[align=center]بارك الله فيك أخي خالد أهل السنة ,,,
ونفع الله بك وبعلمك ,,,
وزادك من فضلــــــــــه العظيم ,,,
وحديث الغدير إن صح , لم يصح بالزيادة التي فيها : ( اللهم وال من والاه , وعاد من عاداه , وانصر من نصره , واخذل من خذله ) ,,,
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( تنازع الناس في صحته فنقل عن البخاري وإبراهيم الحربي وطائفة من أهل العلم بالحديث أنهم طعنوا فيه وضعفوه ونقل عن احمد بن حنبل انه حسنه كما حسنه الترمذي ), منهاج السنة, ( 7 / 319 – 320 ) , وقال في موضع آخر : ( وأما قوله: ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) فهذا ليس في شيء من الأمهات إلا في الترمذي وليس فيه إلا : ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) وأمـَّا الزيادة فليست في الحديث , وسئل عنها الإمام أحمد فقال: ( زيادة كوفية ) [ انظر : المسند : 1 / 152 ] ولا ريب أنها كذب ) , الفتاوى , (4 /417), وقال أيضـّا: ( إنَّ هذا اللفظ وهو قوله : ( اللهم وال من والاه , وعاد من عاداه ,و انصر من نصره , و اخذل من خذله ) كذب باتفاق أهل المعروفة بالحديث )منهاج السنة,( 7 / 55 )
وبيـَّن شيخ الإسلام في موضع آخر بأنَّ الكذب يعرف من مجرد النظر في متن الرواية فقال : ( قوله : ( اللهم انصر من نصره..) خلاف الواقع ؛ قاتل معه أقوام يوم "صفين" فما انتصروا ، وأقوام لم يقاتلوا فما خذلوا : كسعد الذي فتح العراق لم يقاتل معه، وكذلك أصحاب معاوية, وبني أمية الذين قاتلوه فتحوا كثيرًا من بلاد الكفار ونصرهم الله . وكذلك قوله: ( اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ) فهو مخالف لأصل الإسلام ، فإنّ القرآن قد بيّن أنّ المؤمنين إخوة مع قتالهم وبغي بعضهم على بعض...) , الفتاوى , ( 4/ 418)
وقوله : ( وأدر الحق معه حيث دار ) يقول ابن تيمية : ( إنَّ الحق لا يدور مع معين إلا النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأنه لو كان كذلك لوجب إتباعه في كل ما قال...) , المصدر السابق , ( 4 / 418 ) .
وقد اهتم بتخريج هذا الحديث ابن عقدة حتى قيل أنه صنف مصنفـًا لجمع طرقه, قاله الذهبي في المنتقى , ( 1 / 467 ),وكذا ابن الهيثمي في ( مجمع الزوائد : 9 / 103 – 109 ), والشيخ الألباني في( سلسلة الأحاديث الصحيحة: 4 / 330 – 344 ) فليراجع.
وعلى فرض صحة قوله صلى الله عليه وسلم : ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) إلا أنه لا يقرر ما زعمه الإمامية من وجوه , الأول:أن فرق الشيعة اتفقوا على اعتبار التواتر فيما يستدل به على الإمامة , وقد علم نفيه ؛ لما مر من الخلاف في صحة هذا الحديث بل الطاعنون في صحته جماعة من أئمة الحديث وعدوله المرجوع إليهم فيه : كأبي داود السجستاني وأبي حاتم الرازي وغيرهم فهذا الحديث مع كونه آحادا مختلف في صحته فكيف ساغ لهم أن يخالفوا ما اتفقوا عليه من اشتراط التواتر في أحاديث الإمامة ويحتجون بذلك ؟
الثاني:لا نسلم أنَّ معنى الولي ما ذكروه بل معناه: الناصر ؛ لأنه مشترك بين معان كالمعتق , والعتيق , والمتصرف في الأمر , والناصر , والمحبوب , وهو حقيقة في كل منها , وتعيين بعض معاني المشترك من غير دليل يقتضيه تحـَّكم لا يعتد به , وتعميمه في معانيه كلها لا يسوغ ؛ لأنه إن كان مشتركـًا لفظيـًا بأن تعدد وضعه بحسب تعدد معانيه كان فيه خلاف والذي عليه جمهور الأصوليين,وعلماء البيان,واقتضاه استعمالات الفصحاء للمشترك أنه لا يعم جميع معانيه , فإن الوَلاية بالفتح هي ضد العداوة،والاسم منها مولى ووليّ، والولاية بكسر الواو هي الإمارة، والاسم منها والي ومتولي..والموالاة ضد المعاداة وهي من الطرفين.
الثالث: لو سلمنا أنه أولى إلا أننا لا نسلم أن المراد: أنه الأولى بالإمامة بل بالإتباع,والقرب منه فهو كقوله تعالى: ( إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه),ولا قاطع بل ولا ظاهر على نفي هذا الاحتمال بل هو الواقع إذ هو الذي فهمه الصحابة رضي الله عنهم , فإن عمر لما سمعه قال لعلي:هنيئـًا يا بن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة.أخرجه ابن حنبل في( مسنده : 4 / 281 / برقم 18502 ) في مسند البراء بن عازب رضي الله عنه .
الرابع:ولو سلمنا أن معناه أولى بالإمامة فالمراد المآل؛وإلا كان هو الإمام مع وجود النبي صلى الله عليه وسلم ,ولا تعرض فيه لوقت المآل فكان المراد حين يوجد عقد البيعة له , فلا ينافي حينئذ تقديم الأئمة الثلاثة عليه؛لانعقاد الإجماع حتى من علي رضي الله عنه عليهم , ولا يلزم من أفضلية علي – حسب زعمهم - بطلان تولية غيره؛ لأن أهل السنة أجمعوا على صحة إمامة المفضول مع وجود الفاضل.
الخامس: كيف يكون ذلك نصـا على إمامته ولم يحتج به هو ولا العباس رضي الله عنهما ولا غيرهما وقت الحاجة إليه وإنما احتج به علي في خلافته,فسكوته عن الاحتجاج به إلى أيام خلافته قاض على من عنده أدنى فهم وعقل بأنه عـُلم منه أنه لا نص فيه على خلافته عقب وفاة النبي صلى الله عليه وسلم .
انظر: الصواعق المحرقة , للهيتمي , ( 1 / 106 – 114 ).[/align]