كان هناك كاتبٌ شريفٌ موضوعيٌ صادق شفافٌ مشرق ، من واحة هجر، واسمهُ : (الأردبيلي)!
كنتُ أقضي سياحة غير ممتعة في جنبات منتدى (هجر) ، أحد المواقع الشيعية الإمامية الإثني عشرية ، والتي أضحت واحةً بائسةً عابسةً يابسةً قحلاء جرداء خاملة .. تنعق في نواحيها الغربان ..!!
- ولم يعد لهذا الواحة من مواصفات الواحة إلا الإسم .. ولا شئ غير الإسم ، وأما المسمى – فكما أسلفنا-!!
- فنسأل الله السلامة والعافية والمعافاة ...!!
- ولا غرو في ذلك ولا عجب ...!!
أليس في هذهِ الواحةٍ من يعتقد ويطبق قول من يقول : ( أكثروا على اعدائكم ، وشهروهم وابهتوهم)!! [ كما يُنقل ويروى– كذباً وزوراً - عن الامام السجاد عليهِ مزون الرحمة وسحائب الغفران]!
أليس فيها من يعتقد أن (تسعة أعشار) دينهُ تكونُ بمخالفة ظاهرهِ لباطنهِ ...؟!
أليس فيهم أفواجٌ هائلة متتابعة من البشر العقلاء ، أو المفروضين عقلاء وجادين ، تذهب بديمومة ومهابة إلى المعابد والحسينيات ،
لتستمع – وبكل مهابةٍ وخضوع – لرجالات الدين ، ليحدثوه - بكل حماسة - :
عن تلكم الفتاة الجميلة الأريبة التي اغتصب عمر فرجها ..
وسكوت والدها الحيدرة الشريف الأبي عن ذلكم ؛ لأجل مصلحة الإسلام والمسلمين ..!!
وعن تلكم السيدة الجليلة الطاهرة ، والتي سقط جنيها (محسن) خلف ذلكم الباب الخشبي الذي لم يقوم بأس وشدة عمر ابن الخطاب ...!
وعن ذلكم البيت النبوي المفجوع الذي تضطرم فيهِ النيران بضراوة ، حتى أتت على كل مافيه بوحشية ...!!
ثم يختمون هذهِ الأساطير بذلكم النداء الثائر ، الثوري ، الخالد : ( يالثارات الحسين) !!!
فتلتهب بذلك القلوب ، وتضطرم نار الصدور، بأعتى انواع الحقد والضغينة ، والتشهي للإنتقام .. من أي مسلمٍ يتجرأ على الترضي عن ابي بكر وعمر .. ويسعى جاهداً لتحقيق الثأر والفوز بالرضوان ...!!
أليس هناك من يذهب منهم للأضرحة والعتبات المقدسة ليستغيثَ ، ويستنجد ، ويتوسل ، ويتمرغ ، للقبور ، وبالقبور ، طالبين ، ومؤملين ، ومنتظرين ، وراجين منها كل شئ ، وكل المستحيلات ، بالدعاء ، والوجل ، والخشوع ، والمناشدة الذليلة البائسة ، لأمواتٍ قال ربهم : (أدعوني أستجب لكم)، وقال : (إني قريب).؟!!
حتى تحول هذا الهزل السخيف العقيم إلى طقوس مهيبة مقدسة ، مفسرة بكل تفاسير التقوى ، والعقل ..!
فهل هناك إفتضاحٌ أكثر من هذا ...؟!
إنه لو جاز أن تغفر أو تعذر أو تسامح كل الأخطاء أو حتى تفسر ، لما كان ممكناً لإعتقاد بأن هنا تحت هذا التراب كائنٌ يفعل ويهب وينقذ بالدعاء ، والإستغاثه ، والبكاء ، والتذلل لهُ ...!!
- ورب الكعبة ، إن كل مافي الحياة والأشياء والإنسان من احتمالات الذكاء والمنطق والجد والصدق ليتحدى كل من يزعم أن – لما سبق – تفسيراً مقبولاً ، أو معقولاً ، أو مغفورا ، إلا ان يكون بحثا عن العبث والضياع والضلال والإستفراغ للذات بأي أسلوب ، وبكل أسلوب ، بل وبلا أي أسلوب ..!!
- أليس فيهم من يعتقد جازماً بأن لعن الجبت والطاغوت وابنتيهما من أعظم القربات ، وأجلها لدى وعند الله ....؟!
- والكثير الكثير ....!!
- وأعتذر عن الإستطراد ....!!
- ولكنها شجونٌ ابت إلا أن تظهر المكنون ، بلا مواربةٍ أو خفاء أو كتمان ...!!
----------------------------------------------------------------
أعود لأصل الموضوع ، وهو منتدى هجر ، والأخ العزيز ( الأردبيلي) وأقول لهُ ولمن نحى نحوهُ هذهِ الخواطر :
- أخي العزيز الأردبيلي .. تحية طيبة لك وبعد :
- أنا أخٌ لك في الله من أهل السنة والجماعة ، تابعتك في منتدى هجر ، ولا زلت أتابعك ، وسأظل أتابعك ....!!
- اتعرف لماذا ...؟
- لإني وجدتك صادقاً ، ومنصفا ، وموضوعياً ، وبعيداً عن الهوى ، والتعصب ، وتخاف الله ، وترجوا اليوم الآخر .....!
- هذا كل مافي الأمر ....!!
- وهذه - واللهِ - امورٌ تستحق الإعجاب ، فهي أمورٌ يستحيل وجودها في كثيرٍ ممن يخوض غمار الخلافات العقائدية ...!!
- لأن الهوى والعاطفة تهوي بصاحبها مهاوي الجور والظلم لنفسهِ ولغيرهِ ...!
- ألا قاتل الله الهوى والعاطفة ، ومن طاف بكعبتهما ، ومن أم قبلتهما ...!!
- أخي الأردبيلي :
- هذا نداءٌ لك ، ولبعض المراجع الأفاضل كسماحة السيد (حسين فضل الله) ومن سار على دربهِ ، أو نهج نهجهُ :
قد أختلف معك ، وتختلف معي ...!!
- وقد لا ترضى بأن تعتقد كل ما أعتقده إجمالا ، وقد لا أرتضي كل ماتعتقدهُ إجمالا ...!!
- بل قد تختلف معي حتى في هذا الموضوع ...!!
- ولكني أصدقك القول - ومن وجهة نظري ونظر الكثيرين - :
نحن بحاجةٍ إلى سد الفجوة الفجة بين السنة والشيعة ، ونردم تلكم الهوة السحيقة التي تقعرت بكثيرٍ من الأسباب الموضوعية
واللا موضوعية ..!!
- وهذهِ لا تتم إلا بامثالك ومن ترجع إليهِ ، وتسترشد بهداهُ : كحسين فضل الله وغيرهُ - كثرهم الله - !!
- عندها نستطيع أن نقول - وبكل حماسة - : وداعاً للخلاف السني الشيعي ، وإلى مثواهُ الأخير ...!!
- ومن ثم ننطلق إلى الأمور المشتركة ، ونتطور ، ونطور أنفسنا ، مع التناصح فيما بيننا على الخير والهدى والرشاد ...!!
- اي والله فهكذا يجب أن نكون ...!!
- وهذا مانتمناهُ ...!!
- وهذا الذي يرضي الله ....!!
- ولن يحصل - بحول الله - بعد ذلك ان تلعن كل طائفة أختها آن الليل وأطراف النهار ...!!
- وقد يختلف معي البعض ، ويقول :
- هذا الخلاف سيبقى ما بقي الليل والنهار ، فلا تذهب نفسك علينا وعليهم حسرات ، وآهات ، وزفرات ...!!
وأقول - واثقاً - :
- كلا ، ورب الكعبة ، ودليل ذلك :
هل وجد أو يوجد أحدٌ من أهل السنة عندهُ مشكلة مع الشيخ حسين فضل الله ومقلديهِ .....؟!!
- فأنا لاأعتقد ذلك ، ولن اعتقد غير ذلك ..
- وهل هناك من يتجرأ ليقول : إن حسين فضل الله سببٌ لتفرقة المسلمين ، أو جرح مشاعرهم .......؟!
- إلا إن يكون هذا الناقد يفتقد لكثيرٍ من الإنصاف ، وهذا لاعبرة بهِ ..!!
- إذن فأين المشكلة في الخلاف الملتهب المستعر بين السنة والشيعة ، ومن هو المتسبب فيهِ .....؟!
- أولاً : لو حكينا طبيعة الخلاف الحاد بين الطرفين :
- فسنجد أن السنة تهاجم الشيعة ، دون المساس برموز بأهل البيت ، بل إنهم يحبونهم ، ويتولونهم ، ويتقربون ، إلى الله بحبهم بل ويتشرفون بذلك ..!!
- والشيعة في المقابل (سوى أتباع فضل الله) تهاجم اهل السنة ، وتضيف على ذلك : حملاتهم المسعورة المؤلمة الثقيلة على رموزهم كالصحابة وأمهات المؤمنين ، وتصفهم بالرزايا والآثام ...!!
- فهذا الفرق الواضح والجلي بين الطرفين ..... !!
- فطائفة السنة - بجميع اشتاتها - تحب وتعظم رموز الشيعة من أهل البيت ، وتؤلف مؤلفات في فضائلهم ، ومحبتهم ، والذود عن حماهم ، بل إنك تجد عالما كشيخ الإسلام ابن تيمية ، يلعن من قتل الحسين ويشنع عليهِ ، وينابذهُ ، ولا حتى يتشرف بذكرهِ ...
- وفي المقابل : تجد الشيعة يلعنون رموزنا العظام الأول فالثاني ، ويصفونهم بالجبت ، والطواغيت ، والفحشاء ، والمنكر ، والبغي ، والظلم ، والزنا ، والنصب ، والخيانة ، والنفاق ، والتخنث ، وبأنهم أئمة الكفر ، وبأنهم حرفوا القرآن .. الخ
- أرأيتم ...؟
- فهذا العدوان الآثم ، هو الذي تتوجع له قلوبنا ، وتعتصر الما ، وحزناً ، ويذوب له ُكمدا، وحسرة ....!
- ولعمري ، من يطيق هذا ويصبر عليهِ، أو حتى اقل من هذا ، بل ولا معشارهُ ....؟
- ومع ذلك ، عندما نرد هذا البهتان العظيم ، والعدوان الآثم بتوبيخِ من قال بذلك أواعتقدهُ ، ونحذر منهُ ، وننبذهُ ، وننابذهُ ..
- فما الذي يحصل ؟
- مباشرةً نوصم باننا نكرهُ الشيعة ، ونحقد عليهم ، بل قد يعدون ذلك - أي كره الشيعة - من علامات النصب لأهل البيت-عليهم رضوان الله-!
- فبالله عليكم ماذا تريدون منا أن نفعل ؟ وماذا نقول ؟ وهل بقي لنا بعد ذلك مقالاً اصلاً ...؟
- أتريدون أن نقول لكم : طبتم وطاب ممشاكم .. والخلاف يسير .. فامضوا على بركة الله ، ورعايتهُ تحوطكم وترعاكم ...؟!!!
- اللهم لطفك ياحيي ياقيوم .....!
- أخي الأردبيلي :
- أعذرني على الإفاضة في الموضوع ، وعدم الإعتناء بنظمهِ وترتيبهِ وتنسيقهِ ....!!
- ولكني أؤكد لك أن هذا ما يجول بخاطري بل وبخواطر إخوانك من اهل السنة ، وهذا هو سبب هجومهم على الشيعة ....!!
- وأؤكد لك ايضاً : أنهم ينظرون للشيخ حسين فضل الله - جمعنا الله وإياه على الهدى والرشاد - نظرةً مغايرة عن بقية المراجع والمشائخ الذين ضللوهُ قبل أن يضللونا ..!!
- وأما أمثال المرجع آية الشيطان الشيرازي الذي إتهم أمنا الصديقة بنت الصديق بانها :
- خائنة ..!!
- وكافرة..!!
- وناصبية..!!
- وخارجية..!!
- ووقحة ..!!
- ومجرمة جنسياً ....!!
- وكل من لف لفهُ كالخوئي والصفار واشباههُ .. فأقول :
- هؤلاء المجرمون هم أعدائنا ، ومازالوا ، وسيبقون أعدائنا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .. ولن يحصل بيننا وبينهم تقارب إلاّ أن يلج الجمل في سم الخياط ، أو يكفوا السنتهم عمن رضي الله عنهم وأرضاهم ..!!
- فهذا ياأخي ماأعتقدهُ فيهم بصراحةٍ متناهية ....!!
- وهؤلاء هم من جعل أهل السنة يحقدون على الشيعة ، ولا غيرهم!!
- وإلا فما هو المتوقع من سنيٍ يستمع بأذنيهِ من يصف أمهُ عائشة :
بالزنا والجرائم الجنسية فضلاً عن الكفر ...!!
- فياليت شعري ، أي عاطفة ستبقى نحو الشيعة عند سماع هذا الكلام ..!!
- أو عندما يسمع من يقرر وجوب لعن ابي بكر وعمر ، والحقد عليهم ، وإعتقاد أنهما سبب إنحطاط الأمة ...!!
- وفي المقابل :
- تجد أن الشيعة أقاموا الأرض ولم يقعدوها ، ولم يقر لهم قرارٌ عندما قال الشيخ عثمان الخميس : أن فاطمة رضي الله عنها لم تمنع أبا بكر من الصلاة عليها .. ( ولو ) حصل منها ذلك فهذا منقصة لها رضي الله عنها ...!!
- فكما تلاحظون أن الشيخ عثمان نفى أن تكون منعت الصلاة ، ومن ثم لزوم إنتفاء المنقصة عنها ..!!
- فهو كمن يقول : لو أن علياً رضي الله عنهُ لو لم يكن من آل البيت ولم يتزوج سيدة نساء العالمين لكان هذا مُنقصاً من فضلهِ ، ولكنه بلا شك من أهل البيت وقد تزوج الزهراء رضي الله عنها ....!!
- وبالرغم من ذلكم هجم عليهِ الشيعة هجوماً كاسحاً سخيفاً ، واتهموه بالنصب ، ولم يرضوا بذلك ، واعتبروا هجومهم مشروعاً ، مع أن عثمان خميس لم يتنقص منها بل ويترضى عنها ..!!
- فما هو موقفهم لو قال قائلٌ :
إن علي بن أبي طالب طاغوتٌ وجبتٌ وصنم ...!!
- وأنه أشد من فرعون عذابا ...!!
- وأنه يصلي والصنم معلقٌ في عنقهُ ...!!
- وأنهُ إمامُ كفرٍ طاغوت ظالم خائن ....؟!
- وأنه كان مخنثاً ....!
- أو قال عن الزهراء رضي الله عنها :
- أنها جمعت أربعين درهم من خيانة .....!!
- وأنها وقحة ، وكافرة ...!
- وترتكب جرائم جنسية من وراء زوجها ابن أبي طالب ......؟!!
- فما هو موقف الشيعة تجاه قائل هذا الكلام ....؟
- وإن كانوا فعلو بعثمان الخميس مافعلوا ، فماذا سيعملون بهذا ...؟
وهل هناك اشد مما جاء عثمان الخميس من الخميس ....؟!
ورغم ذلك لم نشنع عليكم ولا بمعشار ماشنعتم بهِ على الخميس ....؟
ومع ذلك فهو يبكي بحرقة مؤلمة أمام الملايين في المستقلة ، وينفي كرههُ لفاطمة وعموم اهل البيت ، ويترضى عنهم ...!!
- ولا يسمي الحسن بن علي بـ (مذل المؤمنين) ، بل هو عند الخميس (أمير المؤمنين) ، و(سيد شباب اهل الجنة) ...؟
- وهل تخيل احدٌ من الشيعة هذا الموقف ، ووقف وقفة صادقة مع نفسهِ ، وعرف كم أن غيرهُ يعاني من الآلام ويتجرع الغصص ..؟!!
- فإن تكونوا تألمون فإنا نألم من مقالكم كما تألمون ....!!
- وأخيراً ياأردبيلي :
- أسال الله ان يرشدنا وإياك للحق ، وأن يهدينا سبل الخير والرشاد ، وأن يوفقنا وإياك لسلوك سبيل الذين انعم الله من النبيين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا في جنة عرضها السموات والأرض ، وجميع المسلمين ... آمين .. آمين .. آمين
- وآخراً : أشكر أعضاء هذا المنتدى المبارك ومشرفيهِ ، والقائمين عليهِ ، وأسأل الله أن يجزيهم خير الجزاء وأوفرهُ ...!!
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آلهِ وصحبة أجمعين ..
-----------------------------------------------------------
أخوك ومحبك / البَرقُ اللا مِع
[email protected]
02-02-05, 02:38 AM
العرض العادي
