قال الله تعالى
((وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ))
رغم الوضوح الشديد لكل من له نظر وبصيرة بان هذه الاية هي في مخاطبة ازواج رسول الله صلى الله عليه وسلم الا ان الرافضة يدندنون حول حديث الكساء ويجعلونه دليلا لصرف هذه الاية عن ظاهرها او تخصيصها باصحاب الكساء فقط ومن ثم يجعلونها دليلا على امر عظيم ومهم وهو العصمة تعالوا لنقرأ سويا حديث الكساء ونرى هل يدل على هذا الامر العظيم ام لا
روي هذا الحديث في كتب السنة بعدة طرق
1- من طريق بن عباس
عمرو بن ميمون ، عن ابن عباس ، قال : دعا رسول الله الحسن والحسين وعليا وفاطمة وساق القصة
2- من طريق عائشة عليها السلام
عن صفية ابنة شيبة قالت : قالت عائشة : خرج النبي غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله ، ثم جاء الحسين فدخل معه ثم جاءت فاطمة فأدخلها ، ثم جاء علي فأدخله ، ثم قال : " إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا
3- من طريق ام سلمة عليها السلام
عن أم سلمة قالت : لما نزلت هذه الآية : " إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا " دعا رسول الله عليا وفاطمة الزهراء وحسنا وحسينا عليهم السلام " فجلل عليهم كساء خيبريا فقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي اللهم اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا " قالت أم سلمة : ألست منهم ؟ قال : أنت إلى خير " .
4- من طريق ابو سعيد الخدري
عن أبي سعيد الخدري ، عن النبي في قوله تعالى : " إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا " . قال : جمع رسول الله عليا وفاطمة الزهراء والحسن والحسين عليهم السلام ، ثم أدار عليهم الكساء فقال : " هؤلاء أهل بيتي اللهم اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا " وأم سلمة على الباب فقالت : يا رسول الله ! ألست منهم ؟ فقال : " إنك لعلى خير أو إلى خير "
5- من طريق سعد بن ابي وقاص رضي الله عنه
عن عامر بن سعد بن أبي وقاص ، عن أبيه قال : لما نزلت " إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا " " دعا رسول الله عليا وفاطمة وحسنا وحسينا اللهم هؤلاء أهل بيتي " .
6- من طريق جعفر بن ابي طالب نفس السياق
7- واثلة بن الاسقع نفس القصة
8- انس بن مالك نفس القصة
نقول اولا : لو بلغ عدد الصحابة الذين يروون هذا الحيث الالف فان الحديث يبقى حديث احاد لانهم ينقلون من ام سلمة رضي الله عنها
ثانيا : هذا ليس الاشكال الاشكال هو ان المبلغ عن امر هذا التخصيص ليس رسول الله صلى الله عليه وسلم وانما ام سلمة عليها السلام ولو كان الامر بهذه الاهمية والعظمة لوضحه واخبر به رسول الله صلى اللله عليه وسلم على جمع من اصحابه بدل ان يبقى الامر محصورا بين جدران بيت ام سلمة رضي الله عنها لا يعلم عنه احد غيرها فلماذا يا ترى لم يخبر الرسول صلى الله عليه وسلم اصحابه منهم اهل البيت وبالتالي امته من بعده لانهم الثقل الثاني ؟؟
ببساطة حديث الكساء وهذه ظروفه لا يساوي شيئا ولا يجوز ان نخصص به اية من ايات القران
ثالثا : الايمان بالله وحده كفيل باذهاب الرجس وليس لاصحاب الكساء اي خصوصية وكل ما في الامر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم دعى لهم بان يذهب الله عنهم رجس الشيطان
قال تعالى
فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ