من تعلق بغير الله خُذل ... قصة تحتاج إلى تأمل
الناشر: عبد الله الكمالي
المصدر: البريد الإلكتروني
قال الشيخ العلامة محمد تقي الدين الهلالي المغربي في كتابه الجميل الماتع "الدعوة إلى الله في أقطار مختلفة" ,ص97 :
((وفي تلك السنة قلّ المطر وعمّ الجدب , وعادة المغاربة في مثل هذه الحال أن يفزعوا إلى أضرحة الأولياء ويذبحوا لهم الذبائح ويستغيثوا بهم ليأتيهم المطر ويزول عنهم الجدب, فأمر القائد الملالي منادياً ينادي قائلاً بأعلى صوته : لا إله إلا الله محمد رسول الله لا تسمعون إلا خيراً إن شاء الله , إن الأمير يأمركم أن تتبرعوا بالدراهم لشراء الثيران والكباش وتتهيّؤا في اليوم الفلاني للاستسقاء عند أضرحة الأولياء.
فلما جاء اليوم المعين خرج الأمير والقاضي وجميع أهل البلد حفاةً حاسري الرؤوس , وطافوا على أضرحة الأولياء قائلين بصوتٍ واحدٍ:
جئناكم قاصدين لا تردونا خائبين يا أولياء الله الصالحين .
وتوجهوا أولاً إلى قطب البلد علي أبي غالب , والثور الأسود أمامهم وهو أكبر الثيران وأسمنها فوصلوا إلى ضريحه خاشعين وذبحوا ذلك الثور وذابحه يقول: الذبيحة على الله وعليك يا سيدي علي أبا غالب ثم طافوا على أضرحة الأولياء الكبار فذبحوا على ضريح كل واحد منهم ثوراً.
وأما الأولياء الصغار فذبحوا على ضريح كل واحد منهم كبشاً ورجعوا , فنشأ غَمامٌ في السماء فسألتُ الله تعالى أن لا يَسقيهم ولا قطرةً واحدةً.
فاستجاب الله دعائي وانقشع ذلك الغمام وجاء بعده غمام مراراً ثم انقشع ولم يسقوا قطرة واحدة.
وعدد جماعتنا الموحدين ... لا يزيد على الأربعين إلا أن أحدهم معلم صبيان وعنده خمسون صبياً يعلهم القرآن .
جاء بعض أصحابنا إليّ وقالوا لي: إن الأمير والقاضي ومن معهم قد ارتكبوا أمراً شنيعاً مخزياً فنريد أن نغسل هذا العار بصلاة الاستسقاء في مصلي العيد خارج المدينة ونريد أن تكون إمامنا في صلاة الاستسقاء... فاتفق الجماعة على يوم معين فجاءوني بسيارة وتوجهنا إلى مصلى العيد ورأيت الزرع بدأ ييبس , فرقيتُ المنبر وخطبتُ خطبةً غلبني فيها البكاء وصليت بهم ركعتين وفي اليوم التالي أذِن اللهُ للسماء أن تمطر فأمطرت مطراً غزيراً غدقاً أحيا اللهُ به الأرض بعد موتها واستبشر الناس وفرح أصحابنا بنصر الله لنا على القوم المشركين )) أ.هـ