الحمد لله الذي أسرى لطفه ففك الأسرى، وأجرى بإنعامه للعالمين أجرا، وأسبل بكرمه على العاصين سترا، وقسم بني آدم عبدا وحرا، ودبر أحوالهم غنى وفقرا، كما رتب البسيطة عامرا وقفرا.
أحمده حمدا يكون لي عنده ذخرا، وأصلي على رسوله مقدم الأنبياء في الدنيا والأخرى، صلى الله عليه وعلى صاحبه أبي بكر الذي أنفق المال على الإسلام حتى ملأ الكف صفرا، وعلى عمر الذي هيبته كسرت كسرى، وعلى عثمان الذي قتل من غير جرم صبرا، وعلى علي الذي كان الرسول يغره بالعلم غرا، وعلى سائر آله وأصحابه الذين رفع الله لهم قدرا، وسلم تسليما، أما بعد:
نورد فيما يلي أنموذجا من روايات أصول الكافي (الجزء 1)، على سبيل المثال لا التقصي، نطرح من خلاله سؤالا ذو مغزى ودلالة:
الرزمة الأولى:
بَابُ فَرْضِ طَاعَةِ الْأَئِمَّةِ ( عليهم السلام )
8- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلَّادٍ قَالَ سَأَلَ رَجُلٌ فَارِسِيٌّ أَبَا الْحَسَنِ ( عليه السلام ) فَقَالَ طَاعَتُكَ مُفْتَرَضَةٌ فَقَالَ نَعَمْ قَالَ مِثْلُ طَاعَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ( عليه السلام ) فَقَالَ نَعَمْ . ص 185
بَابُ مَا فَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ رَسُولُهُ ( صلى الله عليه وآله ) مِنَ الْكَوْنِ مَعَ الْأَئِمَّةِ
( عليهم السلام )
6- مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ مُوسَى بْنِ سَعْدَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ عَبْدِ الْقَهَّارِ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ( عليه السلام ) قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَحْيَا حَيَاتِي وَ يَمُوتَ مِيتَتِي وَ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ الَّتِي وَعَدَنِيهَا رَبِّي وَ يَتَمَسَّكَ بِقَضِيبٍ غَرَسَهُ رَبِّي بِيَدِهِ فَلْيَتَوَلَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ( عليه السلام ) وَ أَوْصِيَاءَهُ مِنْ بَعْدِهِ .... ص 209
بَابُ عَرْضِ الْأَعْمَالِ عَلَى النَّبِيِّ ( صلى الله عليه وآله ) وَ الْأَئِمَّةِ ( عليهم السلام )
4- عَلِيٌّ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الزَّيَّاتِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبَانٍ الزَّيَّاتِ وَكَانَ مَكِيناً عِنْدَ الرِّضَا ( عليه السلام ) قَالَ قُلْتُ لِلرِّضَا ( عليه السلام ) ادْعُ اللَّهَ لِي وَلِأَهْلِ بَيْتِي فَقَالَ أَوَلَسْتُ أَفْعَلُ وَاللَّهِ إِنَّ أَعْمَالَكُمْ لَتُعْرَضُ عَلَيَّ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ قَالَ فَاسْتَعْظَمْتُ ذَلِكَ فَقَالَ لِي أَمَا تَقْرَأُ كِتَابَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ قَالَ هُوَ وَاللَّهِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ( عليه السلام ) . ص 219
الرزمة الثانية:
باب مَوْلِدِ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ وَ الرِّضْوَانُ، ص 497
حَدِيثُ آدَمَ ( عليه السلام ) مَعَ الشَّجَرَةِ، الفروع من الكافي 8/116
.... وَجَرَى لِكُلِّ نَبِيٍّ مَا جَرَى لِنُوحٍ ( صلوات الله عليه ) وَ كَمَا جَرَى لآِدَمَ وَهُودٍ وَصَالِحٍ وَشُعَيْبٍ وَإِبْرَاهِيمَ ( صلوات الله عليه ) حَتَّى انْتَهَتْ إِلَى يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ
( عليهما السلام ) ثُمَّ صَارَتْ مِنْ بَعْدِ يُوسُفَ فِي أَسْبَاطِ إِخْوَتِهِ حَتَّى انْتَهَتْ إِلَى مُوسَى ( عليه السلام ) .... وَ كَانَ بَيْنَ يُوسُفَ وَ مُوسَى مِنَ الْأَنْبِيَاءِ وَ كَانَ وَصِيُّ مُوسَى يُوشَعَ بْنَ نُونٍ ( عليهما السلام )
حَدِيثُ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ( عليهما السلام )، الفروع من الكافي 8/131
حَدِيثُ مُحَاسَبَةِ النَّفْسِ، الفروع من الكافي 8/143
114- ابْنُ مَحْبُوبٍ عَنْ جَمِيلِ بْنِ صَالِحٍ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ صَبِيحٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) قَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَوْحَى إِلَى سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ ( عليهما السلام ) أَنَّ آيَةَ مَوْتِكَ أَنَّ شَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ يُقَالُ لَهَا الْخُرْنُوبَةُ....
وهكذا ...
ولنوضح المغزى، نقول: عندما نذكر على سبيل المثال، عمر بن الخطاب، نقول: (رضي الله عنه)، أما عند ذكر عبد الله بن عمر، نقول (رضي الله عنهما). والسبب واضح جلي لنا.
ونلاحظ عند الرافضة، عند ذكر علي بن أبي طالب، قولهم (عليه السلام) بإفراد السلام، أما عند ذكر أحد ذريته، كعلي بن الحسين مثلا، يؤتى بالسلام بصيغة التثنية.
والسبب واضح جلي، لكن هل يفهم الرافضة المغزى؟