الدانمارك تستكشف صورتها لدى المسلمين
تعاقدت الدانمارك مع مؤسسة بحثية أوروبية بارزة لمساعدتها في التعرف على رؤية العالم الإسلامي لكوبنهاجن. يأتي ذلك كمحاولة لاستيعاب أو ربما التحرك بشأن الأزمة العالمية التي تسببت فيها إحدى صحفها بنشر رسوم مسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم.
وترفع مؤسسة (الرابطة الحمراء) -إحدى أبرز مؤسسات الأبحاث والإستراتيجيات الابتكارية في أوروبا- نتائج دراستها للوضع وتوصياتها إلى وزارة الخارجية الدانماركية بهذا الصدد في غضون أيام.
وفي تصريحات خاصة لإسلام أون لاين.نت الأربعاء 19-4-2006 أوضح فريدريك وايدمان مدير مشروع الدراسة أن الاتفاق مع الخارجية الدانماركية شمل إجراء مسح للرأي العام في كل من مصر والأردن.
وأفاد وايدمان بأن أربعة باحثين دانماركيين بالإضافة إلى ستة من معاوني العمليات الميدانية المحليين التقوا مع أشخاص يعملون في دوائر تشكيل الرأي في العالم الإسلامي منهم صحفيون ومفكرون وأكاديميون وعلماء دين.
ومن بين الشخصيات التي التقى بها فريق القاهرة، عصام العريان المتحدث باسم الإخوان المسلمين الذين يحتلون 88 مقعدًا بالبرلمان المصري، فيما التقى فريق عمّان بالعالم الديني حمدي مراد.
ومن المقرر أن يقوم الباحثون الذين أنهوا بالفعل رحلتهم التي استغرقت ثلاثة أسابيع إلى مصر والأردن بتقديم توصياتهم إلى وزارة الخارجية الدانماركية في غضون أسابيع.
وكانت صحيفة "يولاندز بوستن" الدانماركية اليومية واسعة الانتشار قد نشرت في سبتمبر من العام الماضي 12 رسمًا كاريكاتوريًّا مسيئةً للرسول الكريم، يصوره أحد هذه الرسوم مرتديا عمامة على شكل قنبلة فتيلها مشتعل.
وأدى ذلك إلى إشعال موجة عارمة من احتجاجات المسلمين بأنحاء العالم شاب العنف بعضها، فيما انتشرت دعوات لمقاطعة البضائع الدانماركية لقيت تجاوبا واسعا في العالم الإسلامي؛ وهو ما أسفر عن انخفاض حاد في إجمالي صادرات منتجات الألبان من الدانمارك بنسبة 85%، بحسب مكتب الإحصاءات القومي الدانماركي.
ليست الأولى
ولا تعد تلك المرة الأولى التي تحاول فيها وزارة الخارجية إصلاح العلاقات مع العالم العربي والإسلامي؛ حيث لم تكن تلك العلاقات على ما يرام حتى قبل اندلاع أزمة الرسوم المسيئة العام الماضي.
ففي يونيو 2003 أطلقت الحكومة الدانماركية برنامج "الشراكة والتقدم والإصلاح" المعروف كذلك باسم "المبادرة العربية"، وذلك كجزء من رؤية سياسة خارجية جديدة أطلق عليها "عالم متغير".
وتضمنت المبادرة تعاونا اقتصاديا وسياسيا أكثر قربا مع دول العالم العربي، وذلك من خلال تنظيم المؤتمرات ومواءمة البرامج وتقديم التمويل للمنظمات غير الحكومية، إضافة إلى أنشطة أخرى.
وتخطط وزارة الخارجية بالفعل لتعزيز الإنفاق على العلاقات مع الشرق الأوسط من خلال رفع ميزانيتها الحالية البالغة حوالي 100 مليون كورونا دانماركية سنويا (16.2 مليون دولار) بنسبة 20%.
وفيما يتعلق بالجهود المبذولة على خلفية أزمة الرسوم أكد وزير الخارجية بير ستيج موللر في 3-4-2006 ضرورة تقوية وتوسيع التعاون والحوار على كافة المستويات مع العالم الإسلامي.
وقال موللر: "إذا اعتبرنا أزمة الرسوم البروفة النهائية لمسرحية تصادم الحضارات، فدعونا نأمل أن الجميع كرهوا ما رأوه لدرجة أن العرض الرئيسي (للمسرحية) تم إلغاؤه". وأضاف: "ونحن الدانماركيين على استعداد للقيام بدورنا في تحويل الصراع الكامن إلى تحالف للحضارات".
http://www.islam-online.net/Arabic/n...rticle01.shtml