[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]
كثيراً ما تتكرر عبارات من قبيل : (الأحوط فعل كذا و كذا) فيما يسمى بالرسائل العملية لشيوخ الشيعة ، كما تتكرر مصطلحات من قبيل : (الأحوط وجوباً و الأحوط استحباباً) و نحوها من المصطلحات التي أجزم إن غالب الشيعة لا يفقهون المقصود بها و لا يقفون عندها .. فماذا وراء هذه المصطلحات ، خصوصاً و نحن متفقون على عدم توفر حُسن النية في المصطلحات الشيعية بعد مصطلحاتهم الشهيرة مثل : أبناء العامة ! ، الأول و الثاني !! النواصب ... الخ. ؟ .. تعالَ إذاً أخي الحبيب و تعرف على ما وراء هذه المصطلحات.
الشيعة ملأوا الدنيا صراخاً و عويلاً بأن دينهم هو الدين الذي لا خلاف فيه ، و أنه دين أهل البيت الذين لا يمكن أن يتناقضوا في أحكامهم لعصمتهم ، كما عابوا على غيرهم وجود المذاهب الفقهية المختلفة و وصفوا ذلك بالتناقض فقالوا : نحن مذهب واحد فحسب ، و ديننا لا يختلف من رجل لآخر كما أنتم .. و نحن أخذنا ديننا عن سلسلة كلها من المعصومين بخلافكم ..
فارجع البصر هل ترى مصداقاً في دين الشيعة لهذه الأقاويل ؟ ثم ارجع البصر كرتين ترى إن الأمة الشيعية أمة مختلفة في كل شيء ، فما من أمر إلا و تفرقوا حوله فرقاً و أحزاباً حتى الإمامة التي زعموها لب الدين و مخ عظامه ..
لقد بلغ الاختلاف عندهم أقصى درجاته عندما رأى عالمهم و شيخ طائفتهم الطوسي ما عليه مذهبهم من تشتت في الأفكار و تشتت في الروايات و الأحكام مما جعل جماعة من الشيعة "يرجعون عن اعتقاد الحق" أي يكفرون بالتشيع كما يقوله الطوسي مما دعاه إلى تأليف كتابه تهذيب الأحكام الذي حاول فيه (تهذيب) ما يمكن أن نطلق عليه (الشعث) أو (الدخن) الذي لحق بالمذهب الشيعي نتيجة لاختلاف الروايات الواردة عن كل إمام من أئمتهم الذين زعموا فيهم العصمة، فاستمع إليه و هو يقول في مقدمة كتابه ذاك :
"ذاكرني بعض الاصدقاء أيده الله ممن أوجب حقه (علينا)(1) بأحاديث أصحابنا أيدهم الله ورحم السلف منهم، وما وقع فيها من الاختلاف والتباين والمنافاة والتضاد، حتى لا يكاد يتفق خبر إلا وبازائه ما يضاده ولا يسلم حديث إلا وفي مقابلته ما ينافيه، حتى جعل مخالفونا ذلك من أعظم الطعون على مذهبنا، وتطرقوا بذلك إلى إبطال معتقدنا، وذكروا أنه لم يزل شيوخكم السلف والخلف يطعنون على مخالفيهم بالاختلاف الذى يدينون الله تعالى به ويشنعون عليهم بافتراق كلمتهم في الفروع، ويذكرون أن هذا مما لا يجوز أن يتعبد به الحكيم، ولا أن يبيح العمل به العليم، وقد وجدناكم أشد اختلافا من مخالفيكم وأكثر تباينا من مباي************م، ووجود هذا الاختلاف منكم مع اعتقادكم بطلان ذلك دليل على فساد الاصل حتى دخل(2) على جماعة ممن ليس لهم قوة في العلم ولا بصيرة بوجوه النظر ومعاني الالفاظ شبهة، وكثير منهم رجع عن اعتقاد الحق لما اشتبه عليه الوجه في ذلك، وعجز عن حل الشبهة فيه" ..
http://www.al-shia.com/html/ara/books/tahzib-1/a1.html
بقي أن تعلم أخي الفاضل إنه أينما وردت كلمة (الأحوط) فمعناها أن المسألة المتحدَث فيها من المسائل المختَلَف فيها عند الشيعة ...
و لا تستغرب إذا رأيت كلمة الأحوط و مصدرها و مشتقاتها (تحيط) بك من كل جانب في فتاوى علمائهم فلا تكاد تخلو منها فتوى شيعية ..
و بهذا تعلم أن علماء الشيعة هم الذين يتحوطون في الحقيقة و ليس من يقلدونهم ، يتحوطون من أن يصدعوا بالحقيقة ، الحقيقة التي اضطر الطوسي إلى الصدع بها من قبل حين اعترف بأن حديثاً واحداً من أحاديث أئمتهم لا يكاد يسلم من حديث آخر ينافيه .