تفويض المعنى أم تفويض الكيف

[خالد أهل السنة]

[align=center]الحمد لله رب العالمين
يخلط من لايعلم منهج السلف الصالح في صفات الله عز وجل
بين تفويض المعنى و تفويض الكيف
ويظن أن السلف الصالح يفوضون معاني الصفات -وهذا خطأ فادح جدّاً-

والسلف الصالح إنما يفوضون كيفيّات الصفات وهو الحقّ
فهم يؤمنون بمعاني الصفات ولايتعرّضون لكيفياتها
فلا يعلم كيفياتها إلا رب الأرض والسماوات
فلا تفسّر الكيفيات ولا تُتوهم ولايقال كيف
بل قراءتُها هو تفسيرها وهو إمرارها كما جاءت
ولا تُتوهم أنها كصفات المخلوقين
لأنه سبحانه ليس كمثله شيء
والسبب في ذلك
أن معنى الصفة معروفة عندهم في لغة العرب
فدفعوا التوهم في المشابهة في الكيفية
فهل يُعقل أن العرب لم يكونوا يعرفون الفرق
بين الوجه واليد!
والفرق بين الرحمة والسمع!
والفرق بين الاستواء والنزول!
وأن معانيها لا تُعلم بل هي طلاسم لامعاني لها..!!

والسلف الصالح بريؤون من أنهم يثبتون للرب ما لا يعرفون معناه
لأن النتيجة ستكون إثبات للاسم دون الصفة
وأما مذهب السلف الصالح فهو إجراء النصوص على ظاهرها
ولا يقولون كيف هذا ولمَ هذا
لأن الصفة ثابتة بنص الكتاب أو السنة أوكليهما
وهم يعرفون معنى الصفة إذا أُطلقت
فيعرفون ماذا تعني كلمة:
(وجه ) و( ويد ) و( استواء) و(نزول ) و( سمع ) و( بصر) الخ
ولو كانوا لا يعرفونها من حيث المعنى
فالله سبحانه وتعالى أجلُّ وأعظم من أن يخاطبهم بما لا يعلمون
فإنه سبحانه لما خاطبهم
خاطبهم باللسان العربي المبين
ومعاني هذه الصفات معروفة عندهم في اللسان العربي
إلا أنها لما أضيفت إلى الله تعالى لم يتعرضوا إلى كيفيتها
لأنه سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء

وقد دل على ذلك دلالة قوية
قول الإمام مالك
– رحمه الله تعالى –
لما سئل عن الاستواء ، فأجاب :
(( الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول ..))
فنفى الكيف
وأثبت المعنى
ألا تراه قال :
الاستواء غير مجهول
أي معناه

وهل يذكر ربنا في القرآن ما لا يُعلم معناه!
وهو القائل في محكم التنزيل :
{ لسان الذين يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين }
النحل 103

لقد كان السلف الصالح يعملون معاني الصفات
ويفرّقون بينها
بحسب ما دلت عليه مما تعرفه العرب من لسانها
فالعلم غير الحياة
والإتيان غير الاستواء على العرش
واليد غير الوجه
وهكذا سائر الصفات
وفي هذا إبطال قول الملحدين في أسماء الله وصفاته
في حكايتهم مذهب السلف :
أنهم كانوا مفوّضة !!
ويعنون بهذا أنهم لم يكونوا يعلمون معاني الصفات
ولا التمييز بينها
وأنها من المتشابه الذي يكلون العلم به إلى الله تعالى
وهذا القول من أفسد ما ينسب إلى السلف الصالح
وهو من الكذب والبهتان والافتراء البيّن
وذلك لأن الصفات إنما تُعرف بالوصوف
فإذا كان السلف يجهلون معانيها
فكيف كانوا أعلم من غيرهم بالله تعالى!
وبماذا عرفوه إذاً!
إن هذا لمن أسوأ ما يُظن بهم وهم خير هذه الأمة
وفيهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
وإنما كان السلف أبعد الناس عن الخوض فيما لم يحيطوا به علماً
مما أخبر الله تعالى عنه من الغيب
فكما أنهم لم يكونوا يحيطون بذات الله عليماً
لم يكونوا يحيطون بصفاته علماً
إذ الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات
إلا أن صفاته كانت دليل المعرفة به
ولا تصلح أن تكون كذلك
وهي من المتشابه الذي ليس للعباد أن يعلموا حقيقته
وإنما كانت معلومة المعاني عندهم
مجهولة الكيف
كما أن ذاته تعالى معلومة عندهم بصفاته
مجهولة الكيف
وهذا معنى إمرار الصفات كما جاءت
بل تضمن قوله :
(( نمرها كما مرت ))
إثباتها على الحقيقة
فإن الأصل في الإطلاق الحقيقة
فالعلم صفة على الحقيقة
والقدرة صفة على الحقيقة
واليد صفة على الحقيقة
مع أن لكل صفة معنى غير الأخرى
تعرف ذلك العرب من لغاتها[/align]

[ابن قدامة]

شكر الله لك فضيلة الأخ خالد على بيانك الطيب الوافي إن شاء الله
واسمح لي بتعقيب قد ينفع في هذا المقام

قال قائل (يد الباب) إثبات ليد لجماد
ليست كيد الإنسان

فإذا كان البون عظيما بين آحاد المخلوقات مع صحة إثبات اليد على الجميع مثلا
يكون من باب أولى أن يكون اتصاف الله باليد مغايرا لأن الفرق بين يد الله ويد المخلوق
كالفرق بين ذات المخلوق وذات الخالق سبحانه وتعالى
فإذا لم تقبل عقول الكلاميين هذا
فلاحجة لهم لمن نفى عين الذات

والله تعالى أعلم وأحكم

[خالد أهل السنة]

[align=center]شكر الله لك أخي الفاضل الفطن / ابن قدامة ولاحرمنا فوائدكم - آمين-[/align]

[أسير الذنب]

لديَّ سؤالٌ ولا تُشنّعوا عليَّ فيْه ! واعْتبروني جاهلاً مُستشكلاً .

إذا قال أحدُ أئمّةِ السلَفِ ( الصفات لا تُفسَّر) فهل يعني هذا أنّه مُفوّضٌ ؟؟

[أبو عبيدة]

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسير الذنب     لديَّ سؤالٌ ولا تُشنّعوا عليَّ فيْه ! واعْتبروني جاهلاً مُستشكلاً . إذا قال أحدُ أئمّةِ السلَفِ ( الصفات لا تُفسَّر) فهل يعني هذا أنّه مُفوّضٌ ؟؟

بالله عليك يازميل , لو قرأت ماكتبه الشيخ خالد بتأمل.
لوجت الجواب ولاكن سبحان من جعل على عي************ غِشاوة !

مقتبس من خالد أهل السنة :
فلا تفسّر الكيفيات ولا تُتوهم ولايقال كيف
بل قراءتُها هو تفسيرها

..........

أما قول أن الصفات لا تُفسر نعم لا تفسر إذا أراد به تفسير الجهمية المعطلة، الذين ابتدعوا تفسير الصفات، بخلاف ما كان عليه الصحابة، والتابعون من الإثبات
وهنا نفهم أن تفسير آيات الصفات وأحاديثها على نوعين:

1- تفسير مقبول: وهو ما كان عليه الصحابة والتابعون من إثبات المعنى اللائق بالله عزّ وجل الموافق لظاهر الكتاب والسنة.
2- تفسير غير مقبول: وهو ما كان بخلاف ذلك.

وهكذا المعنى منه مقبول، ومنه مردود على ما تقدّم

[السعدي 2]

زادك الله حرصاً ياسيف المنتدى وجعلك مباركاً اينما كنت آمــــــــيـــــــــن .


أخوك المحب السعدي 2 ...

[أسير الذنب]

جَميلٌ جداً !!

وإذا وجدتُ أحداً من العلماء يقول :

{ نؤمن بها بلا كيفٍ ولا معنى } .!! هل يعتبر تفويضاً ؟؟

وإذا وجدتُ من قال :

( نؤمن بها بلا تكييفٍ ولا تفْسير} هل يكون تفويضاً ؟؟

نرجوا الإفادة .

[خالد أهل السنة]

[align=center]العضو الخلوق/ أسير الذنب

الذي يقول نؤمن بالصفات بلا كيف ولامعنى فهو مفوض للكيفية والمعنى
وإن قال نؤمن بالصفات بلا تكييف ولا تفسير فنقول قولك تفسير محتملة لحق ومحتملة لباطل
فإن قصد بلا تفسير أي بلا معنى فهذا تفويض مثله مثل الأول
وإن قصد بلا تفسير أي بلا خوضٍ في الكيفيّة فهو متّبع غير مبتدع ولا مفوض
وتعتبر كلمة مرادفة لكلمة بلا تكييف وتأكيد لها[/align]

[أسير الذنب]

جميلٌ جداً .

قلتَ : ( الذي يقول نؤمن بالصفات بلا كيف ولامعنى فهو مفوض للكيفية والمعنى ) .

طيب هل يكون على ذلك الإمامُ أحمد مفوضاً ، إذ قال : ( بلا كيف ولا معنى) !!! كما حكاه عنه ابن قدامة في بداية ( لُمعة الإعتقاد) .

[الموحد 2]

[align=justify]...

نعم كلامك جميل جداً ، والأجمل منه هو أنك تسلم بالحق إذا عرضناه عليك ، وأن تجيب على هذا السؤال .. فهل تستطيع .. ؟ !


إذاً نضرب كلام الإمام أحمد بعضه في بعضاً يا أسير الذنب .. !!


وأحب أن أوضح لك أنه يعجبني فيك محاولة الإستدراج ، ولا أريد أن يذهب بي الظن فيك بعيداً بعيداً ( فإن بعض الظن إثم ) ..


ولكن أسألك الآن سؤالاً محدداً ، وأجبني بارك الله فيك ، تطبيقاً على كلام الإمام أحمد رحمه الله:


ما هو المعنى الحق لصفة العلم ، وما هو المعنى الباطل لها أيضاً ؟

وما هو المعنى الحق لصفة اليد ، وما هو المعنى الباطل لها أيضاً ؟


...[/align]