المقدمة
الحمد لله مدبر الملك والملكوت ، المنفرد بالعزة والجبروت ، الرافع السماء بغير عماد، المقدر فيها أرزاق العباد. الذي صرف أعين ذوي القلوب والألباب عن ملاحظة الوسائط والأسباب إلى مسبّبِ الأسباب ، ورفع هممهم عن الالتفات إلى ما عداه والاعتماد على مدبّر سواه ، فلم يعبدوا إلا إياه ، علماً بأنه الواحد الفرد الصمد الإله ، وتحقيقاً بأن جميع أصناف الخلق عبادٌ أمثالهم ، لا يُبتغى عندهم الرزق.
والصلاة على محمد قامع الأباطيل ، الهادي إلى سواء السبيل ، وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد ، فهذه رسالة لطيفة في (توحيد رب العالمين) كتبتها بعد لقائي بسيد من سادات آل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذين نجلهم ونتقرب إلى الله تعالى بحبهم.
والذي أشار عليّ مشكوراً أن أكتب رسالة في (التوحيد) مدبجة بنصوص القرآن والسنة وكلام أئمة آل البيت لما في ذلك من الفائدة والنفع لعموم الأمة.
فاستجبت لرغبته على استيحاء مني أن أتقدم على من يفضلني علماً وتقوى لكني رأيت أنّ تخاذلي عن كتابة هذه الرسالة هو (كتمان للعلم) خصوصاً أني وقفت على روايات لآل بيت النبوة تخالف ما يدّعيه بعض المنتسبين إلى مذهبهم اليوم.
فقد تتابعت الفتن في هذا الزمان حتى أصبح ذو القلب الحي ينكر ما يراه ويسمعه ، يسأل الله تعالى أن لا يجعل فتنته في دينه.
وأي فتنة أعظم من فتنة الانصراف عن تحقيق معنى الشهادتين ، شهادة أن لا إله إلا الله ، وأنّ محمداً رسول الله ، فكم من فاتن عنها بعلم ، وكم من مفتون عنها بتقليد.
فكان من الواجب عليّ أن أشحذ همتي ، وأقوي عزيمتي مستعيناً بالله تعالى ، سائلاً إياه التوفيق والسداد في إيصال كلمتي للناس ، فإن بلغت ما أرجو لها أن تبلغه فالحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات ، وإن لم تبلغ ذلك سألت الله تعالى أن لا يحرمني الأجر وأن يجعل عملي هذا خالصاً لوجهه الكريم ، لا رياء فيه ولا سمعة.
وليعلم القارئ الكريم أنّ إرضاء الناس غاية لا تدرك ، ومن أرضى الناس بسخط الله وكله الناس إلى الناس ، ومن أرضى الله بسخط الناس ، رضي الله عنه وأرضى عنه الناس.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
{إنّ الشرك لظلم عظيم}
لقد عظّم الله تعالى أمر الشرك فقال في كتابه الكريم {إنه من يشرك بالله فقد حرّم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار}
وقال في موضع آخر من كتابه {إنّ الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}
فأخبر أنه لا يغفر الشرك مع عدم التوبة منه ، وأنه يغفر ما سواه بغير التوبة - إن شاء- (الشيخ المفيد في المسائل السروية ص101)
وقد بلغ من اهتمام الإمام علي بهذه الآية أن قال عنها: (ما في القرآن آية أحب إليّ من قوله عز وجل {إنّ الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} (التوحيد للشيخ الصدوق ص 409)
ولخطورة (الشرك) وصفه تعالى بأنه ظلم عظيم فقال {إنّ الشرك لظلم عظيم}، فمن أشرك فقد ظلم نفسه وأوردها المهالك ، بخلاف أهل الإيمان الذين وصفهم الله تعالى بقوله {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون}.
الدعاء هو العبادة
إنّ الدعاء هو العبادة ، حقيقة يستشعرها المؤمن وهو يرفع يديه إلى السماء سائلاً الله تعالى خيري الدنيا والآخرة.
وقد تضافرت نصوص الكتاب والسنة وأقوال آل البيت عليهم السلام المؤكدة لهذا المعنى، فنصت على أنّ الدعاء هو العبادة وأنّ صرف الدعاء لغير الله تعالى هو تأليه لغيره سبحانه.
فعن النعمان بن بشير قال: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول على المنبر: (إنّ الدعاء هو العبادة ، ثم قرأ {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إنّ الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين}(رواه الترمذي وغيره بسند صحيح )
وفي مناجاة الإمام علي بن الحسين (زين العابدين) في الصحيفة السجادية الكاملة: (وقلت {لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إنّ عذابي لشديد} وقلت {ادعوني أستجب لكم. إنّ الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين}، فسميت دعاءك عبادة وتركه استكباراً، وتوعدت على تركه دخول جهنم داخرين ، فذكروك بمنك ، وشكروك بفضلك ، ودعوك بأمرك، وتصدقوا لك طلباً لمزيدك)(الصحيفة السجاديه الكاملة للإمام علي بن الحسين (زين العابدين) ص 224-225) .
وروى الميرزا النوري الطبرسي في (مستدرك الوسائل 5/159) عن القطب الراوندي في (دعواته) عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: (أفضل عبادة أمتي بعد قراءة القرآن الدعاء ، ثم قرأ {ادعوني أستجب لكم إنّ الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين} ، ألا ترى أنّ الدعاء هو العبادة؟) .
وروى الكليني في (الكافي 2/466) عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال: إنّ الله عز وجل يقول {إنّ الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين} ، قال: هو الدعاء ، وأفضل العبادة الدعاء
قالها أنبياء الله فماذا تقول أنت؟
.................................................. .........................
وقالها آل البيت عن أنفسهم صراحة
.................................................. .........................
التوسل شيء والاستغاثة بالمخلوقين ودعاؤهم شيء آخر
.................................................. .........................
لا واسطة بين العبد وربه
.................................................. .........................
{يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا}
.................................................. .........................
تشابهت الصور واختلفت المسمّيات
.................................................. .........................
آل البيت يعلِّمون محبيهم التوسل المشروع
.................................................. .........................
آل البيت عليهم السلام يستغيثون بالله فبمن تستغيث أنت؟
.................................................. .........................
لأي علة أغرق الله تعالى فرعون؟
.................................................. .........................
الاستغاثة بالزهراء والأئمة أم بخالقهم؟
.................................................. .........................
أليس الله بكافٍ عبده؟
.................................................. .........................
كفانا شعارات ..
.................................................. .........................
المراجع
ما نقلتُه هو عناوين فصولٍ لهذا الكتاب القيّم
وتجده كاملاً على هذا الرابط:
http://www.ansar.org/books/alwasyah/index.htm
ولمن أراد نسخةً من هذا الكتاب ، فليراسل الإدارة على بريدها الالكتروني
ويذكر طلبه لهذا الكتاب، مع وضع عنوانه البريدي
جزى الله الشيخ العلوي السيّد: محمد سالم الخضر ..
وجعل ما عمله في ميزان حسناته ...