البداية الفعلية للرد :
مؤسسة الفجر-لندن
1411هـ -1991م
1-قال التيجاني ص24:
( وكان شيوخ الأزهر يحضرون تلك الجلسات ويعجبون لما أحفظ من أحاديث وما أملكه من حجج دامغة فكانوا يسألونني عن الجامعة التي تخرجت منها فأفخر بأني من خريجي جامعـــــة الزيتونة).ا.هـ.
-وقال التيجاني ص24 أيضا:
(ومن علماء الأزهر من قال لي يجب أن يكون مكانك هنا في الأزهر ...
وجلست في منصة الشرف بين العالم الأزهري والأب شنودة وطلبوا مني إلقاء كلمة في الحاضرين ففعلت بكل سهولة).ا.هـ.
وبعد هذا كله يقول التيجاني ص54:
(وعجبت لهذا الصبي[17] الذكي الذي يحفظ ما يقول مثل ما يحفظ أحدنا سورة من القرآن... وقد استرسل معي في الحديث وكأنه أستاذ يعلم تلميذه وشعرت بالضعف أمامه وتمنيت لو أني خرجت مع صديقي ولم أبق مع الصبيان فما سألني أحدهم عن شيء يخص الفقه أو التاريخ إلا وعجزت عن الجواب)ا.هـ.
قلت: مع شيوخ الأزهر يفخر ويُسأل ومع صبية النجف يعجز ويهرب وكل هذا من التيجاني حتى يبين لنا أن صبية النجف أعلم من علماء الأزهر وهذا كلام لا يقوله من يحترم قُرّاءه ويحترم نفسه وهذا التيجاني نفسه لما تعلم من علماء النجف ومن صبيتها صار ماذا؟ صار كذّابا يُلقي التُهم ويُلفّّق القضايا ويخترع القصص ويستغفل القارئ.
وما سنورده لك أيها القارئ الكريم في صفحات هذا الكتاب سيظهر لك مدى كذب هذا الرجل وتدليسه وظلمه وتعديه وانحرافه عن الأسلوب العلمي في طرحه لقضاياه كاشفا جهله وقبح سريرته فمثله يجب أن يقف عند عتبة الباب عند نعال القوم يترقب الأمر من بعيد وإنّ غدا لناظره قريب.
2-قال التيجاني ص25:
(ألم يقل في حديث قدسي: عبدي أطعني تكن مثلي تقل للشيء كن فيكون).
قلت: هذا الحديث القدسي-كما يزعم التيجاني- لم أجده في مظانه من كتب الموضوعات وهذا من ترهات الصوفية التي نشأ عليها التيجاني فمن وجد هذا الحديث فليدلنا عليه وله منا جزيل الشكر.
3-قال التيجاني ص28:
(قلت لمنعم لو كنت أعلم أنك شيعي لما تكلمت معك . قال : ولماذا؟ قلت : لأنكم غير مسلمين فأنتم تعبدون علي بن أبي طالب والمعتدلون يعبدون الله ولكنهم لا يؤمنون برسالة محمد ويشتمون جبريل ويقولون بأنه خان الأمانة)ا.هـ.
(ثم قال التيجاني أنه أخذ هذه المعلومات من كتب التاريخ مثل فجر الإسلام وضحى الإسلام وظهر الإسلام لأحمد أمين).
قلت: هذا كذب صراح فلم يذكر أحمد أمين هذا الكلام وأقول: نعم نحن نعتقد أن بعض الشيعة يقولون بألوهية علي وهم السبئية [18].
ولكن أحمد أمين ذكره في كتبه الاثني عشرية ولم ينسب لهم القول بألوهية علي ولا عدم الإيمان برسالة محمد ولا شتم جبريل.
ولكن نسب لهم غيرها من الكفريات التي يتبجحون بها مثل القول بالرجعة[19] وأن أئمتهم يعلمون الغيب[20] ويحيون الموتى[21] وأن القرآن محرف[22] وأن الصحابة كلهم ارتدوا إلا ثلاثة[23] وغيرها من الكفر الصريح.
4-قال التيجاني ص29:
(إن الشيعي منعم قال: إن أحمد أمين نفسه عندما زار العراق وكنت من بين الذين الأساتذة الذين التقول به في النجف وعندما عاتبناه على كتاباته عن الشيعة اعتذر قائلا: إني لا أعلم عنكم أي شيء وإني لم أتصل بالشيعة من قبل وهذه أول مرة ألتقي فيها بالشيعة).
قلت: هذا كذب على أحمد أمين ولو كان هذا الكلام صحيحا فلِمَ لم يتراجع عن ذلك في كتبه ثن إن كلامه عن الشيعة نقله من كتبهم المعتمدة فكيف يقول إنه لا يعرف شيئا عن الشيعة؟!
قال أحمد أمين بعد أن ذكر أهم معتقداتهم: هذه خلاصة نظر الشيعة إلى الإمام مستمدة من أوثق كتبهم ومعتمدة على ما روي من أقوال الأئمة أنفسهم مجردة عن الشروح والحواشي [24].
ولِمَ لَمْ يقل هذا الكلام في حياة أحمد أمين فيُسئل؟!
ثم إن كتب أحمد أمين موجودة ومتداولة وهو ينقل عن كتب الشيعة فتراه ينقل كلام الكليني من الكافي ويرجع إلى نهج البلاغة وكتاب أعيان الشيعة وكتاب حياة القلوب وكتاب بحار الأنوار للمجلسي وكتاب وقفة الزائرين للمجلسي أيضا وغيرها من كتب الشيعة فهل من قرأ هذه الكتب وعزا إليها يقول لا أعلم عن الشيعة شيئا؟.
5-قال التيجاني ص 30:
(استحسنت رأيه وصاحبته إلى مكان خال من الناس حيث توضأت وقدمته ليصلي إماما قصد اختباره كيف يصلي على أن أعيد صلاتي فيما بعد).
قلت: إن صح هذا من التيجاني فهو يدل على خبث طويه واستهانة بأمر الصلاة وخبرة لا يستهان بها في التقية.
وهذا الفعل لا يجرؤ على مثله مؤمن يتقي الله ويخافه يصلي صلاة يعتقد بطلانها !
وقد قال التيجاني ص31 أنه صلى المغرب مع أخيه منعم ثم قال اتجهنا إلى المطعم وصلى بنا العشاء.
قلت: الشيعة عندهم أن أوقات الصلاة ثلاثة وهم يجمعون المغرب مع العشاء فغما أن يكون التيجاني كذّابا وإما أن أخاه منعما استخدم معه التقية فوافق شن طبقة.
6-قال التيجاني ص34:
(كما أن محمدا رسول الله هو سيد الأنبياء فعبدالقادر هو سيد الأولياء وقدمه على رقبة كل الأولياء وهو القائل: كل الناس يطوف بالبيت سبعا وأنا البيت طائف بخيامي ، وحاولت إقناعه-يعني منعما- بأن الشيخ عبدالقادر يأتي إلى بعض مريديه ومحبيه جهرة ويعالج أمراضهم ويفرج كربتهم)
قلت: هذا يظهر انحرافا شديدا عند التيجاني قبل تشيعه –إن كان صادقا في كتابه- ويؤكد لنا الصلة القوية بين التشيع والتصوف[25]وأنهما وجهان لعملة واحدة.
وعند أهل السنة أمن من يعتقد أن الجيلاني أو غيره من الأموات يأتي إلى بعض مريديه ومحبيه جهرة ويعالج أمراضهم ويفرج كربتهم فإنه كافر خارج من ملة الإسلام.
قال تعالى: ( له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه وما دعاء الكافرين إلا في ضلال) [26].
وقال تعالى: ( قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له )[27] .
قال الآلوسي: قوله تعالى: ( إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا)[28] .
إشارة إلى ذم الغالين في أولياء الله تعالى حيث يستغيثون بهم في الشدة –أي الأولياء- غافلين عن الله تعالى وينذرون لهم النذور والعقلاء منهم يقولون إنهم وسائلنا إلى الله وإنما ننذر لله ونجعل ثوابه للولي ولا يخفى أنهم في دعواهم الأولى أشبع الناس بعبدة الأصنام القائلين: ( ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ) [29]،[30].
قال أبوبكر الحنبلي: الشرك الأكبر ستة أنواع: دعاء غير الله من الأنبياء والأولياء لطلب الرزق أو شفاء مرض أو غير ذلك لقوله تعالى : (ولا تدع من دون لله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا ً من الظالمين) [31]،[32].
وكذا مقولته الأولى :{ كل الناس يطوف بالبيت سبعا وأنا البيت طائف بخيامي} كفرية وهي لا تثبت عن عبدالقادر الجيلاني.
7-قال التيجاني ص37:
(وفي الحقيقة ما عرفت من التاريخ الإسلامي قليلا ولا كثيرا لأن أساتذتنا ومعلمينا كانوا يمنعوننا من ذلك مدعين بأنه تاريخ أسود مظلم لا فائدة من قراءته).
قلت: ما أقصر حبل الكذب فإن التيجاني قال في صفحة 23: وكانوا يعجبون لحماسي وصراحتي وكثرة اطلاعي وذكر أنه قرأ كتب أحمد أمين في فقرة رقم 5.
ووصم التاريخ الإسلامي بأنه تاريخ أسود فرية شيعية لا يقولها أحد غير الشيعة بل حتى المستشرقين يقرون بأن التاريخ الإسلامي فيع عصور ذهبية زاهرة لا سيما عهد الخلفاء الراشدين.
وإذا كان أساتذة التيجاني يقولون عن تاريخ المسلمين الناصع إنه تاريخ أسود مظلم فإن أساتذتنا وشيوخنا يقولون لنا غير ذلك وهذه كتب علمائنا تسطر تاريخ سلفنا الصالح وإن أراد التيجاني تاريخا أسودا فلا مثل تاريخ الشيعة فمه لم ينصروا الإسلام يوما ما ولا فتحوا بلادا ولا دفعوا عدوا بل العكس هو الصحيح فجهادهم دائما ضد أهل السنة في القديم والحديث.
أما القديم : فلا نعرف لهم جهادا ولا غناء في الإسلام والذي نعرفه لهم هو ما يلي:-
1-مساندتهم للتتار عندما دخلوا بغداد وعاثوا فيها فسادا عن طريق ابن العلقمي والنصير الطوسي[33].
2-مساندتهم للنصارى في الحروب الصليبية وفتحهم الثغور لهم[34].
3-إقامة الاحتفالات عندما هزم جيش العثمانيين على يد الروس وقتالهم المستمر للعثمانيين[35].
4-قتلهم الحجاج وقلع الحجر الأسود ونهبه إلى الإحساء [36].
وأما في الحديث:
1-قول الخميني الطريق إلى القدس يمر عبر العراق وثناؤه على النصير الطوسي الذي تسبب في مذبحة بغداد أيام التتار [37].
2-قتل دعاة السنة في إيران مثل أحمد مفتي زادة ، أحمد الكسروي- البقاعي- مظفريان وغيرهم كثير [38].
3-مذبحة صبرا وشاتيلا على يد حركة أمل الشيعية [39].
4-رواياتهم وأقاويلهم عن تحرير البيت الحرام والمسجد النبوي[40] تفجيرات الحرم [41].
وغير هذا كثير ويكفيك من هذا ما قاله الأحقاقي الحائري عن الفتوحات الإسلامية لبلاد فارس.
قال الأحقاقي: إن الصدمات التي واجهتها كل من شعبي إيران والروم الكبيرين نتيجة لحملات المسلمين والمعاملة التي تلقوها من الأعراب البدائيين الذين لا علم لهم بروح الإسلام العظيمة أورثت في نفوسهم نزعة صدود عن العرب وشريعة العرب فطبيعة سكان البادية الأوباش الخشنة وذلك الخراب والدمار اللذين ألحقوهما بالمدن الجميلة والأراضي العامرة في الشرق والغرب وغارات عباد الشهوات العطاشى إلى عفة وناموس الدولتين الملكية والإمبراطورية.. الخ [42].
هلا تمعنت أخي القارئ في كلام هذا الإحقاقي المعاصر والذي يصف لنا الصحابة الفاتحين لبلاد فارس –التي يحن إليها قلبه لأنه شعوبي- بأنهم أعراب بدائيون وأنهم أوباش وأنهم عباد الشهوات وعطاشى إلى عفة الفارسيات ولا أدري أي عفة للفرس يبكي عليها وهم يبيحون نكاح المحارم.
أيقول هذا الكلام مسلم؟ وهذا هو السبب الرئيسي لبغض الشيعة لعمر وهو تحطيمه دولة فارس لأن أولاد الحسيبن أخوالهم الفرس من زوجته شهربانو بنت يزدجرد .[43]وكذا تعظيمهم لسلمان الفارسي من دون الصحابة حتى قالوا أنه يوحى إليه[44] . لا لشيء إلا أنه فارسي.
ولهذا يروون في كتبهم عن علي بن أبي طالب أنه قال عن كسرى: إن الله خلصه من عذاب النار والنار محرمة عليه [45].
8- قال التيجاني ص 40 :
(وثارت في رأسي حمية الوهابية[46] فقلت للدكتور: إذا أنت وهابي الفكر يا حضرة الدكتور فهم يقولون كما تقول ليس هناك أولياء ).
قلت:
أولا : تسمية لأهل السنة بالوهابية من باب اللمز, فهم لم يتسموا بهذا الاسم في – حد ذاته – شرفا لهم , فهم متبعون , لامبتدعون.
ثانيا : قوله : فهم يقولون ليس هناك أولياء, كذب صريح, ولله الحمد كتبهم في كل مكان تنادي بكذب هذا الادعاء.
قال الإمام محمد بن عبد الوهاب بن سليمان التميمي في كتابه كشف الشبهات :
الواجب عليك حب الأولياء , واتباعهم , والإقرار بكرامتهم ولا يجحد كرامات الأولياء إلا أهل البدع والضلال , ودين الله الوسط بين طرفين[47].
ويا ليت التيجاني ذكر لنا كتابا واحدا من كتب من يسميهم الوهابية ذكروا فيه هذا الادعاء فلعنة الله على الكاذبين.
والذي ينكره علماء أهل السنة هو هذيان التيجاني الذي قاله في عبد القادر الجيلاني في الرد رقم 6
ألم تر أن الحق تلقاه أبلجا وأنك تلقى باطل القول لجلجا
9- قال التيجاني ص44:
(نقول نحن أهل السنة والجماعة , بأنه (يعني رسول الله )معصوم في تبليغ القرآن فقط ).
قلت : من جعلك مندوبا عن أهل السنة والجماعة , فتتكلم بلسانهم , فلا والله لست منهم لا قبل تشيعك وبعده [48].
ولنا أن نطلب من التيجاني أن يذكر لنا المرجع الذي استقى منه هذا الكلام , وهو أن أهل السنة , لا يقولون بعصمة النبي إلا في تبليغ القرآن .
ومعتقد أهل السنة والجماعة في العصمة , هو أن أنبياء الله معصومون , في التبليغ , سواء كان ذلك في الكتب , أو أي شيء آخر , فرسول الله محمد مثلا معصوم في تبليغ القرآن , والسنة ,
(( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ))[49]
فالقرآن وحي , والسنة وحي , والفرق بينهما , أن القرآن كلام الله , والسنة كلام رسوله , وهناك فروقات أخرى , ليس هذا مجال ذكرها.
فأهل السنة إذا يقولون بعصمة النبي , في التبليغ , سواء كان قرآن أو سنة .
ويقولون أيضا بعصمته وغيره من الأنبياء , من الكبائر , ومن خوارم المروءة , واختلفوا في عصمته من الصغائر , والصحيح أن النبي تقع منه الصغائر , ولكن لا يقر عليها للأدلة الآتية :
1- قال تعالى : ((وعصى آدم ربه فغوى )) طه/121
2- قال تعالى : ((يأيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك )) التحريم/1
3- قال تعالى : ((عبس وتولى أن جاءه الأعمى )) عبس/1
4- قال تعالى : ((وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه )) الأعراف/150
5- قال تعالى : ((ما كان لنبي أن يكون له أسرى )) الأنفال/ 67
6- قال تعالى : ((وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه )) الأحزاب/ 37
7- قال تعالى : ((فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون )) الصافات/ 144
8- قال تعالى : ((وظن داود أنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب )) ص/24
9- قال تعالى : ((عفا الله عنك لم أذنت لهم )) التوبة /43
10- قال تعالى : ((قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسألن ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين )) هود/46
قال القاضي عياض : أما ما يتعلق بالجوارح من الأعمال , فأجمع المسلمون على عصمة الأنبياء , من الفواحش, والكبائر الموبقات , وكذلك لا خلاف أنهم معصومون من كتمان الرسالة , والتقصير في التبليغ
أما الصغائر , فجوزها جماعة من السلف , وغيرهم على الأنبياء , وذهبت طائفة أخرى من المحققين , والمتكلمين , إلى عصمتهم من الصغائر , كعصمتهم من الكبائر .
وقال بعض أئمتنا: ولا يجب على القولين أن يُختلف أنهم معصومون عن تكرار الصغائر وكثرتها ولا في صغيرة أدت إلى إزالة الحشمة وأسقطت المروءة وأوجبت الإزراء و الخساسة فهذا أيضا مما يعصم عنه الأنبياء إجماعا.ا.هـ.[50]
وقال أيضا: قد استبان لك أيها الناظر بما قررناه ما هو الحق من عصمته صلى الله عليه وسلم عن الجهل بالله وبصفات الله وكونه على حالة تنافي العلم بشيء من ذلك كله جملة بعد النبوة عقلا وإجماعا وقبلها سمعا وعقلا ولا بشيء مما قرره من أمور الشرع وأداه عن ربه من الوحي قطعا عقلا وشرعا وعصمته من الكذب وخلف القول منذ أرسله ونبئه قصدا أو غير قصد واستحالة ذلك عليه شرعا إجماعا ونظرا وبرهانا وتنزيهه عنه قبل النبوة قطعا وتنزيهه عن الكبائر إجماعا وعن الصغائر تحقيقا وعن استدامة السهو والغفلة واستمرار الغلط والنسيان عليه فيما شرعه للأمة وعصمته في كل حالاته من رضا وغضب وجد ومزح [51].
10-قال التيجاني ص45:
(قال لي منعم : هل قرأت تفسير الآية الكريمة : ( إن الله وملائكته يصلون على النبي يأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )؟
فقد أجمع المفسرون سنة وشيعة على أن الصحابة الذين نزلت فيهم هذه الآية جاءوا إلى رسول الله فقالوا: يا رسول الله عرفنا كيف نسلم عليك ولم نعرف كيف نصلي عليك.
فقال: قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كمل صليت على إبراهيم وآل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد ولا تصلوا علي الصلاة البتراء
قالوا: وما الصلاة البتراء يا رسول الله؟
قال: أن تقولوا اللهم صل على محمد وتصمتوا وإن الله كامل ولا يقبل إلا الكامل).
قلت: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا لم تستح فاصنع ما شئت) رواه البخاري [52].
الله أكبر كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا أأجمع المفسرون السنة على هذا الحديث المكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟والغريب أن التيجاني في الحاشية عزا إلى تفسير ابن الأثير! وما سمعنا عنه ولم يذكر أهل اعلم الذين ترجموا لابن الأثير كتابا له في التفسير فليت شعري! ما أجرأ التيجاني على الكذب وقد رجعت إلى كتب التفسير فلم أجد أحدا ذكر هذا الحديث بهذه الصيغة التي ذكرها التيجاني والحديث الصحيح يبدأ من قول الصحابة: عرفنا كيف نسلم عليك وينتهي عند قوله: إنك حميد مجيد.
أما الصلاة البتراء فهي من كذبات التيجاني ولم يذكرها أحد من المفسرين الذين رجعت إلى كتبهم وهم الطبري و ابن العربي والقرطبي والنسفي و الشوكاني وابن الجوزي وابن تيمية[53] وابن عطية والنسائي والسيوطي.
فكيف أجاز التيجاني لنفسه أن يقول: أجمع المفسرون سنة وشيعة؟!
قال السخاوي: ويروى عنه صلى الله عليه وسلم مما لم أقف على إسناده: لا تصلوا علي الصلاة البتراء.
قالوا: وما البتراء؟ قال: تقولون اللهم صل على محمد وتسكتون بل قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد .أخرجه أبو سعد في شرف المصطفى[54].
فهذا كما يقول السخاوي ثم يجرؤ هذا الأفّاك ويقول أجمع المفسرون فهل من كذب أشد من هذا؟!فإن قال قائل: هذا كلام منعم وليس كلام التيجاني .قلت: التيجاني أقرّه على كذبه بل ونقله في كتابه مستشهدا به.
11-قال التيجاني ص54:
( نحن لا نعرف غير المذاهب الأربعة وما عداها فليس من الإسلام في شيء).
قلت: قوله هذا لا يقوله إلا أحد رجلين كذّاب أو جاهل.
وأحلاهما مرّ.
ولم يقل هذا أحد من علماء المسلمين إنه ليس في الإسلام إلا المذاهب الأربعة وآرائهم ولم يأمر أحد من الأئمة الأربعة الناس باتباعه ولا قال عن الحق معه هو فقط بل أمروا الناس باتباع الحق أينما كان ومنعوا من تقليدهم بدون علم.
قال الإمام أبو حنيفة :- لا يحل لأحد أن يقول بقولنا ما لم يعرف من أين أخذناه.
قال الإمام الشافعي:- إذا صح الحدث فهو مذهبي.
وكذا هذا القول ومثله مشهور عن مالك وأحمد [55].
وهناك مذاهب أخرى كمذهب الثوري ومذهب الأوزاعي ومذهب أبي ثور ومذهب الظاهرية وغيرها كثير.
ولنا أن نسأل هذا التيجاني ماذا كان مذهب أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وغيرهم من الصحابة قبل ظهر هذه المذاهب؟
والحق أنه لا يقول هذا الهراء الذي تفوه به التيجاني إلا الجهّال أمثاله لما كان دعيا في السنة أو الكذّابون أمثاله لما صار شيعيا.