العقل حاكم أم محكوم

[خالد أهل السنة]

[align=center]الحمد لله رب العالميـــن

إن تحويل العقل من محكوم...إلى حاكم
هو أساس البلايا...ورزيّة الرزايا
في جميع الفرق وأهل الأهواء وبلا استثناء

العقل عند أهل السنة والجماعة
محكومٌ بالكتاب والسنة المطهرة
(فالعقلُ فرسٌ لِجامُه الوَحْي)
ولقد رزق الله تعالى أهل السنة أتباع السلف الصالح
من الصحابة والتابعين لهم بإحسان
في أسماء الله وصفاته
(الإثبات) مــــع ( التزيه)
عملاً بهذه الآيــــــــــــــة كـــــاملة غير منقوصة
" ليس كمثله شيء وهو السميع البصيــر"

........................

أما العقل عند أهل الأهواء
فهو حاكم مسلّط على الكتاب والسنة المطهرة
فيقف أمام آيات الأسماء والصفات في كتاب الله عز وجل
موقف الحاكم القاضي
فيحرّف الصفات تحت لافتة " التأويل"
أو "يفوّض" معاني الصفات
ولا يفوّض (الكيفيات) مع ( الإثبات)

أما إذا جاء إلى السنة المطهرة
صارت مساحة محاكمة العقل أكــــــــــــبر
فتُردُّ أحاديث الآحاد ويضرب بها عرض الحائط..!!
وتشتغل " ماكينة" " التحريف " المسماة زوراً (التأويل)
أو " ماكينة" (التفويض للمعاني)
حتى يكون المسلم عندهم
لا يعلم بماذا يخاطبه الله تعالى
فيُلْغى الفرْق
بين صفة (اليدين) وصفة ( الوجه ) وصفة( النزول)..وغيرها..!!!
فقد تكون عنده اليدان هما الوجه أو النزول هو المجيء أو الغضب هو الرضى وهكذا..!!

[/align]

[أخوكم بالشهادتين]

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ خالد لماذا تشتت المواضيع هنا وهناك فنرى أن نفس هذا الموضع تحاججني عليه في المقالة التي تنتاقش بها بالنسبة للجهة فلماذا تشتيت الأفكار..

على كل حال حتى لايبقى الأمر هكذا سأرد عليك لأهمية الموضوع في هذا الموضع:

أولا: اتفق أهل السنة والجماعة على أن العقل ليس بمقدم على النقل لكن يستحيل شرعاً وعقلاً أن يناقض العقل النقل لعشرات النصوص التي تحثنا على التفكر بآيات الله والتعقل وجاءت كثيراً بصيغة (لعلكم) أي بصيغة الترجي ..

ثانياً: أسألك يا خالد (لولا أن منحك الله عقلاً كيف كنت ستعرف قراءة القرآن؟ وكيف كنت ستعرف أن القرآن نص من الله يجب اتباعه واتباع مافيه) أليس عقلك هو الذي دلك على أن القرآن نص من الله؟؟!!

فإن نفى إنسان العقل وقال لا آخذ إلا بالشرع على مايريد هو الأخذ به فيكون إنسان لديه قرآن بدون عقل وهذا يعتبر مجنون والمجنون يجب أن لايلمس القرآن أو يقرأه بل إنه غير مكلف؟!!

ثالثاً: هل مسلك السلف الصالح هو كما تدعي(الإثبات) مــــع ( التزيه) يعني الإثبات أولاً ثم التنزيه ثانياً؟!! عملاً بهذه الآيــــــــــــــة كـــــاملة غير منقوصة
" ليس كمثله شيء وهو السميع البصيــر"

للأسف هذا مسلك الوهابية ومجسمة هذا العصر أتباع السجستاني أمير الكرامية وقد بينت تناقضك بالكلية فمنهج السلف هو منهج الآية التي تفضلت بها وهذا يعني التنزيه أولاً ثم الإثبات في الصفات وهذامن دليل عدم فهم النصوص ومراميها..

الله تعالى في الآية قدم التنزيه بقوله (ليس كمثله شيء) ثم أثبت الصفات فعقب بقوله (وهو السميع البصير) وهذا منهج السلف الصالح

أما منهج الوهابي
إثبات (مايعتقده أنه صفة حقيقة ملاصقة للرب)
ثم يدعي التنزيه (فيقول عن تلك الصفة أنها ليس كمثلها شيء)

وهذا معارض بل مناقض بل مخالف لصريح الآية التي بدأ الله فيها بالتنزيه ثم ثنى بالإثبات؟!!

ثم يتقولون على السلف الصالح ويقولون مذهبهم الإثبات ثم التنزيه هل السلف الصالح كانوا مثلكم يخالفون صريح القرآن الذي جاء في هذه الآية أولاً بالتنزيه ثم عقب بالإثبات؟!!

اسأل أي عالم من علماء الوهابية أو أي عاقل أو أي مؤمن (هل يناقض الشرع العقل) بل اسأل أي فقيه درس علم أصول الفقه ماهو علم أصول الفقه إن علم أصول الفقه الذي به وضعت القواعد العلمية لاستنباط الأحكام الفقهية مبني على (عقل ونقل)!

[خالد أهل السنة]

[align=center]
أولاً:
فتح هذا الموضوع لمناقشة العقل بشكل موسّع
وكذلك فتح موضوع التأويل لتتم مناقشته بشكل موسع
وفتح موضوع المحكم والمتشابه ليناقش بشكل موسع
لأن المزالق في العقيدة ما تمّت إلا بأحد هذه الأشياء
فمن اللائق بنا أن نفرد كل موضوع منها بنقاش خاص
حتى يكون عند القاريء فكرة متكاملة لا لمحة خاطفة

ثم اسأل نفسك من هو الذي يشتت الموضوعات في البوابات!
لا تنه عن خلقٍ وتأتي مثله .....عار عليك إذا فعلت عظيم!

ثانياً:
لم افتح الموضوع بهذا العنوان:
( إلغاء العقل وإبقاء الشرع!!)
حتى تسوّد هذه السطور كُلها..!
بل هو وضع الشيء في موضعه
وهذه هي الحكمة التي أثنى الله تعالى على أهلها
" ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً"
فكان العنوان :
( العقل حاكم أم محكوم)
فهل تدبّرت العنوان وتدبّرت البُرهان!
فأنت تريد عقلك حاكماً وقاضياً على الكتاب والسنة الصحيحة!
وكأن الكتاب والسنة قالا لك:
اذهب إلى عقلك فهو مردك ومرجعك ودعنا قابعين في الرفوف والأدراج!!


ثالثاً:
أين ذهب عقلك حينما كتبت هذه الكلمات:
(ثالثاً: هل مسلك السلف الصالح هو كما تدعي(الإثبات) مــــع ( التزيه)
يعني الإثبات أولاً ثم التنزيه ثانياً؟!!
عملاً بهذه الآيــــــــــــــة كـــــاملة غير منقوصة
" ليس كمثله شيء وهو السميع البصيــر"..الخ)
أقول لك :
(( مـــــــع ))
وتتقوّل عليّ :
(( ثــــــم))
أين عقلك الخالي من الهوى..!!

رابعاً:
تردد اسم الوهابية للعيب علينا ..!
وهذه كارثة عليك وشرف لنا.!
فلقبك تقصد به تنقصنا والإزراء علينا باسم من أسماء ربنا العزيز الوهاب!

خامساً:
هل تريد أن نفتح عليك بوابة التناحرات الأشعرية الأشعرية
اطلب تجد بإذن الله تعالى [/align]

[ابن قدامة]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله..ومن اتبع هديه ووقف عند ما وقف عليه..وبعد

شكر الله للأخ الحبيب الشيخ خالد..حفظه..وبعد إذنه أود سؤال الأخ "أخوكم بالشهادتين"

حيث يدعي أن الإثبات مع التنزيه هو من اختراع الوهابية..

وأسأل هنا..هل تعتد بكلام الإمام الغزالي وتحترمه؟..أظنك تحترمه قطعا لأنه جمع بين التصوف والأشعرية..وأنت تنافح عن الاثنين..

حسنا اسمع ما يقول في كتابه "إحياء علوم الدين" في حديثه عن علم الكلام:-
وإلى التحريم، ذهب الشَّافِعِيّ ومالك وأَحْمد بن حَنْبَل وسفيان وجميع أئمة الحديث من السلف
وقد اتفق أهل الحديث من السلف على هذا، ولا ينحصر ما نقل عنهم من التشديدات فيه، قالوا: ما سكت عنه الصحابة -مع أنهم أعرف بالحقائق وأفصح بترتيب الألفاظ من غيرهم- الإ لما يتولد منه من الشر، ولذلك قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (هلك المتنطعون ) أي المتعمقون في البحث والاستقصاء. واحتجوا أيضاً بأن ذلك لو كَانَ من الدين لكان أهم ما يأمر به رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويعلِّم طريقه ويثني عَلَى أربابه

ثم يسرد رأيه الشخصي:
يقول رحمه الله: فأما مضرته فإثارة الشبهات، وتحريك العقائد وإزالتها عن الجزم والتصميم، وذلك مما يحصل بالابتداء، ورجوعها بالدليل مشكوك فيه، ويختلف فيه الأشخاص. فهذا ضرره في اعتقاد الحق، وله ضرر في تأكيد اعتقاد المبتدعة وتثبيتها في صدورهم بحيث تنبعث دواعيهم ويشتد حرصهم عَلَى الإصرار عليه

ثم يقول:وأما منفعته، فقد [overline]يظن[/overline] أن فائدته كشف الحقائق ومعرفتها عَلَى ما هي عليه وهيهات، فليس في الكلام وفاء بهذا المطلب الشريف، ولعل التخبيط والتضليل فيه أكثر من الكشف والتعريف

ثم ينبه قاريء الكلام إلى حقيقة مهمة..وهي كون الإمام الغزالي وصل إلى منهتى درجة المتكلمين..وليس محدثا حتى ينبذ كلامه..فشهادته شهادة خبير ومجرب:

يقول "وهذا إذا سمعته من محدَّث أو حشوي ربما خطر ببالك أن النَّاس أعداء ما جهلوا، فاسمع هذا ممن خبر الكلام، ثُمَّ قاله بعد حقيقة الخبرة وبعد التغلغل فيه إِلَى منتهى درجة المتكلمين ، وجاوز ذلك إِلَى التعمق في علوم أ خرى تناسب علم الكلام، وتحقق أن الطريق إِلَى حقائق المعرفة من هذا الوجه مسدود، ولعمري لا ينفك الكلام عن كشف وتعريف وإيضاح لبعض الأمور، ولكن عَلَى الندور"

فهل الإمام الغزالي وهابي أيضا حين بين لك رأي السلف ورأيه الشخصي ؟

[حجة الإسلام]

ابن قدامة،

إذا كان ابن تيمية تكلم في الكلام واحتج بالأدلة العقلية مع الشرعية فماذا تقول عنه؟؟

وإذا كان الألباني احتج على من يقول أن الله لاخارج ولا داخل العالم بحجة عقلية وهي تسلسلة العقلية من أين أنت وهل السماء الأولى فوقكم ومافوق الأولى حتى العرش فقال مافوق العرش؟.. إلخ فهذه كلها حجج عقلية

وإذا كان إبراهيم عليه السلام يحتج للنمرود بحجة عقلية بحتة لا بنص من الله فهل نقول أن العقل دوره باطل في الحجة


والسؤال المطروح:

كيف عرفت أن الإسلام هو الدين الحق لا الدين النصراني؟؟

إذا قلت لي أتتني النصوص؟؟ أقول لك كذلك النصراني واليهودي يقول أتتني النصور

فإن قلت له نصوصك محرفة سألك مادليلك؟؟

تقول له نصوص تناقض العقل وتناقض العلم وتناقض بعضها بعضا فلهذا عرفت أنه ليس كلام الله؟

تكون رجعت للدليل العقلي رغماً عنك ؟؟!!!


أما إن قلت عرفت الدين الإسلامي دين الحق لأنني تفكرت بعقلي وعرفت أنني يجب أن أتبع هذا الدين؟..؟

أقول لك إذا لولا عقل تفكر وتمعن لما اهتدى صاحبه بهدي الإسلام؟؟

فالعقل دليل حجة والآيات القرآنية أوردت كلمة العقل 49 مرة مقابل كلمة النور 49 مرة أيضاً وهذا يبين أن العقل نور للإنسان

والشرع حجة ولانقدم العقل على الشرع أبداً ولكن في نفس الوقت لايناقض العقل الشرع وإلا فتناقض الإنجيل مع العقل لم يعد لك حجة أبداً تحتج بها على بطلان دين النصراني؟؟!!

[خالد أهل السنة]

[align=center]كل كلامك يا (أخوكم بالشهادتين - حجة الاسلام)
دليل على أن عقلك مغلّف بأغلفة كثيفة على كبرياء متعمد!
فافتح عي************ وقلبك واقرأ مرات عديدة وسنين مديدة
أنه
لم يكن الموضوع أصلاً بهذا العنوان:
( إلغاء العقل وإبقاء الشرع!!)
حتى تسوّد هذه السطور كُلها..!
بل هو وضع الشيء في موضعه
وهذه هي الحكمة التي أثنى الله تعالى على أهلها
" ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً"
فكان العنوان :
( العقل حاكم أم محكوم)
فهل تدبّرت العنوان وتدبّرت البُرهان!
فأنت تريد عقلك حاكماً وقاضياً على الكتاب والسنة الصحيحة!
وكأن الكتاب والسنة قالا لك:
اذهب إلى عقلك فهو مردك ومرجعك ودعنا قابعين في الرفوف والأدراج!!
ما هذا الهوى والعناد!![/align]

[خالد أهل السنة]

[align=center]في القرآن الكريم
تقديم للوحي على العقل
وبرهانه
(( قصة موسى مع الخضر في سورة الكهف فتدبّرها غاية التدبُّر ولا تدبر عنها !! ))[/align]

[ابن قدامة]

كما قال لك أخي الحبيب خالد..لم يقل أحد ويدعي..أن العقل يساوي صفرا..!
أما قول الله "أفلا تعقلون"..ونحوه..فانظر إلى مواضعها التي جاءت فيها..لتعلم..أين يحفز الله عباده..في إعمال عقولهم

أما الإحصائية التي قدمتها..فمؤسف أن تعتمد طريقة الشيعة..في الإثبات..ولا نسلم لك-مع هذا-..أن هذا التعداد صحيح
فهناك..كلمة "عقول"..وهناك.."تعقلون"..وهناك..وهذا لا يعتبر حجة أبدا..فعندما قمت ببعض البحوث الععدية..وجدت كلمات..أعدادها متكافئة..ولارابط بينها أحيانا..وأحيانا المعاني متضادة..إلخ..وبالجملة فالإعجاز العددي مازال في مهده..ومازال محل نظر



أما كيف يعرف النصراني أن دينه على باطل..إلخ
فهناك فرق جسيم..

أما المسلم..الذي تلقى الإسلام..وتعلم القرآن..فليس مطلوبا منه عقلا ولا شرعا أن يبحث في صدق الإسلام..وحقيقته..
فلادعي لحجج الكلاميين في الإسلاميات مطلقا ..وهذا ما بينه الإمام الغزالي..وبين ندمه كما هو باد
والسبب أن الشريعة متسقة تماما مع العقل..ولا تضارب يدعوه للتفتيش والتكلف

أما النصراني..فأصول دينه كلها تضارب العقل وتعارضه وتناقضه..
بدليل أن أكبر القساوسة..إذا أراد أن يتكلم عن التثليث مثلا..الشيء الوحيد الذي تفهمه منك..أنك لم تفهم شيئا..فهم يعيشون في حالة من التناقض لا توصف..فلهذا قال الله فيهم وفي أمثالهم:أفلا تعقلون؟

وهذا ما يفسر اهتمام الغرب بالغزالي..حيث تأثر به ديكارت..بسبب نظربة الشك
وحجتهم في ذلك:السمعيات تقليد الآباء..فحتى المسلم لابد له من "النظر"..أي الشك في حقيقة الإسلام
وبعضهم جعل من لم ينظر كافرا!
فهرع الغرب لهذه الفكرة..من المستشرقين ليهدموا بها الإسلام
فقالوا إمامكم العظيم الغزالي..يقول..حتى الإسلام ننظر فيه..ونحاكمه لعقولنا..فما وافقها قبلناه..وما عارضه نبذناه
فانظر إلى عظم خطر ذلك..

وهذا ما يفسر حيرة كبار علماء الأشاعرة..وندكهك ..وتوبتهم..إلخ

هداني الله وإياك للحق
وجزى الله صاحب المقال خيرا

[المنهج]

اقتباس: كما قال لك أخي الحبيب خالد..لم يقل أحد ويدعي..أن العقل يساوي صفرا..! أما قول الله "أفلا تعقلون"..ونحوه..فانظر إلى مواضعها التي جاءت فيها..لتعلم..أين يحفز الله عباده..في إعمال عقولهم

بارك الله فيك سيد خالد .. استغرب أين عقل المحاور؟!!!
كلام واضح وجلي، لكن ربما الإشكاليات العقلية عند من حُج بالحق تجعله بهذا الاضطراب وعدم التفهم وتحرير العقل للنظر السليم، مما يعكر الصورة الذهنية لديه، وما أدل إلا أنه يهذي بما لا يدري، ويده على الكيبورد دون أدنى تأمل أو تفكير ..

أحسنت سيد خالد ..

[خالد أهل السنة]

[align=center][align=center]
بارك الله فيكم وبكم وعليكم أجمعين - آمين-

لاشك أن من مصادر أهل البدع
الاعتماد على العقليات
فيما لا طاقة للعقل به
ذلك أن العقل نعمة من الله تعالى
يميز به الإنسان بين الخير والشر
لكن للعقل وظيفة محدودة
لا تعدو ما كلفه الله به من النظر في عالم الشهادة
ومن توجيه الإنسان وترشيده إلى الخير والرشد
هذه وظيفة العقل
لكن الذين عولوا على العقليات في الدين
وهم الجهمية والمعتزلة والأشاعرة ومن جاء بعدهم
أقحموا العقل فيما لا طاقة له به
أقحموه في الغيبيات التي لا يعلمها إلا الله
ومن ذلك تقرير العقيدة
والعقيدة غيب
ولذلك صار الإيمان بالغيب
أبرز سمات المؤمنين المتقين المهتدين المفلحين
كما ذكر الله تعالى في آيات كثيرة
قال تعالى:
"الم (1)
ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ(2)
الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3)
والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4)
أُوْلَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5) "
البقرة: ا- ه.
وأصول العقيدة كلها غيب
وهذا مما ينبغي أن يفهم
بل هذا من الأمور التي أخل بفهمها كثير من الناس
فإن بعضهم تطاول وتجرأ على الغيب
زعما منه أن هذا مما يتناوله الفكر الإنساني
وهذا خطأ شنيع
فالغيب غيب
وهو ما غاب عن الإنسان
وكثير من مسائل العقيدة غيب
ومبناها على التسليم
وهو الإسلام
ولذلك لا يمكن للبشر لو اجتمعوا جميعاً
أن يقرروا أصلا ًمن أصول العقيدة من دون الشرع
نعم العقول السليمة من الهوى
تؤيد ما جاء به الشرع
لكن يستحيل أن تستقل العقول ولو اجتمعت كلها
أن تخترع أصلاً من أصول الدين
فيطابق الحق من كل وجه
وعلى هذا كان من أسباب انحراف كثير من الفرق
التي ضلت عن نهج السلف الصالح أهل الحديث والأثر
تعويلها على العقل في أمور العقيدة
وجعله حاكماً لا محكوماً[/align][/align]