|
اقتباس: |
|
|
|
|
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبدالله الأثري |
|
|
|
|
|
|
|
بارك الله فيك
أعتقد - في ظني - أخي الحبيب مؤدب أنك جانبت الصواب في هذا المقال
قال الله عز وجل: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً }
|
|
|
|
|
|
شيخنا أبو عبد الله . نفع الله بك .
اسأل الله أن يجعلك للمتقين إماما وأن يجعلني للمتقين إماما .
والله تعالى لم يطلب منا المستحيل او أن يطلب منا التعدي بالدعاء .
فكذا مرة نقرأ القرآن ونقرأ قول الله تعالى وجعلنا للمتقين إماما .
وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا
وقوله : { واجعلنا للمتقين إماما } اختلف أهل التأويل في تأويله , فقال بعضهم : معناه : اجعلنا أئمة يقتدي بنا من بعدنا . ذكر من قال ذلك : 20167 - حدثني ابن عبد الأعلى بن واصل , قال : ثني عون بن سلام , قال : أخبرنا بشر بن عمارة عن أبي روق , عن الضحاك , عن ابن عباس , في قوله : { واجعلنا للمتقين إماما } يقول : أئمة يقتدى بنا . * - حدثني علي , قال : ثنا أبو صالح , قال : ثني معاوية , عن علي , عن ابن عباس , قوله : { واجعلنا للمتقين إماما } أئمة التقوى ولأهله يقتدى بنا . قال ابن زيد : كما قال لإبراهيم : { إني جاعلك للناس إماما } . 2 124 وقال آخرون : بل معناه : واجعلنا للمتقين إماما : نأتم بهم , ويأتم بنا من بعدنا . ذكر من قال ذلك : 20168 - حدثني ابن بشار , قال : ثنا مؤمل , قال : ثنا ابن عيينة , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد , في قوله : { واجعلنا للمتقين إماما } أئمة نقتدي بمن قبلنا , ونكون أئمة لمن بعدنا . 20169 - حدثنا الحسن , قال : أخبرنا عبد الرزاق , قال : أخبرنا ابن عيينة , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد : { واجعلنا للمتقين إماما } قال : اجعلنا مؤتمين بهم , مقتدين بهم . قال أبو جعفر : وأولى القولين في ذلك بالصواب قول من قال : معناه : واجعلنا للمتقين الذين يتقون معاصيك , ويخافون عقابك إماما يأتمون بنا في الخيرات ; لأنهم إنما سألوا ربهم أن يجعلهم للمتقين أئمة , ولم يسألوه أن يجعل المتقين لهم إماما , وقال { واجعلنا للمتقين إماما } ولم يقل أئمة . وقد قالوا : واجعلنا وهم جماعة ; لأن الإمام مصدر من قول القائل : أم فلان فلانا إماما , كما يقال : قام فلان قياما , وصام يوم كذا صياما . ومن جمع الإمام أئمة , جعل الإمام اسما , كما يقال : أصحاب محمد إمام , وأئمة للناس . فمن وحد قال : يأتم بهم الناس . وهذا القول الذي قلناه في ذلك قول بعض نحويي أهل الكوفة . وقال بعض أهل البصرة من أهل العربية : الإمام في قوله : { للمتقين إماما } جماعة , كما تقول : كلهم عدول . قال : ويكون على الحكاية , كما يقول القائل - إذا قيل له : من أميركم - : هؤلاء أميرنا , واستشهد لذلك بقول الشاعر : يا عاذلاتي لا تردن ملامتي إن العواذل لسن لي بأمير
وقال إبن كثير :
واجعلنا للمتقين إماما " قال ابن عباس والحسن والسدي وقتادة والربيع بن أنس أئمة يقتدى بنا في الخير . وقال غيرهم هداة مهتدين دعاة إلى الخير فأحبوا أن تكون عبادتهم متصلة بعبادة أولادهم وذرياتهم وأن يكون هداهم متعديا إلى غيرهم بالنفع وذلك أكثر ثوابا وأحسن مآبا ولهذا ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : ولد صالح يدعو له أو علم ينتفع به من بعده أو صدقة جارية
وقال القرطبي :
أي قدوة يقتدى بنا في الخير , وهذا لا يكون إلا أن يكون الداعي متقيا قدوة ; وهذا هو قصد الداعي . وفي الموطأ : ( إنكم أيها الرهط أئمة يقتدى بكم ) فكان ابن عمر يقول في دعائه : اللهم اجعلنا من أئمة المتقين . وقال : " إماما " ولم يقل أئمة على الجمع ; لأن الإمام مصدر . يقال : أم القوم فلان إماما ; مثل الصيام والقيام . وقال بعضهم : أراد أئمة , كما يقول القائل أميرنا هؤلاء , يعني أمراءنا . وقال الشاعر : يا عاذلاتي لا تزدن ملامتي إن العواذل لسن لي بأمير أي أمراء . وكان القشيري أبو القاسم شيخ الصوفية يقول : الإمامة بالدعاء لا بالدعوى , يعني بتوفيق الله وتيسيره ومنته لا بما يدعيه كل أحد لنفسه . وقال إبراهيم النخعي : لم يطلبوا الرياسة بل بأن يكونوا قدوة في الدين . وقال ابن عباس : اجعلنا أئمة هدى , كما قال تعالى : " وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا " [ السجدة : 24 ] وقال مكحول : اجعلنا أئمة في التقوى يقتدي بنا المتقون . وقيل : هذا من المقلوب ; مجازه : واجعل المتقين لنا إماما ; وقال مجاهد . والقول الأول أظهر وإليه يرجع قول ابن عباس ومكحول , ويكون فيه دليل . على أن طلب الرياسة في الدين ندب . وإمام واحد يدل على جمع ; لأنه مصدر كالقيام . قال الأخفش : الإمام جمع آم من أم يؤم جمع على فعال , نحو صاحب وصحاب , وقائم وقيام
فأنا كسني وانتَ شيخي كسني .
نعلم المقصد منها .
ولكن لو جأنا للرافضة على فهمهم للإمام .
فهم يجعلون علي إمام المتقين . أي خليفة المتقين .
فمن هذا المنطلق جاء توضيحنا وتنبيهنا .
على أن الإستثناء لا يطول النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
وأما على فهمنا فقد سبق قول ثلاث من المفسرين الكبار .
نفع الله بك شيخنا المبارك ونفع الله بعلمك .
ورحمك الله يوم أن أهديتَ لي خطئي .
ورفع الله قدرك .
مؤدب