في طاش ما طاش اليوم, تعدوا جميع الحدود, وارادوا تكحيلها, فأعموها بوضع شخصية متدين معتدل - في نظرهم - وكانها نوع من المصالحة حتى لا يفهم الناس انه هجوم على الدين, انما هجوم على فئة معينة, وفكر معين, فخلطوا الحق بالباطل سواء علموا بذلك ام لم يعلموا. فيجب في هذه الامور احترام التخصص, والا عدم الدخول فيها.
قد يقال لا نستطيع نكران ان هناك من يحاول نشر هذه الآراء في مدارسنا, ويجب التصدي لهم وانتقادهم على العامة, حتى يكون العامة ضد هذا التوجه.
نعم, ولكن المتعاطفين مع العلمانيين اكثر, ولم نرى انتقادا لهم ابدا لا من بعيد ولا من قريب. ولكن لا يمنع ذلك من تناول مشكلة أخرى, فتناول مشكلة لا تتعارض مع امكانية تناول مشكلة أخرى, وهذا صحيح. فلنسلم ونحسن الظن ونقول انه بسبب الاحداث الاخيرة ارادوا تناول هذا الموضوع.
قرانا في الصحف ان مدرسا يشتكي من طالب قال ان نزال قباني كافر, وقال من اين جاء هذا الفكر التكفيري؟
عجيب خلطكم للامور, نزال قباني ملحد, لا يؤمن بوجود الله, ويستهزئ بمن يقول بهذا ويستهزئ بالقرآن
فان لم يكن كافرا فمن الكافر؟ حتى المرجئة المميعين لا يستيعون ان يقولوا انه ليس كافرا
وبعد الكفر تترتب امور في الولاء والبراء وباسلوبكم هذا صرتم مثل هذا المدرس
ولنترك هذا الموضوع الآن ونعود الى موضوع الحلقة
فالمشكلة الحقيقية تكمن في خلط الحق بالباطل. فمثلا, تكلموا عن الجعد بن درهم, وتكلموا عن التبرؤ من المبتدعة, على لسان المدرس التكفيري. وهنا, صوروا للعامة, ان هذا الكلام خطأ. وهنا أساس المشكلة.
فهناك من البدع التي تؤدي الى الكفر مثل بدعة الجعد, وبدع دون ذلك, فعندنا اراد القصبي والسدحان قول أن امثال هؤلاء يخلط بين الامور, خلطوا هم بين الامور, وصوروا انه لا يجوز تكفير المخالف بحال, ولا يترتب على الابتداع ولاء ولا براء سواء كان ابتداع مخرج من الملة ام لا.
ثم انهم ضخموا الأمور بشكل كبير, فنحن درسنا في مدارس السعودية ولم نرى شيئا من هذا, واقول ربما يوجد من امثال هؤلاء لأن البلد تسكنه الملايين, اما تصويره كظاهرة, وان الأمور مرتبة بالطريقة المذكورة في الحلقة, وان وزارة التعليم تعمل على نشره فهذا لا يعقل, ومعناه ان الاعتراض ليس على هذه النوعيات بل على مناهجنا من اساسها!
ان قيل ان انتقاد امثال هؤلاء القلة القليلة هو الهدف الوحيد من الحلقة ( ولا يبدو الأمر كذلك )
اقول نعم هذه الأفكار موجودة , لكن عندما يعرض مسلسل مثل هذا, على العامة, وفيهم الصغير والكبير, والجاهل بالدين والمتعلم ( تعليم اسلامي) ومن لديه شبهات من ليس لديه شبهات, فبالله ما الرسالة التي تكون قد وصلت للجمهور؟ اليس فيه تمييع للتبرؤ من بدع المبتدعة والتقليل من شأن من قال بذلك؟ بل والتغاضي عن الاسباب الحقيقية لوجود أفكار كهذه مثل التسلط الامريكي؟
والفكرة نفسها والتلبيس نفسه, يقع عندما جعلوا المعتدل, صاحب لحية قصيرة, والجاهل بالدين, لحيته طويلة, فما الرسالة المرجوة من هذا؟
فان قيل هذا لأن تلك النوعية تلتزم بالدين في هذه الامور, فاردنا توضيح ذلك, فالرد هو نفس الرد الاول, ما الرسالة التي ستصل الى الجمهور غير التقليل من شأن الملتزم بدينه بحجة ان هناك البعض ممن يلتزم بالدين كالخوارج لا يعني انه على حق؟ وبالتالي تقل اهمية هذه المظاهر الدينية في الناس؟ والمساواة بين الفاسق الحالق وبين صاحب اللحية الطويلة؟
ونفس الفكرة تنطبق على الذي كان يتكلم اللغة العربية الفصحى وما وراء ذلك من خلط للمفاهيم.
ثم وجود امثال هؤلاء, قليل جدا, والعلمانيون ومن يتعاطف معهم اكثر بكثير, فما الرسالة الموجهة في عنوان الحلقة, وا تعليماه؟ هل هي اشارة المشكلة في المناهج مثلا؟ لنحسن الظن ونقول غير ذلك. سؤال يرد هنا, قبل غزو الامريكان لبلاد المسلمين, وقبل عشرات السنين, هل قتل الكفار في بلاد المسلمين؟
الجواب لا, فلم الهمز واللمز بالملتزمين بالدين؟
فالملاحظ ان ما تجنبوه في طاش ما طاش, ان الامريكان حاربوا المسلمين, واخرجوهم من ديارهم وهذا لم يتكلموا عنه, وهنا لب المشكلة التي ارادوا التحدث عنها, وهي الفتنة الحاصلة هذه الأيام ورموا التعليم بالتسبب فيما يحدث في السعودية من مشاكل, بينما المشكلة في الواقع سياسية الطابع ولم يتطرقوا الى هذا, مما تسبب في ارسال الرسالة الخاطئة التي خلطت حق بباطل وتسببوا في خلق الامور على العامة الذي فيهم كما قلنا الجاهل والمتعلم.
فلا يمكن ان "تعالجوا" ( مصطلح يحبه اهل ما يسمى بالفن وسأستخدمه تجاوزا لا لاقتناعي به ) موضوع بدون تحديد اسبابه وان كان الجهل في هذه المسالة اضلت الكثير كما نعرف عندما أخذتهم الغيرة على دينهم لكن بدون علم شرعي سليم يؤخذ من العلماء المعتبرين ( الذين انتقدوا مسلسلكم بالمناسبة ) , فأنتم وقعتم في نفس المشكلة وتكلمتم بغير علم, وخلطتم الأمور على الناس وفشلتم فشلا ذريعا في توعية الناس وتعليمهم وابعادهم عن الجهل. وبسبب جهلكم, وقعتم في مشكلة أخرى, سببها الجهل الذي اردتم "علاجه"
فلم تأخذوا بكلام العلماء المعتبرين, واردتم "معالجة" المشكلة بآرائكم الشخصية بغير علم, فوقعتم وأوقعتم الناس في جهل آخر.
اما بالنسبة للسؤال عن صلاة السوداني, فهو تضخيم رهيب للامور, لا ارى له اي سبب, فان سلمنا بأن قال بمثل هذا شخص ما ( ولا يتوقع ذلك من شخص تخصص في الدراسات الاسلامية , كمدرسين الدين ) , فهي حالة شاذة جدا, وتصوير الامور بالعاطفة لا بالواقع والضرر من تصوير ملتزم بالدين , بل وأكثر مدرسين الدين ( فانتقدوا مدرسين اثنين من مدرسين الدين مقابل واحد قصير اللحية ليكون "المعتدل" وكأن من يطيل اللحية هو من النوع المنتقد في الحلقة ) بهذه الصورة شديد الضرر , وشبيه بما يفعلونه في "هوليوود" عندنا يقولون ان ليس كل المسلمين هكذا, لكن الصورة التي تترك في النهاية, في التقليل من شأن الملتزم بالدين.
فالامر خطير وخطير جدا. خاصة عند التعامل مع مشكلة كهذه. فالمنتقد ( بفتح القاف ) فعلا يتبع السنة, وان اخطا في مسالة عقدية مهمة.
فعندما اخبر الرسول صلى الله عليه وسلم عن الخوارج, وذكر عبادتهم, وصيامهم, وكيف ان الشخص يحقر صلاته الى صلاتهم, وصيامه الى صيامهم, لم يربط بين حسن العبادة, وبينهم, بجعل علامة الخوارج حسن الصلاة والصيام, فعندما انتقدهم, كان ذلك في عقيدتهم, وليس حسن صلاتهم وصيامهم. فيجب عدم التقليل من شأن من يتسوك, ومن اطال لحيته, ومدح صاحب اللحية القصيرة وكان ذلك من الاعتدال. فحكم القبضة معروف, وطول لحية علي ابن ابي طالب رضي الله عنه معروف كذلك.
فوالله خلط الأمور على العامة ستحاسبون عليه يوم القيامة يا ناصر القصبي ويا عبدالله السدحان, ويا وزارة الاعلام كذلك لسماحهم بمثل هذه الحلقات وكأنهم لجنة شرعية ذات تقديرات وتقييمات صائبة.
ولو كان الأمر كذلك لما ترددتم في تعيين لجنة شرعية تطلع على الحلقات قبل بثها. فمجرد كون وزارة الاعلام من المسلمين, لا يعني ذلك أنهم أهل للخوض في قضايا دينية ضل من ضل فيها. فحسن النية لا تعني التأهيل الشرعي الكافي للخوض في مثل هذه الأمور. فاحترام التخصص واجب.
وكان الاولى, ان كان لا بد من طرح موضوع كهذا, عدم ادخال المتخصصين من المدرسين في الموضوع, ولا تسمية الحلقة وا تعليماه, والتحدث عن التفريق بين المبتدع الجاهل والداعي الى بدعته, والفرق بين كفر العين, وكفر النوع. فان كان القصبي او السدحان , او كلاهما, لا يفهم في هذه الأمور, فلا يحشر نفسه فيها ويخلط الأمور على عوام الناس.
ولمعرفة الرسالة الحقيقية للحلقة, بغض النظر عن النيات , فلننظر الى شريحتين مهمتين, وموقفهما من الحلقة.
الاولى شريحة الملتزمين بالدين. والثانية المبتدعة. وللننظر من يفرح بهذه الحلقة؟
فان قيل وما المانع من ان يفرح المبتدعة ان كان في الحق؟
الرد هو انه لا مانع, لكن ان كان فرحهم من دون الملتزمين بالدين, فاعتقد ان الموضوع خطير, وخطير جدا. والمتوقع ( وانا اكتب هذا في نفس الليلة التي عرضت فيها الحلقة )
هذا كله, من ناحية, والناحية الأخرى في الاخطاء التي وقعوا فيها.
فتحدث القصبي عن آية ( لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ) المجادلة /22 وطبعا توقف عند كلمة "ورسوله"
وخلط بينها وبين ( لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ) الممتحنة / وقال انه في حال الحرب لن يودهم الا الخائن وهذا صحيح, ولكن ايضا, لن يخون, الا من كان يودهم وهنا بيت القصيد الذي لم يفهمه وخلط الأمور على العامة حتى ان قلنا انه قصد خيرا.
ثم ان البر معناه العدل, وليس المودة فلا تعارض لا ظاهر ولا باطل أصلا بين الآيتين حتى يأتي القصبي ليجمع بينهما
فقال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين ) المائدة/51
فالفرق كبير بين ان تبر وتحسن الى غير المحارب لتقريبه من الدين وتليين قلبه, وبين ان تكون هناك بينك وبينه موده. بل حتى عند الزواج من كتابية كافرة, عندما تكون هناك مودة, تكون هذه المودة من النوع الطبيعي بين المرء وزوجه لكن تكون ايضا بالبراء من دينها, ونصحها, والزامها بالحشمة, ومودة اهل الدين في العقيدة مودة على مودة الزوجة.
لذلك ذهب الشيخ يوسف القرضاوي ( وليس فقط كبار علمائنا الذين لم يسلموا من الهوز واللمز ) الى عدم جواز الزواج من يهودية الآن لأنهم أهل حرب. وللعاقل ان يفكر فيها ويتدبر في مسألة الزواج من امريكية كتابية كافرة.
قال الشيخ " إن الزواج من غير المسلمة إذا كانت أجنبية غريبة عن الوطن واللغة والثقافة والتقاليد - مثل زواج العربي والشرقي من الأوروبيات والأمريكيات النصرانيات - يمثل خطرًا آخر يحس به كل من يدرس هذه الظاهرة بعمق وإنصاف، بل يراه مجسدًا ماثلاً للعيان . فكثيرًا ما يذهب بعض أبناء العرب المسلمين إلى أوروبا وأمريكا للدراسة في جامعاتها، أو للتدريب في مصانعها، أو للعمل في مؤسساتها، وقد يمتد به الزمن هناك إلى سنوات ثم يعود أحدهم يصحب زوجة أجنبية، دينها غير دينه، ولغتها غير لغته، وجنسها غير جنسه، وتقاليدها غير تقاليده، ومفاهيمها غير مفاهيمه، أو على الأقل غير تقاليد قومه ومفاهيمهم، فإذا رضيت أن تعيش في وطنه - وكثيرًا ما لا ترضى - وقدر لأحد من أبويه أو إخوانه أو أقاربه، أن يزوره في بيته، وجد نفسه غريبًا . فالبيت بمادياته ومعنوياته أمريكي الطابع أو أوربيه في كل شيء، وهو بيت " المدام " وليس بيت صاحبنا العربي المسلم، هي القوامة عليه، وليس هو القوام عليها . ويعود أهل الرجل إلى قريتهم أو مدينتهم بالأسى والمرارة، وقد أحسوا بأنهم فقدوا ابنهم وهو على قيد الحياة !!
وتشتد المصيبة حين يولد لهما أطفال، فهم يشبون - غالبًا - على ما تريد الأم، لا على ما يريد الأب إن كانت له إرادة، فهم أدنى إليها، ألصق بها، وأعمق تأثرًا بها، وخصوصًا إذا ولدوا في أرضها وبين قومها هي، وهنا ينشأ هؤلاء الأولاد على دين الأم وعلى احترام قيمها ومفاهيمها وتقاليدها . وحتى لو بقوا على دين الأب، فإنما يبقون عليه اسمًا وصورة، لا حقيقة وفعلاً . ومعنى هذا أننا نخسر هؤلاء الناشئة دينيًا وقوميًا إن لم نخسر آباءهم أيضًا.
وهذا الصنف أهون شرًا من صنف آخر يتزوج الأجنبية، ثم يستقر ويبقى معها في وطنها وبين قومها، بحيث يندمج فيهم ، ولا يكاد يذكر دينه وأهله ووطنه وأمته . أما أولاده فهم ينشأون أوروبيين أو أمريكيين، إن لم يكن في الوجوه والأسماء، ففي الفكر والخلق والسلوك، وربما في الاعتقاد أيضًا، وربما فقدوا الوجه والاسم كذلك، فلم يبق لهم شيء يذكرهم بأنهم انحدروا من أصول عربية أو إسلامية.
ومن أجل هذه المفسدة، نرى كثيرًا من الدول تحرم على سفرائها، وكذلك ضباط جيشها، أن يتزوجوا أجنبيات، بناء على مصالح واعتبارات وطنية وقومية. "
ونقلا عن موقع الشيخ محمد بن صالح المنجد
"قال الكاساني في "بدائع الصنائع" (2/270) :
"لا يَجُوزُ لِلْمُسْلِمِ أَنْ يَنْكِحَ الْمُشْرِكَةَ ; لقوله تعالى : ( وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ ) , وَيَجُوزُ أَنْ يَنْكِحَ الْكِتَابِيَّةَ ; لِقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَالْمُحْصَنَاتُ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ ) . وَالْفَرْقُ أَنَّ الأَصْلَ أَنْ لا يَجُوزَ لِلْمُسْلِمِ أَنْ يَنْكِحَ الْكَافِرَةَ ; لأَنَّ ازْدِوَاجَ الْكَافِرَةِ وَالْمُخَالَطَةِ مَعَهَا مَعَ قِيَامِ الْعَدَاوَةِ الدِّينِيَّةِ لا يَحْصُلُ السَّكَنُ وَالْمَوَدَّةُ الَّذِي هُوَ قِوَامُ مَقَاصِدِ النِّكَاحِ إلا أَنَّهُ جَوَّزَ نِكَاحَ الْكِتَابِيَّةِ ; لِرَجَاءِ إسْلامِهَا ; لأَنَّهَا آمَنَتْ بِكُتُبِ الْأَنْبِيَاءِ وَالرُّسُلِ فِي الْجُمْلَةِ , وَإِنَّمَا لم تؤمن على سبيل التفصيل إيماناً صحيحاً بِنَاءً عَلَى أَنَّهَا أُخْبِرَتْ عَنْ الأَمْرِ عَلَى خِلَافِ حَقِيقَتِهِ , فَالظَّاهِرُ أَنَّهَا مَتَى نُبِّهَتْ عَلَى حَقِيقَةِ الأَمْرِ تَنَبَّهَتْ , هَذَا هُوَ الظَّاهِرُ مِنْ حَالِ الَّتِي بُنِيَ أَمْرُهَا عَلَى الدَّلِيلِ دُونَ الْهَوَى وَالطَّبْعِ , وَالزَّوْجُ يَدْعُوهَا إلَى الإِسْلامِ وَيُنَبِّهُهَا عَلَى حَقِيقَةِ الأَمْرِ فَكَانَ فِي نِكَاحِ الْمُسْلِمِ إيَّاهَا رَجَاءُ إسْلامِهَا فَجَوَّزَ نِكَاحَهَا لِهَذِهِ الْعَاقِبَةِ الْحَمِيدَةِ بِخِلافِ الْمُشْرِكَةِ , فَإِنَّهَا فِي اخْتِيَارِهَا الشِّرْكَ بالله ، وعدم إيمانها بالأنبياء والرسل ما يدل على أنها أَنَّهَا لا تَنْظُرُ فِي الْحُجَّةِ والدليل وَلا تَلْتَفِتُ إلَيْهَا عِنْدَ الدَّعْوَةِ ، وإنما تبقى على تقليد الآباء ، واتباع الهوى ، فَيَبْقَى ازْدِوَاجِ الْكَافِرِ مَعَ قِيَامِ الْعَدَاوَةِ الدِّينِيَّةِ الْمَانِعَةِ عَنْ السَّكَنِ وَالْمَوَدَّةِ خَالِيًا عَنْ الْعَاقِبَةِ الْحَمِيدَةِ فَلَمْ يَجُزْ نْكَاحُهَا اهـ بتصرف "
فمودة الكفار لا تجوز , وان كانوا غير محاربين. وكفى خلطا للأمور على نفسيكما وعلى الناس يا القصبي والسدحان. فحتى ان كانت نياتكم حسنة, فقد فشلتم فشلا ذريعا في معالجة ما اردتم تجسيده في مسلسلكم , ان قلنا بحسن النية عندكما وعند وزارة الاعلام فلن نستطيع ان نجد لكم الاعذار ان استمرت الأمور على هذه الحال , فاتقوا الله واستغفروه ولا تحشروا نفسهم في مسائل فتنة اختلطت عليكم ثم نخلطونا كذلك على العوام من الناس, فما هكذا تورد الابل
قد يكون انكم اردتم الحديث عن الجهل فوقعتم في جهل آخر, هذا ان افترضنا حسن النية وعدم الاعتراض على توجه الدولة القائمة على التوحيد , بعد دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب الذي ما دعى الا الى ما دعى عليه الكثير قبله وهو النظر الى الامور وفهم النصوص كما فهمها السلف الصالح
والله يهديكم والله ان الأمر ليحز في النفس, فكم كنتم تستطيعون التطرق الى امور تفيد المسلمين, وبدلا من ذلك زدتم الطين بلة