هل تعلم ما تتطلبه كلمة الحق: لا إله إلا الله؟! وما هي نواقضها؟؟

[ماجد النجدي]

هل تعلم ما تتطلبه كلمة الحق
لا إله إلا الله؟!



يقول الشيخ محمد قطب حفظه الله في كتابه : ( مفاهيم ينبغي أن تصحح)- ص147 :
[ ولا بد أن نستعيد في ذاكرتنا مقتضيات لا إله إلا الله كما وعاها الجيل الأول، من تعليم الله رسوله صلى الله عليه وسلم :

1. مقتضاها الأول : هو توحيد الربوبية والألوهية ، وتوحيد الأسماء والصفات ( أي توحيد الاعتقاد )

2. ومقتضاها الثاني : هو توجــيه العبادة لله وحده بلا شريك ( أي توحـــيد العبادة).


3. مقتضاها الثالث هو تحكيم شريعة الله وحدها دون غيرها من الشرائع (أي توحيد الحاكمية ) "191"

**** ***** ****
4.ومقتضاها الرابع : هو القيام بالتكاليف التي فرضها الله على المؤمنين – غير ما سبق – ومن بينها طلب العلم ، وعمارة الأرض بمقتضى المنهج الرباني ، وإعداد العدة لأعداء الله، ونشر الدعوة في الأرض ، وعلى رأسها جميعاً الجهاد في سبيل الله.

5. ومقتضاها الخامس : هو التخلُّق بأخلاقيات لا إله إلا الله، الواردة تفصيلاً في الكتاب والسّنّة. "192"
.
.
.
إن الإسلام كله في الحقيقة هو مقتضى لا إله إلا الله، لأن مقتضى الإقرار بأن الله واحد لا شريك له في ملكه، ولا في خلقه ولا في تدبيره ، ولا في هيمنته ، ولا في رزقه، ولا في قدرته سبحانه ، هو عبادته وحده بلا شريك ، أي طاعته فيما أمر به، ومجموع ما أمر به هو "الإسلام"!

ولسنا هنا في مجال تصنيف المخالفات التي تقع من البشر في تحقيق مقتضيات تحقيق لا إله إلا الله ، وايها يقع في دائرة اللمم وايها يقع في دائرة الكبائر وايها يقع في دائرة الشرك لأننا في مجال الأثر الذي يحدثه في حياة البشر قيامهم بمقتضيات لا إله إلا الله كلها على وجهها الصحيح، والثلا العكسي الذي يحدث من "إفـــــــــراغ" لا إله إلا الله من مفهومها وجعلها كلمة تُنطق باللسان بغير مقتضى واقعي سواء كان ذلك شركا أو معصية فحسب
.
.
.
فحين كانت الأجيال الأولى من المسلمين تدرك مفهوم لا إله إلا الله في حقيقته وتحققه في واقع حياتها كانت (خـــير أمــة أخرجت للناس)، وكانت هي الأمة "الممكـــنة " في الأرض ، وكانت هي أمة العلم والحضارة ، وأمة القيم والأخلاق، وحدثت على يديها تلك المعجزات التي يعرفها التاريخ في شتى المجالات...
- و اقول : ذلك مقتضى قوله تعالى : { وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما أستخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنّهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يـــــــــــشركــــــــــــــــــــون بي شيئا}، وكأن العبادة هنا هي تحقيق مقتضيات لا إله إلا الله -
وحين انحسر مفهوم لا إله إلا الله في نفوس الأجيال المتأخرة من هذه الأمة – مع غيره من المفاهيم وحين لم يعد له واقعٌ في حياتها، تحقق فيها نذير رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، قالوا : أمن قلة نحن يومئذ يا رسول الله ؟ قال : إنكم يومئذ كثير ، ولكنكم غُثاء كغثاء السيل "أخرجه أحمد وأبو داوود.
.
.
0
وحين نقول اليوم : إنه لا بد من تصحيح مفاهيم الإسلام بدءا بمفهوم لا إله إلا الله نقصد هذا الذي صنعه رسول الله صلى الله عليه وسلم أول مرّة. ولا نقصد تعطيل البحث عن الخبز ، أوتسليح الجيوش ، أو إنشاء المصانع، أوفتح المدارس حتى يتم تصحيح مفهوم لا إله إلا الله .

=== === === === === === === === === === ===

(191) القول الأول والثاني والثالث ليس ترتيب أهمية ، إنما هو من ضرورة الكلام، وإلا فهي كلها على مستوى واحد من حيث كونها متعلقة بالعقيدة – أي بأصل الإيمان- وكون الخروج عليها شركا مخرجا من الإسلام.
(192) كذلك القول الرابع والخامس ليس ترتيب أهمية فكلاهما لازم لتحقيق "الإيمان الحق" : { أولئك هم المؤمنون حقا} . ] انتهى كلام الشيخ