الفروق الجوهرية بين فهم السلف وفهم الصوفية للكرامات

[محمد المصراتى]

الفروق الجوهرية بين فهم السلف وفهم الصوفية للكرامات



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، أما بعد :
سأذكر في هذا المقال أهم الفروق الجوهرية بين فهم السلف وفهم الصوفية للكرامات، وفيما يلي أهم هذه الفروق :

الفرق الأول : يرى أهل السنة والجماعة عدم الحرص وعدم التعويل على الخوارق مخافة المكر والغرور ، واعتبارها معياراً لمعرفة الولي .
وتأتي مصادر الفكر الصوفي لتأكد وتحثد على الاهتمام بأمر الخوارق واعتبارها معياراً لمعرفة الولي ، أي : أن صاحب الخوارق عند الصوفية لابد أن يكون له من الولاية نصيب . وهذا يدل على أن الخوارق لا تفسير لها عند هؤلاء غير الكرامة والولاية .
نقل الطوسي عن الجنيد شيخ الصوفية قوله : «من يتكلم في الكرامات ولا يكون له من ذلك شيء ، مثله مثل من يمضغ التبن» [انظر : اللمع ص390] .

الفرق الثاني : يرى أهل السنة والجماعة أنه لا تلازم بين الولاية والخوارق ، فقد يكون الشخص من أولياء الله المقربين، وليس له من الخوارق شيء .
أما الصوفية فقد اشترطوا ظهور الخوارق على الشخص حتى يكون ولياً من الأولياء.

الفرق الثالث : أن أهل السنة والجماعة المعروفين بعدم الحرص على طلب الخوارق، وبالبعد عن الدعايات الفارغة بإظهارها ، لم يكن من مذهبهم العجلة في تفسير كل أمر مستغرب بأنه كرامة . وذلك لعلمهم بالدور الذي يمكن أن يلعبه شياطين الجن والأنس في ذلك .
أما الصوفية فإنهم يبادرون إلى نسبة كل غريب صادر من شخص معروف أو مجهول بأنه كرامة لولي ، مع أنهم يعترفون بأن الصوفية يعتمدون على الجن في كثير من خوارقهم . فنقل عن الجنيد أن الجن كانت تؤنسه ، وتعينه في أسفاره وغيرها [انظر : الحلية ج7 ، ص394-395].
ولا ريب أن هذا نابع من تركيز القوم على استجلاب الخوارق ، واستماتتهم في طلبها ، وكونها شغلهم الشاغل ، فلا يعرض لأحدهم شيء مما يستغربه إلا جعله كرامة له .

الفرق الرابع : أن أهل السنة والجماعة الذين لا يرون أن هناك تلازماً بين الولاية وبين الكرامات ، لم يحتاجوا إلى الإكثار من رواية كرامات الأولياء فضلاً عن أن يؤدي بهم الأمر إلى الكذب في ذلك .
أما أنصار الفكر الصوفي الذين لا يتصورون ولاية دون خوارق فقد ركبوا كل صعب وذلول ، وطرقوا كل باب مسدود ، وذهبوا كل مذهب في سبيل نسج القصص ، واختلاق الروايات الخيالية ، وجمع الأساطير المخجلة ، ظناً منهم بأن ذلك جالب للاحترام وموجب للتقديس عند الخاص والعام .
يقول الشعراني عن ولي إذا شاوره إنسان في شيء ، قال : أمهلني حتى أسأل جبريل ، ثم يقول له بعد ساعة : افعل أو لا تفعل حسب ما يقول له جبريل بزعمه [انظر : الطبقات الكبرى ج1 ، ص133 ]. ولا ريب أن اعتقاد صحة هذا جهل قبيح .

الفرق الخامس : أن من ضوابط أهل السنة والجماعة في تحديد الكرامة ، أن الكرامة لا تكون معصية لله ، ولا مخالفة للشريعة الإسلامية .
أما أصحاب الفكر الصوفي فلا تنحصر كراماتهم في مجال الطاعات ، ولا تتقيد بالصالحات . فلا مانع عندهم أن تكون الكرامة خارقة لقواعد الشريعة ، هاتكه لحرمتها ، يقول الدباغ بكل وضوح : «إن الولي صاحب التصرف يمد يده إلى جيب من شاء فيأخذ منه ما شاء من الدراهم ، وذو الجيب لا يشعر» [انظر : الإبريز ص195].
فهذه أهم الفروق التي توضح نظر الصوفية إلى الكرامات وتبين الفرق الجذري بينه وبين نظر أهل السنة والجماعة ، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل .

[انظر : تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي ج2 ، ص 295-302]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من موقع الأخ الفاضل : عبد الله بن حميد الفلاسي
http://www.a-falasi.com

[abo othman _1]

[align=center]
جزاك الله خيرا أخي الكريم محمد المصراتى

نسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتك

اقتباس: الفرق الخامس : أن من ضوابط أهل السنة والجماعة في تحديد الكرامة ، أن الكرامة لا تكون معصية لله ، ولا مخالفة للشريعة الإسلامية . أما أصحاب الفكر الصوفي فلا تنحصر كراماتهم في مجال الطاعات ، ولا تتقيد بالصالحات . فلا مانع عندهم أن تكون الكرامة خارقة لقواعد الشريعة ، هاتكه لحرمتها ، يقول الدباغ بكل وضوح : «إن الولي صاحب التصرف يمد يده إلى جيب من شاء فيأخذ منه ما شاء من الدراهم ، وذو الجيب لا يشعر» [انظر : الإبريز ص195].

نعم وهذا من قلب الموازين عدهم عندما تكون المعصية كرامة عند الصوفية ،

ومنها أن أحدهم انقلب إلى امراة تراود رجل عن نفسها ، والله المستعان [/align]

[اخت المسلمين]

بارك الله فيك اخي الكريم محمد المصراتى

[سامي]

بارك الله فيك أخي محمد المصراتي،،

لكن هل هناك اختلاف في الفرق الثاني والرابع أما هي نفس الشيء؟ أرجو التوضيح.