ضيفنا أكره النواصب وغيره نناقش هناك سلامة (القرآن الكريم) من النقص والتحريف!؟

[الدرعاوي]

ضيفنا أكره النواصب .... نسأل الله لك الهداية
ضيوفنا الشيعه ..... نسأل الله لك الهداية.

قال تبارك وتعالى ( ذلك الكتاب لا ريب فيه ) سورة البقرة الآية رقم (1)
قال تبارك وتعالى ( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ) سورة السجدة الآية رقم (42)
قال تبارك وتعالى ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) سورة الحجر الآية رقم (9)
قال تبارك وتعالى ( إن علينا جمعه وقرآنه فاذا قرأناه فاتبع قرآنه () ثم إن علينا بيانه ) سورة القيامة الآية رقم (17و18و19)
قال تبارك وتعالى ( أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير ) سورة هود الآية رقم (1)
قال تبارك وتعالى ( وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا )
قال تبارك وتعالى ( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها ) سورة محمد رقم (24)
وصدق الله العظيم ( إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ).

ومع وضوح هذه الآيات الكريمة إلا أن الشيعة وفي كتبهم المعتمده عقيده أصيله وعتيقة وهي أن القرآن الكريم الذي بين ايدي الناس ناقص ومحرف!؟ وحتى يكون نقاشنا وحوارنا مثمر للجميع نحدد المحاور التالية لمناقشتها نسأل الله أن يرينا وإياكم الحق حقاً ويرزقنا إتباعه والباطل باطلأ ويرزقنا إجتنابه ...آللهم آمين.

المحور الأول:
هل هناك من أنكر هذه العقيدة الأصيلة والعتيقة من أسياد وعلماء الشيعه على مر القرون الثالث الأولى أي هل هناك عالم واحد خلال هذه القرون أنكر هذه العقيدة!؟

المحور الثاني:
من منتصف القرن الرابع إلى السادس هل هناك من أنكر تلك العقيدة غير أربعه لا خامس لهم!؟

المحور الثالث: من أنكر هذه العقيدة العتيقة والأصيلة لدى الشيعة في الدور الثاني هل قبلها علماء الشيعه وكيف فندوا أقوالهم ومن بعد ذلك ما هي أسباب إنكارهم لتلك العقيدة

المحور الرابع:
نخصصه هنا للنتيجة المتوقعة بعد أن لا يجد ضيفنا الشيعي مفراً من الإقرار بهذه العقيدة يأتي بشبهات لديه كيفها لتكون سند له في القول أن أهل السنة والجماعة أهل القرآن الكريم أهل التوحيد لديهم مثل هذا الاعتقاد!! ونناقش هذه الشبهة إن شاء الله.

المحور الخامس:
سوف نناقش فيه هل عامة الشيعة يقرون بتلك العقيدة وهل هم ينكرونها نظراً ويقرونها عملياً سوف نناقش ذلك إن شاء الله في هذا المحور.

ولعلنا نستهل الحوار بسؤال أمل أن يجب عليه ضيفنا أو ضيفونا بشكل مباشر!

ما حكم من قال وأعتقد بأن القرآن الكريم ناقص ومحرف ؟ مع إثبات ذلك بقول أحد من علمائكم إن وجد؟

نسأل الله هداية الضال ونسأله السلامة سلامة الدين وسلامة العقل.

[فاطمه]

بارك الله بك و حفظك الله من كل مكروه

و لا أظن بأنك تجد من يناقشك ، عفواً !

مجرد إحساس أو تخمين !

[الدرعاوي]

المحور الأول:
هل هناك من أنكر هذه العقيدة الأصيلة والعتيقة من أسياد وعلماء الشيعه على مر القرون الثالث الأولى أي هل هناك عالم واحد خلال هذه القرون أنكر هذه العقيدة!؟

عن علي بن الحكم عن هشام بن صالح عن ابى عبد الله عليه السلام قال: إن القرآن الذي جاء به جبرائيل عليه السلام إلى محمد صلى الله عليه وآله سبعه عشر ألف آية. " الكافي للكليني ج2ص634 كتاب فضل القرآن"

والمعروف أن القرآن ستة الآف ومائتان وثلاث وستون آية ، ومعناه أن ثلثي القرآن راح على أدراج الرياح ، والموجود هو ثلث، ولقد صرح بذلك جعفر بن الباقر كما ذكر الكليني في كافيه ايضاً تحت باب " ذكر الصحيفة والجفر الجامعة ومصحف فاطمة عليها السلام:
عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن عبد الله الحجال عن أحمد بن عمر الحلبي، عن أبي بصير قال : دخلت على ابى عبد الله عليه السلام فقلت له: جعلت فداك إني أسألك عن مسألة ، ههنا أحد يسمع كلامي ؟ قال : فرفع أبو عبد الله عليه السلام ستراً بينه وبين بيت آخر فأطلع فيه ثم قال : يا أبا محمد سل عما بدا لك ، قال : قلت جعلت فداك إن شيعتك يتحدثون أن رسول الله صلى الله عليه وآله علم علياً عليه السلام بابا يفتح له منه ألف باب ؟ قال : فقال : يا أبا محمد علم رسول الله صلى الله عليه وآله علياً عليه السلام ألف باب يفتح من كل باب ألف باب قال : قلت : هذا والله العلم قال : فنكت ساعة في الأرض ثم قال : إنه لعلم وما هو بذاك.
قال : ثم قال : يا أبا محمد ! وإن عندنا الجامعة وما يدريهم ما الجامعة ؟ قال :قلت : جعلت فداك وما الجامعة ؟ قال : صحيفة طولها سبعون ذراعاً بذراع رسول الله صلى الله عليه وآله وإملائه من فلق فيه وخط علي بيمينه، فيها كل حلال وحرام وكل شيء يحتاج الناس إليه حتى الأرش في الخدش وضرب بيده إلى فقال : تأذن لي يا أبا محمد ؟ قال : قلت : جعلت فداك إنما أنالك فاصنع ما شئت ، قال : فغمزني بيده وقال : حتى أرش هذا – كأنه مغضب – قال : قلت : هذا والله العلم قال : إنه لعلم وليس بذاك.
ثم سكت ساعة، ثم قال : وإن عندنا الجفر وما يدريهم ما الجفر ؟ قال : قلت: وما الجفر ؟ قال : وعاء من أدم فيه علم النبيين والوصيين، علم العلماء الذين مضوا من بني إسرائيل ، قال قلت : إن هذا هو العلم ،قال إنه لعلم وليس بذاك.
ثم سكت ساعة ثم قال : وإن عندنا لمصحف فاطمة عليها السلام وما يدريهم ما مصحف فاطمة عليها السلام ؟ قال : قلت: وما مصحف فاطمة عليها السلام ؟ قال : مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات ، والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد ، قال ،قلت : هذا والله العلم قال إنه لعلم وما هو بذاك.
ثم سكت ساعة ثم قال : عندنا علم ما كان وعلم ما هو كائن إلى أن تقوم الساعة ، قال : قلت : جعلت فداك هذا والله العلم ن قال : إنه لعلم وليس بذاك.
قال : قلت : جعلت فداك فأي شيء العلم ؟ قال : ما يحدث بالليل والنهار ، الأمر من بعد الأمر والشيء بعد الشيء ، إلى يوم القيامة . " الأصول من الكافي ج1 ص239، 304

فأي قسم الذي حذف ؟ يبينه الكليني أيضاً من إمامه المعصوم محمد – الباقر – الامام الخامس عند القوم – حيث يروي.

عن أبي علي العشري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن اسحاق بن عمار بن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال:
نزل القرآن أربعة أرباع ، ربع فينا ، وربع في عدونا ، وربع سنن وأمثال ، وربع فرائض وأحكام . " الكافي في الأصول – كتاب فضائل القرآن ج2 ص628"

ومثله روى عن علي رضي الله عنه حيث أورد الرواية:

عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد ، وعلي بن إبراهيم ، عن أبية ، جميعها عن ابن محبوب ن عن أبي حمزة ، عن أبي يحيى ، عن الأصبغ بن نباتة قال : سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول :
نزل القرآن أثلاثا : ثلث فينا وفي عدونا ، وثلث سنن وأمثال ، وثلث فرائض وأحكام . " أيضاً ج2 ص627 "

ومثال لذلك الحذف ؟ يبينه الكليني أيضاً في كافية.

عن الحسين بن محمد ، عن معلي بن محمد ، عن جعفر بن محمد بن عبيدالله ، عن محمد بن عيسى القمي ، عن محمد بن سليمان ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله عليه السلام في قولة : " ولقد عهدنا إلى آدم من قبل" كلمات في محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة عليهم السلام من ذريتهم " فنسى" هكذا والله نزلت على محمد صلى الله علية وآله . " أيضاً ج1 ص16"

وأيضاً " علي بن محمد ، عن بعض أصحابة ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال : دفع إلى أبو الحسن عليه السلام مصحفاً وقال لا تنظر فيه ، ففتحه و قرأت فيه " لم يكن الذين كفروا " فوجدت فيها اسم سبعين رجلاً من قريش بأسمائهم وأسماء آبائهم قال : فابعث إلى بالمصحف . " أيضاً ج2 ص631 "

وأين هذا القرآن الآن ؟

روى الكليي أيضاً عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسن ، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم ، عن سالم بن سلمة قال قرأ رجل على أبي عبد الله عليه السلام وأنا استمع حروفا من القرآن ليس على ما يقرؤها الناس ، فقال أبو عبد الله عليه السلام : كف عن هذه القرأة ، اقرأ كما يقرأ الناس حتى يقوم القائم فذا قام القائم عليه السلام قرأ كتاب الله عز وجل على حد . وأخرج المصحف الذي كتبه علي عليه السلام وقال : أخرجه على عليه السلام إلى الناس حين فرغ منه وكتبه فقال لهم : هذا كتاب الله عز وجل كما أنزله على محمد صلى الله عليه وآله ، وقد جمعته من اللوحين فقالوا : هو ذا عندنا مصحف جامع فيه القرآن لا حاجة لنا فيه ، فقال أما والله ما ترونه بعد يومكم هذا أبدا ، إنما كان علي أن أخبركم حين جمعته لتقرؤه . أيضاً ج2 ص633 .

هذه ، ومثل هذه الروايات كثيرة كثيرة في أوثق كتاب من كتب القوم ، الذي عرض على الامام الغائب فأوثقه و جعله كافيا لشيعته – سوف نتطرق لها في حينه – تجنبا عن التكرار.

والمقصود أن الكليني روى هذا الروايات من أئمته المعصومين وأنهم كانوا يقولون بالتحريف في القرآن الموجود بأيدي الناس ، كما كانوا يوعزون إلى شيعتهم أن يعتقدوا بمثل هذا الاعتقاد ، ولقد وردت في هذه الروايات الثمانية عقيدة الأربعة من الأئمة – علي بن أبي طالب ، محمد الباقر ، ابنه جعفر ، وأبي الحسن . وفي الكتاب إثبات لهذه العقيدة من أئمته الآخرين الذين لم نورد رواياتهم للسب الذي ذكرناه آنفا ، وسوف تأتي في محلها إن شاء الله.

تنوية :ما تجدر الإشارة إليه " الكلام تنازلا على معتقدات الشيعة . و إلا فنحن نؤمن بأن كل هذه الروايات خرافات و أباطيل، لا صحة لها مطلقا وبتاتا لأن هؤلاء الأجلة مبرؤون، و اعتقادهم في القرآن اعتقاد جميع المسلمين – وهم قادتهم وقدوتهم – أن القرآن لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.

وللحديث بقية....

[الدرعاوي]

وكذلك القمي يذكر في مقدمة تفسيرة:

فالقرآن منه ناسخ ومنسوخ ، ومنه محكم ومنه متشابه ن ومنه عام ومنه خاص ، ومنه تقديم ومنه تأخير ، ومنه منقطع ومنه معطوف ، ومنه حرف مكان حرف ، ومنه على خلاف ما أنزل الله . " تفسير القمي ج1 ص5 "

وأيضاً ... وأما ما هو كان خلاف ما أنزل الله فهو قوله ( كنتم خير امة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ) فقال أبو عبدالله عليه السلام لقارئ هذه الآية (خير امة) يقتلون امير المؤمنين والحسين بن علي عليه السلام ؟ فقيل له وكيف نزلت يابن رسول الله ؟ فقال انما نزلت ( كنتم خير أئمة أخرجت للناس ) الاترى مدح الله بهم في آخر الآية ( تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ) ومثله آية قرئت على أبي عبدالله عليه السلام ( الذين يقولون ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين اماما) فقال أبو عبدالله عليه السلام لقد سالوا الله عظيماً أن يجعلهم للمتقين اماما فقيل له يا بن رسول الله كيف نزلت ؟ فقال انما نزلت ( الذين يقولون ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعل لنا من المتقين اماما ) وقوله ( له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من امر الله ) فقال أبو عبدالله كيف يحفظ الشئ من امر الله وكيف يكون المعقب من بين يديه فقيل له وكيف ذلك يا بن رسول الله؟ فقال انما نزلت ( له معقبات من خلفه ورقيب من بين يديه يحفظونه بامر الله ) . و مثله كثير. " تفسير القمي ج1 ص10

وقد كتب على ظهر هذا الكتاب المطبوع:
" هو من أقدم التفاسير التي كشفت القناع عن الآيات النازلة في أهل البيت عليه السلام ".

ننتقل للعياشي محمد بن مسعود بن عياشي السلمى المعروف بالعياشي. وهو من قال فيه النجاشي : ثقة ن صدوق ، عين من عيون هذه الطائفة . " رجال النجاشي ص247.

فهذا العياشي يذكر في مقدمة تفسيره عن الأصبغ بن نباتة قال سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول : نزل القرآن أثلاثاً : ثلث فينا وفي عدونا ، وثلث سنن وأمثال ، وثلث فرائض وأحكام . " مقدمة التفسير تحت عنوان فيما انزل القرآن ج1 ص9"

و عن ميسر عن أبي جعفر عليه السلام:
(لولا أنه زيد في كتاب الله ونقص منه ما خفي حقنا على ذي حجى) " العياشي ج1 ص13 وأيضاً مقدمة البرهان ص37 ".

وغيرها من الروايات الكثيرة التي يأتي ذكرها في محلها إن شاء الله.

ومنه ننتقل إلى محمد بن الحسن الصفار الذي قال عنه النجاشي:
كان وجها في أصحابنا القميين ‘ ثقة ، عظيم القدر ، راجحا ، قليل السقط في الرواية ، له كتب ،منها كتاب ( بصائر الدرجات ) توفي في سنة 290هـ. " رجال النجاشي ص251، ومثله في الكنى والألقاب ج2 ص 379".
"وهو من تلامذة حسن العسكري – الأمام الحادي عشر المعصوم عند القوم." "الذريعة ج3 ص125"

يورد في كتابه عقيدته في القرآن عن إمامه المعصوم بروايته المتصلة الموصولة:

حدثنا علي بن محمد ، عن القاسم بن محمد ، عن سليمان بن داؤد ، عن يحيى بن اديم ، عن شريك ، عن جابر قال : قال أبو جعفر (ع) : دعا رسول الله أصحابة بمنى ، فقال:
يا أيها الناس ! إني تارك فيكم حرمات الله : وعترتي ، والكعبة البيت الحرام ، ثم قال أبو جعفر : أما كتاب الله فحرفوا ، وأما الكعبة فهدموا ، وأما العترة فقتلوا ، وكل ودايع الله تبرؤا . " بصائر الدرجات ،الجز الثامن، الباب السابع عشر، ط إيران 1285هـ ."

وأيضاً، عن أحمد بن مجمد ، عن الحسن بن محبوب عن عمرو بن أبي المقدام عن جابر قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول :

(ما من أحد من الناس ادعى أنه جمع القرآن كله كما أنزل الله إلا كذب ، و ما جمعه وحفظة كما أنزله الله إلا علي بن أبي طالب والأئمة من بعده) . " نقلاً عن البرهان ج1 ص15.
وأيضاً .. عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن حماد بن عيسى عن ابراهيم بن عمر انه قال:
(في القرآن ما مضى وما يحدث ، وما هو كائن ، وكانت فيه أسماء رجال فالقيت ، وإنما الاسم الواحد في وجوه لاتحصى ، يعرف ذلك الوصاة)." أيضاً نفس المصدر"

وكذلك هو الحال لفرات بن إبراهيم الكوفي الذي سرد روايات كثيرة تدل دلاله واضحة على أن القرآن محرف ومغير فيه . وهو حال سليم بن قيس العامرى الذي يعدونه من أصحاب علي رضي الله عنه أورد روايات في كتابه مثل التي ذكرناها قبل.

وللحديث بقية....

[الدرعاوي]

خلاصة القول:
هؤلاء محدثوا القوم ومفسريهم ورواتهم الأجلة في العصور الاولى لقوا أئمتهم ورووا عنهم بلا واسطة وبواسطة. فكلهم يروون مثل هذه الروايات، ويعتقدون بهذه العقيدة أي عقيدة تحريف القرآن الكريم وتغييره وهؤلاء هم عمدة المذهب ، وتلك كتبهم عليها مدار عقائد الشيعة ، لولاهم ولولاها لما ثبت لهم شي ، ولأجل ذلك قال النوري الطبرسي :
" اعلم أن تلك الأخبار منقولة من الكتب المعتمدة التي عليها معول أصحابنا في إثبات الأحكام الشرعية " فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب ص2520".

ثم خلفهم خلف من المحدثين والمفسرين ، كلهم انتهجوا منهجهم وسلكوا مسلكهم ، وأوردوا روايات وذكروا أحاديث صريحة في مدلولها ، وواضحة في معناها بلغت حد التواتر وزادت عليه ، حتى قال السيد نعمت الله الجزائري:
"إن الأصحاب قد أطبقوا على صحة الأخبار المستفيضة ، بل المتواترة الدالة بصريحها على وقوع التحريف في القرآن كلاما و مادة و اعرابا والتصديق بها" نفس المصدر ص31.
وقال عالم شيعي علق على تفسير القمي ذاكرا أقوال العلماء في تحرف القرآن ( ولكن الظاهر من كلمات غيرهم من العلماء والمحدثين، المتقدمين منهم والمتأخرين، القول بالنقيصة كالكليني، والبرقي، والعياشي، والنعماني، وفرات بن إبراهيم، وأحمد بن أبي طالب الطبرسي،والمجلسي، والسيد الجزائري، والحرالعاملي،والعلامة الفتوني، والسيد البحراني، وقد تمسكوا في إثبات مذهبهم بالآيات والروايات التي لا يمكن الإغماض عليها) "مقدمة تفسير القمي للسيد طيب الموسوي ص23و24"

وقال السيد نعمة الله الجزائري المحدث الشيعي في كتابة ( الأنوار ) ونقل عنه السيد تقى النورى فقال ( إن الأخبار الدالة على ذلك تزيد على ألفى حديث، وادعى استفاضتها جماعة كالمفيد، والمحقق الداماد، والعلامة المجلسي، وغيرهم، بل الشيخ ( أبو جعفر الطوسى ) أيضاً صرح في ( التبيان) بكثرتها، بل ادعى تواترها جماعة – إلى أن قال – واعلم أن تلك الأخبار منقولة من الكتب المعتبرة التي عليها معول أصحابنا في إثبات الأحكام الشرعية، والآثار النبوية) " فصل الخطاب ص227"

أما فيما يخص السبب فسوف نؤجزة في الأسطر التالية: لقد وجد " علماء وأسياد الشيعة " أن الولاية والوصاية والإمامة – التي جعلوها أصل وأساس مذهبهم - التي لم يوجد لها اصل بحسب مفهوم واعتقاد الشيعة ( وسوف يأتي تفصيل ذلك في المبحث الثاني في الولاية والإمامة )، بل ليس لها وجود في القرآن البتة، فكيف يثبتونها وقد وجد ذكر غير الأهم منها – حسب زعمهم – في القرآن بالتكرار والإصرار- فالتجئوا لدفع هذا الإيراد إلى القول بأن القرآن قد غير ونقص منه أشياء – وقد غيره وحذف منه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عامة، وخلفاؤه ونوابه الذين خلفوه ونابوا عنه لقيادة هذه الأمة المجيدة المرحومة خاصة، لدفع علي وأهل بيته عن حقهم في ولا يتهم وإمامتهم. فأسقطوا من القرآن كل ما كان يدل على إمامتهم ووصايتهم، وخلافتهم ونيابتهم عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حسب زعمهم. " ولك فيما رووا عن الطبرسي من كتابه ( الاحتجاج ) في البرهان مقدمة ص25 " مزيد من التفصيل.

وقبل أن ننتقل من المحور الأول سوف ننتظر مشاركة تعليق مداخلة مفيده من أحد ضيوفنا الشيعة.

نسأل الله هداية الضال ونسأله السلامة سلامة الدين وسلامة العقل.

[الدرعاوي]

حيث أن ضيوفنا يشكل عليهم تسجيل مشاركة أو تعليق مفيد برغم من حرصهم على تسجيل المشاركة أين كانت قيمتها أو مضمونها ! وحيث أن الهروووب من الحق والحقيقة هو أسهل الطرق لديهم نسأل الله العافية والسلامة

نضيف معلومة في المشاركة التالية من باب الفائدة...

نسأل الله هداية الضال ونسأله السلامة سلامة الدين وسلامة العقل.

[الدرعاوي]

قبل أن نتجاوز الجيل الأول من التشيع نتطرق إلى حقيقة مهمة:

ظهر في الدور الثاني من التشيع أي بعد منتصف القرن الرابع إلى القرآن السادس من القوم من يخالف تلك العقيد العتيقة والأصيلة في المذهب - لأسباب نفصلها في حينه- وتصدر القوم في هذا ( ابن بابوية القمي –استاذ الفقيه المفيد ومن كتبه الاعتقادات ) وتبعه في ذلك ( السيد المرتضى - مؤلف نهج البلاغة ) وثالثهم ( أبو جعفر الطوسي - كتاب مجمع البيان ) فهؤلاء الثلاثة الذين أظهروا الإنكار من التحريف في القرآن الكريم الموجود بأيدي الناس ، لا رابع لهم طوال القرون الثلاثة الاولى كما صرح بذلك علماء الشيعة ومحققوها .... اما رابعهم في الدور الثاني فهو ( أبو علي الطبرسي – صاحب تفسير مجمع البيان ) يقول العالم الشيعي الميرزا حسين تقي النورى الطبرسي المتوفى سنه 1325هـ: الثاني عدم وقوع التغيير والنقصان فيه وأن جميع ما نزل على رسول الله صلى الله عليه وآله هو الموجود بأيدي الناس فيما بين الدفتين، وإليه ذهب الصدوق في عقائده، والسيد المرتضى، وشيخ الطائفة(الطوسي) في التبيان ولم يعرف من القدماء موافق لهم- إلى أن قال- وإلى طبقته – أي أبي علي الطبرسي – لم يعرف الخلاف صريحاً إلا من هؤلاء المشايخ الأربعة. " فصل الخطاب ص34 ط إيران"

وقد ذكرنا هذا حيث أن القوم عندما يحاورهم عامتهم أو مخالفيهم، يلتجئوا إلى هؤلاء الأربعة، وركنوا إليهم، ودخلوا في كفنهم ، واستظلوا بظلهم ، وتحصنوا وراء مقولاتهم ، وهذا مخالف للحقيقة!؟ . وتكفل جهابذة التشيع بالرد عليهم ! الذين ردوا عليهم ومثال ذلك ما قاله (النوري الطبرسي ، حيث رد على القمي قوله وادعاءه بعدم التحريف ، وذكر أن رد قوله أهون من رد أقوال الأئمة المعصومين ، ثم صرح بأن ابن بابويه وغيره إثما يتحدثون في هذا المجال بهذه الأقوال العارية من الأدلة الموصلة بالأئمة – من باب التقية عن العوام ، وهو طبعا يقصدنا بذلك لا شك .

قال النوري الطبرسي في كتابه فصل الخطاب : " إن ابن بابويه القمي أول من أحدث هذا القول في الشيعة في عقائدهم ، وتبعه المرتضى والطوسي والطبرسي " . وكذلك قال نعمة الله الجزائري في كتابه " الأنوار النعمانية " جـ 2 ص 357 ، 358 : " . . . نعم قد خالف فيها المرتضى والصدوق والطبرسي وحكموا بأن ما بين دفتي هذا المصحف هو القرآن المنزل لا غير ولم يقع منه تحريف ولا تبديل . . . والظاهر أن هذا القول إنما صدر منهم لأجل مصالح كثيرة منها سد باب الطعن عليها بأنه إذا جاز هذا بالقرآن فكيف جاز العمل بقواعده وأحكامه مع جواز لحوق التحريف لها . . . وكيف وهؤلاء الأعلام رووا في مؤلفاتهم أخبارا كثيرة تشتمل على وقوع تلك الأمور في القرآن وأن الآية هكذا أنزلت ثم غيرت إلى هذا " . الأنوار النعمانية جـ 2 ص 357 ، 358 .)

[الدرعاوي]

ونحن بدورنا نوضح بشكل علمي مبسط للرد على الأربعة الذين خالفوا تلك العقيدة الأصيلة ! وأن كان ما سبق – أي رد بني جلدتهم كافياً- من خلال النقاط التالية:

أن الروايات التي تنبئ وتخبر عن التحريف روايات متواترة عند الشيعة .

2- مذهب الشيعة قائم على أقوال الأئمة وآراءهم فقد أثبتنا آراءهم وأقوالهم مقدما وهي تبين أنهم لا يرون القرآن الموجود في أيدي الناس قرآنا ، كاملا ، محفوظاً بستثناء هؤلاء الأربعة الذين أظهروا إنكار التحريف ولم يستندوا إلى قول من الأئمة المعصومين ( حسب قولهم) ولم يأتوا بشاهد منهم، وأما القائلون بالتحريف فإنهم أسسوا عقيدتهم على الأحاديث المروية عن الأئمة الاثنى عشر، الأحاديث الصحيحة، الثابتة،المعتمد عليها.


3- لم يدرك واحد من هؤلاء الأربعة القائلين بعدم التحريف زمن الأئمة الاثنى عشر ( المعصومين ) – حسب زعمهم – بخلاف متقدميهم القائلين بالتحريف ومعتقديه، فإنهم أدركوا زمن الأئمة، وجالسوهم،وتشرفوا برفقتهم،واستفادوا من صحبتهم، وصلوا خلفهم، وسمعوا وتعلموا منهم بلا واسطة،وتحدثوا معهم مشافهة.

4- الكتب التي رويت فيها أخبار وأحاديث عن التحريف والتغيير كتب معتبرة، معتمدة عليها عند الشيعة،وقد عرضت بعض هذه الكتب على الأئمة المعصومين، ونالت رضاهم مثل الكافي للكليني، وتفسير القمي، وغيرهما.


5- أن هؤلاء الأربعة الذين تظاهروا بإنكار التحريف يروون في كتبهم أنفسها – أحاديث وروآيات عن الأئمة وغيرهم تدل وتنص على التحريف بدون تعرض لها ولإسنادها ورواتها.

6- لو سلم قول الأربعة لبطلت الروايات التي يؤسس عليها المذهب وفسد أيضا اعتقاد أنه لا تقبل عقيدة ولا يعتمد على شئ لم يصل إلينا من طريق الأئمة الاثنى عشر، والثابت أن القرآن الموجود في الأيدي لم ينقل إلا من مصحف الإمام عثمان ذي النورين رضي الله عنه وأن جمع القرآن كان بدايته من الصديق ونهايته من ذي النورين رضي الله عنهما.


7- قد ذكرنا سابقاً أن عقيدة الشيعة كلهم في القرآن هو أن القرآن محرف ومغير فيه غير هؤلاء الأربعة فهم ما أنكروا التحريف إلا لأغراض. منها سد باب الطعن لأنهم رأوا أن لا جواب عندهم لأعداء الإسلام حيث يعترضون على المسلمين ( إلى أي شيء تدعون وليس عندكم ما تدعون إليه؟) وكان أهل السنة يطعنون فيهم أين ذهب حديث الثقلين عند عدم وجود الثقل الأكبر؟ وكيف تدعون الإسلام بعد إنكار شريعة الإسلام؟. فما وجدوا منه مخلصاً إلا بإظهار الرجوع عن العقيدة المتفق عليها عند الشيعة الإمامية كافة.

8- إن الأربعة سالفي الذكر لم يكن قولهم مستنداً إلى المتقدمين أو المعصومين عندهم، وهكذا لم يقبله المتأخرون،فهؤلاء أعلام الشيعة وزعمائهم وأكابرهم ينكرون أشد الإنكار قول من يقول إن القرآن لم يتغير ولم يتبدل.

*النقاط السابقة ذكرت بشكل مختصر ولا بأس بتفصيلها وتدعيمها بما يثبتها بشكل منهجي وعلمي متى ما طلب ذلك.

يذكر ابن بابويه القمي هذا في رسالته ( الاعتقادات ) : التقية واجبه من تركها كان بمنزلة من ترك الصلاة – إلى أن قال - : والتقية واجبه لا يجوز رفعها إلى أن يخرج القائم فمن تركها قبل خروجه فقد خرج عن دين الله تعالى وعن دين الإمامية، وخالف الله ورسوله والأئمة، وسئل الصادق عليه السلام عن قول الله عزز وجل ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) قال : أعملكم بالتقية ) " الاعتقادات للصدوق باب التقية، ط إيران 1274هـ"

نسأل الله هداية الضال ونسأله السلامة سلامة الدين وسلامة العقل.

[جاسمكو]

جزاك الله خيرا