يا إباضية هل الذي يستمع لأغاني فيروز يكون مع السفرة الكرام البررة ؟ لقد جرأتم العباد
ياإباضية:هل الذي يستمع لأغاني(فيروز) يكون مع السفرة الكرام البررة؟ لقد جرأتم العباد!!
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين... أما بعد/
كثيراً ماكنت انظر وأتامل في عقيدة الإباضية في حكم مرتكب الكبيرة ، وأقول لنفسي وبكل حسرة وألم:
يا سبحان الله ..
هل وجد أو يمكن أن يوجد من أصحاب العقول الراجحة من يعتقد بهذا أو حتى بجزءٍ من هذا؟
مع أنهم يعدّون أنفسهم من أصحاب العقول ، وأن العقل لابدّ منه عند النص وفهمهِ والإستدلال به ، وكثيراً ماشنّعوا على أهل السنة بدعوى تعطيلهم للعقل ، وأنهم حشوية .. وغير ذلك من الأسماء التي ماأنزل الله بها من سلطان ...
أعود فأقول : لنتصوّر وليتصوّر كل عاقل قبل أن يكون مؤمناً ، أن هناك من عاش عمرهُ كلّهُ في عبادة الله ، ومحافظاً على الصلاة والزكاة مادام حيّاً ، ويحجّ بيت الله الحرام ، ويتصدّق بمالهِ ، ويبرّ والديهِ ، ويحسن للناس ، ويكثر من قراءة القرآن ومن أعمال البرّ والإحسان ، بالإضافة إلى أنّه يؤمن بأن الله وحدهُ لا شريك لهُ اعتقادأً وتحقيقا .. ولكنّ هذا الشخص ارتكب كبيرة من كبائر الذنوب وقدّر الله أن يموت عليها ... فحال هذا الشخص - كما يقول الإباضية العقلاء - خالد مخلد في جهنّم وسيظلّ يصرخ فيها ويتلظّى بالجحيم ويتجرّع الصديد ويأكل الزقزم أبد الآبدين .. بالإضافة إلى أنّه في جهنّم التي فيها أساطين الكفر والإلحاد كإبليس الملعون على لسان الله ، وكفرعون الذي يقول : أنا ربكم الأعلى ، وكأبي لهب الذي ماأغنى عنه ماله وماكسب .. !!
فذاك المؤمن الموحّد في النّار مع هؤلاء المجرمين ، وكلّهم لا ولن يخرجوا من النّار ....!!
فيا سبحان الله هكذا يفكر الإباضية العقلاء .. فياليت شعري في أي شريعة وفي أي ملّة هذهِ الجرأة في تكفير عباد الله والحكم عليهم بنيران الجحيم ..؟!!
- والشئ المضحك المبكي أنهم يقولون لمن لايعتقد بهذهِ العقيدة البائسة : إنّكم تجرأون عباد الله على المعاصي والذنوب .. وأين تضعون أصحاب الكبائر؟ أهم مع الأبرار أم مع الفجار؟
وكثيراً ما شنعوا على أهل السنة بأنهم يجرأون العباد على ارتكاب الكبائر ، لأننا نقول : أنهُ لا يخلد في جهنم ..!!
وهم واقعون في تناقض ؛ لأن الصغائر فيها تعدٍ على حدودِ الله وجرأة على أوامرهِ ونواهيهِ ، وبيانُ ذلك :
أننا نقولُ للإباضية - وبكل صدق -: لماذا جرأتم عباد الله على ارتكاب الصغائر من الذنوب ؟ وتقولون لهم : هوّنوا على أنفسكم لاتحزنوا ولاتوجلوا ، فالله سيغفر لكم وستكونون مع الأبرار الأطهار مادام أنكم اجتنبتم الكبائر ؟
فيقول لكم هؤلاء العصاة - بكل استغراب - هل سماع الديسكو وأغاني أم كلثوم وصوت فيروز الملائكي وشرب الشيشة (المعسّل ) لو فعلناها ولو مرّة - ولم نتب إلى الله من مخالفة أمره - سنكون مع الأبرار وسيغفرها الله لنا مادام أنّا اجتنبنا الكبائر ...؟
فستقولون وبكل إخلاص لعقيدتكم : نعم ولاشك في ذلك ، فأنتم مع الأبرار الذين لم يستمعوا مرّة واحدة للأغاني وكلكم لن تدخلوا النار ولستم مع الفجار بلاشك ولاريب ...!!
- ستقولون لي - وبكل غضب - : نحن ننهى عن فعل الصغائر ونحذر منها وننابذ من فعلها ، فأين هذا من كلامك : أننا نجرؤهم على المعاصي ؟! وهل من يحذر من فعل الصغائر يكون قد جرّأ على فعلها ؟
- عندها سأقول لكم : ونحن ننهى عن فعل الكبائر ونحذر منها ونتوعّد فاعلها بالنار ، فهل نحن جرأناهم عليها؟ فأين موضوعيتكم ؟ ولماذا تكيلون لنا بمكيالين؟ أتتهموننا وتنسون أنفسكم ؟ عجباً لكم!
- قإن قلتم : ولكن صاحب الصغيرة أقل درجة من الذي لم يفعل صغيرةً قط ، فنحن نفرّق بينهما ..
- قلتُ لكم : ونحن نفرّق بين صاحب الكبيرة من الذي لم يفعل كبيرة قط .. فصاحب الكبيرة يدخل النار ويتعذب فيها ؛ جزاء كبيرتهِ وبقدر كبيرتهِ ، وإذا دخل الجنة يكون أقل درجة من الذي لم يرتكب كبيرة قط.
- فإن قلتم : وهل تقارن صاحب الكبيرة بالأبرار سواء فعلوا الصغائر أم لا ؟ وهل يكونوا كلهم في الجنّة؟ فهذا ليس بعدل ..!!
- قلت لكم : وهل تقارنون صاحب الكبيرة الذي قضى حياته ساجداً لله وراكعاً وموحداً وذاكراً ومتصدّقا ومؤمنا بالله ووجوده ووحدانيتهِ بمن ينكر وجود الله أو يدّعي الألوهية كفرعون الذي لم يؤمن بالله ولم يسجد لله سجدة واحده ...؟!
- فإن قلتم : لانقارنهُ بفرعون ، فالنار دركات ....!
- قلت لكم : والجنّة درجات - كما سبق - فصاحب الكبيرة ليس كمن لم يعص الله قط ..!
- فإن قلتم : الصغيرة ليست كالكبيرة فهناك فرق ..
- قلت لكم : والكبيرة ليست كالإلحاد وادّعاء الألوهية فهناك فرق ، ولكم أن تقارنوا سماع الغناء بالزنا ، لتدركوا أن الفرق يسير ، ولكم أن تقارنوا بين الزنا وبين من ينكر وجود الله أو يسبّهُ أو يجحدهُ ، لتدركوا عظم الفرق ...!
والسلام عليكم ....