثث ابناء ارض قال شاعر فيها ، ما معناه ، احذر وانت تمشي فوق تربة العراق ففوق كل ذرة تراب دم شهيد وعطر ولي من اولياء الله وبقايا نبي نثر جسده فداء لها ؟ ان التوسعية الصفوية لاحدود لبراغماتيتها ، والتي تعد التقية اليهودية اصلها البدائي . فلقد راينا البرامكة ينازعون العرب في اعتمار العمامة والتمسك بالبسملة والمزايدة على حاتم الطائي في البرمكة وفعل الخير ، لكنهم كانوا من خلف العباءة العربية يغرزون خناجرهم في قلب الخلافة العربية !

وحينما ظنت الصفوية ان الشعارات القومية المباشرة يمكن ان تبني امبراطورية فارسية رأينا الشاه يعود للطعن العنصري بالعرب ، ويتحدث علنا عن امبراطورية تكون (خامس قوة في العالم ) ، واصبح لا يتردد عن المطالبة بالعراق والبحرين والكويت واجزاء اخرى من الخليج العربي ، واحتل بالقوة الجزر العربية الثلاث . وهذا النهج العنصري وحد العرب والمسلمين ضد الشاه بما في ذلك مسلمين في ايران . لذلك نشطت الطبيعة البراغماتية ، المتحركة بقوة امها الاصلية التقية اليهودية ، واستبدلت الشاه بشاه اخر لكنه معمم ويبسمل ويصلي ويشتم الغرب واسرائيل ! راينا خميني يطفو على المسرح بتقطيبة شيطانية بارزة وحقد فارسي على العرب لا حدود له تجاوز احقاد محمد رضا بهلوي وشرع بسفح انهار الدم العراقي والايراني من اجل نشر ثورته الصفوية الدموية .


ولم يخفي خميني هويته بل اصر على ان يثبت في الدستور الايراني ان ايران دولة اسلامية وفق تفسير المذهب الاثنى عشري ، وانها تريد نشر المذهب الاثنى عشري وتسويقه ، ولم يقم بتثبيت الاسلام بشكل عام كما فعلت كل دولة ادخلت الاسلام في دستورها . كما انه كان يستنكف من الحديث بلغة القران كما اكد محمد حسنين هيكل والكاتب الفرنسي اريك رولو ، فاحدث ذلك زلزالا مدمرا في العالم الاسلامي كله لانه جعله يواجه مشكلة خطيرة اخرى ، ربما ستلهيه عن مشكلته الاكبر مع الصهيوينة وداعميها في الغرب ، وهي مشكلة الصراع الطائفي في العالم الاسلامي ! فهل يستطيع المسلمون خوض ثلاثة صراعات رئيسية ومدمرة بنفس الوقت هي الصراع مع الاستعمار الغربي والصراع مع الصهيوينة والصراع مع العدوان الصفوي ؟

وللتذكير فقط فان الشعبين الاسلاميين الذين اقاما امبراطوريات باسم الاسلام ،وهما الشعب العربي والشعب التركي ، لم يتحدثا باسم طائفة ،على وجه العموم ، بل تحدثا باسم الاسلام ، على وجه العموم ، بينما ثورة خميني ( الاسلامية ) نشأت اصلا طائفية الهوية والهوى والهدف . لقد اراد الترك والعرب نشر الاسلام دون التقيد بطائفة ما بينما خميني الصفوي يريد نشر الصفوية وليس الاسلام ، وبما ان ذلك مستحيل فان التقية علمته ان يستخدم اسم الاسلام للوصول الى الهدف القومي الفارسي العتيق .

8 – اذا قسم العراق ، كما تخطط ايران وتعمل بالتعاون مع امريكا واسرائيل، هل سنستعيد فلسطين ؟ ان اولئك الذين يراهنون على ايران في دعم القضية الفلسطينية ينسفون الاساس الذي قامت عليه العروبة وهو وحدة المصير العربي وترابط كل قضية عربية بالاخرى . ان ايران تسعى لتقسيم العراق ، عمليا بحفر خنادق الطائفية ، ورسميا بدعوة اتباعها في العراق لتطبيق اهم ما في برنامج الاحتلال الامريكي وهو الفدرالية ، ( وهو في الواقع كونفدرالية ) ويبدو ذلك واضحا من خلال اصرار المجلس الاعلى ( جماعة الحكيم ) ، الايراني التاسيس والهوية ،على تطبيقها في جنوب العراق في خطوة تكمل خطوة صهاينة الشمال الذين اعلنوا انفصالهم الفعلي منذ زمان .

يجب ان ننبه ، ونؤكد ونذكر، باعلى صوت اولئك الطرشان ، والعميان والخصيان ، المراهنين على ايران ، بان معركة الحسم وكسر العظم العالمية وليس العربية فقط تجري في العراق وليس في فلسطين او لبنان او غيرهما ، والسبب يعرفه اجهل الجهلان ، وهو ان امريكا تقاتل في العراق ، وامريكا ، لمن نسى او تناسى ، هي رئة اسرائيل وهوائها ودرعها والمصنع الذي يلقمها غذائها ، فاذا هزمت امريكا في العراق وخرج العراق منتصرا قويا فان اسرائيل ستشهد حتما موجة هجرة جماعية معاكسة ستفرغها من كتلة السكان الاكبر خلال زمن قد لا يتعدى العام ، وبذلك تزول اسرائيل بلا حرب . ان من يدحر امريكا سيفتح الابواب امام البنادق في كل مكان لدحر اذناب امريكا ومحمياتها ومنها اسرائيل .

هذه حقيقية عملية وستراتيجية تعرفها اسرائيل وامريكا ( ونرجو من الاخ خالد مشعل ان يكتشفها قبل فوات الاوان ) ولهذا فان الاخيرة باقية في العراق رغم انها كان يجب ان تنسحب بعد معركة الفلوجة الاولى في عام 2004 ، لكنها بقيت رغم قناعتها بان حرب تحرير العراق قد حسمت لصالح حركة التحرر الوطني العراقية وقيادتها المقاومة المسلحة ، لان الانسحاب لن يعني الا خراب مشروع القرن الامريكي ، وتحول امريكا الى قرد اجرب يتحداه حتى صديقنا ارنب جزر القمر كما قلنا مرارا .

أذن كيف نراهن على ايران وهي تتحالف وتتعاون مع امريكا وتعقد مساومات قذرة على حساب العرب والمسلمين في حين اننا ننسى العراق الثائر وهو ساحة الحسم النهائي ؟ وكيف نعول على دعم ايران وهي تريد تقسيم العراق وتقيم يوميا اكثر من ( تل زعتر) في مدن العراق ؟ وكيف نظن ان ايران تدافع عن فلسطين وضباعها في العراق يقتلون الفلسطينيين المقيمين فيه ؟ هل هناك فرق بين فلسطيني يقيم في العراق واخر يقيم في غزة ؟ وهل هناك فرق بين عراقي او فلسطيني ؟

ان فلسطين ستموت مرة ثانية واخيرة وستدفن مع اسمها وشعبها أذا قسم العراق او هزمت مقاومته المسلحة لا سامح الله ، لان (قرن امريكا) سيبقر بطن غزة والضفة قبل أي بطن اخرى ، وستفقأ عيون كل عربي يرفض انكار عروبته وستقبر اخر امال العرب في التحرر والنهضة لا سامح الله مرة اخرى ، وستقف ايران ضاحكة بتشف من العرب في العراق لانهم الجدار العالي الذي منع غزواتها حديثا في القادسية الثانية ، والقوة التي حطمت اخر امبراطورية فارسية باسم الاسلام ، بعد ان تكمل صفقاتها مع امريكا واسرائيل أثر عراك لا يختلف عن افلام المصارعة الحرة الامريكية ! فهل يدرك فرسان الكلام ما معنى ان تشتم المقاومة العراقية او يعتم عليها او تصور على انها حرب اهلية مع انها اعظم حرب تحرير شهدها العالم حتى الان ، وان يركن جهادها في زاوية مظلمة وظالمة وترتفع الاصوات المبحوحة تهتف للبنان وفلسطين فقط ؟

9 – ما حجم ونوع الخطر الايراني ؟ وكيف نواجهه ؟ بالحرب ؟ ام بالاستعداد ؟ هل يجب ان نحاور ونشجع من لديه الاستعداد في ايران للحوار معنا لاستبدال الحرب الدائمة لالاف السنين بسلم دائم قائم على التفاهم ؟ هذه الاسئلة هي اهم ما في موضوع صلتنا بايران ، ولذلك علينا ان نجيب عليها بمنتهى التعقل والدقة والحذر . باختصار شديد ان ايران حينما تصبح خطرا مباشرا يدق ابوابنا ولا يمكن رده الا بالاستنفار الشامل الوطني او القومي او كليهما حسب الوضع العياني ، فانها تصبح عدوا مباشرا لابد من مواجهته والتعامل مع الحرب معه بصفتها خيارا مفروضا علينا وليس اختيارا قلبيا من قبلنا .

اما حينما يكون الخطر الايراني غير مباشر او بعيد فيجب ان نركز على الخطر المباشر الاصلي أي امريكا واسرائيل ، مع مراقبة الخطط الايرانية وتطورها . وهذه الزاوية تقوم على مبدأ ثابت وهو ان ايران بلد مجاور وفيه كتل اجتماعية ضخمة تدين بالاسلام ، ومن ثم علينا ان نجد الطرق الكفيلة بالتعايش السلمي معها ، على اعتبار انها جار لا يمكننا تغيير مكانه على الخارطة ولا تغيير قناعات كل اهله ، وهذا بالضبط هو حالنا نحن فايران لا تستطيع تغيير مكاننا في الخارطة ولا تستطيع اقناع كتل عراقية ضخمة بتغيير رايها . الخط العام الذي حددناه ما هو الا نتاج تجربة اخيرة لا حدود لمرارتها وهي تجربة غزو العراق ، التي علمتنا ما لم تنعلمه في خمسة الاف عام او اكثر من التجارب المريرة مع بلاد فارس .

اذن ما هو الحل التاريخي لمشكلة الصراع العراقي – الايراني الذي امتد الاف السنين ؟ ليس مطلوبا ولا صحيحا ان نبادر بمعاداة ايران او استفزازها باي شكل وطريقة ، فهي لا تتشكل من كتلة واحدة بل فيها تيارات وكتل مختلفة . ومهما كانت الشوفينية الفارسية قوية فان هناك في ايران من يرفضها ، لهذا علينا ان لا نكل عن البحث عن اصدقاء داخل ايران للحوار معهم من اجل التعايش السلمي ، وبنفس الوقت يجب ان لا نقدم لحكام الامر الواقع الحجة لتفجير صراعات بل يجب ان نحاورهم ونفاوضهم حول كل القضايا ولكن من موقع الاستعداد التام والفعال لرد أي عدوان او اختراق .

ان سايكولوجيا ايران تتميز بالخصوصية ، كاي شعب اخر ، ولذلك من غير العملي التعامل معها من دون معرفة خصوصية هذه السايكولوجيا . ان الايراني يتميز بانه يريد ان يأخذ دون ان يعطي ، فاذا اخذ منك شيئا لايقدم لك مقابله شيء اخر بل يبدأ بطلب شيء ثان منك ويهيئ المناخ لازمة جديدة حول موضوع جديد ! اما اذا تنازلت له عنه فقد اصبح حقا مكتسبا لا يناقشك فيه بقدر ما يستطيع . وهذه الحقيقة هي احد اهم اسباب العلاقات العدائية او المتوترة بين العراق وايران عبر التاريخ خصوصا حينما يحكم العراق نظام وطني قوي لا يساوم على حقوقه . فكيف يمكن التعامل مع هذه السايكولوجيا الاحادية الجانب والعدوانية ؟

ان الاسلوب الاكثر فعالية ، حتى لو بدى وكانه يزيد الازمات تعقيدا ، هو ان يبدي الطرف العربي تمسكا كاملا بحقوقه وان لا يقدم لايران أي تنازل حتى لو كان ثانويا ، بشرط الصمود والقدرة على ردع ايران عسكريا وتركها هي تصرخ اولا . ان تجربة الحرب مع العراق تقدم انموذجا صحيحا للتعامل العربي مع ايران ، فالعراق كان يحمل بيد غصن الزيتون وباليد الاخر البندقية الشرسة جدا في الرد .

كان الثمن غاليا . لمدة 8 اعوام كان خميني يرفض الوساطات والمبادرات ويعيد التاكيد على انه سيسقط الرئيس صدام حسين ، الى ان اقنعه مساعدوه بان القوات العراقية تتقدم داخل ايران وان لا احد يقاومها ، فقبل وقف اطلاق النار وهو يقول انني اقبله كما لو انني اتجرع سما زعاف ! اذن البندقية الشرسة وغصن الزيتون هما الضمانة الوحيدة ، والصحيحة ، للتعامل مع ايران بنجاح . يجب ان نضع حقوقنا في الاحواز والمناطق الحدودية العراقية والتعويضات على تدمير العراق والجزر العربية الثلاث ومحاولات تفريس الخليج والتدخل في الشؤون الداخلية للاقطار العربية باسم الطائفية في مقدمة اجندة الحوار والتفاوض مع ايران وان نكون ، قبل هذا وذاك ، قادرين على اقناع ايران بانها ستتعرض لخسائر هائلة كما نتعرض نحن اذا لم نحل المشاكل بالطرق السلمية

10 - هناك قانون مطلق في بروتوكولات حكماء الفرس وهو انه كلما حوصرت ايران وتراكمت الانتقادات عليها وازدادت عزلتها ، نتيجة تنفيذ جزء من مخططها التوسعي في قطر عربي او اكثر ، أثارت ازمات مفتعلة مع امريكا واسرائيل ، او لجأت الى اذرعها ( او فيالقها السرية والعلنية في الوطن العربي ) ، من اجل تبييض وجهها وابعاد التهم عنها بالصراخ باسم فلسطين ، او على الاقل ارباك اصحاب الحجج القوية ضدها بوضعهم امام تحدي التناقض في الموقف الايراني ، وهذا تكتيك مألوف في سلوك من يخطط ستراتيجيا .

ان افضل مثال هو ما تفعله ايران واذرعها العربية منذ وصلت سمعة ايران الى الحضيض نتيجة تعاونها التام والرسمي مع امريكا في غزو العراق وافغانستان ، وتدميرهما وقتل مئات الالاف من شعبيهما بمشاركة ايران الفعلية العسكرية والرسمية وهو ما اكده محمد خاتمي ونائبه ورفسنجاني وغيرهم ، حينما اجمعوا على الاعتراف بانه لولا مساعدة ايران لما نجحت امريكا في غزو العراق وافغانستان ، وهي تصريحات لم تنفها ايران ابدا بل يعيد كبار المسؤولين تكرارها بلا تحفظ او تردد .

كانت البداية اعلان ايران رسميا اثناء اقتراب غزو العراق بانها ستقف على الحياد ، رغم ان وزير دفاعها علي شمخاني صرح بان ايران ستسمح للطائرات الامريكية بدخول الاجواء الايرانية وستقدم المساعدات الانسانية للطيارين ، اذا اسقط العراق طائراتهم ! والسؤال المهم هنا هو التالي : هل ينسجم موقف الحياد مع ما ورد في الدستور من ان ايران ستدافع عن كل مظلوم وهي اعترفت بان امريكا تريد شن عدوان على العراق ؟

واذا كان الموقف الايراني هو الحياد ففي أي حالة تقف ايران مع المظلومين ؟ هل للانتساب الطائفي والايديولوجي صلة تقرير بذلك ؟ ان الموقف الايراني من العراق وافغانستان اكد بما لا يقبل الشك بان ايران تعمل لخدمة مصالحها القومية وليس خدمة الاسلام او الشيعة العلويين . ولذلك ساءت سمعتها واصبح حديث ايران وانصارها في الوطن العربي عن معاداتها للشيطان الاكبر ،مع انها تجلس في أحضانه في العراق وافغانستان ، نكتة جعلت وجه ايران بشعا ببشاعة وجه امريكا ، وسقطت اساطير الشيطان الاكبر وتمثيل الاسلام والشيعة .

ما العمل لانقاذ المشروع التوسعي الايراني القومي الذي افتضحت هويته الحقيقية وهي الهوية القومية الفارسية ؟ الحل كان ان يعاد رسم وجه ايران بصورة جميلة كي تستطيع مواصلة دورها التخريبي في الوطن العربي والعالم الاسلامي ، من خلال التغلغل في الوسط الجماهيري ، عبر اللعب بورقة محببة الى قبله وهي ورقة فلسطين .

الخطوة الاولى كانت اسقاط رفسنجاني في انتخابات عام 2005 بقرار من خامنئي ، لانه معروف عالميا بانه مدعوم من الغرب ، والخطوة الثانية هي تصعيد شخص من الخطوط الخلفية اسمه محمود احمدي نجاد لانه من الخط المتطرف وتكليفه بشتم امريكا واسرائيل ، على نفس طريقة خميني بعد وصوله للسلطة . ان تصريحات نجاد النارية كانت مصممة اصلا لتجميل وجه ايران البشع بعد ان ارتكبت جرائمها في العراق هي والتابعين لها . اما الخطوة الثالثة فكانت اصدار امر لاتباعها بان يركزوا على نفس ما يركز عليه نجاد ، وهو العراك مع اسرائيل وامريكا !


وهكذا اختلطت الاوراق ووضع المواطن العربي البسيط والساسة الباحثين عن ترويح امام صورة انفعالية لايران تختلف عن صورتها البشعة في العراق ، فتغلب السطح على العمق والعاطفة على العقل لدى كثيرين ، وساروا مع الموجة التي تمتدح ايران مع انها في نفس الوقت امرت فيلقي بدر والصدر بزيادة جرائمهما في العراق الجريح ! ووصل البؤس وعمى البصيرة لدى البعض حد انهم حينما هتفوا للبنان وفلسطين نسوا العراق الثائر مع ان شعبه هو الذي يحمل ويتحمل الالام الاقسى والتضحيات الاعظم ، ويخوض معركة الحسم وكسر العظم مع الشيطان الاكبر !

بل ان عمى البصيرة تحول الى موت ضمير لدى البعض حينما انزل مرتبة الثورة العراقية المسلحة الى حالة حرب اهلية لاجل ان يسمح ذلك بتجاهل عظمتها ويوفر له غطاء شكليا للهتاف لايران ! فهل يوجد تخلف ، بالنسبة للبعض ، وارتزاق ، بالنسبة للبعض الاخر ، وفقدان هوية ، بالنسبة للبعض الثالث ، من نسيان ان دحر اسرائيل لن يكون ممكنا الا بدحر امريكا او فك ارتباطها بالقوة مع امريكا وهو ما يجري في العراق وليس في غيره ؟

ان احد اهم مظاهر مأساة الامة العربية تتجسد في ان بعض نخبها ترقص مع اللحن العالي ، او مع كأس خمر ينسي شاربه الفرق بين كلمتي الضمير والحمير ، والا كيف نقبل من شخص اسمه مصطفى الفقي ويدعي انه مفكر قومي ( كان ناصريا وهو الان عضو مجلس الشعب المصري ) ان يقول انه غير رايه في ايران بعد دعوة وجهت له لزيارتها ؟ هل وصل الحال بهذا (المفكر القومي) العبقري حد ان زيارة عابرة تغير موقفه جذريا ؟ هل تتغير المواقف بهذه البساطة ؟

الا يعني ذلك احد امرين : فاما ان موقفه السابق ضحل او ان موقفه الجديد ضحل ، والضحالة ليست صفة من يطلب ان يوصف بانه مفكر ! حتى القرد يحتاج الى تدريب طويل ليتعلم بعض الحركات لكن (مفكرنا القومي) غير موقفه خلال زيارة بضعة ايام لعله ذاق خلالها الكافيار الايراني المشهور! فاي بؤس وانحطاط هذا الذي يسم بعض افراد النخب العربية ؟ هذا هو التأثير المضلل للفصل المسرحي الذي اداه نجاد والاخر الذي اداه انصار ايران العرب .

أيها النخب العربية اذا لم تفهمي بعد لعبة ايران فنرجو منك ان تدرسي حالة العراق ستجدين ان ايران خطر كبير على كل شبر من الوطن العربي ، اما اذا كنت كالقرود الثلاث ، لا ترين ولا تسمعين ولا تتحدثين ، فالافضل لك ان تتركي السياسة لمن يفهمها ويتحمل نتائج الانخراط في صراعاتها . ولئن كنا نشهد في عالمنا المعاصر تناقض سياسات الكثير من الاطراف فليس امامنا اكثر تناقضا من مواقف ايران وهي ، واكثر من غيرها ، التعبير الدقيق عن الاسطورة اليونانية ( وجها جانوس) حيث ان وجهه الامامي يبتسم لك بحب ووله لكن وجهه الخلفي ينظر اليك بحقد لا حدود له.


واختتم هذا البحث بطرح اسئلة جوهرية لا اريد الجواب عليها بل اريدكم ان تفكرو فيها بعقل متحرر من المواقف المسبقة او المصالح والعواطف الشخصية ، واهمها : هل سألتم ايران لم لم تنفي تصريحات مسؤوليها حول معاونة ايران لامريكا في غزو العراق ؟ واذا كانت هذه التصريحات صحيحة هل تفهمون ما تعنيه عمليا ؟ هل يمكن لمن يساهم في احتلال العراق ودماره ان يدافع بصدق عن فلسطين ؟

وهل يحمي فلسطينوا الارض المحتلة من تقتل عصاباته في العراق الفلسطينين ولا يتدخل لمنع ذلك رغم عشرات النداءات التي وجهت لايران ؟ واذا كانت فلسطين والعراق متساويان ، في معيار الانتماء القومي ، هل يجوز التفريط بالعراق باسم الدفاع عن فلسطين ؟ هل نسيتم انه تم غزو العراق واسر الرئيس صدام حسين لانه رفض المساومة على فلسطين اساسا كما اثبتت الحقائق التي عرفها العالم كله ؟ واخيرا وليس اخرا نسئل من يقولون لنا بانه ليس مناسبا نقد ايران الان : هل سألتم ايران من يرفض التطبيع والتعاون والسلام : الاطراف العربية ، وفي مقدمتها العراق ، والتي تريد كل ذلك ، ام ايران التي تناور بكلام معسول لكنها ترفض التطبيع والسلام الا بعد ان يتنازل لها العرب عن كل ما تريد تماما مثل اسرائيل ؟






 
قديم 06-12-06, 12:06 PM   رقم المشاركة : 5
الــزواوي
عضو فضي






الــزواوي غير متصل

الــزواوي is on a distinguished road


اجتمع مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر وقرر تقديم بلاغ للنائب العام لاتخاذ الإجراءات القانونية لردع المتطاولين على الإسلام ورموزه، إثر إدراج صحيفة الغد أسم أم المؤمنين السيدة عائشة (رضي الله عنها) في قائمة أسوء عشر شخصيات في تاريخ الإسلام وذلك أمر طيب. وشكل المجمع لجنة لتكوين رأي شرعي وقانوني لعرضها على شيخ الأزهر لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق الصحيفة، وهو أمر طيب كذلك. على افتراض إدامة هذا الزخم والحزم في التعامل مع الأزمة، يبدو أن مجمع البحوث أو قاعة المحكمة سيكونان المحطة الأخيرة في الأزمة.

الجهة الخارجية التي أوعزت أو شجعت أو مولت الإساءة في بلد ليس فيه شيعة، وتحسن استخدام الإعلام، واختيار الجرعة الاستفزازية العالية في إحداث الصدمة الأولى، والتي ما يليها سيكون أقل استفزازاً وأقل رفضاً في النفوس، هذه الجهة لا يمكن أن تكون وزارة أوقاف أو مؤسسة دينية عادية، وإنما دائرة متخصصة بالتوجيه الآيديولوجي الخارجي.


التعامل مع هذه الأزمة ينبغي أن يكون بتخصصات متكافئة، يتعدى الفتوى الشرعية والقضائية وتوبيخ الفاعل وتعطيل الصحيفة. قطع الطريق أمام هذه الإساءات لا يحسم في قاعة المحكمة، لأن المسئ سيعود إلى الإساءة من جديد بعد انقضاء فترة الحكم، ما لم تحاصر هذه الإساءات في محاجر الأقليات الفكرية الشاذة، مكانها الطبيعي والدائم، وينبذ المجتمع حملتها.

هذه الإساءة ليست فقهية المنبت. نعم؛ الشعب المصري والعالم الإسلامي ينتظران أكثر من أي وقت مضى، فتوى قاطعة من مؤسسة إسلامية مرموقة بحق كل من يعتقد أو يروج لهذه الإساءات، بل وتعزير يسن ويلحق بقانون العقوبات الرسمي للدولة.


هذه الإساءة شعوبية المنبت، تدل عليها سهامها التي تطلقها نحو رموز الإسلام والعروبة كل مرة، وفي كل مكان، وتهز بها ثقة المجتمعات بساداتها ورموزها التاريخية.


هل من التجاوز وقد وصلت الأمور إلى هذا الحد أن نقول: إن جرح فارس مستعصٍ على الاندمال، حقداً على الإسلام الذي حمله العرب المسلمون إلى آفاق الدنيا وهدموا به أمجاد كسرى وهرقل، وتتقيح دمامله سموماً بين الفينة والأخرى؟

الصحابة رضوان الله عليهم كلهم مرتدون في عقائد الشيعة، وقد تعودنا أن يصيب صدر عمر بن الخطاب رضي الله عنه الحظ الأوفر من السهام، أو صدر صاحبه الذي جلبه لأروقة السياسة، كما يقول القوم، أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه، فلماذا أم المؤمنين رضي الله عنها؟ لا شك أن هذا سؤال ساذج.

إذا كانت أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها من بين عشرة صحابة وصحابية رووا أكثر من 60% من الحديث الشريف، فكم أبقت هذه السبة من مصادر التشريع؟ وما حال المذهب الذي تنهض أحكامه على مصادر مطعون في عدالتها، بل أشرار، تعالت أم المؤمنين عن ذلك علواً كبيرا؟

مع ذلك فإن هذه الإساءة جزئية إذا قرئت خارج إطار الصورة الكبيرة التي نقشتها السهام الأخرى. صورة الانحراف السياسي ـ كما يزعمون ـ الذي ابتدأه الخليفة الأول أبو بكر الصديق (رض) مروراً بعمر وعثمان، وانتهاءً بإبنة الصديق رضوان الله عليها، وأن مذهب أهل السنة هو تجسيد لذلك الانحراف السياسي.

"الانحراف السياسي" هذا صار حقيقة مسلماً بها في اللاشعور عند المسلم، ومداراً للتحليلات السياسية كلما تعرضت المنطقة إلى هزة سياسية، وخروجاً منه صار يردد قطاع من العوام، ومعهم العلمانيون، بحسن أو سوء نية، مقولة أنا "سني فقهياً، شيعي سياسياً"، أو "سني، لكن إمامي نصر الله"، أو "سني، لكن قدوتي إيران"، وأن إيران التي قدمت الدعم لحزب الله لديها القدرة وعندها الحل.

هذه الأزمة أمنية قبل أن تكون فقهية. المصريون غير قابلين للتشيع، وبالتعبير المصري العامي "كان غيرهم أشطر"، فالدولة العبيدية الإسماعيلية (المسماة الفاطمية) تمكنت سياسياً من مصر زهاء قرنين، تمكنت من أرضها لكنها لم تتمكن من عقولها، وما أن أسقط الناصر صلاح الدين الأيوبي النظام السياسي للدولة العبيدية حتى علت أصوات المصريين بالتكبير والتهليل، كما يقول المؤرخون، ابتهاجاً بعودة مصر إلى الحضيرة السياسية لأهل السنة.

قرنان من الزمان دليل كافٍ على أن التشيع لا يمكن أن ينتشر في بيئة ثقافية متعافية، ولا يستمر من دون حراسة أمنية، هو، بعبارة أخرى، "باروميتير" للحالة الثقافية التي عليها الأمة، ارتفاعاً وهبوطاً بعلاقة عكسية.

التمدد الإيراني في العمق العربي مستمر، وهو يمتد من خراسان شرقاً إلى شواطئ المتوسط غرباً دونما انقطاع، بعد سقوط العراق. ما تريده إيران ليس بالضرورة التشيع الآني، والشروع الفوري بلعن الصحابة من فوق المنابر، واللطم، والضرب بالسلاسل.

ما تريده إيران هو مواطئ أقدام اجتماعية، تتسلل منها إلى قلب المجتمع، وربط مصالح الفرد العربي المنهك بالمصالح الإيرانية.


المراقب لتحركات إيران على الساحة العربية، يلحظ أن القبور والأضرحة هي محطتها الأولى، إن وجدت، وإن لم توجد أوجدتها هي وأنفقت عليها الملايين، ليتدفق بعدها الحجاج الإيرانيون على القبور، يتملكون في محيطها البيوت والعقارات، ويتزوجون العربيات وينجبون، يبيعون ويشترون.


مواسم ’’الحج‘‘ هذه وما توجده من حراك اقتصادي في أسواق كاسدة وبطالة عالية، تشكل رئة اقتصادية للناس المحليين الذين يحضرونها ليشهدوا منافع لهم، ينتظرون وقت حلولها، ويقولبون أنماط عيشهم على أساسها، وتنتعش الصناعات المحلية التي لها علاقة بطقوس الإيرانيين من صور وتماثيل، وتتداخل الطقوس مع أسباب الرزق ولقمة العيش، وإن لم يعتنقها التاجر، ولا يلبث أن يتحول القبر إلى مركز تجاري واجتماعي وطبي وتعليمي ضخم، ومصدر للخدمات التي تعجز الدولة عن توفيرها لمواطنيها ( كما في مجمع السيدة زينب في دمشق).

المكاسب التي تبدأ فردية تتحول إلى مصالح عامة، ثم تصبح أمراً واقعاً تغض الدولة الطرف عنه، ثم يتطور الأمر الواقع ليصبح حلولاً وطنية لمشاكل اجتماعية متفاقمة ومزمنة (كالعنوسة)، وأخرى اقتصادية تحت عنوان السياحة الدينية وجلب العملة الصعبة، وأخيراً يصبح الإبقاء على الورم الصفوي المتضخم في الجسد العربي مطلباً شعبياً، لأن آلام البقاء أهون من عملية الاستئصال.

في أجواء السياحة الدينية هذه تنشأ جمعيات الصداقة مع الشعب الإيراني، والزيارات إلى الجامعات والمعاهد الإيرانية المدفوعة التكاليف، والمنح الدراسية السخية، والسفرات الشبابية إلى المنتجعات الإيرانية.. إلخ.

لا نريد الغوص كثيراً في السيناريوهات الواقعية لنقول: الشباب المتأثر بإيران أو العائد منها، والسائر وفق بوصلتها، والحائز على المؤهلات الثقافية، سينخرط في العملية الديمقراطية المحلية، ويحصد أصوات "محبي آل البيت" من المتصوفة والبسطاء، ويدخل البرلمان، ويكون المدلل الذي له القدح المعلى عند الأحزاب الكبيرة، لسببين: الأول؛ عدده المنخفض الذي لا يشكل خطورة مباشرة على حظوظ الأحزاب، والثاني؛ وهو الأهم، وصولهم السهل إلى ميزانية التدخلات الخارجية الإيرانية الجاهزة للمضاربة في أي شأن سياسي داخلي عربي.

يذكر في هذا السياق أن أحزاباً فرنسية كانت تتردد على السفارة العراقية في باريس زمن الانتخابات الفرنسية في زمن صدام حسين، وتحصل على تمويل سخي لحملاتها الانتخابية مقابل تبني مطالب الحكومة العراقية في البرلمان الفرنسي.

الاهتمام بهذا الطيف سيمتد إلى خارج البلاد، وسيكون ورقة "تنغيص" بيد القوى الخارجية كلما أرادت شيئاً من النظام الحاكم، ولا ننسى هنا قضية مدير معهد ابن خلدون ومشروعه الطارئ على ثقافة الشعب المصري، الذي اعتقل مداناً بتلقي أموال من جهات خارجية، لكن أطلق سراحه بضغوط أمريكية وأوربية.

النتيجة هي لوبي الأقلية الذي يدير شؤون الأكثرية. من يستعظم الأمر، فليعد إلى نشأة لوبي الأقلية اليهودية في بلاد الـ 270 مليوناً، أمريكا، الذي شق طريقه إلى القمة رغم رسالة الرئيس براهام لينكولن الشهيرة التي حذر فيها الشعب الأمريكي من تآمر اليهود على بلادهم، وهي رسالة لا يقابلها شي في مصر أو البلاد العربية في التحذير التآمر الصفوي، بل يقابلها تهوين من قبل الإسلاميين والقوميين واللبراليين على حد سواء.

لا ننسى في هذا السياق لبنان الذي يتردد في أروقة برلمانه صدى الصوت الإيراني ومطالبه على ألسنة أحزاب وحركات لم يكن لها وجود يذكر في البلاد قبل ثلاثة عقود فقط، لكنها اليوم تدير المشهد السياسي. بهذا يكون النظام السياسي الصفوي الإقليمي قد نافس ـ وبجدارة ـ النظام السياسي العربي المحلي على قوامته على شعبه، وهو يرى لنفسه عند الشعب استحقاقاً روحياً يعطى إليه ولا ينتزع انتزاعاً، وهو تغير نوعي في استراتيجية الانتشار الصفوي في الوسط السني المطلق، مقابل استراتيجية حمامات الدم التاريخية في الوسط الشيعي الكثيف.

هذا الاستحقاق الروحي هو في حقيقته سحب للبساط وتحييد للمؤسسة الدينية السنية الرسمية المؤممة، والحاملة لأوزار النظام، والعاجزة أصلاً.


نلاحظ هنا: أن المواطن العربي لا زال إلى هذا الحد عربياً لم "يتفرس"، وسنياً لم يتشيع، لكنه خارج مدار الجذب المحلي، مذهبياً ووطنياً، يعيش في وطنه لكن القوامة المعاشية والتعليمية والروحية في إيران.

حصل هذا في سوريا التي قطعت معها إيران أشواطاً مهمة، وتمسك اليوم بمفاصلها الأمنية والثقافية والعسكرية، وأهل السنة هناك يئنون من وطأة حملات التشييع ونشر اللغة الفارسية، والكتب والمنشورات التي تطعن في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي أصحابه التي توزع مجاناً على بعد أمتار من مسجد بني أمية، ومن الفاحشة المسماة زواج المتعة، ومن انتشار المخدرات التي يجلبها الإيرانيون. مع ذلك فإن إغلاق المجمع التجاري والخدمي والتعليمي لقبر السيدة زينب يعتبر كارثة اجتماعية للكثير!


لإيران مخططات مشابهة في الأردن، حيث قبر جعفر الطيار، وفي فلسطين، ولا يكون قد تبقى من المشرق العربي خارج النفوذ الصفوي المباشر سوى قلب الجزيرة العربية.

واهم من يستهين بقدرة الطاعون الصفوي على الانتشار في البلاد العربية بدعوى أن أهل السنة هم سوادها الأعظم، كمصر والمغرب العربي، فالانتشار الصفوي ليس بحاجة إلى أكثرية أو أقلية شيعية، مثلما أن النفوذ الاقتصادي والسياسي الصهيوني ليس بحاجة إلى حضور يهودي لكي يفرش جناحيه من المحيط إلى الخليج، أما شعار "من الفرات إلى النيل حدودك يا إسرائيل" فله تفسيرات متعددة، ليس بالضرورة أن يكون الحضور العسكري والإمساك بالجغرافيا أحدها.

معالم انهيار الدولة في العراق وتلاشي مفهوم المواطنة، والدوران في أفلاك خارجية على حساب الدين والوطن تلقي بظلالها الكثيفة على الجوار العربي، التي لا تبدو أكثر أهبة وأوضح رؤية أمام الحمّى الطائفية من العراق المحتل.

إنها حمى صفراء، أعراضها الأولية تتعدد لكن النهاية واحدة، هذه الأعراض تظهر هنا وهناك، تارة على شكل علم إيراني أو عبارات "إيران موطني" ينقشه تلامذة المدارس على أغلفة الدفاتر في مناطق التداخل المذهبي في السعودية،

وتارة أخرى بالطقوس الصفوية التي باتت تؤدى في قلب الحرم المكي وعلى صعيد عرفات والبقيع، وثالثة بمؤسسات خليجية ملأها مدراؤها الطائفيون ببني جلدتهم أو بالإيرانيين لا على أساس الكفاءة المهنية وإنما على حساب نظرائهم العرب،

ورابعة من خلال السفارات العراقية الجديدة التي تشعل الفتن الطائفية في محيط عملها كما في اليمن، وخامسة بالآراء المسيئة للإسلام وشخوصه التي تنشر في عقر ديار أهل السنة وفي مصر الكنانة، وسادسة بملايين الدولارت التي تدفعها إيران إلى العوائل المعدمة في عرين بني أمية (سوريا) لنشر التشيع في أوساطهم، وسابعة وثامنة وعاشرة..

لقد عرف النظام السياسي للحضارة العربية الإسلامية سقوط مؤسسته الثقافية والفكرية إبان المد البويهي الشعوبي في العهد العباسي الوسيط، لكنه استرد عافيته الثقافية بثورته الثقافية الأولى المسماة "المدارس النظامية" التي أنشأها السلاجقة وأعادوا بها تصحيح المفاهيم وعرف النظام السياسي السقوط العسكري المطلق لرقعة نفوذه إبان الاحتلال المغولي، لكن الحضارة المنكسرة عسكرياً أذابت الغزاة واستوعبتهم في بوتقتها الدينية.

أما أن يتزامن نوعا السقوط، وتلتقي مصالح المشروع الطائفي الشعوبي بمصالح المشروع (الصهيو – مسيحي – رأسمالي) في حلف استراتيجي، فهو ما أظهرت سني احتلال العراق واضطراب الجوار العربي عدم جاهزية أهل السنة للتعامل معه.

إذا كان عصرنا هذا هو غير عصر السلاجقة المخلصين، فإن شعوب المنطقة أمام مسؤولية صيغة خلاص ذاتية مشتركة بديلة، لا زالت مفقودة. هذه الصيغة مهما سيكون شكلها، لابد أن يصاحبها مشروع يقظة ثقافية على نطاق المنطقة، يحيي الحس بالهوية المهددة، ويحل اسمه محل الأسم الأرشيفي "المدارس النظامية" بعد عشرة قرون على تأسيسها، والتي لم تتكرر تجربتها الرائعة في انتشال الأمة رغم تكرار الظروف.



--------------------------------------------------------------------------------






 
قديم 06-12-06, 12:07 PM   رقم المشاركة : 6
الــزواوي
عضو فضي






الــزواوي غير متصل

الــزواوي is on a distinguished road


معهد المشرق العربي

[email protected]

يبدو أن قابليتنا نحن العرب على النسيان الجماعي لا تحدها حدود، ولا يساوي هذه القابلية عندنا سوى دور العاطفة في الحكم على الأمور.

إسرائيل لا تحتاج إلى مبررات لاقتراف جرائمها، هذه حقيقة مزمنة، وجريمة شاطئ غزة هي أحدث ما في الذاكرة، وما تفعله اليوم في لبنان، تفعل مثله في فلسطين كل يوم دونما استفزاز. والأنظمة العربية، فاقدة للمصداقية وعاجزة عن الدفاع عن قضايا شعوبها. هذه حقيقة مزمنة أيضاً.

أليست هذه هي الأسباب التي دفعت حزب الله، حسبما يقول، إلى حمل السلاح والقيام بالدور المتروك؟ إلى هذا الحد، لا يبدو الأمر عسيراً على الفهم، في أجواء إهمال الدولة العربية لواجباتها وغطرسة الاحتلال.

لكن الحقيقة المزمنة الأخرى، هي الطبيعة غير المزمنة لفعاليات حزب الله، التي تنطفئ عاماً، وتشتعل يوماً، لتعود وتنطفئ من جديد. ومع ذلك فان انعكاساتها العميقة على المجتمع والدولة والجوار العربي، تعطي الحق للجميع لمناقشتها.

لو كان لفعاليات الحزب صفة الديمومة كالمقاومة العراقية وشقيقتها الفلسطينية؛ لو كانت فعلاً ينسجم مع العنوان؛ لو عرف لماذا تبدأ حينما تبدأ، ولماذا تنطفئ، لو أنها حق مباح لكامل الطيف اللبناني ـ ولا نقول العربي ـ الذي يتوق إلى المقاومة؛ لو أنها تتحرك بقرار يشترك فيه الآخرون المعنيون، وليست مفاجآت تصلهم من المذياع.

لو أنها هذه وتلك، لهانت الأموال والأنفس والبنى التحتية والاقتصاد، ولما نبس أحد ببنت شفة، كما هو حادث في العراق وفلسطين، اللتان لا يعزّ فيهما شيء ما دامت الأرض تحت الاحتلال.

لكنها فعاليات متقطعة، تنطق باسم اللبنانيين وهم ممنوعون منها ومحجوبون عنها، وتنطق باسم العرب والمقدسات، وفلسطين ليست على أجندتها (الاستراتيجية وليس الإعلامية)، وواقع الحال يشير إلى أنها فعاليات حدود شريطية، مداها الآيديولوجي والعسكري أقصر مما تبلغه صواريخ الحزب، يحرم من قرارها اللبنانيون، ويطالبون بتسديد فاتورتها، بدمائهم وأقواتهم وأمنهم، ولا يحصد أوسمتها سوى حزب الله وإيران وسوريا.

الأهم من ذلك، أنها لا تأتي إلا متزامنة مع ظروف سياسية، ومع الحاجة إلى أوراق جديدة لفك أزمة أو تحريك جمود في المواقف، وإلا فالحزب كما يقول أمينه العام السابق صبحي الطفيلي، خفر حدود، يحرس حدود إسرائيل الشمالية، التي هي أكثر حدودها أمناً، رغم أنها الوحيدة التي تقع تحت سيطرة مليشيات شعبية وليس جيشاً نظامياً.

أي أن هدنة الحزب مع إسرائيل تنظمها تفاهمات مع الدولة العبرية، لكن فعالياته لا تضبطها مشورة مع الدولة اللبنانية.

وقد ألمح السيد نصر الله أكثر من مرة منذ بدء القتال الحالي، إلى أن قواعد اللعبة قد تغيرت، أي أنه هناك بالأساس لعبة وقواعد، لكن التغير الذي تحدث عنه نصر الله ليس على الإطلاق، فمصفاة حيفا وتل أبيب اللتان تقعان ضمن مدى صواريخ الحزب "حيّدتا" (اللفظ للسيد نصر الله) ولم تقصفا حتى هذه اللحظة.

وقد كانت وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس قد طلبت من إيران الضغط على حزب الله بعدم قصف الهدفين، وهو الحلقة الأهم في هذا الصراع.

ما قاله الطفيلي وطالبت به رايس وسعت من أجله طهران، شهدت به إسرائيل لحزب الله، فقد امتدحت جريدة هآرتز في 6/7/2006 الأمين العام للحزب بسبب عقلانيته وتحمله للمسؤولية، وأنه حافظ على الهدوء في الجليل الأعلى بشكل أفضل من جيش لبنان الجنوبي، وهو اليوم يتعقل فلا يضرب المنشآت الحيوية لإسرائيل كما صرح بذلك.

مطلب رايس له أكثر من دلالة، منها: فهو مؤشر لا يحتمل الخطأ على المكان الحقيقي لغرفة عمليات حزب الله، وأن قنوات أمريكا مع إيران مفتوحة على الدوام، رغم الملف النووي، ورغم كل ما يقال، وأن هامش التفاهم قائم وفاعل، وفقاً لعقلية البازار الإيرانية، التي تسير مع الزبون إلى آخر خطوة، ما دام في النهاية كسباً يرتجى من الصفقة.

تساؤلات:

هل كانت قيادة حزب الله تتوقع حجم الرد الإسرائيلي على عملية خطف الجنديين الإسرائيليين؟ فالقتلى بلغوا المئات، والدمار الذي أحدثته الحرب الأهلية في 15 عاماً عاد في أسبوع، وهجرة اللبنانيين والعرب والأجانب والاستثمارات من لبنان ستكون نهائية هذه المرة. وفي المقابل ليس على قائمة مطالب حزب الله أكثر من وقف إطلاق نار، وتبادل للأسرى. مسؤولو الحزب حرصوا على تجنب الإجابة على هذا السؤال، ولكن أمام هذه المعادلة غير المتوازنة من الخسائر الهائلة (المتحققة) والمطالب (غير المضمونة)، لا يمكن أن يكون الجواب سوى "لا".

السؤال الآخر: هل الحرب المفتوحة مع إسرائيل، كما وصفها السيد نصر الله، هو تماماً ما سعى وخطط له الحزب؟ مسؤولو الحزب أكدوا أن الحرب المفتوحة كانت خياراً إسرائيلياً رد عليه الحزب بالمثل. وما يعضد قول المسؤولين، هو أن الحرب المفتوحة لم تكن يوماً خياراً استراتيجياً أو آيديولوجياً أو عسكرياً لحزب الله، على مر مسيرة الحزب مع إسرائيل.

إذاً كان الأمر ليس مفاجأة، ولا حرباً مفتوحة من اختيار الحزب، فماذا يكون؟ والسؤال الطبيعي والتلقائي: أمَا وقد بدأت الحرب المفتوحة، فهل ستتحول إلى حرب تحرير طويلة الأمد مثلاً؟ أم أنها ستنتهي كسابقاتها بوقف إطلاق مفاجئ، تحدد موعده إسرائيل، متبوعاً باتفاقية أمنية جديدة، بتفاهمات إقليمية هذه المرة لا علاقة لها بمصالح الأرض التي يدور عليها القتال، ولا يكون قد تبقى لدينا سوى الخرائب؟ إن أهم رسالة يبعث بها حزب الله إلى العالم الخارجي عبر مقاومة مزاجية، هي رسالة مؤداها أنه دون غيره من يحمل المسؤولية ويرفع السلاح وسط تخاذل الآخرين، وما ذاك إلا من واقع المذهب الذي يعتنقه، الذي ينبغي أن يكون مذهب المرحلة الراهنة، وما سواه مذاهب خائرة.

هذه الرسالة لها رواج كبير في الشارعين العربي والإسلامي، وقليل من يعلم، أو يريد أن يعلم، أن الشاب اللبناني المسلم السني، أو الفلسطيني على أرض لبنان، أو الحركات الإسلامية والوطنية، تُردّ رغبتهم في المقاومة، أفراداً وجماعات، بل إن هذا الشاب لا يأمن على نفسه في مناطق نفوذ الحزب إن هو قرر الذهاب لهذه الغاية.

قليل من يدرك، أو يريد من يدرك، أن الحزب يقف سداً منيعاً أمام مقاومة يشد إليها الرحال من جميع أطراف لبنان، ولا نقول أنحاء الوطن العربي أو العالم، كما الحال في العراق، الذي تطوى الصحاري وتقطع الأنهر والوهاد للوصول إليه.

محور ( إيران – سوريا – حزب الله ):

أما الرسالة الثانية، فهي اقتران اسم المقاومة اللبنانية، التي هي حكر على الحزب، بعناوين المقاومة الرئيسية في المنطقة، وتحديداً مقاومة الشعب الفلسطيني، فلا تذكر حماس إلا ذكر، وذكرتا معهما إيران ودمشق، ويترسخ في الأذهان عنوان كبير اسمه "محور المقاومة في المنطقة" طهران – دمشق – حزب الله + غزة.

هذا المحور مرشح لملء فراغ سياسي في المنطقة، أو هكذا تسعى طهران. وهو محور حقيقي، وليس دعائياً، وهو بخلاف محاور كمجلس التعاون الخليجي، فإن بين أطرافه الحقيقية (إيران – حزب الله – سوريا) من القواسم التاريخية والطائفية، والرؤى المستقبلية المشتركة، ما يمكنه من التماسك والاستمرار. كما تجتمع بين أطرافه مقومات البنية القوية، من كثافة بشرية، وثروات طبيعية ومائية، بالإضافة إلى الاتصال الجغرافي بين أجزائه الذي حصل بسقوط العراق.

على الرغم من وجود هذا المحور نظرياً، منذ سني الحرب العراقية – الإيرانية، إلا أنه دخل مرحلة التنفيذ الفعلي على الأرض بسقوط العراق.

يمكن القول إن دخول المحور الثلاثي حيز التنفيذ، وانفتاح الممر الجغرافي من خراسان شرقاً إلى شواطئ المتوسط غرباً، مثل بداية عملية إعادة تكوين للتركيبة السياسية في المنطقة، هي الأولى منذ سايكس – بيكو، ونشوء دائرة نفوذ سياسي جديدة، بزعامة غير عربية، موازية للمنظومة العربية الآفلة.

ثمة تشابه بين المنطقة العربية في ظل انهيار المنظومة السياسية العربية، وانفراط العقد العربي، ودولة إيران من جهة. وبين أوربا الشرقية في أعقاب انهيار المنظومة الاشتراكية، وأمريكا من جهة أخرى. ففي كلتا الحالتين منظومة إقليمية منهارة، ودول تبحث عن مدار سياسي جديد، ودولة كبيرة تتربص للتوغل في منطقة التخلخل وملء الفراغ السياسي لصالحها.

كان حلف الناتو هو بوابة دخول أوربا الشرقية في المنظومة الأمريكية، والتسليم الطوعي للبلاد للجيش الأمريكي، وهي بداية تختلف عن عملية الالتحاق بمنظومة كالاتحاد الأوربي. وتصح مقولة: أن نظم أوربا الشرقية تسير بالبوصلة الأمنية والسياسية الأمريكية، وتأكل على الطاولة الأوربية، لكنها بداية المستميت، الباحث عن موقع سياسي إقليمي ودولي. ثم كشفت بعد وقت قصير سجون الـ "سي آي إي" السرية على أراضي هذه الدول، طبيعة الاصطفاف الجديد، وحجم التوغل الأمني الأمريكي في هذه الدول على حساب مجالات التعاون الأخرى المفترضة. المثال الأقرب لهذه الصورة هو اقتحام إيران للعراق بمؤسستها الأمنية "إطلاعات" (المخابرات الإيرانية) وإخضاع باقي مرافق الحياة الدينية والأمنية والاقتصادية والتعليمية وغيرها في العراق الجديد لمؤسساتها الأخرى.



توقيع سوريا لاتفاق التعاون العسكري مع إيران، ودنوها المنتظم من المدار السياسي والاقتصادي الإيراني، ووثوقها بالآصرة السياسية الفارسية الفاعلة على المسرح السياسي الإقليمي والعالمي، للعب دور الجامعة في المنطقة، على حساب الآصرة العربية المنحلة، يبرز المعالم الأولية للاصطفاف السياسي الجديد في المنطقة.

الحضور الإيراني في سوريا لن يتوقف عند الجانب العسكري، فستتبعه "إطلاعات" وباقي مؤسسات المجتمع المدني الإيراني، التي ستتغلغل في زوايا المجتمع السوري. وما فعلته سوريا، غيرها أولى به، من الدول الأصغر، والكيانات الانفصالية الطازجة و"الفدراليات"، التي ازدهرت بعد سقوط العراق.

هل هذا اكتمال لدورة التاريخ، وعودة للمنطقة وشعوبها إلى تبعية الممالك العربية الغساسنة والمناذرة لنفوذ الإمبراطورية الفارسية؟ من أحد الوجوه نعم. ولكن ثمة فارق، وهو أن وثنية الدولة الفارسية يومئذ، قصرت الهيمنة على الجوانب السياسية والمالية في حياة رعاياه العرب، وأبقتها على مسافة من حريات العبادة والطبائع الاجتماعية عندهم (أياً كانت تلك الطبائع والعبادات). لكن طائفية الدولة الإيرانية المعاصرة، وسطوها على دور الدولة الإسلامية الشاغر، وصناعتها من مذهب الأقلية بوصلة للأغلبية، وارتكازها على مفاهيم القومية الفارسية، ومعاداتها لكل ما هو ليس فارسياً، سيعني مخاضاً ثقافياً عميقاً، وإحكاماً للقبضة على حياة المجتمع العربي، وهو ما لا تبدو المجتمعات العربية على استعداد لمواجهته.

في المقابل نجد محور (الرياض – الكويت – عمان – القاهرة ) المنبثق من أطلال النظام السياسي العربي، وكانت عمان قد حذرت من نشوء هلال شيعي في المنطقة، لكنه جهد قليل متأخر، وربما مفاجئ للشارع العربي، نظراً لعدم انسجامه مع ثقافة قومية أو قطرية فرضتها الدولة العربية الحديثة على هذا الشارع ورسختها على مدى تسعة عقود.

الأهم، هو أن التحذير لا يحمل مشروعاً، ولا يتخذ من الشعوب شريكاً له، ولم يسند إلى مؤسسات متخصصة لنقل مهمته من صيغة إعلامية إلى صيغة طوارئ ميدانية. لذا لا يتوقع أن يكون تحذيراً فاعلاً في مواجهة المحور الآخر، الذي يحظى ببرنامج ثقافي وفكري وإعلامي متكامل ومتطور وإمكانيات هائلة.

مع هذا كله، تبقى إيران ومحورها وآيديولجيتها في وضع أخلاقي وفكري حرج أمام الشارع العربي، لاسيما بعد حرب احتلال العراق، وانكشاف شراكة طهران والمرجعيات الشيعية في المشروع الأمريكي الإقليمي. وتبقى الحاجة قائمة لديه لإعادة تأهيل أخلاقي وآيديولوجي وبناء للمصداقية.

الوجه الآخر للعقبة الأخلاقية، هو أن أطراف المحور الثلاثة تمثل أقليات مذهبية، ولغت جميعها في دماء الأغلبية؛ بدءاً بالنظام السوري الذي سحق مدينة حماة، وهمش سنّة لبنان. وحركة أمل التي نكبت الفلسطينيين في مخيمات بيروت، التي خرج من عباءتها حزب الله، وحمامات الدم الإيرانية مع سنة العراق وعربه، وشراكتها المعلنة في إسقاط دولتين جارتين مسلمتين تحت احتلال أجنبي، هما أفغانستان والعراق، ودور المرجعية الشيعية في التمهيد السياسي للاحتلال ثم التقعيد الفقهي لإدارته وحكوماته.

أمام هذه المعطيات تمثل حماس بما ترمز إليه من معاني الجهاد والمقاومة والتضحية والصمود، حجر الزاوية في هيكل إعادة المصداقية للمحور. وبالأدق، هي الوقود الذي سيستهلكه صاروخ المحور في عملية الانطلاق، ولن تكون حماس (المحاصرة عربياً ومالياً والمستغلة إيرانياً) بتكوينها المذهبي والفكري، ومنطلقاتها وغاياتها المختلفة كلياً عن المحور، سوى جزء المركبة الفضائية التي يرمي به نظام الملاحة إلى الأرض ثانية حال استواء المركبة في مدار التحليق الحر.

حاجة الغرباء على عروبة المنطقة ومذهبها العام إلى حماس ماسة، لكن منافسة حماس ـ خلال فترة زواج المتعة السياسي ـ على رصيدها في المقاومة، ومصداقيتها المحلية والعربية والعالمية، ومكانتها في الإعلام، ونجاح مذهبها السياسي والفقهي في إدارة شؤون شعبها، نقول: منافسة حماس في هذه المضامير مجتمعة هو حاجة ماسة أخرى، وهذه هي مهمة حزب الله، الذي يبقى أداة إيران لحجب الشمس، وخلط الأوراق كلما دعت الحاجة.


* *
يقول المثل الشعبي: راحت السكرة وجاءت الفكرة. لكننا نبدو نحن العرب غير قادرين عن الخروج من السكرة.

سقطت الصواريخ على مدن الكيان الصهيوني، نعم. إسرائيل هرعت إلى الجدر والقرى المحصنة، نعم. غبطة في الشارع العربي، نعم.

ولكن ما من أحد من شعوب الأرض أعلم منا نحن العرب، أن هذا جميعه سينتهي، طال الزمن أو قصر، مثلما انتهى في المرات السابقة، وأن العواطف ستخبو، ولن يبقى حولنا سوى الخرائب واليتم والتشرد.

ضرب حزب الله ضمن عملية الرتوش الأخيرة ( الانسحاب عشرة كيلومترات إلى الوراء، مبادلة تل بجبل، استرداد مزرعة، اقتسام مصدر مياه، تحديد الترسانة العسكرية) للصيغة النهائية لخريطة الشرق الأوسط الجديد، ومنها تحديد نفوذ الشركاء، ليس تناقضاً مع السياق الآنف الذكر. فبين المعسكرين الأمريكي والإيراني ـ الذي يشكل حزب الله نتوءه في بلاد الشام ـ مساحات وفاق تام، ومساحات خلاف، وقد تجلت الأولى في أوضح صورها في المراحل الرئيسية من عملية إعادة تشكيل المنطقة، بدءاً بإسقاط أفغانستان تحت الاحتلال الأمريكي، ثم العراق، ودور إيران المباشر والجراحي فيهما، وهو دور لا تنفيه طهران بل تعلنه، وقبلها "إيران ـ غيت" مع إسرائيل.

جيوب الاختلاف والتنافس الذي يلي الانتصار هو الوجه الأصعب، وهو الذي يحرص كل طرف على الخروج منه بأحسن النتائج، في صورة أقرب ما تكون إلى اختلاف السرّاق على السرقة بعد اقتحام المنزل. وهذه الجيوب قد تكون نفطاً أو أرضاً أو تقنية نووية أو نفوذاً سياسياً أو منفذاً بحرياً، أو شيئاً آخر لا يقصد لذاته، وإنما ورقة لكسب أمر قد لا يكون منظوراً.

الصراع على الجيوب، هو الذي سيحدد نوع الصواريخ التي يطلقها حزب الله على إسرائيل، وأهدافها ومداها وكثافتها، وشروط قبول وقف إطلاق النار. أما دمار لبنان الذي تحقق منذ اليوم الأول، فهو العربون الذي يفتتح به "البازار" وتنطلق به عملية خذ وهات.

أخذاً بالاعتبار ما قاله الطفيلي وأكدته صحيفة هآرتز، مضافاً إليه الضعف الأمني للدولة اللبنانية، فإن الاستئصال الأمني الكامل لحزب الله لن يصب في المصلحة الأمنية لإسرائيل، فزوال الحزام الأمني العازل الذي يشكله الحزب بين إسرائيل وباقي لبنان، الذي حفظ السلام في الجليل الأعلى، يعني عودة التماس الجغرافي مع قطاعات الشعب اللبناني والفلسطينيين، التي تختلف مع مدرسة الحزب السياسية والمذهبية، ومع رؤيته إلى طبيعة الصراع مع إسرائيل، وهو الأمر الذي احتلت من أجله إسرائيل جنوب لبنان في عام 1982، وأوجدت جيش لبنان الجنوبي، ذو الأغلبية الشيعية، الذي لم يثبت فاعلية في حماية مناطقها الشمالية من عمليات المقاومة الوطنية اللبنانية والفلسطينية التي كانت تنشط قبل وصول حزب الله وتوقفت تماماً بمجيئه.

يمكن القول إن وصول حزب الله كان الحقبة التي انتهت عندها المقاومة الآيديولوجية، العالمية التكوين، التي خاضت صراع وجود وليس حدود، واستقبلت المقاتل الإسلامي والوطني على حد سواء، اللبناني والفلسطيني، العربي وغير العربي، الرجل والمرأة، لتحل محلها مقاومة التراشقات الحدودية، التي تشعلها ردود الأفعال، وتطفئها الصفقات السياسية، ويستأثر بها فصيل واحد.

الحدث الذي يختصر الأمر كله في المنطقة التي يدور على أرضها القتال اليوم، ويضعها حساباتها في إطار أكثر وضوحاً، هو استقبالها للجيش الإسرائيلي الغازي في عام 1982 بأذرع مفتوحة، الذي اعتبرته جيش التحرير، ونثرت الورود على دباباته الذاهبة للقضاء على المقاومة الفلسطينية والوطنية اللبنانية.

النتيجة هي خروج الجبهة اللبنانية من الصراع الآيديولوجي، وخروج الصراع من بُعده العربي والإسلامي، وتوقفه عند خط الحدود الدولي. وهو ما عنته صحيفة هآرتز في معرض تقييمها لدور الحزب في إدامة السلام في الجليل الأعلى.

على المدى البعيد نسبياً، فإن زوال حزب الله بالكامل يعني ـ من المنظور الإسرائيلي ـ تحول لبنان إلى منطقة أمنية رخوة، وقبلة لفصائل المقاومة الإسلامية التي تجوب العالم بحثاً عن نقطة تماس مباشرة مع ما تعتبره العدو الحقيقي، وما تعده أيضاً تجسيداً لخطابها السياسي، الذي ينتقده خصومه على أنه ينشط بعيداً عن جغرافية المواجهة الحقيقية، وهو ما فعلته بعد سقوط العراق، وتواجه دوراً من قبل المليشيات الشيعية المحلية والوافدة شبيه بدور حزب الله الذي تحدثت عنه صحيفة هآرتز، وفي ذلك إضاءة أخرى على خلفيات موقف السيد نصر الله من المقاومة العراقية.

لا أدق في هذا السياق مما ذكره كاتب لبناني مسيحي عن طبيعة المدرستين بالقول: "نضال حزب الله قروي، ونضال الآخرين قاري". بعبارة أخرى، ستبقى حاجة إسرائيل قائمة إلى حزام أمني طائفي يعزلها عن محيط الأغلبية ذات المنطلقات والرؤى المختلفة.

ليس من المستبعد وجود تنسيق بين دول عربية وإسرائيل لضرب حزب الله، للتخلص من ظاهرة التمرد على الدولة العربية العاجزة بأجندات خارجية التي يمثلها حزب الله. لكن الخسارة الكبرى والضحية النهائية لهذا التنسيق، إن وجد، هم العُزّل من النساء والشيوخ والأطفال، وهو لبنان الذي خرج لتوه من دمار الحرب الأهلية، وعادت إلى محياه البسمة، ليدخل مرة أخرى في دمار مماثل. هذه هي الخسارة، وهؤلاء هم الضحية، وليس أحداً آخر.


* *
نحن سكارى إلى حد الثمالة بمنظر صواريخ حزب الله التي تسقط على مدن الكيان الصهيوني، وعاجزين عن استرداد الوعي ولو للحظات لنواجه فيها أنفسنا بسؤال بسيط: ألسنا في عالم ألف تعاضد فيه قوى التحرر، وإن تباينت المنطلقات والغايات؟ فضلا عن قيم العرب والمسلمين في التعاضد والتآزر. فبما يفسر موقف السيد نصر الله المعلن والمناوئ للمقاومة العراقية، التي يفترض أنها تحارب عدواً مشتركاً هو أمريكا وإسرائيل؟ سوى أنها تحارب في نفس الوقت مشروعاً إيرانياً شعوبياً، يمثل حزبه نتوءه في بلاد الشام؟

الذاكرة الجماعية العربية :

واحرّ قلباه، ما أقصر ذاكرتنا الجماعية. لم ينقض عام بعد على تلك التصريحات، التي صنف فيها السيد نصر الله المقاومة العراقية إلى فريقين: فريق الجنرالات الصداميين التكفيريين الذين يريدون العودة بالبلاد إلى الحكم السابق، وفريق عملاء الأمريكان، بل إنه أقام علاقة وثيقة بين الاثنين، دون ذكر ولو بكلمة واحدة للمقاومة الحقيقية، التي وضعت العصي في دواليب المشروع الأمريكي، وقلبت النظريات العسكرية، وابتدعت فنوناً جديدة في حروب المقاومة، وهي تواجه أكبر جيوش الأرض، وهي المحاصرة براً وبحراً وجواً.

وبرر نصر الله الانتظار والتروي قبل اتخاذ موقف من الاحتلال، مثلما برر اعتماد المقاومة السلمية، وهاجم بشدة مقاطعة الانتخابات، وتبنى جميع العناوين التي يسوّقها الاحتلال الأميركي، مرسخاً بحرفية خط السيستاني، ولم يأتِ على ذكر دور الموساد، وسوّق بحماس المطلب الأميركي في مشاركة العراقيين في الاستفتاء على دستور الاحتلال، الذي لا يعترف بحق المقاومة ويرسخ تفكيك العراق إلى كانتونات طائفية.

واحرّ قلباه، كيف يُنسى هذا كله في عجالة كهذه؟ أين الذاكرة الجماعية من ساحة المقاومة الحقيقية، التي تواجه جيوش الدنيا، لغاية واضحة، ولا تضع الرصاصة في الجيب الأيمن، ومسودة وقف إطلاق النار في الجيب الأيسر؟ أم أين الذاكرة من صمود عشرين عاماً من مقاومة الشعب الفلسطيني المحاصر، وصواريخ تصنع في المطابخ؟ خط الدفاع الأخير!! كيف تنشغل الذاكرة الجماعية بمناوشات حدودية، من غير الواضح لماذا تبدأ، ولماذا تتوقف، بل قد بدأ الحديث عن توقفها. وكيف يتحول إنسان في النظرة الجماعية، بين يوم وليلة، من منظّر لآليات مشروع الاحتلال الصهيوـ أمريكي، مبرر لها ومجاهر بها، إلى زعيم للأمة يطلق اسمه على المواليد الجدد!

السياق هنا ليس عن العواطف، فلا تشكيك بمشاعر الشعوب العربية والإسلامية، وإنما سياق المصير، فالصين وروسيا واليابان وألمانيا وغيرهم تبدو أكثر عمقاً في نظرتهم إلى المقاومة في العراق، وتعتبرها خط دفاعها الأخير الذي سيحسم مصائرها في القرن الجديد أمام عربدة الإمبراطورية الأمريكية، وعلى هذا الأساس تتصرف وتحسب.

لن نقول: إن الصواريخ التي سقطت على إسرائيل لن تترك ندباً نفسية مزمنة عند المستوطن اليهودي، مثلما سببت الصواريخ العراقية في حرب عام 1991، ولا أنها لم تقدم برهاناً على تفاهة الدولة العبرية، وأنها ساقطة بالمفهوم العسكري، وأنها لن يكون لها انعكاسات سلبية على الهجرة اليهودية من وإلى فلسطين. لكنها صواريخ لن تغير واقعاً فكرياً مزمناً قائماً على الأرض، لأنها صواريخ موسمية، ولا تنطلق من فكرة، فلن ترتطم بفكرة في الطرف الآخر، بل ينتهي مشوارها بارتطامها بالأرض وهذا ما يحدث.

نحن العرب ـ لاسيما النخب منا ـ بحاجة إلى مراجعة حقيقية لطرائق تفكيرنا، واتخاذ مواقفنا في لحظات المصير وزحمة العواطف، فقد كانت العاطفة والسطحية، والسذاجة أحياناً، سمة الندوات التحليلية والحوارية وبرامج الإثارة السياسية في الفضائيات العربية منذ بدء الأحداث.

شجرة العائلة :

ليس هذا مكان الرجوع إلى الوراء والبحث عن أدوار أمين عام حزب الله السابقة، وموقعه في حركة أمل التي نكبت الفلسطينيين أكثر مما تفعل إسرائيل اليوم، والتي كان ضمن صفوفها قبل قيام حزب الله.

ولكن حزب الله يبقى اليوم الحليف الاستراتيجي لأمل. وأمل هي التي أنشأها آية الله موسى الصدر، الإيراني الذي منح الجنسية اللبنانية، الذي شق المؤسسة الدينية الإسلامية في لبنان إلى سنية وشيعية قبل ثلاثة عقود، معلناً بشكل رسمي انطلاق المسلسل الطائفي المأساوي الحالي. وأمل هي التي أفردها السيستاني بزيارة خاصة في طريق رحلته "المرضية" الغامضة إلى لندن، والسيستاني هو المرجع الروحي الأعلى لمليشيات بدر وصولاغ في العراق، وهذه المليشيات هي التي نقلت حرب أمل على مخيمات الفلسطينيين من أطراف بيروت إلى أطرف بغداد، حيث تتداخل خيام فلسطينيي العراق اليوم مع مخيمات إخوتهم السنة العرب في الصحراء، وحزب الله هو الذي خرج من عباءة أمل، وإيران وولاية الفقيه هي مرجعية حزب الله.

شبكة من الخيوط المتداخلة تبدأ وتنتهي عند إيران. الطريق المختصر إلى هذه قلب هذه الشبكة، هو ما قاله إبراهيم الأمين، أحد مسؤولي حزب الله على اتهام: أنتم جزء من إيران، فأجاب: "نحن لا نقول إننا جزء من إيران، نحن إيران في لبنان، ولبنان في إيران" (جريدة النهار 5/3/1987).

أما الزواج الكاثوليكي بين الحزب وبين النظام السوري، الذي هدم المدن فوق رؤوس ساكنيها، وقصف السجون بالطائرات على رؤوس نزلائها، وسحق الفلسطينيين في لبنان، وسلّم الجولان، فهو الشق الآخر للحقيقة.

السؤال: كيف يستقيم أن تكون إيران ـ الأب الروحي لحزب الله ـ شريان حياة لأمريكا وإسرائيل في العراق، وسماً مميتاً لهما في لبنان؟ أيهما هو الموقف الحقيقي؟ أم أن كليهما حقيقي؟ لأنه لا تعارض بين الاثنين؟!

وكيف يستقيم أن يحمل حزب الله بندقية المقاومة بيد، وبوقاً بالأخرى، وينعت المقاومة العراقية بأعلى الصوت بالتكفير والعمالة للأمريكان؟ ثم لا يقول كلمة واحدة ـ بنفس البوق ـ عن مظالم المسلمين في سوريا المجاورة، التي يصف نظامها بالشقيق، ويصمت عن حراستها لجبهة الجولان ولصناعة الاصطياف الإسرائيلية فيها؟ أم أن البندقية والبوق وجهان لظاهرة صوتية واحدة؟ هذه هي شجرة النظام الطائفي الإقليمي، الذي يلتف حول المنطقة التفاف السوار حول المعصم، ولا تختلف في طريقة عمله وتواصله عن "الأواني المستطرقة" (الآلة المختبرية)، التي إن سكب الماء في إحداها ارتفع في الأخريات، وإن سُحب انخفض.



هل انجلى شيء من الضباب؟ هل أصبحت مواقف وتصريحات السيد نصر الله ذات مدلولات أكبر؟ هذه البقع ـ في ذاكرتنا ـ العاجزة عن الإمساك بالمعلومات، هي وراء ظاهرة "السكرة ـ الفكرة"، التي تتسم بها شخصيتنا العربية، (عامتنا وخاصتنا)، وهي سبب الإفاقات القصيرة المتقطعة، والإغماءات الطويلة، والعشى السياسي، وعمى الألوان، الني تكاد تفقدنا القدرة على التمييز.

هذه البقع "غير المأهولة" في ذاكرتنا، هي المساحات الخصبة، سهلة الغرس، التي تتساقط عليها أمطار إيران وحزب الله، وكل من له مطمع ومصلحة في منطقتنا، فيها يزرعون ومنها يحصدون.

ولكن سيظل الدرس، كما قالت كاتبة عربية تعيش الهم العربي ـ وهي مسيحية ـ في سياق الحديث عن مسيرة حزب الله: "العقلية الطائفية لا يمكن أن تفرز خطاً صحيحاً، حتى وإن صح فيه جزء، وكل ارتباط بما هو خارج الأمة لا يمكن أن يصب في مصلحتها".

وحزب الله، بشخص أمينه العام، وتحالفاته المحلية، وارتباطاته الخارجية، وأجندته، ترسيخ بأفقع الألوان لهذه العقلية. انتهى.


* * *
بالإضافة إلى ما ذكر آنفاً نقول:

ليس في السياسية صواب مطلق أو خطأ مطلق، ولكن الحقائق المتعاضدة والتسلسل المنطقي الذي اعتمده هذا التحليل يجعله صواباً يحتمل الخطأ.

فإذا كانت الأولى، فإن حزب الله يكون قد جنى على لبنان وقدمه قرباناً لمصالح إيران الإقليمية. وإذا كانت الأخرى، فيكون هو القربان، الذي جنى على نفسه وعلى لبنان في آن واحد، بقبوله بدور الذراع لإيران، وأدوار الوكالة التي لا تخدم المحيط الذي يوجد فيه، لتبيعه إيران ضمن صفقة إقليمية شاملة، وتتركه للدمار مقابل مكافأة أكبر، أقرب إليها وأبعد عن إسرائيل، هي العراق.

بهذا السيناريو تصبح الدولة العبرية على بعد 500 كيلومتر عن أقرب كيان عربي ذو اعتبار عسكري، فمصر التي تفصلها سيناء المنزوعة السلاح غرباً، والعراق المنزوع الأسنان وتحت الضمانات الإيرانية شرقاً، وسوريا وشهادة حسن السيرة والسلوك لثلاثة عقود ونيف من حفظ السلام في الجولان شمالاً. وإلى حين صدور الخريطة الجديدة للمنطقة بتقسيماتها الجديدة، نبقى مع هذا السيناريو.

بهذه الهندسة، تكون سفينة المقاومة الفلسطينية الوحيدة المبحرة، على بعد مئات الكيلومترات عن أقرب الشواطئ، والتي يؤمّل إغراقها في عرض البحر بعيداً عن أنظار خفر السواحل، وخارج مدى فرق الإنقاذ، ليسدل الستار على آخر أشكال المقاومة في المنطقة.

إنه الشرق الأوسط الكبير.

موقف كهذا ليس مستغرباً على إيران من وجهين:

الأول: انتظام مصالحها السياسية بشكل طبيعي وتاريخي في إطار مصالح القوى السياسية الدولية في المنطقة العربية والإسلامية بشكل عام، منذ الانقلاب السياسي الصفوي الذي نقلها إلى المذهب الشيعي.

الثاني: نوازعها القومية والشعوبية، فلن يشفع لشيعة لبنان العرب ـ عندما تحين اللحظة السياسية المناسبة لها ـ حبٌ لآل البيت أو حداد على الحسين (رضي الله عنه)، ولهم في ذلك أسوة في إخوتهم شيعة الأحواز العرب، الذين تعاملهم إيران معاملة إسرائيل ليهود الشرق، وكذلك في العشائر الشيعية العربية في العراق المبعدة عن القرار الديني والسياسي لصالح الفرس المستوطنين في العراق، وفي شيعة أذربيجان، الذين اصطفت إيران ضدهم في نزاعهم مع الأرمن، لا لشيء سوى أنهم أتراك.



--------------------------------------------------------------------------------






 
قديم 06-12-06, 12:08 PM   رقم المشاركة : 7
الــزواوي
عضو فضي






الــزواوي غير متصل

الــزواوي is on a distinguished road


إن إيران التي يتعاظم خطرها يوماً بعد يوم, لم تكن لتقدر على العبث بأمن العراق ولا المفاوضة عليه كما يحدث الآن لصالح برنامجها النووي, دونما وجود غزل حقيقي بينها وبين أمريكا, التي نراها أقل خطورةً على المشروع الوجودي العربي في كل دول الخليج من الفرس الإيرانيين, كيف لا؟ والفرس يتحينون الفرصة التاريخية, للإنتقام من العرب منذ قادسية سعد ابن أبي وقاص المجيدة في صدر الإسلام, ويسعون لاستعادة دورهم الإقليمي المفقود على يد العرب كما تخامر عقولهم الأفكار السوداء, سعياً لبعث كسرى المهزوم من جديد,

وإن كان المخطط الفارسي التوسعي غرباً نحو أرض العرب قد توقف تماماً لسنوات, بفضل الحرب العراقية الإيرانية, التي وقف فيها العراق مدافعاً عن الأمة العربية عامةً, ودول الخليج خاصةً, فإن المشروع الثأري التوسعي الفارسي, سيأتي لا محالة على كل دول الخليج, ولاسيما السعودية والكويت, ما لم تتخذ الدول العربية موقفاً صارماً وحقيقياً, من الأطماع الفارسية في العراق على المدى القريب, ودول الخليج على المدى البعيد أو المتوسط البعيد.

فكما كانت المقاومة العراقية جرعة الممانعة الحقيقية, للداء الاحتلالي الأمريكي, الذي أصاب جسد العراق, فإنها مطالبة بمسؤولية كبيرة, أن تقف في وجه الاستيطان الصفوي الجديد, الذي أسس وبنى له قواعد, عبر زرع أزلامه في أرض العراق, وهي مهمة تتحدد في الجهاد ضد قادة فرق الموت التي يقودها زعماء فيالق الموت والدم, أمثال اللواء في المخابرات الإيرانية المجرم هادي العامري, الذي يرأس فيلق بدر الشعوبي, وكذاك أبو سجاد وأبو درع الدمويين, مروراً بكل منظري فكرة التقسيم مثل الإيراني كريم شهبور الشهير بموفق الربيعي, وصولاً إلى العميل الدمية أبو إسراء نوري المالكي ومَنْ شاكله الشبه, وذلك لأنهم جميعاً من أدوات المشروع الإيراني في المنطقة.

لم يبق للعراق الآن سوى رجال مقاومته الباسلة, الذين أذلوا رأس الكفر العالمي, وأحبطوا المشروع الأمريكي في المنطقة, وأعادوا للأمة العربية عزها ومجدها في الاستبسال والفداء والتضحية, فيما يتأكد من جديد أن المعركة الدائرة الآن على أرض الرافدين, مفتوحة الأمد زمنياً, وغير مقتصرة على الأمريكان وحدهم, في ظل استشراس الغزو الصفوي الفارسي, مما يفرض على كل الوطنيين والقوميين, الاستعداد لمرحلة قريبة قادمة, في صفحات التقابل الجهادي مع أزلام المشروع الاستيطاني الصفوي وأدواته, فيما يتحتم على المقاومة العربية الإسلامية في العراق, ألا تكتفي بساحة العراق وحدها ميداناً للمواجهة ومسرحاً للعمليات, التي يجب أن تعرف موطئاً في قلب الأراضي الفارسية.


كاتب صحفي فلسطيني.






 
قديم 06-12-06, 12:09 PM   رقم المشاركة : 8
الــزواوي
عضو فضي






الــزواوي غير متصل

الــزواوي is on a distinguished road


بشار يبيع سوريا للصفويين

د.خالد الأحمد *

[email protected]

(1)

في خطوة طائشة خطيرة على مستقبل سورية يفيد المراقبون أن الرئيس السوري بشار أسد قد أمر بإعطاء الجنسية السورية لأعداد كبيرة من الإيرانيين ضمن خطة تم الإتفاق عليها مع الجانب الإيراني واعتمادها على مستوى سورية , بدأ العمل بتنفيذها منذ شهور وبمناطق محددة من سورية تبدأ بدمشق وضواحيها وفي الست( زينب ) قرب المطار تحديدا ًوتمر بمحيط مدينة حلب وتنتهي في دير الزور والرقة ومحيطهما وخاصة المناطق التي تتميز بوجود كردي كبير.

نتساءل ومعنا الملايين شعبيين ورسميين :

- ماالذي دفع بشار أسد إلى الوقوع في هذا الفخ الإستراتيجي الذي نصبه لسورية ملالي إيران وسدنتها ؟!.

وجوابي على ذلك أن بشار يظن أن ملالي إيران الصفويين سوف ينقذون رأسه من حبل مشنقة المحكمة الدولية ، وفي سبيل ذلك فإن بشار مستعد لبيع سوريا لإيران أو الصهاينة أو أمريكا أو من يشتري ...وبشار وصلت إليه ملكية سوريا بدون تعب ، وبدون مغامرات ، ومن أخذ البلاد بدون حرب هان عليه تسليمها ... وقد صار بشار تاجراً من الطراز الأول ، همه الأول أن تتكاثر ( ملياراته ) في البنوك من حلال أو حرام هذا آخر مايفكر فيه بشار إن فكر ...

- ماالذي يريد أن يقوله بشار أسد للشعب السوري والعربي بمثل هذا الفعل؟!.

والجواب أن بشار يريد أن يقول للشعب السوري ، لقد فعل بكم والدي أكثر من هذا بألف مرة ، والدي باع الجولان للصهاينة ولم تفعلوا شيئاً ، ووالدي وقف مع الفرس ضد العراق العربي ولم تحركوا ساكناً ، ووالدي وقف مع أمريكا جهاراً نهاراً علناً عام (1991) في حرب عاصفة الصحراء ، وقاتل جيشنا جنباً إلى جنب مع القوات الأمريكية والفرنسية والبريطانية ضد جيش العراق العربي القومي ، ولم تفعلوا شيئاً ... واليوم سوف أبيع ماتبقى من سوريا لملالي إيران وهم حسب وجهة نظر بشار أفضل من الصهاينة ومن الأمريكان ...وأنا متأكد أن الشعب السوري لن يفعل شيئاً ...

ومن الجدير بالذكر أن بشار أصدر قانوناً في الصيف الماضي يمنع شراء العقارات من قبل غير السوريين ، ولما جاءته الأوامر من ملالي إيران بوجوب بيع العقارات للصفويين ، ولايستطيع أن يرد طلبهم ، لم يجد حلاً سوى منح الجنسية السورية لعشرات الآلاف من الإيرانيين ليتمكنوا من شراء العقارات في سوريا ...

- - ماالذي يريد أن يقوله للعالم ولأمريكا وإسرائيل على وجة التحديد؟!.

ويقول بشار للعالم أن سوريا مزرعته يستطيع أن يبيعها لمن يدفع أكثر ، وقد دفع له ملالي إيران الصفويين ثمناً مرتفعاً جداً ، فقد أرسلوا له عربون محبة مليار دولار عند انتهاء الحرب السادسة الصيف الماضي في لبنان ...

- ماالذي يريد أن يقوله للمملكة العربية السعودية ودول الخليج, أكثر المعنيين - بسهام التشييع الطائشة ؟!.

ويريد بشار أن يقول للمملكة العربية السعودية ودول الخليج التي ساءها أن يصف بشار قادتها ( بأنصاف الرجال ) ...سوف أضع الشيعة الفرس الصفويين عدوكم الأول على حدودكم الشمالية ، كي يكتمل الهلال الشيعي ، ويطوقكم الصفويون من الشرق والشمال ، وسوف يذيقونكم كأس العذاب ... إلى ان تسلموا لهم عبر وكلائهم من شيعة السعودية ، منطقة النفط على الساحل الشرقي .

- بداية ً الحقائق هي التي تتكلم بدلا ً من الرئيس بشار أسد الذي لايجيد الكلام ولا التفكير ولا التقرير , وإنما ينفذ مايطلب منه من أجندة يتم الإيحاء له بأنها طوق النجاة من محنته الأساسية التي لها شكلان : الأول داخلي حيث القمع والفساد والإفقار والإذلال لشعب بأكمله وفشله في إدارة الدولة والحكم على كافة المسارات ووصوله إلى طريق مسدود مع الشعب , والثاني هو إقناعه من قبل الإيرانيين وحزب الله ومجموعة المنافقين سياسيين وملالي قدامى وجدد حوله بأن ذلك سوف يخلق توازن جديد على الأرض يكون المنقذ الوحيد له من المحكمة الدولية ونتائجها حيث سوف يكون ضمن هلال طائفي شيعي يمتد من لبنان إلى سورية إلى العراق إلى إيران ولاحقا ً إلى فلسطين, وهذا سيشكل إطارا ً استراتيجياً له يحافظ على بقائه المستمر في الحكم .



(2)

نتساءل ومعنا الأكيد الملاين شعبيين ورسميين :

ماذا يريد بشارأن يقول للعراق بكل فصائله السنية والشيعية والدينية والعرقية المتصالحة والمتحاربة والتي مع الإحتلال أو ضده ,وللأكراد بشكل خاص ؟!.

يريد أن يقول للعراقيين أن إيران ستكون جاركم من الغرب كما هي جاركم من الشرق، والتي سوف تبلعكم ، وسوف تمد نفود الثورة الخمينية التي وقفتم في وجهها ثماني سنوات بقيادة صدام حسين ، وبأموال دول الخليج عامة والمملكة العربية السعودية خاصة ...وسوف يستلم الشيعة الصفويون حكم العراق ، ويذلوا المسلمين السنة والأكراد والشيعة العرب أيضاً ، لأن القضية صفوية في الحقيقة وليست غير ذلك ...

- ويريد بشار أن يقول للبنان الذي يمثل عمليا ً جزء من الهلال الشيعي الإيراني الذي يجري الحديث به علنا ً وليس سرا ً؟!.

سوف تخضع يالبنان عاجلاً أو آجلاً لحزب الله ، عميلي وعميل الصفويين في لبنان ، وسوف يحكمكم حسن نصر الله ، وسوف يفرض عليكم المذهب الشيعي بالحسنى ، ومن لايتشيع سوف يصفى أو يهجر ، كي تكون الشيعة هم غالبية لبنان ... وخاصة عندما تكون العراق شيعية وسوريا شيعية وبقي لبنان فقط كي يكتمل الهلال الشيعي الذي خطط الصفويون له منذ قيام الثورة الخمينية ، وقدموا أكثر من مليون إيراني في الحرب العراقية الايرانية التي دامت ثمان سنوات من أجل تنفيذ الهلال الشيعي ، واليوم الرئيس نجاد يحققه بيسر وسهولة بملايين الدولارات التي يكسبها من ارتفاع اسعار النفط ..!!!.

- ماهي مصلحة إيران , وماهو الهدف النهائي لإيران في المنطقة العربية؟!.

وجواب ذلك أن إيران تتصرف كامبراطورية ، تتظاهر أنها تعاند أمريكا ، وهذه المعاندة لاتفهم إلا بالتفسير الباطني الذي عودنا النظام الأسدي عليه، يشتم أمريكا ، وينسق معها ثم يقاتل مع جيشها علناً ضد العراق الشقيق ... منذ القرن التاسع الهجري عمل الشاه إسماعيل الصفوي على مد النفوذ الفارسي باسم الشيعة ، وإعادة الامبراطورية الفارسية التي يدعون أنها منذ ألفان وخمسمائة عام ..

ومكة والمدينة هما الهدف النهائي لإيران في المنطقة ليكتمل لها اسباب السيطرة على زعامة العالم الاسلامي، فالصفويون يحترقون غيظاً وحقداً على السعودية بلد الحرمين ، ويريد الصفويون أن يكون لهم شراكة في ملكية الحرمين ... ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ...وسوف نصل إلى اليوم الذي يقف فيه هؤلاء الصفويون علناً مع الصهاينة ، كما وقف حافظ الأسد علناً مع أمريكا ضد العراق ، لأن مبدأ الباطنية الذي سار عليه حافظ الاسد هو نفسه الذي يسير عليه الصفويون ...

- من الخاسر ومن الرابح في مثل هذه العملية الفتنة الكبيرة والإستراتيجية المستهترة بقيم الشعب وثقافته وتاريخه التي سوف تغرق بها المنطقة لفترة طويلة من الزمن ؟!.

الخاسر هم أهل الشام ( سوريا وفلسطين ولبنان والأردن ) أكناف بيت المقدس ، من المسلمين السنة ، وفيهم ( الأبدال ) من علماء الشام ، وسوف يعودون لرشدهم ، ويقفون صفاً واحداً ضد هذا الخطر الفارسي الصفوي ، وليس ذلك على الله بعزيز ...

وتشير الكثير من المنظمات الدولية والإقليمية الحكومية وغير الحكومية المهتمة بالمنطقة وتركيبها الديني والعرقي والديموغرافي ومنها التابعة للأمم المتحدة بأن موجة كبيرة من المد الشيعي تجتاح سورية ولبنان منذ أمد ليس بقصير ,وأن عمليات التشيع تتم بشكل منهجي ومدروس وضمن خطة شاملة لنشر التشيع في المنطقة, وأن الأبواب مفتوحة على الغارب لإيران وأن هناك في سورية وحدها أكثر من عشرين ألف إيراني من حراس الثورة وأنصار ولاية الفقيه ومن رجال الدين المدربين والمختصين في عمليات غسل العقول ومحاولة تغذيتها بشكل مستمر بالقناعات الجديدة , مستفيدين من حالة اليأس والإحباط والفقر الكبيرة التي يعيشها الشعب السوري وشعوب المنطقة نتيجة فشل النظام السياسي في سورية بشكل خاص من إحراز أي نصر أو تنمية أو إصلاح أو مصالحة مع الشعب ,

إن حالة الحصار الثقافي والسياسي والديني المفروضة على الشعب تساهم هي الأخرى في نجاح مهمة بشار أسد وحراس الثورة وملالي إيران من حملة الأفكار اليائسة والبائسة من تسهيل تحقيق أهدافهم في نشر ثقافة الموت وليس " الجهاد " حيث تلتقي البرامج بالمحصلة لتصب في خدمة التطرف وإشعال الحريق الذي سوف يلتهم سورية وحضارتها ودينها وثقافتها ووحدتها على أمل أن يبقى هذا الرئيس المشلول والمعلول الذي بدأ ينعكس شلله وعلله وعجزه على حاضر ومستقبل سورية بشكل خطير.

والله عز وجل لطيف ، رحيم بعباده ، ولن يتمكن الصفويون من تحقيق حقدهم ، وسوف يحفظ الله عزوجل الحرمين ، وبلاد الشام ( أكناف بيت المقدس ) ، وسوف يهيؤها للملحمة الكبرى ، كما ورد في الآثار .....

والله أسأل أن يحفظ المسلمين من مكر أعدائهم ، إنه على ذلك قدير ...






 
قديم 06-12-06, 12:10 PM   رقم المشاركة : 9
الــزواوي
عضو فضي






الــزواوي غير متصل

الــزواوي is on a distinguished road


2006

صنميات قرن الخداع الشامل :

ما هي صلة ايران واسرائيل وامريكا ?

هل توجد بروتوكولات حكماء الفرس ؟

بقلم: صلاح المختار

النهضة العربية والايرانية : مأزق المجال الحيوي

هناك موضوع بالغ الاهمية في تحديد الدور الايراني وطبيعة صلته بالغرب واسرائيل ومن النادر ان يتطرق اليه الكتاب والساسة والمحللين الستراتيجيين العرب ، وهو طبيعة اهداف كل من مشروع النهضة العربية ومشروع النهضة الايرانية ، وصلتهما بمشروع اسرائيل الكبرى ، من جهة ، وبالخطط الاستعمارية الاوربية والامريكية من جهة ثانية . ما المقصود بذلك ؟

يمثل الملف النووي الايراني انموذجا لطبيعة الصلة التوافقية والتكاملية في ادوار كل من اميركا واروربا الغربية واسرائيل ، من جهة وايران من جهة ثانية . فالملاحظ ، وبدهشة مقترنة بصعوبة الفهم الشديدة ، ان الاطراف الثلاثة المذكورة لا تنظر الى القدرات النووية الايرانية نظرة عداء كامل مثلما فعلت مع المشروع النووي العراقي الذي تم اغتياله ، بعمل عسكري اسرائيلي ، وتواطؤ تام امريكي - اوربي .

وبالرغم من ان ايران تملك عدة مؤسسات نووية شبه متكاملة ، فان الغرب واسرائيل قد سمحا بوصول البرنامج الى مرحلة شبه الاكتمال دون اعتراض جاد وباستبعاد رسمي للعمل العسكري خلال العشر سنوات الماضية على الاقل ، بل ان جهات اوربية وامريكية قدمت لايران المساعدات التقنية والاستخبارية ، على الاقل بالسكوت على شراء ايران معدات نووية خصوصا من اوربا الشرقية ودول الاتحاد السوفيتي السابق !

والان وقد تفجرت الازمة النووية الايرانية لاسباب لا صلة مباشرة لها بالقدرات النووية الايرانية ، بل لوجود مخطط امريكي واخر ايراني في العراق والمنطقة تريد امريكا وايران التمهيد لخطواته التالية ، نلاحظ بان التعامل الغربي- الاسرائيلي مع البرنامج النووي الايراني يتسم بالتعقل وعدم التسرع وطمأنة ايران !

في ذروة الازمة هذه واصرار ايران على تحدي الاطراف الثلاثة المذكورة ، اقتصر عامل الضغط على ايران على التهديد بنقل الملف النووي الايراني الى مجلس الامن واذا رفضت التعاون ستفرض عليها العقوبات الاقتصادية ! والاكثر لفتا للانظار هو الاجماع الاوربي الامريكي على عدم التحدث عن الخيار العسكري ضد ايران مباشرة !

ومن اغرب الدلالات على ان الغرب لايريد لايران ان تتراجع عن موقفها، بل انه يشجعها على التشدد ، هو اطلاق تصريحات امريكية واوربية تشجع ايران على التمسك بموقفها ، فكوندا ليزا رايس تقول بعد التهديد بعرض الملف على مجلس الامن بان امريكا لا تفكر بالخيار العسكري الان ، ويكمل الايحاء المباشر جاك سترو وزير خارجية بريطانية فيقول بان استخدام القوة ضد ايران غير وارد ، اما جورج بوش الرئيس الامريكي فلقد قال في يوم 31 – 8 – 2006 بان بلاده ستلجأ الى الحلفاء للتشاور في العقوبات التي ستتخذ لمعاقبة ايران !

تذكروا فقط التهديدات والاشتراطات الامريكية الاوربية التي فرضت على العراق والتي استبعد منها أي حل سلمي عند معالجة الازمة بينه وبين امريكا منذ عام 1990، مع ان المشروع النووي العراق دمر وفكك ، وهو امر عرفته لجان التفتيش وبالذات الامريكيين من اعضاءها ، كديفيد كي رئيس فريق التفتيش النووي للامم المتحدة ، الذي قال صراحة في عام 1998 بان العراق لا يملك مشروعا نوويا الان !

لماذا هذا التمييز المنحاز الى ايران ؟ هل هو وسيلة من وسائل السماح لايران بامتلاك رادع نووي لن يستعمل يقينا ضد اسرائيل وامريكا واوربا ، لاساب عملية صرفة ، في اطار مخطط غربي بتحويل الصراعات من صراعات مع الغرب الاستعماري الى صراعات بين دول اسلامية يمزقها الغرب وايران الان على اسس طائفية ؟

ام انه يستهدف السماح لايران بعقد مساومات كبرى مع امريكا بعد التخلي عن مشروعها النووي مقابل الحصول على امتيازات اقليمية خصوصا في الخليج العربي والعراق وتكون امريكا عندها غير منتقدة او مدانة من قبل الراي العام الامريكي بشكل خاص ؟

ان اكثر اساليب الضغط بدائية وسذاجة ، والتي يستخدمها الامي والمتخلف عقليا تقوم على عدم التاكيد للخصم بان القوة لن تستخدم ضده بل بالعكس فان التلويح باستخدام القوة ، حتى لو لم يكن ثمة قرار باستخدامها ، هو سلوك غريزي للانسان وكل الحيوانات والحشرات البدائية . هذه هي قاعدة الضغط للحصول على مكاسب وجزء من اساليب التفاوض منذ خلق الانسان والحيوان والحشرة .

لهذا فان السؤال المهم في هذا المجال هو التالي : لم يطمئن الغرب ايران رغم انها تتحدى وتهدد بقصف منابع النفط اذا هوجمت ؟ هل هذا يعني ان هناك حاجة حالية ومستقبلية امريكية - اوربية - اسرائيلية للدور الاقليمي الايراني ؟ للاجابة على هذا السؤال علينا تناول عدة ملاحظات جوهرية .

المجال الحيوي كمنطلق للصراع

ان هذه المسألة هي الجوهر الذي يقرر علاقات ايران بالعرب والغرب واسرائيل ، وعدم فهمها بشكل صحيح ينتج سلسلة من الاخطاء الستراتيجية القاتلة في فهم الوضع الاقليمي والخيارات الدولية الغربية والاسرائيلية والايرانية النهائية . ويمكن القول بان خطأ فهم الدور الايراني الملغوم وعلاقة ايران بكل من الغرب واسرائيل ناجم عن عدم فهم دور المجال الحيوي للاطراف الاقليمية والدولية في تقرير ستراتيجياتها ومواقفها الحاسمة .

ما المقصود بمفهوم المجال الحيوي Zone ) ( Vital ؟ لايضاح هذه المسألة سنتناول كيفية تحديد امريكا واوربا واسرائيل وايران لمجالاتها الحيوية .

يعد مفهوم المجال الحيوي المنطلق الاساس في وضع ستراتيجيات الدول كافة ، خصوصا الدول ذات المطامح الامبراطورية او الاهداف الكبرى التي تتجاوز حدودها الاقليمية . فقيام قوة عظمى او كبرى ، سواء بدافع امبراطوري ، أي توسعي، كامريكا واوربا وايران (في ظل الشاه وخميني )، او بدافع قومي ، أي توحيدي لامة مجزءة كالامة العربية . والمجال الحيوي هو مجموع الظروف الجغرافية والديموغرافية ( تضاريس الارض مكوناتها ، ثرواتها ، الطقس فيها ، مستوى تأهيل السكان ...الخ ) التي تمنح دولة ما شروطا ملائمة للدفاع عن نفسها تجاه الاخرين او توفر لها امكانات مادية تجعلها مكتفية او لديها فائض موارد ، او العكس أي حرمان دول ما من الشروط الاساسية للعيش والدفاع والتقدم .

والمجال الحيوي مهم لانه يؤمن تحقيق الاهداف الكبرى عن طريق ضمان ان المحيط القريب او المباشر للدولة مفيد وغير مضر ، وهذا الضمان يتحقق اما بالاستيلاء على المحال الحيوي ، كما فعلت اسرائيل حين احتلت الجولان ، لاهميتها العسكرية ، واستولت على مصادر مياه عربية ، لاهميتها الحياتية ، وغير ذلك ، وكما فعل هتلر وفعلت وتفعل الولايات المتحدة في كافة غزواتها وستراتيجياتها والتي تريد من ورائها تحقيق مكاسب امنية او سياسية او اقتصادية ، وما تعبير( الحديقة الخلفية لامريكا )، ويقصد به دول امريكا اللاتينية ، الا تعبير عن هذا المفهوم .

اما ايران فان ستراتيجيتها منذ جاء خميني للسلطة بدعم امريكي واوربي تقوم على مفهوم الدفاع عن امنها القومي خارج حدودها الاقليمية عند مقترباتها الاقليمية وليس عند حدودها مباشرة ، والمقتربات التي تعتبرها ايران مصدات حماية امنها القومي تقع اكثرها اهمية في الوطن العربي ، وتبدأ من المقترب العراقي وتمر بالخليج العربي ( زرع النفوذ في اماراته تدريجيا عبر الهجرة الشيعية المنظمة )، والسعودية من خلال التلويح ( بالتهديد مثلا بقصف المنشات النفطية السعودية لردع من يستهلك النفط عن مهاجمة ايران ، او استخدام الاقلية الشيعية شرق المملكة لاسباب طائفية ، والتي لاتخفي ولاءها لايران ) ،

وينتهي عند المغرب العربي الذي تنشط فيه الدعوة الصفوية للعثور على بؤر داعمة لايران باسم الاسلام لكنه اسلام صفوي لا صلة لا بالإسلام ولا بالتشيع العلوي !

في هذا المجال الحيوي تؤسس ايران قواعد الدفاع عنها في اراضي الغير (حزب الله في لبنان مثالا) لتتجنب التعرض المباشر للعدو في بداية الصراع ، من خلال تأمين استنزافه او اشغاله او ارهابه في جبهات اخرى غير الجبهة الايرانية المباشرة ، وعند ذاك فان ما تحققه ايران هو ان العدو يأتيها وقد تخلخل وضعه او تعرض لبعض الصدمات فيتردد او يبدأ بالتفكير بعقد صفقة مع ايران بدل مهاجمتها !

ان الاصوات التي ترتفع الان في الكونغرس الامريكي وتدعو لحل الخلافات مع ايران بعقد صفقة اقليمية ما كان ممكنا ان ترتفع لولا الدور الايراني في العراق وغير العراق . لقد انتزعت ايران من اوساط امريكية موقفا لصالحها بدم العراقيين وبتدمير العراق !

حينما تبدا امة ما او دولة ما محاولتها تحقيق الاهداف الكبرى تفكر، اول ما تفكر، بكيفية استغلال الفرص والقدرات المتاحة في محيطها الاقليمي والدولي لضمان او تسهيل النجاح . فالتوسع او النهضة عمل جبار ويحتاج لقدرات وشروط خاصة منها توفر الامكانيات المادية واذا لم تكن متوفرة يبدأ البحث عنها في المحيط الخارجي .

كما ان توفير ضمانات الحصانة ضد الاعداء الخارجيين تتطلب البحث في جغرافية المحيط ومعرفة فيما اذا كانت مجافية او مؤاتية لها ، واتخاذ الموقف النهائي في ضوء الحاجة لتامين مصادر الحماية كالعوازل الجبلية والنهرية و الصحراوية ...الخ . ان الدولة تحتاج للحماية الطبيعية اضافة للحماية المتأتية من الاعداد والاستعداد ، وتحتل الموارد المادية كالطاقة والمواد الخام والمياه والاسواق النشطة وغير ذلك موقعا بالغ الاهمية في تقرير المجال الحيوي للدول والعمل على تامينه اضافة لمكونات السكان والتكنولوجيا والدين والثقافة .

اذن المجال الحيوي هو المجال الذي لا يمكن للدولة بدونه تحقيق مشاريعها ، سواء كانت مشروعة كالامة العربية التي تطمح للوحدة العربية بصفتها ، اضافة لصفاتها الاخرى ، مجالا حيويا ذاتيا ، أي من داخل الامة وليس داخل حدود الغير ، او كانت دولة امبريالية ، بالمعنى اللغوي لكلمة الامبريالية ،التي تعني التوسع الخارجي ، من اجل تأمين مصادر القوة ، كامريكا واوربا واسرائيل وايران ، والتي تبحث كل منها في محيط الغير وليس في محيطها الذاتي ، عن كل عناصر القوة والتفوق .

فامريكا واوروبا تسعيان وراء النفط وهو موجود في العالم الثالث خصوصا في الوطن العربي ، لذلك توسعان تقليديا حدود امنها القومي ليشمل دولا اخرى ، كما نص ما يسمى (مبدأ كارتر ) ، وتصبح منابع النفط العربية مجالا حيويا لهما .

اما اسرائيل فان مجالها الحيوي واسع جدا، فبما انها دولة تسعى لاقامة ما تسميه ( اسرائيل الكبرى ) او ( اسرائيل التوراتية ) ، والتي تقع في المنطقة بين الفرات في العراق والنيل في مصر ، فالمجال الحيوي لاسرائيل هو ليس خارج حدودها الواقعية (لانها بلا حدود رسمية ولانها دولة غربية غير شرعية زرعت بالقوة )، بل هو يقع في قلب المجال الحيوي الذاتي للعرب والذي يعد شرطا حتميا ولا غنى عنه لوحدتهم ولنهضتهم وتقدمهم وبدونه لا نهضة للعرب ولا وحدة ولا تقدم ولا حياة كريمة تليق بالبشر .

لذلك فان السمة الاساسية للصراع بين العرب واسرائيل هو انه صراع وجود وليس صراع حدود ، ما دامت اسرائيل تريد اغتصاب المجال الحيوي العربي لاجل توسعها ، مقابل استحالة قيام نهضة عربية شاملة من دون نفس المنطقة .

أن مشروع اسرائيل الكبرى لن يتحقق الا اذا تمت السيطرة على المجال الحيوي المطلوب ، وهو المنطقة العربية بين الفرات والنيل ، وبدونه لن تقوم دولة عظمى اقليميا ، واسرائيل بحكم طبيعة نشوءها كقوة مسيطرة تطمع لتصبح قائدة للاقليم كله ، لا يمكن ان تعيش كدولة صغرى محدودة بجغرافية فلسطين ، التي لاتسمح مواردها الا بقيام كيان بسيط .

وهذا المجال يحتوي على المياه الوفيرة ( النيل ودجلة والفرات والانهر الاصغر )، والطاقة والمعادن الاخرى واليد العاملة والثراء والسوق المفتوح ...الخ ، وهي شروط ومتطلبات كلها تقع في منطقة القلب الجيوبولوتيكي العربي . من هنا فان قيام اسرائيل الكبرى يفرض حتمية لابد من الرضوخ لها وهي الاستيلاء على المنطقة الحيوية بين الفرات والنيل .

ان كون المجال الحيوي لكل من المشروعين الاسرائيلي التوراتي والنهضوي العربي هو ذاته ، هو نفس البقعة الجغرافية ، يجعل استيلاء اسرائيل عليه مانعا حاسما للعرب من القدرة على النهضة ، لانه يحرمهم من اهم مصادر حياتهم وهي المياه والارض الصالحة للزراعة والنفط والغاز ...الخ، وهذا هو بالضبط الذي يجعل الصراع العربي – الصهيوني صراع وجود وهوية ، لايمكن ابدا التوفيق فيه بين المشروع النهضوي العربي والمشروع التوسعي الصهيوني ، والمسار الوحيد لهما هو التصادم العدائي . ولا يهم هنا تغيير شكل اسرائيل الكبرى ، فسواء كانت ممتدة بحدودها لتشمل هذا المجال الحيوي ، او كانت تسيطر عليه اقتصاديا وتكنولوجيا وسياسيا فقط ، كما تدعوا الصهيوينة الجديدة ، فان المسالة تبقى ذاتها وهي ان حياة العرب مرهونة بمصالح وقرارات اسرائيل .

اما ايران فان صلتها بالعرب الاقربين ، وهم سكان العراق والخليج العربي والجزيرة ، هي صلة فيها الكثير من عناصر الشبه بصلة العرب بالمشروع الصهيوني. ان تاريخ ايران منذ الاف السنين يؤكد انها كانت تتجه غالبا الى الغرب ، وليس الى الشمال او الشرق او الجنوب ، كلما عانت من قحط او مجاعة ، لان الغرب وخصوصا العراق بلد المياه والارض الصالحة للزراعة ، والذي كان يسمى ب(ارض السواد) ، وذلك لكثافة الزراعة فيه ووفرة المياه .

في حين ان الجهات الاخرى المحيطة بايران كانت لا تختلف عنها من حيث فقر الارض وشحة المياه رغم سعة المساحة . وحينما كانت ايران تتمكن وتحصل على عوامل القوة كانت تغزو العراق وغيره ، في عملية توسع امبراطوري معروفة في التاريخ . ان تدمير بابل من قبل الفرس واحتلال العراق جزئيا او كليا مرارا من قبل القبائل البربرية الفارسية مجرد امثلة على وجود حاجات جيوبولوتيكية فارسية في العراق تجبر تلك البلاد على غزو العراق قبل ظهور الاسلام . والسبب في التوجه نحو الغرب خلال الاف السنين هو ان ايران تعاني من شح خطير في المياه ، لدرجة ان كمياتها لا تكفي الا لارواء جزء ، وليس كل الاراضي الصالحة للزراعة فيها ، والتي تبلغ بين 13 – 15 % من الاراضي الايرانية ، وهو ما اشار اليه الشاه محمد رضا بهلوي في اخر كتاب اصدره بعد نفيه من ايران واسمه (رد للتاريخ). من هنا فان العراق بالنسبة لايران هو الملاذ الجيوبولوتيكي الاهم الذي يضمن لها الاستقرار وعدم التعرض لمشاكل خطيرة

بعد اسرائيل وامريكا واوربا تأتي ايران ايضا لتربط مستقبلها الامبراطوري بغزو الخليج سكانيا ، بالهجرة ، وبالغزو الصفوي مذهبيا وسكانيا للعراق . ان لايران مقومات ذاتية كافية لقيام دولة عظمى اقليميا لكنها ليست كافية للسيطرة على العالم الاسلامي كله وتغيير هويته الطائفية واقامة امبراطورية صفوية تتبرقع بالاسلام ، وذلك هو الهدف الستراتيجي الاعظم لايران والذي اشار اليه الدستور الايراني صراحة . لذلك فان التوسع السكاني والمذهبي في بلدان الغير ( قانون مطلق ) لا يمكن لايران بدونه تحقيق امبراطوريتها .

ان من يقرأ الدستور الايراني يلاحظ ازدواجية مكشوفة ، ففي حين انه يؤكد على الدفاع عن مصالح ايران الوطنية وحدودها ضد المسلمين وغير مسلمين نرى الدستور الايراني يتضمن موادا اساسية تسمح لايران بالتدخل في شؤون الدول الاخرى تحت شعار دعم المسلمين في البلدان الاخرى !

فتحت بند ( الجيش العقائدي) ترد الفقرة التالية (في مجال بناء القوات المسلحة للبلاد و تجهيزها، يتركز الاهتمام علي جعل الايمان و العقيدة اساساً و قاعدة لذلك، و هكذا يصار الي جعل بنية جيش الجمهورية الاسلامية و قوات حرس الثورة علي أساس الهدف المذكور و لا تلتزم هذه القوات المسلحة بمسؤولية الحماية و حراسة الحدود فحسب، بل تحمل أيضاً أعباء رسالتها الالهية، و هي الجهاد في سبيل الله، و النضال من أجل بسط حاكمية القانون الالهي في العالم ) .

من الواضح من هذه الفقرة ان القوات المسلحة الايرانية تعد للغزو الخارجي ولاستعمار الاخرين باسم الاسلام ! وفي فقرة ( النواب ومجلس الخبراء) ترد الفقرة التالية وتوضح اكثر اهداف ايران التوسعية من خلال العمل على جعل هذا القرن قرن ايران حينما تقول (علي امل ان يكون هذا القرن قرن تحقق الحكومة العالمية للمستضعفين و هزيمة المستكبرين كافة) .

وفي المادة الثالثة الفقرة 16 من الدستور يرد ما يلي : (تنظيم السياسة الخارجية للبلاد علي اساس المعايير الاسلامية و الالتزامات الاخوية تجاه جميع المسلمين و الحماية الكاملة لمستضعفي العالم.) . في هذه الفقرة تبيح ايران لنفسها التدخل الكامل في شؤون كل دولة تحت شعار حماية مستضعفي العالم كافة !

وفي المادة التاسعة يرد ما يلي في جمهورية ايران الإسلامية، تعتبر الحرية و الاستقلال ووحدة أراضي البلاد و سلامتها اموراً غير قابلة للتجزئة، و تكون المحافظة عليها من مسؤولية الحكومة و جميع أفراد الشعب، و لا يحق لاي فرد او مجموعة او أي مسؤول أن يلحق أدني ضرر بالاستقلال السياسي او الثقافي او الاقتصادي او العسكري لايران او ينال من وحدة‌أراضي البلاد باستغلال الحرية الممنوحة، كما أنه لا يحق لاي مسؤول أن يسلب الحريات المشروعة بذريعة المحافظة علي الاستقلال ووحدة البلاد، و لوكان ذلك عن طريق وضع القوانين و القرارات.) !

ما معنى هذا ؟ ان الدستور الايراني في الوقت الذي يعطي للسلطات الايرانية حق التدخل المباشر في شؤون الدول الاخرى يمنع منعا باتا التدخل في الشؤون الوطنية الايرانية ويحافظ على الاستقلال السياسي ووحدة اراضي البلاد ! حينما يتعلق الامر بالتوسع الخارجي فان الرابطة الاسلامية تسوغ لايران التدخل في شؤون الاخرين ، لكن حينما يتعلق الامر بايران تبرز المصلحة القومية الايرانية وليس الاسلام لتكون حامية ايران بحدودها واقتصادها ومصالحها الاساسية !

وفي المادة الحادية عشر يرد ما يلي : (يعتبر المسلمون امة واحدة، و علي حكومة جمهورية ايران الاسلامية اقامة كل سياستها العامة علي اساس تضامن الشعوب الاسلامية ووحدتها، و ان تواصل سعيها من اجل تحقيق الوحدة السياسية و الاقتصادية‌ و الثقافية في العالم الاسلامي.) باسم الوحدة الاسلامية تستطيع ايران وضع اطار مشروع للتدخل والاحتواء والشراء . مرة اخرى تاتي الاسبقية المطلقة لمصالح ايران القومية ففي المادة المادة الثامنة و السبعون من الدستور ترد الفقرة التالية التي تدعوا للمحافظة على حدود ايران وعدم التفريط بها :

(يحظر إدخال أي تغيير في الخطوط الحدودية سوي التغييرات الجزئية مع مراعاة مصالح البلاد و بشرط أن تتم التغييرات بصورة متقابلة، و ان لا تضر باستقلال و وحدة أراضي البلاد،‌ و أن يصادق عليها أربعة أخماس عدد النواب في مجلس الشوري الاسلامي). ولمعرفة قيمة واهمية هذه الفقرة لابد من تذكر ان ايران تجاور بلدانا اسلامية ، وهذا التشدد في مسائل الحدود يظهر زيف الدعوة لوحدة المسلمين والدفاع عنهم ومشكلة الحدود مع العراق ، وكانت احد اهم سببين للحرب ، ومع الامارات تثبت ان ايران تلتزم بصرامة بمصالحها القومية .

ومرة اخرى يؤكد الدستور على حق ايران في التدخل رغم انه يحاول نفي ذلك ففي المادة الرابعة و الخمسون بعد المئة يرد ما يلي :

(تعتبر جمهورية ايران الاسلامية سعادة الانسان في المجتمع البشري كله قضية مقدسة لها،‌و تعتبر الاستقلال، والحرية، و اقامة حكومة‌الحق و العدل حقاً لجميع الناس في ارجاء‌العالم كافة، و عليه فان جمهورية ايران الاسلامية تقوم بدعم النضال المشروع للمستضعفين ضد المستكبرين في اية نقطة من العالم، و في الوقت نفسه لا تتدخل في الشؤون الداخلية للشعوب الاخرى)!!!

وهذا الحق في التدخل الذي يؤكده الدستور مرارا اعتراف صريح بان ايران سواء كانت شاهنشاهية او خمينية تقوم على هدف اساس هو التوسع من اجل السيطرة على العالم انطلاقا من السيطرة على العالم الاسلامي .

ولهذا كان الشاه يثقف الايرانيين على فكرة ان العراق والخليج العربي كانا جزء من ايران ويجب ان يعودا بهذه الطريقة او تلك . اما في زمن خميني ، فبعد ان سقطت احلام الشاه التوسعية ، لانها بنيت على اساس قومي فارسي ، رفع خميني شعار ( نشر الثورة الاسلامية ) كغطاء يحرك الملايين داخل وخارج ايران ويخلط الاوراق الطائفية بشدة مربكة للكثيرين .

وكان اختيار العراق ليكون اول دولة تجتاحها ما كانت تسمى (الثورة الايرانية ) ليس محض صدفة او قرار شخصي ناجم عن حقد خميني على شعب العراق وقيادته ، رعم انه عامل مهم جدا وموجود ، بل كان الهدف المخفي وغير المعلن هو استغلال طاقات العراق المادية ( الارض والمياه والنفط والتركيب السكاني ) لتعزيز مشروع التوسع الشوفيني الفارسي المموه باسم الاسلام الطائفي .

وهناك عامل مهم اخر تستغله ايران لغزو العراق وهو وجود المراقد المقدسة للامام علي والحسين والعباس رضوان الله عليهم في العراق ، وهم أأئمة المسلمين كافة على وجه العموم والشيعة على وجه الخصوص ، لذلك فان السيطرة على العراق تسهل الانتشار الصفوي عالميا بتاثير وجود هذه المراقد بيد ايران .

ما الذي تنطوي عليه تلك الملاحظات الجيوبولوتيكية ؟ انها تقود الى استنتاج جوهري وخطير وهو ان ثمة قاسم مشترك يجمع ايران ، وبغض النظر عن نظامها السياسي ، بامريكا واوربا واسرائيل ، وهو ان هذه الاطراف تحتاج الى موارد وخصائص العراق والخليج العربي من جهة ، كما انها ترى ان الخيار الستراتيجي الافضل لمصالحها الستراتيجية هو العمل المشترك لتامين السيطرة على القلب الجيوبولتيكي للوطن العربي وهو منطقة المياه والنفط والارض الزراعية .

ويترتب على هذه الحقيقة امر اخر وهو ان هذه الاطراف الثلاثة يجمعها اكثر مما يفرقها وتستطيع العمل سوية ضد العرب مهما اختلفت ، فهي تتفق على ان:

أي كيان عربي قوي يساوي حرمانها من بعض اهم شروط قوتها وتفوقها ، بالنسبة لامريكا واوربا الغربية

، او يحرمها من اساس بقاءها ، بالنسبة لاسرائيل ،

او يمنعها من اقامة امبراطورية عظمى ، بالنسبة لايران .

وفي ضوء ما تقدم فان وجود خلافات بين هذه الاطراف ممكن وطبيعي لكنها خلافات لا تزيح الحقيقة التي تتحكم في موقفها النهائي وهو انها يجب ان تمنع قيام كيان عربي وحدوي وقوي يوفر امكانية تحرير الثروات العربية والارض العربية ويمنع تسخيرها لخدمة طرف اخر على حساب العرب ومستقبلهم .

المشروع الامبراطوري الايراني : الطبيعة الحدود

هنا نرى موازنة خطيرة : فالمشروع التوسعي الايراني سواء كان قوميا صريحا كما كان ايام الشاه ، او كان قوميا يتبرقع باسم الاسلام الطائفي كما هو الحال اليوم ، لا يتناقض من حيث الجوهر مع المشروعين الغربي الاستعماري والصهيوني ، بل على العكس تتفق هذه المشاريع حول هدف مشترك وهو منع قيام كيان عربي قوي وابقاء العرب مجزئين وضعفاء خاضعين .

فالمشروع الايراني وان كانت له مطامع ونفوذ في العراق والخليج العربي ، الا انه يقبل بحصة صغيرة من هذه المنطقة مقابل دعمه وتعاونه مع الغرب واسرائيل ، والاخيرين لا يمانعان من حيث المبدأ في اعطاء ايران حصة مقابل دعمها للمشروعين الغربي والاسرائيلي .

لماذا لا يتعارض المشورع الايراني مع المشروعين الاسرائيلي والامريكي ؟

ان المشروع الايراني اضافة الى ما ذكر لا يتناقض جذريا مع المشروعين الاخرين حتى وان كان يختلف معهما في زوايا ثانوية . فما هي عناصر الخلاف هذه ؟ وهل هي تكفي لتفجير صراع عدائي ورئيسي ؟ اول واهم ما يجب الانتباه اليه هو ان المشروع الاستعماري الايراني لا يقوم ، من حيث الجوهر ، على ارض تعدها اسرائيل او امريكا الجزء الاساسي من محيطها الحيوي ، فالمشروع الايراني ، حتى وان تضمن اهدافا عالمية الا انه من الناحية الواقعية ، وفي ضوء التوازن الستراتيجي الدولي، يقام على الارض الايرانية اولا وقبل كل شيء .

هذه النقطة مهمة ويجب ان نوضحها . ولكن حينما يتعلق الامر بقيام امبراطورية ايرانية تغير خارطة العالم ضد مصالح الغرب فان الغرب سيتصدى للمشروع الايراني ويوقفه بطرق متعددة .

نعم هناك طموح ايراني قديم عبر عنه الشاه باحياء عظمة فارس ، وعبرعنه خميني باقامة امبراطورية اسلامية على كل الكرة الارضية ، لكنها امبرطورية تقوم على المذهب الشيعي الاثنا عشري كما ينص الدستور الايراني حين يحدد اسلام ايران ،

ويؤكد على ان البند المتعلق بالطبيعة الاثنا عشرية لاسلام ايران لا يمكن تغييره من قبل البرلمان الايراني وهي فقرة ابدية !

هذا التاكيد على عدم تغيير مذهب الامبراطورية الاسلامية الخمينية هو ما يريده الغرب والصهيونية ، لانه هو القابلة الشيطانية للحروب بين شعوب العالم الاسلامي ، الذي ترفض اغلبيته هذا الشرط الحديدي الثابت والعدواني ، لانه يجبرها على تغيير طائفتها ليس لصالح طائفة اسلامية بل لصالح امبراطورية فارسية عنصرية تكره العرب ، وتريد استعمارهم ، فهل توجد خدمة لاسرائيل وامريكا اكبر واخطر من ان يقع العالم الاسلامي ضحية حروب طائفية تجعل بالامكان تحقيق عدة اهداف كبرى للتحالف الشيطاني العالمي ؟

اذا نظرنا الى اهم الاهداف التي ستترتب على تحويل الصراعات في العالم من صراعات شعوب مضطهدة ومستعمرة مع مضطهديها ، وهم امريكا والصهيوينة ونخب اوربية ، فاننا سنرى ما يلي :

سيقتنع العالم ، او جزء كبيرا منه على الاقل ، بان ما قالته امريكا واسرائيل من ان سبب المشاكل والصراعات في الشرق الاوسط ليس اسرائيل وانما العرب والمسلمين ، الذين لا يكتفون بمحاربة اسرائيل ومهاجمة الغرب بل انهم يقتلون بعضهم ويتحاربون فيما بينهم دائما مما يؤدي الى تهديد الامن والسلم العالميين !

سيفقد العرب والمسلمين تعاطف العالم معهم ، وسيبرز تحالف دولي ضد العرب والمسلمين باسم محاربة (الارهاب الاسلامي) ، ومما يسببه للعالم من مخاطر وتهديديات !

سيصاب العالم الاسلامي والوطن العربي بلعنة اخطر بكثير من لعنة الحاضر وهي تفاقم الصراعات والحروب بين الدول العربية والاسلامية .

سيخسر العرب كل ثرواتهم في الصراعات الطائفية ويعودون الى حالة الفقر المدقع والعبودية .

سينسى العرب ان فلسطين والعراق تحت الاستعمار وان الهدف المركزي القديم والاصلي وهو تحرير فلسطين قد اصبح مستحيلا في ظل الحروب الابدية ، والتي لا تحسم ولا يسمح غربيا وصهيونيا بحسمها ، من اجل اكمال تدمير العرب واخضاع المسلمين ! ( هل تذكرون كيف ام امريكا واوربا كانت تمنعان انهاء الحرب العراقية الايرانية رغم وجود محاولات جادة انذاك ؟).

ستنشأ دويلات طوائف مجهرية في الوطن العربي على انقاض الامة العربية الواحدة تحكمها العنصرية والطائفية والاقليمية والقطرية ، وهكذا سيشهد العالم بروز ( ملوك الطوائف) كما حصل قبل القضاء على الحكم العربي في الاندلس . وفي اطار ذلك سنرى دويلات هندية وفارسية وباكستانية وسريلانكية وتايلندية تقوم في الخليج العربي بعد ابعاد الاسر الحاكمة العربية بوسائل ديمقراطية يدعمها العالم الغربي والهند وباكستان وغيرها .

لقد دعت الكاتبة الامريكية المخضرمة فلورا لويس في الثمانينيات من القرن العشرين الى العمل على انهاء الامة العربية بتشجيع قيام حكومات مجهرية على اساس انكار الهوية العربية وتذويبها ، واحياء الهويات القديمة في الوطن العربي كالفرعونية والبابلية والفينيقية والبربرية ...الخ ، ولم تكن صدفة ان ينشر عوديد ينون الكاتب الاسرائيلي المعروف في نفس الفترة داعيا الى تنفيذ بروتوكولات حكماء صهيون الخاصة بتمزيق الامة العربية على اسس طائفية وعرقية ودعم النظام الصفوي العنصري في طهران ضد العراق اثناء الحرب بين العراق وايران ، رغم ان الخميني كان يشتم امريكا حتى وهو يشاهد افلام توم وجيري الامريكية !

بعد ان تزول الامة العربية من الخارطة ،حسب المخطط الامريكي الصهيوني الايراني ، فان السيد الجديد في ما يسمى الشرق الاوسط سيكون اسرائيل وحلفاؤها وفي مقدمتهم ايران . والسبب هو ان اسرائيل لا ترى في ايران خطر حقيقيا عليها لان مشروعها القومي الفارسي لا يشمل المنطقة التي تريد ايران اقامة امبراطوريتها فيها من حيث المبدأ .

ان فكرة ان العرب والمسلمين عدوانيين واشرار ، وهو ما يفترض بخطة ايران الاستعمارية ان تؤدي اليه ، عند زرعها وتمتين ساقيها ستكون اهم اسس اشعال حروب حضارات كما خططت امريكا

اضافة الى ماسبق ذكره فان الامبراطورية الايرانية ، وكما حصل في التاريخ حيث تحالف الفرس مع اليهود عدة مرات ضد العرب ،

وابرز مثال هو تدمير بابل من قبل الامبراطور قورش وانقاذ الاسري اليهود من الاسر البابلي ،

فان امبراطورية الفرس الخمينية تخدم اهداف اسرائيل الكبرى . اثناء الحرب العراقية الايرانية وجدت خارطة تشير الى ان الحدود بين ايران واسرائيل تقع عند نهر الفرات ، فغرب النهر لاسرائيل وما يقع شرق النهر لايران !

معنى هذا ان كل من اسرائيل وايران ( الاسلامية ) تعرفان حدودهما المستقبلية وهناك اتفاق ضمني او رسمي سري على تقاسم العراق ! ان ما يميز العقلية الفارسية هو البراغماتية الكاملة ، وهي لذلك تعرف انها لا تستطيع تحقيق كل اهدافها ، فتلجأ كأي تاجر محترف الى رفع سقف مطاليبه مع المنافسين والمخالفين لكي تحصل على اعلى نسبة من الربح او المكاسب ، كما تفعل الان في موضوع الملف النووي الذي ستتخلى عنه في النهاية مقابل امتيازات وقبل ان تصل الخلافات الى حد الحسم العسكري .

ايران ليست هدفا معاديا للصهيونية الامريكية

وفي ضوء ما تقدم فان معرفة ايران الان بان امريكا قوية ومهيمنة عالميا يجعل نخب الشوفينية الفارسية الحاكمة في النهاية تفهم ان تحقيق اهدافها كلها غير ممكن لذلك ستقبل بحصة تقررها موازين القوى ، تستقطع من المنطقة خصوصا في العراق والخليج والجزيرة العربية ، مقابل ان تؤدي ايران دور الشرطي الصديق لاسرائيل وامريكا في المنطقة . وهذا يتطلب تغيير الوجه الحاكم في ايران ، بطرق سلمية على الارجح ، لتسهيل تحقيق هذا الهدف ، وهنا يكمن سر اعتبار ايران خصم يمكن حل المشاكل معه بالحوار والضغط وليس بالحرب .

واذا اردنا ان نعرف هل يوجد تناقض رئيسي بين المشروع الاستعماري الامريكي والمشروع القومي الصفوي الفارسي الخميني ، فاننا يجب ان ننظر للحاضر لنستطيع تقديم جواب مقنع ، فالبرغم من عركة الديوك الصاخبة بين امريكا وايران واسرائيل الا انها اتقفت على امر مشترك ونفذته بتعاون مخلص وتام ادهش من لا يعرف العقلية الفارسية البراغماتية ، وهو تدمير العراق ومحاولة محو هويته العربية وتقسيمه الى فدراليات ثلاث !

لم يمنع صراع الديوك هذه الاطراف من التعاون لان ما يجمعها اكبر واهم مما يفرقها ، ولذلك راينا ايران تصدر فتاوى بعدم مقاومة غزو العراق ، عبر مواطنها السيستاني ، وتأمر مواطنيها مثل الحكيم والجعفري بخدمة الاحتلال والمساهمة الرئيسية في تدميرالعراق ونهبه ، والاشتراك في الحكم فيه تحت ظل الاحتلال ووفقا لخطته ، وترسل وزير خارجيتها الى العراق المحتل ليسجل التاريخ ان ايران كانت اول دولة تعترف بمجلس الحكم الذي شكله بول بريمير الحاكم الاستعماري الامريكي .

واخيرا وليس اخرا راينا ايران تأمر صبيان سذج ومرضى نفسيا بالتظاهر بمناهضة الاحتلال لاجل استقطاب مواطني الجنوب الرافضين للاحتلال ومنعهم من الالتحاق بالمقاومة المسلحة ، على اساس ادراك ايران ان اهل الجنوب عراقيون اصلاء ولا يسكتون على غزو بلادهم .

ان ايران ليست هدفا معاديا لامريكا بالاصل بل هي ، حسب رؤية امريكا ، دولة كبرى في المنطقة ومن حقها ان تقيم امبراطوريتها ولكن دون تهديد المصالح الامريكية . كما انها لا تقع في المنطقة التي تعدها امريكا ضمن نطاق امنها القومي، أي الخليج العربي حسب مبدأ كارتر، وانما هي مجاورة لحدود امنها القومي ، وبحكم الجوار فان ايران مهمة جدا للامن القومي الامريكي من زاوية محددة :

وهي ان قربها قد ينشأ خلافات قد تكون مهمة جدا احيانا ولكنها على وجه العموم من النوع الذي يمكن السيطرة عليه وحله بالوسائل غير الحربية او بالضغط العسكري لمصلحة الطرفين . من هنا فان المشروع الايراني لا يشكل تهديدا رئيسيا للمشروع الاستعماري الامريكي بل هو مشروع متعاون ومتلاق في الاهداف وفي تحديد العدو لكل منهما وهو العراق والامة العربية .

ما الذي يترتب على هذه الحقيقة الستراتيجية ؟ ان اول ما يترتب عليها هو حقيقة ان ايران ومهما شاغبت واختلفت فانها في النهاية حليف رسمي ، كما في زمن الشاه ، او حليف واقعي ، كما في زمن خميني الصفوي الفارسي النزعة . وربما يتساءل البعض :

لم هذا الاتهام لخميني بانه قومي فارسي ؟ الجواب هو ما يلي :

خميني ورغم اتقانه للغة العربية كان يكره العرب وثقافتهم لدرجة الاستنكاف عن التحدث بالعربية والاصرار على التحدث بالفارسية ، رغم انه يتقن العربية وكان يدرس فيها علوم الدين في النجف .

ولدينا حادثتين شهيريتين تثبتان ان خميني قومي فارسي ، الاولى مع اريك رولو ، السفير الفرنسي السابق والكاتب المعروف ، فلقد قابله بعد اسقاط الشاه لاجل اجراء مقابلة صحفية معه ، وبما ان رولو يتقن العربية فقد وجه له الاسئلة باللغة العربية لغة القران ، ففوجئ بان خميني يرفض الاجابة بالعربية ويتحدث بالفارسية ويقوم مترجم بالترجمة الى العربية !

يقول رولو انه خرج بانطباع قوي بان خميني قومي ايراني ومتعصب لقوميته . اما الحادثة الثانية فهي مشابهة للاولى ولكن هذه المرة مع محمد حسنين هيكل الكاتب العربي ، الذي ذهب هو الاخر مباشرة بعد اسقاط الشاه وفعل نفس ما فعلة رولو ، فوجه الاسئلة بالعربي لكن خميني اصر على الجواب بالفارسي ، فخرج بنفس انطباع رولو وهو ان خميني قومي فارسي بالدرجة الاولى ! والسؤال المهم الذي يفرض نفسه هو التالي : لماذا رفض خميني التحدث بلغة القران مع انه كان رسميا يقول انه مسلم ؟

اصر خميني على الاستمرار في اطلاق تسمية الخليج الفارسي على الخليج العربي ، ورفض اقتراحا اسلاميا بتسميته الخليج الاسلامي ، فاذا كانت اسلاميته هي الغالبة فلماذا اصر هو وخليفته خامنئي على عدم الوصول الى حل وسط بين العرب وايران وهو تسميته ب ( الخليج الاسلامي ) ؟

اصر خميني على مواصلة احتلال الجزر العربية الثلاث التي احتلها الشاه ورفض ارجاعها الى اهلها الشرعيين وقال انها ارض ايرانية ! وفسر صفوي لبناني اسمه الشيخ حسن عضو مجلس النواب اللبناني هذا الموقف مؤخرا بالقول بان مشكلة الجزر ثانوية ولا يجوز ان تصبح موضوعا للخلاف مع ايران !

وكأن الارض التي تتمسك بها ايران هي غير التي تطالب بها الامارات ! اذا كانت جزرا غير مهمة لماذا اذن تصر ايران على الاحتفاظ بها وخلق مشاكل مع الامة العربية ؟ المشكلة ان الصفويين في الاقطار العربية ، وبسبب تبعيتهم المطلقة وغير القابلة للنقاش لايران ، يعيدون كتابة المنطق والتاريخ والقانون والقيم ومفاهيم الوطنية والحق وغيرها لتخدم السيد القابع في طهران ، والذي يصدر اوامر لا تناقش ولا ترفض سواء كان الشاه او خميني او خامنئي ولا يقبل من مقلديه اقل من تقبيل يده !

اصر خميني على بدء نشر ما اسماه ( ثورته الاسلامية ) في العراق ، وكان قراره الاساس هو( العراق اولا ) بعد ذلك بقية الاقطار العربية ثم العالم الاسلامي لنشر دعوته الصفوية !

صحيح ان شعاره المدوي كان ( الموت لامريكا واسرائيل ) ولكن في الواقع لم يفعل خميني أي شيء ضدهما على الاطلاق ، وكل اذاه اتجه للعراق والاقطار العربية من خلال اصراره على نشر ثورته فيها وليس في اسرائيل او امريكا !

فهل كان العراق كافرا لنشر الثورة فيه ؟ وهل كانت اسرائيل وامريكا دولتان اسلاميتان تدينان بالمذهب الاثنى عشري لذلك لم يضعهما على لائحة الانتظار في ثورته ولم يبدأ بهما ؟ لقد كان شعاره السيء الصيت هو ( ان تحرير القدس يمر عبر تحرير بغداد ) !

ويالمفارقات الزمن المضحكة المبكية فان هذا الشعار كان هو شعار امريكا بالذات ، فلقد قالها كيسنجر بعظمة لسانه ( لا مجال لحل مشكلة الصراع العربي الاسرائيلي الا بتحرير بغداد ) ! لقد استخدم كيسنجر نفس تعابير خميني !

وجاء الواقع ليؤكد هذا التطابق التام بين افعال وشعارات امريكا وخميني وخامنئي حينما لعبت ايران الدور الاساس والحاسم في غزو العراق بعد الدور الامريكي !

فما الذي يجمع بين الصادات الثلاث الصفويين والصهاينة والصليبيين ان لم يكن العداء للامة العربية ؟

وهل من المعقول ان تكون ثمة عداوة بين هذه الاطراف الثلاث دون ان تطلق رصاصة واحدة بينهم خلال اكثر من ربع قرن من العربدة وصراخ وصراع الديوك ؟

هناك من يحمل العراق مسؤولية اندلاع الحرب بين العراق وايران ، ولاغراض النقاش سنفترض ان العراق هو الذي بدأ الحرب ، ولكن من رفض إنهاءها ؟

في الاسبوع الاول للحرب قدمت منظمة المؤتمر الاسلامي مشروعا اسلاميا متفقا عليه لوقف اطلاق النار والدخول في مفاوضات لانهاء الحرب ومعالجة اسبابها ، فمن رفض ؟ الذي رفض هو خميني الذي اصر على تسجيل النصر على العراق ومواصلة هدفه الاول المعلن وهو اسقاط النظام الوطني في العراق ، في حين ان العراق قبل كل المبادرات التي قدمت لوقف اطلاق النار اضافة للمبادرات التي قدمها العراق !

وبعد هذه المبادرة قدمت الكثير من المبادرات وكانت كلها ترفض من قبل ايران وامريكا ! ولم يقبل خميني بوقف اطلاق النار الا بعد بعد ثمانية اعوام من القتال الباهض التكاليف بشريا وماديا انه يقبل وقف اطلاق النار ، لكنه قال انه يقبله كما لو انه يتجرع سم زعاف !

من يتحمل المسؤولية عن هذه الحرب ؟ لو افترضنا ، ولا غراض النقاش كما قلنا، ان العراق هو الذي ابتدأها فانه يتحمل خراب اسبوع لا غير اما خميني فيتحمل خراب ثمانية اعوام . ويجب ان نشدد هنا على حقيقة ان خميني هو الذي فرض الحرب على العراق وفجرها وليس العراق ، لانه تبنى وعلنا هدف اسقاط الرئيس صدام حسين وعده هدفه الاول ورفض كل الوساطات قبل الحرب ، وشرع بقصف المدن العراقية بالمدفعية والطائرات ابتداء من يوم 4 -9 -1980اضافة لاعمال الارهاب داخل العراق التي ابتدات عقب استيلاء خميني على السلطة مباشرة وادت الى قتل الكثير من العراقيين واصابة عدد من المسؤوؤلين الكبار في العراق ، وكل ذلك حصل قبل ان يرد العراق يوم 22 – 9 – 1980 . ان هذا الاصرار على خلق مأساة بين بلدين يفترض انهما مسلمين يؤكد ان خميني لاصلة له بالاسلام الحقيقي وان دينه هو دين اخر مبني على الاحقاد والثارات العرقية .

أذن فان ايران سواء تحت ظل الشاه او خميني لا تشكل خطرا اساسيا على الغرب والصهيونية وانما ثمة خلافات موجودة بينهم كما يحصل بين كل الدول ، وهي خلافات تختلف تماما عن التناقضات التي توجد مع العراق قبل الغزو وبعده . من هنا نلاحظ ان الغرب والصهيوينة لم تلجئا الى القوة ضد ايران رغم انها تتحدى العالم كله في مشروعها النووي وفي استخدام اذرعها العربية للضغط على الغرب لعقد مساومات معها حول تقاسم المنطقة والعراق بالذات .

وهناك سؤال مهم جدا وهو : هل توجد لامريكا واسرائيل مصلحة في تشجيع ايران على تحديهما ؟

مرة اخرى نقول ونأمل ان يفكر العقلاء بما نقوله : ان امريكا واسرائيل في مأزق قاتل بسبب المقاومة الوطنية العراقية والتي وضعت امريكا في فخ قاتل ومدمر يهدد بنسف مشروع القرن الامريكي ، لان فشل امريكا في دحر المقاومة العراقية بعث برسالة قوية لكل شعوب العالم تقول ان امريكا نمر من ورق تواليت كما تؤكد تجربة العراق . ويترتب على ذلك ان اسرائيل، التي تحميها امريكا وتضمن وجودها وغزواتها ، ستنكشف اذا هزمت امريكا في العراق ، لذلك فان الاولوية الستراتيجية الامريكية في العالم كله هي دحر المقاومة العراقية وعدم ترك العراق الا وقد تركت انطباعا بانها لم تهزم .

وايران هي وحدها التي تستطيع انقاذ امريكا في العراق ، من وجهة نظر امريكية ، من خلال عملاءها في العراق . فكما كان غزو العراق غير ممكن لولا الدعم الايراني ، كما اعترف خاتمي وابطحي ورفسنجاني ، فان الخروج المشرف من العراق رهن باستمرار الدعم الايراني لامريكا وزيادته والتوقف عن الضغط على امريكا الان للحصول علة مغانم اقليمية لايران ، وهذا هو سر صراع الديوك بين امريكا وايران الان سواء على الملف النووي او في الساحات العربية .

اذن من السهل التوصل الى استنتاج مركزي وجوهري وهو ان الصراع بين ايران من جهة وامريكا واسرائيل من جهة ثانية هو صراع تقاسم مكاسب والحصول على نفوذ وليس صراع وجود كما هو حال صراع العرب مع الطرفين المذكورين .

والان تبدو ايران تمسك امريكا من بين ساقيها في العراق ، وامريكا لاتجد مخارج مشرفة ، واقلها إذلالا هو تقديم قطعة من كعكة الخليج والعراق لايران . كما ان امريكا تستفيد من ايران في اشعال حروب قادمة في الدول العربية ، عن طرق زرع وتنمية فتنة طائفية في الاقطار العربية التي توجد بها اقليات شيعية ولاؤها الاول لايران وليس لاوطانها، وهي حروب ستستفيد منها ايران وامريكا واسرائيل ، وستدفع ثمنها الانظمة النايمة في العسل في السعودية ودول الخليج ، في المقام الاول .



--------------------------------------------------------------------------------






 
قديم 06-12-06, 12:10 PM   رقم المشاركة : 10
الــزواوي
عضو فضي






الــزواوي غير متصل

الــزواوي is on a distinguished road


تأملوا فقط كيف ان فلسطين اغتصبت بعد عمل استمر حوالي نصف قرن منذ مؤتمر بال في سويسرا الذي قرر الاستيلاء على فلسطين ، والانطلاق منها لاقامة اسرائيل التوراتية على الرقعة الجغرافية الممتدة بين الفرات والنيل . والان وصلنا الى حد تفتيت المفتت من الاقطار العربية ، كمقدمة لنشوء اسرائيل التوراتية طبقا لمخططات لخصت في ما يسمى (بروتوكولات حكماء صهيون ) التي انكر وجودها وعدت مؤامرة ضد الصهيونية العالمية مع اننا نرى تطبيقها اليومي على الارض .

وعلى الجهة الاخرى انظروا الى ايران التي فقدت امبراطوريتها حينما جاء الفتح العربي الاسلامي ومنذ ذلك الوقت اصبحت ايران ( الاسلامية ) مصدر اخطر التحديات المجاورة التي تواجه العرب والمسلمين . ففي زمن الخلفاء الراشدين كانت العناصر الفارسية منبع الفتن والاغتيالات والانقسامات واهمها واخطرها تحويل الخلاف السياسي حول الخلافة الى انشقاق مذهبي خطير !

ثم جاء اسماعيل الصفوي ليختار من التشيع اسمه وشكله فقط تهربا من الخضوع للولاية العثمانية ، ففرضه بانهار من الدم ، واصبحت ستراتيجيته هي اقامة امبراطورية فارسية باسم التشيع الصفوي كغطاء للمطامع الفارسية القديمة .

واستمر النهج الصفوي الفارسي الصريح حتى سقوط الشاه محمد رضا بهلوي وقيام نظام ادعى انه اسلامي ، لكنه وبفضل النظرة الشوفينية الفارسية غلف المطمح الامبراطوري القومي للشاه باسم (الثورة الاسلامية) ونشرها تطبيقا لخطط مشابهة لخطط الصهيونية تضمنتها ( بروتوكولات حكماء فارس ) ! وكانت النتيجة المؤلمة هي ان العالم الاسلامي يشهد منذ وصول الملالي للسلطة أسوء مراحل تاريخه من حيث الكوارث والازمات والحروب الطاحنة والانشقاقات المذهبية !

هل كنا نحن العرب نخطط مثل النخب الفارسية او النخب اليهودية للمستقبل من اجل الحفاظ على وجودنا وليس التوسع على حساب الغير ؟

وهل وضع حكماء العرب بروتوكولات كتلك التي وضعها حكماء بني صهيون او كتلك التي وضعها حكماء الفرس الصفويين لضمان التوسع على حسابنا وحساب ارضنا ومستقبل أبناءنا وفقا لخطط شاملة وبعيدة الزمن ؟

كلا بالطبع فاننا خصوصا النخب الاكاديمية والسياسية والانظمة الحاكمة لا نفكر ابعد من انوفنا ، لذلك واجهنا النكبات والماسي المتواترة والتي لم تنتهي حتى الان ! من هنا علينا اذا اردنا انقاذ انفسنا واطفالنا من العبودية للغرب واسرائيل وايران الصفوية الشوفينية، ان نفهم اللعبة المشتركة بين هذه الاطراف والتي تتمحور حول كيفية السيطرة على الامة العربية وتقسيمها لاجل نهبها واستعمارها .

ومضة ضوء تذكيرية

منذ اسقط الشاه بدعم غربي واضح ، وحولت ثورة الشعوب الايرانية التحررية الى محض ثورة ظاهرها طائفي(شيعي) لكن مهمته الاساسية تغطية مطامع توسعية شوفينية فارسية ، تمثلت في صعود الخمينية في ايران والمنطقة ، بصفتها تجديد عصري لمطامح امبراطورية فارسية عتيقة.

بدأ نظام خميني دعوته العنصرية ، المغلفة بغطاء اسلامي طائفي اطلق عليه اسم (تصدير الثورة الاسلامية ) ، واخذت المؤشرات تترى واحدا اثر الاخر لتزرع يقينا متناميا عام 1979 بان ايران خميني تنفذ مخططا يقوم على تقسيم الوطن العربي والعالم الاسلامي على اسس طائفية ظاهرية تموه الهدف الفارسي العنصري التوسعي ، وهو اقامة امبراطورية فارسية تتستر باسم الاسلام . وهذا يعني عمليا تغيير خارطة العالم الاسلامي والذي ستكون بدايته في العراق كما اعلن خميني ونهايته في كوالالامبور ! ووقعت الحرب العراقية الايرانية نتيجة اصرار خميني على اسقاط النظام الوطني في العراق واقترن ذلك بزرع اعنف واخطر الاضطرابات في الوطن العربي والعالم الاسلامي .

كما ان هذا النهج التوسعي تزامن مع وصول اليمين الاسرائيلي الى السلطة واعادة العمل في برنامج التوسع الصهيوني على اسس حديثة تمثلت في تحييد مصر في الصراع والتركيز على العراق بعد النقل الرسمي لمحور التركيز الامريكي من اوربا الى الخليج العربي منذ منتصف السبعينيات . واخيرا وليس اخرا طرح عوديد ينان المستشار الخاص لمناحيم بيجن صيغة عصرية للبروتوكولات الصهيوينة عام 1980 والتي اطلق عليها اسم (خطة لاسرائيل في الثمانينيات ) قامت رسميا على تقسيم الاقطار العربية ، كلها ودون استثناء من موريتانيا الى اليمن، على اسس عرقية وطائفية .

وكان اساس الخطة هو دعم اسرائيل والصهيونية لايران خميني من اجل اسقاط النظام الوطني في العراق كما قال ينون . منذ حصل ذلك اخذت اسئلة مهمة تفرض نفسها ومنها :

ما هي علاقة نهج خميني بالغرب واسرائيل ، هل هي علاقة صراع عدائي رئيسي ، كما تبدو الصورة الظاهرية ؟

ام هي علاقة تحالف مخطط له ؟

ام هي لقاء ستراتيجيات كما بدت الصورة على ارض الواقع خصوصا في العراق ؟

وازدادت هذه الاسئلة اهمية وخطورة عقب غزو العراق ولعب ايران الدور الحاسم والاساسي فيه ، بعد الدور الامريكي .

وكان الجواب يعتمد على زاوية رؤية السائل ، فمن كان بعيدا عن منطقة التجاور العربي - الايراني كان لا يرى الا شعارات ايران الاسلامية ، وكان ذلك المنظور يفضي الى التعاطف مع ايران ، خصوصا وانها رفعت شعارات حبيبة على قلوب العرب والمسلمين ، اهمها دعم نضال الشعب الفلسطيني ،

وانشأت أذرع عربية لها في اكثر من مكان لتقوم بدور خطير غير معلن لكنه مرئي ، وهو تبييض وجه ايران الذي بشعته جرائمها في العراق وجعله مقبولا من قبل العرب والمسلمين الأبعدين عن ساحة التجاور ، بتبني مواقف مع الشعب الفلسطيني ، تنفيذا لتكتيك التقية المعروف في بروتوكولات حكماء بني فارس ، حتى حين تكون ايران في حالة غزو مع العرب الأقربين ، مثل احتلال جزر الامارات العربية ، او في حالة حرب وجود ، مثل الحرب العراقية الايرانية ، او غزو العراق واسهام ايران فيه بدور رئيسي .

لكن من كان يعيش في جوار ايران من العرب كان يرى العلاقة من منظور اخر مختلف تماما ، فايران ، بالنسبة للعرب الاقربين ، هي حاضنة ومنبع اخطر واقدم حركة توسع على حساب العرب في الخليج العربي والجزيرة العربية عمرها الاف السنين ، ظهرت قبل الاسلام بكثير وقبل ظهور الصهيونية بزمن طويل ، وكانت تستبطن ، وتعبر عن ،( حتميات ) جيوبولتيكية منفصلة عن الحكام ونواياهم الشخصية ، قررت مسارات العلاقات العربية � الفارسية عبر اكثر من ثلاثة الاف عام ، خصوصا على جبهة العراق وبلاد فارس ، حيث تمحورت الصراعات والتفاعلات ، ومنها انتشر اشعاعها الى دائرة تتوسع تدريجيا لتشمل اجزاء اخرى من الوطن العربي . في ضوء هذه الحقيقة التاريخية كان عرب جوار ايران ينظرون اليها بعين الشك والتحسب او بعين الرفض والعداء .

وبعد غزو العراق دخلت العلاقات العربية - الايرانية مرحلة خطيرة جدا بعد ان لعبت ايران الدور الاقليمي المباشر الاخطر ( الدور الاسرائيلي مختف خلف امريكا ) في تدمير العراق وقتل واضطهاد مئات الالاف من اهله ، ونهبه بصورة منظمة ومخططة، والعمل على تغيير هويته العربية بزرع الفتنة الطائفية وادخال اربعة ملايين ايراني فارسي وكردي غير عراقي الى العراق ومنحهم الجنسية العراقية وبدعم امريكي كامل ،

لايجاد توازن سكاني جديد يصبح العرب فيه اقلية او في افضل الحالات قومية من بين قوميات متقاربة العدد لتسهيل تقسيمه لاحقا مع ان القومية العربية قبل الغزو كانت تشكل اكثر من 85 % من سكانه ! لذلك توقف الجميع ، اولئك الذين نظروا الى ايران بعين ملدوغ متشكك ، او اولئك الذين نظروا اليها بعين مسلم يتعاطف مع كل مسلم ، وطرحوا سؤالا مهما جدا وطري جدا وهو :

هل حقا ان ايران خميني وخامنئي تحركت وما زالت تتحرك بدافع اسلامي ؟ ام بدافع قومي فارسي يتبرقع باسم الاسلام للسيطرة على ارض النهرين وارض الخصب والماء والنفط ، والتي تعدها ايران خلال اكثر من ثلاثة الاف عام منطقتها الحيوية جيوبوليتيكيا ؟

ان ما حدث ويحدث في العراق منذ الغزو الصهيو- امريكي- الايراني للعراق ، من تدمير منظم له شعبا وبنية تحتية ووحدة وطنية وتصفيات جسدية للعلماء والمبدعين ونهب المعامل والاموال وتدمير اثار العراق وتغيير تكوينه السكاني ...الخ ، والذي لعبت فيه ايران الدور التنفيذي الاخطر من بين كل من ساهموا في الغزو بعد امريكا ، اجبر حتى اشد انصار ايران من العرب ، بل اجبر حكام ايران بالذات على الاعتراف بان ما يحرك ويقرر اهداف ايران الستراتيجية هو مصالحها القومية وليس الاسلام او الطائفة .

في مطلع عام 2004 وفي مؤتمر عالمي في ابو ظبي وقف السيد محمد علي ابطحي ، نائب الرئيس الايراني محمد خاتمي وقتها ، ليعترف بما كانت ايران وتوابعها العرب ينكرونه بشدة ، وقال : لولا ايران لما نجحت امريكا في غزو العراق وافغانستان . وفي نهاية ذلك العام ، وقف الرئيس الايراني شخصيا ليقول الشيء ذاته ويعترف مجددا بانه لولا ايران لما نجحت امريكا في غزو العراق ، ودخل على هذا الخط هاشمي رفسنجاني ، رئيس (مجلس تشخيص مصلحة النظام ) اثناء حملته الانتخابية عام 2005 وتنافسه مع احمدي نجاد ليقول للسي ان ان معاتبا ان امريكا تنسى انه لولا دعم ايران لما نجحت في غزو العراق .

اذن نحن بأزاء صورة قديمة خدعت الكثيرين وصورة جديدة حررت الكثيرين من اوهام (تحررية واسلامية ) ايران خميني وتوابعها التنظيمية ، واجبرت الجميع ، بما في ذلك اتباع ايران العرب ، على التساؤل عن صواب او عدم صواب التقويم السابق لايران خميني .

كما انه وضع انصار ايران في اضعف موقف منذ جاءت الخمينية ، لدرجة ان احد اشد داعمي ايران في لبنان واسمه هاني فحص قد قال علنا اثناء لقاء له مع فضائية العربية بان ما يحرك ايران في سياستها الخارجية هو مصلحتها القومية وليس الاسلام .

والسؤال هنا بعد غزو العراق هو هل انتهت مرحلة التماهي مع الاسلام والتبرقع بغطاء الطائفة وبدات مرحلة العمل المباشر باسم مصلحة ايران القومية ؟ واذا كان الجواب نعم ان ايران تفقد الغطاء الاسلامي المناهض لامريكا واسرائيل ، ويحل محله وجه قبيح وبشع نتيجة الجرائم التي ارتكبتها وترتكبها في العراق ، فان سؤالا اخرا يفرض نفسه وهو :

هل ستتوقف ايران عن محاولة انقاذ مشروعها الامبراطوري القومي المتستر بالاسلام ام ستغير تكيتيكاتها واساليب عملها لاحتواء موجة النقد الحاد لها والقلق منها والتراجع عن تاييدها وتمثيل مسرحية متقنة النص والاخراج لاعادة من وقف معها واتبعها الى صفها بعد ان تننظف ذاكرته من صور مأساة العراق ؟ وهل يمكن لهذه المسرحية ان تكون غير التبرقع بغطاء فلسطين ؟

هذه الاسئلة والتساؤلات تتحكم بمسألة الدور الايراني الحقيقي وما اذا كانت امريكا ستضرب ايران . كما ان دورها المتماهي مع الدور الامريكي في العراق يطرح تساؤلات جدية حول الهدف من تصعيد الحملات والتهديدات بين امريكا وايران مع انهما مازالتا تعملان سوية ضد الشعب العراقي ووحدة العراق ، ويفسر ما كان غامضا وموضع خلاف شديد ، وهو سر عدم ضرب امريكا او اسرائيل لايران خميني خلال حوالي ربع قرن منذ اسقاط الشاه ووصول خميني ، رغم الهرج الاعلامي ودق طبول الحرب بين هذه الاطراف الثلاثة ؟!

بل بالعكس فانه وسط قذائف مدفعية الصراع الخلب قامت اسرائيل بتقديم اسلحة وعتاد لايران ومعلومات عن العراق اثناء الحرب العراقية الايرانية ، وقد كشف ذلك سقوط الطائرة الارجنتينية التي كانت تحمل اسلحة وعتاد من اسرائيل الى ايران في عام 1981 في جنوب الاتحاد السوفيتي !

كما يفسر ما اطلق عليه رسميا اسم ( ايران جيت ) او ( ايران كونترا ) ، والتي عقد صفقتها رسميا هاشمي رفسنجاني وروبرت مكفارلين مستشار الامن القومي الامريكي الذي زار ايران سرا ، وتم بموجبها تقديم اسلحة وعتاد ومعلومات استخبارية الى ايران عن العراق ادت الى غزو الفاو في جنوب العراق .

وقتها كذبت ايران ذلك ولكن ، وبعد ان برزت وثائق دامغة ، اعترفت ايران بان الصفقة مع اسرائيل قامت على استرجاع دين ايراني لدى اسرائيل منذ زمن الشاه اعيد بشكل اسلحة وعتاد ! كذلك اعترفت ايران بايران جيت وصورتها على انها رفع للتجميد عن اموال ايرانية في امريكا ودفعها على شكل اسلحة !

ورغم هذه الحقيقة نجد عهار ضمير عرب يتهمون العراق بانه تلقى الدعم من امريكا اثناء الحرب مع ايران مع اننا تحدينا من يقول ذلك ان يثبت وجود (عراق جيت) واحدة ففشلوا لان الواقع يؤكد ان العراق لم يستلم رصاصة واحدة من امريكا !

هذا الواقع فرض فرضا طرح اسئلة كان طرحها يواجه بعض الصعوبة ومنها :

لماذا تقدم امريكا واسرائيل دعما لايران رغم انها تعلن بصخب عال انها تحارب الشيطان الاكبر ؟

ولماذا لم تضرب ايران خلال ربع قرن رغم كل التهديدات من قبل امريكا واسرائيل ؟

ولماذا سمح لايران ببناء مشروعها النووي ، المؤلف من عدة مفاعلات نووية ، حتى وصل مرحلة الاكتمال، في حين انه كان للعراق مفاعلا واحدا في طوره الابتدائي وضرب ودمر ؟

ولماذا اشركت امريكا ايران في غزو وتدمير العراق وسلمتها حكومة العراق في ظل الاحتلال وسمحت لايران بتصدير حوالي اربعة ملايين ايراني ( فارسي وكردي غير عراقي ) للعراق ومنح اكثر من مليونين ونصف المليون منهم الجنسية العراقية رسميا كما اعترف ابراهيم الجعفري حينما كان رئيسا لوزراء حكومة الاحتلال؟

ولماذا سمحت لايران بالقيام بنهب العرق وتدمير قدراته العلمية والتكنولوجية ؟

ولماذا لم تتدخل امريكا عند قيام ايران بذبح مئات العلماء والضباط العراقيين ؟

ولماذا زورت امريكا الانتخابات مرتين والاستفتاء مرة في العراق لاجل احكام قبضة اتباع ايران على الحكم في العراق ؟

ولماذا جاءت امريكا بفكرة دعائية كاذبة تلقفتها ايران بسرور غامر وهي فكرة (ان الشيعة كانوا مضطهدين رغم انهم الاغلبية) ؟

وما حقيقة ماسمي بسياسة ( الاحتواء المزدوج ) التي عدت العراق وايران خصمان يجب احتواءهما ، وسياسة محور الشر التي شملت العراق وايران وكوريا الشمالية ؟

هذه الاسئلة وغيرها يجب ان تناقش الان بكامل الصراحة ويجاب عليها هي وغيرها ، في ضوء الواقع العياني الذي نراه وليس بتأثير الدعاية والتثقيف الامريكي والايراني الطويلين ، واللذان اديا الى غسل ادمغة ملايين الناس ومنعهم من اكتشاف الخيط الرفيع ، ولكن الفولاذي القوة ، الذي ربط ويربط ستراتيجيا وتكتيكيا ايران بامريكا واسرائيل .

انها لحظة اماطة اللثام عن كل الوجوه وتحديد ملامحها الحقيقة تحت ضوء الحقائق الموضوعية لندرك الخطر المميت الذي تشكله ايران على مستقبل الامة العربية وشعبها

والذي يكمل ولا يتناقض مع الخطر الاستعماري الغر بي والصهيوني . ولاجل تسهيل عميلة اماطة اللثام عن الوجه الحقيقي لايران يجب التذكير ببعض اساسيات وقواعد الصراع وتكتيكاته المتناقضة والغامضة او المموهة غالبا .

ويجب الانتباه الى ان هناك فريقا من المثقفين العرب ، ولاسباب مختلفة، يدافع عن ايران ويرى ان بالامكان كسبها الى جانب العرب في صراعهم مع امريكا والصهيونية !

وهذا الكلام حينما كنت اسمعه اتساءل بجدية :

هل من يقول ذلك ساذج او جاهل بما فعلته وتفعله ايران في العراق وفي كل الوطن العربي حتى الان من زرع للفتن والاضطرابات ؟

ام انه يتلبس قناعة ذاتية يعرف انها خاطئة لكنه يريد اقناعنا بان نتوقف عن الدفاع عن انفسنا وايران تحرك سكينا صدئة على رقاب شبابنا ورجالنا ونساءنا واطفالنا وهي تذبحنا كل يوم كما تفعل العصابات الايرانية في العراق ؟

لقد قلنا لهؤلا ء ونكرر الان :

نعم سيكون اسعد من السعد ذاته ان تتوقف معاركنا مع ايران وان ننصرف الى التحدي الصهيوامريكي ولكن اليس من حقنا ان نطلب من ايران ان تتوقف عن ابادتنا في العراق ؟

كيف نتوقف عن كشف اعمالها الاجرامية وهي تواصلها وتزيدها وتفتعل معارك مموهة ، هنا وهناك لاجل تحسين صورتها من اجل ان تواصل قتلنا وتذويب هويتنا العربية في العراق بشكل خاص ،والتقدم لتحقيق اهدافها في شرق الجزيرة العربية والخليج ، والاستيلاء على الحرمين.

ولكي تقدم لانصارها المهزومين نتيجة خدمتهم للاحتلال الامريكي منطقا يدافعون به عن خياناتهم برفع راية حروب مسرحية ؟

لتوقف ايران مجازرها ضدنا ، لتوقف ايران تعاونها مع الاحتلال في العراق ، لتوقف اختراقها الطائفي الصفوي الشوفيني باستغلال الاقليات الشيعية المغفلة التي منحت ولاؤها للفرس الصفويين وليس لاوطانها، عند ذاك سنكون اول من يطالب بالتحالف معها ضد أي عدو مشترك ، ولكن لن يكون هناك صمت الا بعد ان تتوقف ايران عن تنفيذ خطة غزو الوطن العربي وتفتيته طبقا لبروتوكولات حكماء الفرس ، لذا يجب على هؤلاء المادحين للدور الايراني ان يقنعوها بذلك وان يكفوا عن الضغط علينا .
--------------------------------------------------------------------------------






 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:13 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "