السلام عليكم و رحمة الله,
جوابا على سؤال أبي الفضل:
أعتقد أنه الثالث في القائمة التي ذكرها شاعر الكفار ضرار بن الأزور و يأتي بعد أبي بكر و حمزة -رضي الله عنهم- فهو وسط كما بينه الخبير الذي شاهد و عاين قتال المسلمين, و يأتي بعده مباشرة في البطولة عمر و عثمان -رضي الله عنهم - أجمعين.
و لكن أخبرنا يا أبا الفضل ما علاقة مجندل عمرو بن ود و مرحب خيبر -رضي الله عنه- بهاذا الذي أحرقوا بيته و كسروا ضلع زوجته و أسقطوا جنينها و لم يحرك ساكنا و لم يشهر في وجه المعتدين سيفا و لا قتل منهم نفسا بل حتى لم يخدش أحدا منهم حتى بظفره؟! وقد بلغ من الذل أنه زوجهم ابنته فيما بعد
يا فضيحته بين العرب و فضيحة عشيرته الذين سكتوا عن مثل هذا الإعتداء على ابنتهم, و لعل الجواب أن لا علاقة لأن هذا الأخير ليست لديه و لا لقومه نخوة و لا أنفة بل إنهم شخصيات مجوسية أعجمية جاءت من الفلوكلور المجوسي الأعجمي و وضعت في قالب عربي فشكلت هذا التناقض العجيب بين الأضداد. و لا غرو فهذه الشخصية المجوسية هي التي نتجت عنها تلك الشخصية الأخرى القابعة في ظلمات السراديب و المختفية عن عيون التابعين هاربة من المواجهة و الظهور مؤثرة حياة التستر و التخفي.
و لكن أخبرنا يا أبا الفضل:
من الذي استشارهما النبي -صلى الله عليه و سلم- في قصة أسرى بدر و لم يستشر غيرهما من الصحابة؟!
و من الذين كان يدخل معه العريش و لم يدخل معه أحد غيره.
و أخبرنا عن الذي أخذ السيف بحقه يوم أحد و لم يعطه النبي -صلى الله عليه و سلم - أحدا غيره فخرج وهو يقول
أنا الذي عاهدني خليلي **ونحن بالسفح لدى النخيل
ألا أقوم الدهر في الكيول **أضرب بسيف الله والرسول
يقول الصحابي: فجعل لا يلقى أحدا إلا قتله . وكان في المشركين رجل لا يدع لنا جريحا إلا ذفف عليه فجعل كل واحد منهما يدنو من صاحبه . فدعوت الله أن يجمع بينهما ، فالتقيا ، فاختلفا ضربتين فضرب المشرك **** فاتقاه بدرقته فعضت بسيفه وضربه **** فقتله.
و أخبرنا عن الذي أجاب النبي -صلى الله عليه و سلم- يوم الأحزاب حين قال"من يأتيني بخبر القوم؟" ثلاثا فلم يقم أحد إلا هو و لم يجبه غير هذا الصحابي. فسماه النبي -صلى الله عليه و سلم- حواريه.
و أخبرنا من من الصحابة جمع الرسول -صلى الله عليه و سلم- أبويه و لم يجمعهما لأحد غيره و ما ذاك إلا لحسن بلاءه في المعركة فقال: جمع لي أبويه يقول: فداك أبي وأمي.
و أخبرنا عن الصحابي الذي قال عنه علي -رضي الله عنه-: " إن هذا سيف طالما فرج الكرب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم"
و أخبرنا عن النفر الذين بقوا مع النبي -صلى الله عليه و سلم- حين انهزم الناس يوم أحد و كلهم من الأنصار إلا رجلين من قريش ليس بينهم علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - و صد أحدهم عن النبي -صلى الله عليه و سلم- النبل حتى شلت يده أما الآخر فقلع حلقات المغفر اللاتي دخلن في وجنات النبي -صلى الله عليه و سلم- بأسنانه حتى سقطت ثناياه.
و أخبرنا من الذي حمل على نوفل بن عبد الله بالسيف يوم خيبر فضربه فشقه باثنين.
و أخبرنا من الذي قتل خاله العاص بن هشام بيده يوم بدر.
و أخبرنا من الذي نادى ابنه الكافر يوم بدر ليقتله.
و أخبرنا من أكثر الصحابة نيابة عن النبي -صلى الله عليه و سلم- في سراياه.
و أخبرنا من الذين ناداهم أبو سفيان حين أشرف على المسلمين بعد هزيمة أحد فقال: أفي القوم محمد ؟ ثلاثاً، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: لا تجيبوه. ثم قال: أفي القوم فلان ؟ ثلاثاً. ثم قال: أفي القوم فلان ؟ثلاثاً
و لم يسأل عن غير هؤلاء مع النبي -صلى الله عليه و سلم-.
لعلك تعتقد يا أبا الفضل أن بطولات الإسلام لم يقم فيها إلا ثلاثة نفر: علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- و حمزة و النبي -صلى الله عليه و سلم- و أما باقي من شهد المعارك من المسلمين متفرجين فقط ليس لأحد منهم دور في المعارك. فلعل هذه الأسئلة تجعلك تفيق من خيالك الواسع و تجعلك تفكر بنوع من الجدية.
أرجو ذلك.