العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-01-05, 06:41 PM   رقم المشاركة : 1
om mohamed
عضو ذهبي






om mohamed غير متصل

om mohamed is on a distinguished road


ماتفسير هذه الايات في سورة الروم سؤال يخص الروافض

[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد المرسلين وعلى اله وصحبه المكرمين[/align]

انا عضوة جديدة والحمد لله لقد اعجبتني المواضيع الشيقة في هذا المنتدى فاحببت ان اشارك بهذه الاسئلة للاخوةالذين يدعون بالروافض
عن هذه الايات في سورة الروم...

[align=center] بسم الله الرحمن الرحيم[/align]
[glow1=#CC3333]فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها ولا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون. منيبين اليه واتقوه واقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين.من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون.[/glow1]
[align=center]صدق الله العظيم[/align]
لمن تخص هذه الايات وما معنى قوله تعالى [glow1=#CC3333]من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا[/glow1] فأن القرآن الكريم هو حاضر لكل زمان ومكان فهل يعني هنا قوله تعالى الشيعة الرافضة؟ ام هل ان كان القرآن قد حرف من بعض الصحابة (وحاشى لله)فهل نسوا ان يحرفوا هذه الاية؟ام الذين يدعون التحريف جلهم من الاعاجم ولم يفقهوا معنى هذه الاية ففاتهم حذفها او تحريفها؟







 
قديم 29-01-05, 12:11 PM   رقم المشاركة : 2
om mohamed
عضو ذهبي






om mohamed غير متصل

om mohamed is on a distinguished road


اين الجواب يابني رفض.... من هم المقصودون بهذه الاية ومامعنها ضمن النص القراني المحكم؟







 
قديم 29-01-05, 09:07 PM   رقم المشاركة : 3
ضياء
مشترك جديد





ضياء غير متصل

ضياء is on a distinguished road


الأخت الفاضلة أم محمد ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في البدء لا بد من إيضاح مسألة مهمة متعلقة باللفظ والمعنى. فالمعنى يا أختي يتحصل في الذهن من خلال الحواس الخمس في الغالب. أما اللفظ فيأتي من الوضع والإصطلاح. والعلاقة بين اللفظ والمعنى تأتي من خلال العلم بالوضع. وهذه العلاقة تزداد شدتها مع التكرار والشهرة. فلفظ "الماء" مثلاً يدل على ذلك السائل الذي لا لون له ولا رائحة والمكون جزيئه من ذرتين هيدروجين وذرة أكسجين. فمتى ما قلنا ماء فإن ذهن العربي ينتقل إلى المعنى المتحصل في الذهن والمرتبط بذلك اللفظ.

لكن في الواقع لا يوجد شيء في الخارج يربط بين ما هية الماء الموجود في الخارج وبين لفظ "ماء". إنما العلاقة موجودة في ذهن الواضع فقط. لذلك تسمى هذه العلاقة بالوضعية، وهي قد تختلف وقد تتخلف .

ومرادنا من الوضعية أي أن العلاقة ناتجة من الوضع والإصطلاح (وضع الإنسان في الغالب) وليست ذاتية كما هو الحال في لون الشمس مثلاً. ومرادنا من تختلف أي أن لفظ الماء قد تختلف دلالته من مفهوم لآخر عند البشر بحيث يصبح معناه عند صالح غير معناه عند جون مثلاً. أما تتخلف فإن العلاقة قد لا تبقى بشكل دائم بحيث قد تتختلف العلاقة فلا تكون موجودة. كأن نقول أن الماء بارد مثلاً فإن هذه العلاقة بين الماء والبرودة يمكن أن تكون موجودة في حالات ويمكن ألا تكون موجودة في حالات أخرى، ووجودها في إحدى الحالات لا يعني أنها دائمة بل ربما تتخلف بحيث يصبح الماء حاراً مثلاً.

وحيث أن العلاقة بين اللفظ والمعنى في الذهن ناتجة عن الوضع والإصطلاح، قد تختلف وقد تتخلف، فإنه قد ينتج مع مرور الزمن لدينا ما يسمى بالمنقول اللفظي. أي أن لفظاً ما قد يحمل لاحقاً معنى ذهني جديد غير المعنى الذهني الموضوع له في الأصل، كالسيارة مثلاً. يقول الله سبحانه وتعالى (قَالَ قَآئِلٌ مَّنْهُمْ لاَ تَقْتُلُواْ يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ) فالسيارة هنا تأتي بمعنى المسافرين والمارة. والآن، لفظ سيارة أصبح بشكل شائع يطلق على وسيلة النقل المعروفة الآن. كذلك شيعة، فإن شيعة الرجل هم أتباعه ولكن هذا اللفظ غلب استخدامه فيما بعد ليدل على شيعة أهل البيت عليهم السلام. يقول الفيروزآبادي في القاموس المحيط: (وشِيْعَةُ الرَّجُلِ، بالكسرِ: أتْباعُهُ وأنْصارُهُ، والفِرْقَةُ على حِدَةٍ، ويَقَعُ على الواحِدِ والاثْنَيْنِ والجَمْعِ، والمُذَكَّرِ والمُؤَنَّثِ، وقد غَلَبَ هذا الاسمُ على كُلِّ من يَتَوَلَّى عَلِيّاً وأَهْلَ بَيْتِهِ، حتى صارَ اسْماً لَهُم خاصّاً)


مضاف إلى ذلك فإن لفظاً واحداً قد يكون مشتركاً بين لغات مختلفة وقد لا يحمل نفس المعاني الذهنية فيهما. فلربما نجد لفظا في اللغة الفارسية أصطلحه الفارسي ليحمل المعنى الذي يحمله ماء في اللغة العربية، في حين قد يحمل نفس اللفظ في اللغة الإنجليزية اصطلحه الإنجليزي ليحمل المعنى الذي يحمله لفظ قمة أو علو في اللغة العربية.

لأجل ذلك لا بد لنا من مراعاة هذا الجانب ليس فقط في التعامل مع ألفاظ القرآن الكريم ولكن في التعامل مع كافة الكتب القديمة أيضاً من جهة. ومن جهة أخرى مراعاة حال المتكلم أو المؤلف وبيئته ولغته وزمانه.

إشكالك أيتها الأخت مرتبط بلفظ (شيعا) الوارد في قوله تعالى ( مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ )

والإشكال كالتالي:

قال تعالى ( مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ )

القرآن لكل زمان ومكان

إذن لفظ (شيع) لكل زمان ومكان بحيث تناسب المعاني التي تتولد مع تعاقب الزمان وتغير المكان.

وحيث أن لفظ شيع جمع لشيعة وهي الفرقة والشيعة اصبح يشير إلى شيعة أهل البيت عليهم السلام بالتالي فإن القرآن يعنيهم ويذمهم في الآية.

و واقع الأمر أن ذلك خلط بين الألفاظ والمعان. فالألفاظ يا أختنا ليست غاية وإنما وسيلة لنقل المعاني الذهنية فقط. فالقرآن الكريم فيه تشريعات صالحة، ولكن حتى نفهم نحن هذه التشريعات نحتاج إلى عالم بها يعلمنا إياها. والمعلم يحتاج إلى وسيلة لنقل هذه المعاني الذهنية إلى أذهاننا. واللفظ أحد الوسائل الممكنة لنقل المعاني (هناك وسائل أخرى كالصور والكتابة والرموز والإشارات). والألفاظ تختلف معانيها من مكان إلى آخر ومن زمان لآخر وليست ثابتة. وهذا لا يعني أن معاني القرآن الكريم الأصلية أيضاً تختلف يا أختنا. ولو كان الأمر كذلك لأصبحت التشريعات متغيرة بإستمرار. فلفظ "الحج" مثلاً الذي وضع لمطلق القصد فنقل شرعاً ليشير إلى قصد مكة المكرمة بالأعمال المعروفة، يمكن أن يتغير مفهومه بعد مرور عشرات السنين وعند مجتمع من المجتمعات ليحمل معنى مخالف للمعنى الأصلي الموضوع له أو للمعنى الشرعي. كأن يحمل المعنى الذهني الذي يحمله الآن لفظ "الرقص" مثلاً. فهل هذه يعني بعد عشرات السنين أن على الناس الرقص لمن أستطاع إليه سبيلا ؟! كذلك لو ظهر لنا مع مرور الزمن حزب سياسي صيني يسمي أتباعه بالمسلمين رغم أنهم لا يعرفون الدين الإسلامي ولا يتبعونه. فهل هذا يعني أنهم هم المعنيون في القرآن الكريم لأنه صالح لكل زمان ومكان؟

بالطبع لا، فالقرآن الكريم إنما يُفسر بالمعاني الأصلية وليست المتولدة من الألفاظ مع مرور الزمن وإختلاف المكان. والخلل عندك في الفهم ناتج من هذه الجهه. حيث حمّلت لفظاً معاني لا يريدها القرآن الكريم بحجة أن القرآن صالح لكل زمان ومكان. نعم القرآن صالح بمعانية الأصلية التي وضعت وليست بالمعاني المتولدة والناتجة من وضع الإنسان. ولفظ شيع الوارد في الآية يذهب إلى معنى الفرق وليس جمع شيعة الذين هم شيعة أهل البيت عليهم الصلاة والسلام. ولو كان الأمر كما تظنين لكان بإمكان الشيعي أن يقول لك بالمقابل:

.قال تعالى ( وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ )

. القرآن صالح لكل زمان ومكان

. إذن لفظ (شيعته) الواردة في الآية تتوافق مع المعاني التي تتولد مع مرور الزمان وتغير المكان.

وهذا اللفظ يتوافق الآن مع شيعة أهل البيت عليه السلام. ثم أن اللفظ هنا مفرد وليس جمعاً كما في الآية التي وضعتيها والتي تشير إلى فئات مختلفة. فما رأيك الآن؟ هل تقبلين بهذه النتيجة؟


كذلك بإمكاننا أن نقول:

. قال تعالى (لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )

. القرآن صالح لكل زمان ومكان

. عبارة (حزب الله) تتوافق مع المعاني التي يولدها الزمان المكان

وحزب الله يتوافق الآن مع حزب الله اللبناني. فما رأيك؟ وهل تقبلين بهذه النتيجة؟

ختاماً هذا تفسير الآيات الكريمة من تفسير الميزان مع بعض التصرف:

قوله تعالى: يقول الله سبحانه ( فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (30) )

الكلام متفرع على ما تحصل من الآيات السابقة المثبتة للمبدإ و المعاد أي إذا ثبت أن الخلق و التدبير لله وحده لا شريك له و هو سيبعث و يحاسب و لا نجاة لمن أعرض عنه و أقبل على غيره فأقم وجهك للدين و الزمه فإنه الدين الذي تدعو إليه الخلقة الإلهية.

و قيل: الكلام متفرع على معنى التسلية المفهوم من سياق البيان السابق الدال على ما هو الحق و أن المشركين لظلمهم اتبعوا الأهواء و أعرضوا عن التعقل الصحيح فأضلهم الله و لم يأذن لناصر ينصرهم بالهداية و لا لمنقذ ينقذهم من الضلال لا أنت و لا غيرك فاستيئس منهم و اهتم بخاصة نفسك و من تبعك من المؤمنين و أقم وجهك و من تبعك للدين.

فقوله: (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ) المراد بإقامة الوجه للدين الإقبال عليه بالتوجه من غير غفلة منه كالمقبل على الشيء بقصر النظر فيه بحيث لا يلتفت عنه يمينا و شمالا و الظاهر أن اللام في الدين للعهد و المراد به الإسلام.

و قوله: (حَنِيفاً) حال من فاعل أقم ويجوز أن يكون حالا من الدين أو حالا من الوجه و الأول أظهر و أنسب للسياق، و الحنف ميل القدمين إلى الوسط و المراد به الاعتدال.


و قوله: (فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا) الفطرة بناء نوع من الفطر بمعنى الإيجاد و الإبداع و (فِطْرَةَ اللَّهِ) منصوب على الإغراء أي الزم الفطرة ففيه إشارة إلى أن هذا الدين الذي يجب إقامة الوجه له هو الذي يهتف به الخلقة و يهدي إليه الفطرة الإلهية التي لا تبديل لها.

و ذلك أنه ليس الدين إلا سنة الحياة و السبيل التي يجب على الإنسان أن يسلكها حتى يسعد في حياته فلا غاية للإنسان يتبعها إلا السعادة و قد هدي كل نوع من أنواع الخليقة إلى سعادته التي هي بغية حياته بفطرته و نوع خلقته و جهز في وجوده بما يناسب غايته من التجهيز، قال تعالى: (رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50)) طه، و قال: (الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (2) وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى (3)) الأعلى.

فالإنسان كسائر الأنواع المخلوقة مفطور بفطرة تهديه إلى تتميم نواقصه و رفع حوائجه و تهتف له بما ينفعه و ما يضره في حياته، قال تعالى: (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8)) الشمس، و هو مع ذلك مجهز بما يتم له به ما يجب له أن يقصده من العمل، قال تعالى: ) ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ (20)) عبس.

فللإنسان فطرة خاصة تهديه إلى سنة خاصة في الحياة و سبيل معينة ذات غاية مشخصة ليس له إلا أن يسلكها خاصة و هو قوله: (فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا) و ليس الإنسان العائش في هذه النشأة إلا نوعا واحدا لا يختلف ما ينفعه و ما يضره بالنظر إلى هذه البنية المؤلفة من روح و بدن فما للإنسان من جهة أنه إنسان إلا سعادة واحدة و شقاء واحد فمن الضروري حينئذ أن يكون تجاه عمله سنة واحدة ثابتة يهديه إليها هاد واحد ثابت.

و ليكن ذاك الهادي هو الفطرة و نوع الخلقة و لذلك عقب قوله (فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا) بقوله: (لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ).

فلو اختلفت سعادة الإنسان باختلاف أفراده لم ينعقد مجتمع واحد صالح يضمن سعادة الأفراد المجتمعين، و لو اختلفت السعادة باختلاف الأقطار التي تعيش فيها الأمم المختلفة بمعنى أن يكون الأساس الوحيد للسنة الاجتماعية أعني الدين هو ما يقتضيه حكم المنطقة كان الإنسان أنواعا مختلفة باختلاف الأقطار، و لو اختلفت السعادة باختلاف الأزمنة بمعنى أن تكون الأعصار و القرون هي الأساس الوحيد للسنة الدينية اختلفت نوعية كل قرن و جيل مع من ورثوا من آبائهم أو أخلفوا من أبنائهم و لم يسر الاجتماع الإنساني سير التكامل و لم تكن الإنسانية متوجهة من النقص إلى الكمال إذ لا يتحقق النقص و الكمال إلا مع أمر مشترك ثابت محفوظ بينهما.

و ليس المراد بهذا إنكار أن يكون لاختلاف الأفراد أو الأمكنة أو الأزمنة بعض التأثير في انتظام السنة الدينية في الجملة بل إثبات أن الأساس للسنة الدينية هو البنية الإنسانية التي هي حقيقة واحدة ثابتة مشتركة بين الأفراد، فللإنسانية سنة واحدة ثابتة بثبات أساسها الذي هو الإنسان و هي التي تدير رحى الإنسانية مع ما يلحق بها من السنن الجزئية المختلفة باختلاف الأفراد أو الأمكنة أو الأزمنة.

و هذا هو الذي يشير إلى قوله بعد: (ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)....

قوله تعالى: (مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) تعميم للخطاب بعد تخصيصه بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) نظير قوله: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء) الطلاق: 1، و قوله: (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ) هود: 112، فيئول المعنى إلى نحو من قولنا: فأقم وجهك للدين حنيفا أنت و من معك منيبين إلى الله، و الإنابة الرجوع بالتوبة.

و قوله: (وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ) التقوى بحسب دلالة المقام يشمل امتثال أوامره و الانتهاء عن نواهيه تعالى فاختصاص إقامة الصلاة من بين سائر العبادات بالذكر للاعتناء بشأنها فهي عمود الدين.

و قوله: (وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) القول في اختصاصه من بين المحرمات بالذكر نظير القول في الصلاة فالشرك بالله أكبر الكبائر الموبقة، و قد قال تعالى: (إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ) النساء: 48، إلى غير ذلك من الآيات.

قوله تعالى: )مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ) "من" للتبيين و (مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ) إلخ، بيان للمشركين و فيه تعريفهم بأخص صفاتهم في دينهم و هو تفرقهم في دينهم و عودهم شيعة شيعة و حزبا حزبا يفرح و يسر كل شيعة و حزب بما عندهم من الدين و السبب في ذلك ما ذكره قبيل هذا بقوله: "بل اتبع الذين ظلموا أهواءهم بغير علم فمن يهدي من أضل الله و ما لهم من ناصرين" فبين أنهم بنوا دينهم على أساس الأهواء و أنه لا يهديهم و لا هادي غيره.

و من المعلوم أن هوى النفس لا يتفق في النفوس بل و لا يثبت على حال واحدة دون أن يختلف باختلاف الأحوال و إذا كان هو الأساس للدين لم يلبث دون أن يسير بسير الأهواء و ينزل بنزولها، و لا فرق في ذلك بين الدين الباطل و الدين الحق المبني على أساس الهوى.

و من هنا يظهر أن النهي عن تفرق الكلمة في الدين نهي في الحقيقة عن بناء الدين على أساس الهوى دون العقل، و ربما احتمل كون الآية استئنافا من الكلام و هو لا يلائم السياق.

و في الآية ذم للمشركين بما عندهم من صفة التفرق في الكلمة و التحزب في الدين.

انتهى

أرجو أن يكون الجواب واضحاً ولك أطيب تحية


ملاحظة: في الآية الأولى (فطرة) وليس (فطرت). كذلك لا توجد واو قبل (لا تبديل).







التوقيع :
«أما و الله لا تذهب الأيام و الليالي حتى يحيي الله الموتى و يميت الأحياء و يرد الله الحق إلى أهله و يقيم دينه الذي ارتضاه لنفسه و نبيه فأبشروا ثم أبشروا ثم أبشروا فو الله ما الحق إلا في أيديكم»

الإمام الصادق عليه السلام
من مواضيعي في المنتدى
 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:23 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "