الحمد لله رب العالمين
قد يتساءل متسائل ويقول:
لماذا سمي أهل السنة والجماعة بهذا الإسم
وما المقصود بالجماعة..؟
والجواب كمايلي:
سموا أهل السنة
لأنهم عملوا بالسنة
التي أمر الله ورسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم بها
وسمّوا بالجماعة
لأنهم اجتمعوا على الحق
فالغاية من الإجتماع هي ( الحق )
وليس التجميع والتكثير للأرقام والأعداد وفقط..!!
فإن التكثير والتجميع لوحده غير ممدوح
قال تعالى:
" وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ
فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ (25)
سورة التوبة
ولذلك لابد من شرط الإجتماع وشرط الإعتصام
وهو الإجتماع والإعتصام بالحق وعدم التفرق عنه
وهو الكتاب والسنة الصحيحة
قال تعالى:
" وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103)
سورة آل عمران
فالمقصود الإجتماع على حبل الله لأنه الغاية
وحبل الله هو كتابه وسنة نبيه
- صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم-
وقوله تعالى:
" وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31)
مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32)
سورة الروم
ولابد من ضبط الفهم في الأخذ من الكتاب والسنة الصحيحة
أن يكون على نفس فهم الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين
ومن الأدلة
قوله تعالى:
" وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ
نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا (115)
سورة النساء
ولا يضر أهل السنة والجماعة
اختلافاتهم في الإجتهادات الفقهية
ولا يضرهم تفرقهم في الأزمان أو البلدان
فهم غير محصورين في قُطرٍ من الأقطار ولا في مِصرٍ من الأمصار
فقد يكثرون في مكان أو زمان
وقدينقصون في زمان أو مكان
فلا يحصرهم بلد
فلو تفرقت حكوماتهم وتفرقت مساكنهم ومساجدهم ولغاتهم وملابسهم ومواقعهم الجغرافية
بل
لو افترضنا أنه لم يبقَ منهم إلا واحد في الدنيا كلها
فيكون هو لوحده ( الجماعة)
والدليل
قول معاذ بن جبل رضي الله عنه لعمرو بن ميمون:
"أتدري ما الجماعة"؟
قلت: لا
قال:
" الجماعة ما وافق الحق ولو كنت وحدك "
فأهل السنة والجماعة ولاؤهم الأول للحق وحده
ومن هذا المنطلق فإنهم ينظرون إلى كل
فرد أو طائفة أو تجمع على هذا الأساس وحده
وليس على أساس من
التعصب الجاهلي
للقبيلة
أو المدينة
أو المذهب
أو الطريقة
أو التجمع
أو الزعامة
أو الحزب
أو الرأي
أو اللغة
أو اللون
فلو حصل أن الناس اجتمعوا وكثروا على الحق
فهذا نور على نور
فالإجتماع مقصود لغيــــــره لامقصود لذاته
فعلى هذا فلا نجتمع مع الرافضة ولا نجتمع مع أهل الأهواء
لأنهم يجتمعون على الباطل والأهواء والآراء وتقديم العقول على النقول
ولايتحاكمون إلى الكتاب والسنة الصحيحة
بل يُحاكمونهما ويعرضونهما على عقولهم
فإن قبلتها عقولهم المريضة بالهوى وإلا ردّوها بتحريف معانيها أو تضعيفها
وأهل السنة الحق غايتهم
وعقولهم
محكومة لاحاكمة
مطيعة لاعاصية
تابعة لامتبوعة
فالإجتماع والجماعة هي وسيلة إلى غاية هي الحق
فإذا تم التنازل عن الغاية كما يريده الرافضة فلا بارك الله في هذا الإجتماع ولا بهذه الوحدة
والله أعلم