جاء في صحيح البخاري رحمه الله ،،،
عن إبن عباس رضي الله عنه قال ( لما أشتد بالنبي صلى الله عليه وسلم وجعه قال : ائتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لاتضلوا بعده ، فقال عمر رضي الله عنه ، إن النبي صلى الله عليه وسلم غلبه الوجع وعندنا كتاب الله حسبنا، فاختلفوا وكثر اللغط ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم قوموا عني ، ولا ينبغي عندي التنازع .... الحديث ) رواه البخاري في كتاب العلم رقم ( 114 )
يقول الشيخ الطنطاوي رحمه الله :
والذي أراه أن عمر رضي الله عنه قد تعود خلال صحبته الطويلة للرسول صلى الله عليه وسلم أن يبدي له رأيه لما يعلم من إذنه له بذلك ولرضاه عنه ، وقد مر من أخبار صحبته مواقف كثيرة كان يقترح فيها على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمورا ، ويطلب منه أمورا ، ويسأله عن أمور ، فكان الرسول صلى الله عليه وسلم ، يقره على مافيه الصواب ، ويرده عن الخطأ ،
( قلت ( أنا المدهش ) : بل الله تعالى أقر عمر في بعض آرائه التي إعترض بها على رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سيأتي )
يكمل الشيخ الطنطاوي رحمه الله ويقول : فلما قال الرسول صلى الله عليه وسلم (( ائتوني أكتب لكم كتابا ) اقترح عليه عمر رضي الله عنه على عادته التي عوده الرسول صلى الله عليه وسلم أن يكتفي بكتاب الله ، فأقره الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولو كان يريد الكتابة لأسكت عمر ولأمضى ما يريد انتهى كلامه رحمه الله.( أخبار عمر ص 46)
قال النووي رحمه الله :
قيل أن الكتاب الذي هم به النبي صلى الله عليه وسلم : أنه أراد أن ينص على الخلافة في إنسان معين لئلا يقع فيه نزاع وفتن. ، قال واتفق العلماء في شرح الحديث أنه من دلائل فقه عمر وفضائله ودقيق نظره
قلت ( أنا المدهش ) : . وقد ظهر للنبي صلى الله عليه وسلم مصلحة في كتاب الكتاب وبعد أن استجاب الصحابة لطلبه نسخ أمره بقوله ( قوموا عني ، ولا ينبغي عندي التنازع ) ولعله استأنس برأي عمر حين سمعه يقول لبعض الصحابة (وعندنا كتاب الله حسبنا ) كما ذكر ذلك الشيخ الطنطاوي رحمه الله.
قلت : أنا المدهش :
والواقع يبين أن الصحابة بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم جعلوا كتاب الله بينهم ( موافقة لرأي عمر حين قال وعندنا كتاب الله حسبنا ، بل سكوت النبي صلى الله عليه وسلم بعد قول عمر يظهر لنا أن ماخاف منه عليه الصلاة والسلام من النزاع والتفرق سيزول إذا كان كتاب الله عند الاختلاف هو المرجع والمآل ) وكان هذا ماتحقق بفضل الله ثم بفضل مقولة الفاروق المسدد بسداد الله تعالى له فماا كان منهم إلا أن اتخذوا من قوله تعالى ( وأمرهم شورى بينهم ) منهجا فلم يقع بينهم الخلاف في اختيار الخليفة الراشد أبي بكر الصديق الذي كان إمام المسلمين وقت مرض النبي صلى الله عليه وسلم عدة ليال ، ولو نص النبي صلى الله عليه وسلم بالخلافة لإحد لكان أولى الناس بها الصديق رضي الله عنه ، فقد ارتضاه إماما لدينهم فكيف لايرتضيه خليفة لدنياهم .
ولا غرابة أن نجد عمر رضي الله عنه وفق لهذا الرأي الذي رضيه رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل موته إذا علمنا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول ( لقد كان فيما قبلكم من الأمم محدثون فإن يكن في أمتي أحد فإنه عمر ) رواه البخاري برقم ( 3689 ) ومسلم برقم ( 2398 ) قال العلماء : الملهم : من يجري الصواب على لسانه من غير قصد )قال إبن حجر رحمه الله : والسبب في تخصيص عمر بالذكر لكثرة ما وقع له في زمن النبي صلى الله عليه وسلم من الموافقات التي نزل القرآن مطابقا لها. ( فتح الباري( 7/51)
لقد كان عمر بعد إسلامه صريحا في إيمانه جريئا في إبداء رأيه ، شديد الغيرة لدين الله ، ففي صلح الحديبية يغار لدينه وقد خفي عليه الحكمة من هذا الصلح فيقول يا رسول الله : كيف نرضى بالدنية في ديننا.وفي قصة عبد الله بن أبي بن سلول المنافق : يقف أمام صدر النبي صلى الله عليه وسلم ليمنعه من الصلاة على ذلك المنافق غيرة على رسول الله لما قد تكلم به ذلك المنافق حين قال كما قال تعالى ( يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ) ويقصد ذلك المنافق بالأذل الرسول صلى الله عليه وسلم وصحبه .فينزل الوحي موافقا لرأي عمر ومؤيدا له فيقول تعالى ( ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره )وهكذا موقفه مع أسرى بدر ينزل القرآن مؤيدا لرأيه . وكذلك يوافق القرآن رأيه في اتخاذ مقام إبراهيم مصلى ، وغيرها وغيرها من الموافقات القرآنيه حتى قيل أنه وافق القرآن رأيه في أربعين موضعا ،
لأن الله تعالى مطلع على سريرة عمر تلك السريرة النقية الغيورة لله ولرسوله ولدينه فكان أهلا رضي الله عنه بأن ينال هذا الإلهام الإلهي من الله تعالى وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء قال تعالى ( والله يخلق ما يشاء ويختار )
محبكم المدهش
11-04-06, 04:23 AM
بإن آخذ موضوعك و أنقله إلي هناك
العرض العادي
