الفتنة التي جرت في محرم من سنة 1400 هـ .. كان المدعو " حسن الصفار " أحد رموزها في صفوى .. وآخر من العراق لا أذكر من أسمه إلا أنه من عائلة القزويني ..
كانا يحرضان الشيعة للقيام بثورة ضد الحكومة .. أسوة بإيران .. ظناً منهم أنها ستنجح كما نجحت في إيران .. كانا يثيران الحماس في شباب الشيعة آنذاك .. وكنتُ أحضر للإستماع لحسن الصفار ( القراءة الحسينية ) وما أن ينتهي حتى نخرج من الحسينية متحمسين وهاتفين " الله واحد خميني قائد " وهتفات أخرى ضد الحكومة والحكم ( كنتُ أبلغ من العمر 13 سنة )
كانت الإذاعة الإيرانية تساندهم بتحريضنا ضد الحكومة السعودية ( أعزها الله بالإسلام وأعز الإسلام بها ) كانت الإذاعة الإيرانية تعلمنا كيف نثور وحتى كيف نصنع القنابل اليدوية .. بخلط مجموعة من المواد ..
أستمر خروجنا من الحسينيات في المرحلة الأولى ثمانية أيام .. كل يوم نخرج هاتفين لإيران وضد الحكومة
وكان جل ما تستعمله الحكومة ضدنا هو تخويفنا بإطلاق الرصاص في الهواء (( فقط لا غير ))
وفي اليوم الثامن ولأننا أدركنا أن الجنود ليس عندهم أمر بإطلاق النار علينا .. تجرأنا عليهم وقامت مجموعة من الشيعية بقتل بعض الجنود ..
رأيت أحد الجنود بأم عيني مضرجاً بدمائه .. مكسرةً عظامه .. ممزقة أوصاله .. وقد تغيرت ملامح وجهه ( أسئل الله تبارك تعالى أن يتقبله من الشهداء ) ..
كان منظر الجندي المقتول أثر في نفسي .. وعلمتُ من حينها أننا نملك قلوب سوداء قاسية لا تعرف الرحمة ولا الرأفة ..
كانت المسيرات تتجه عادة نحو بيوت أهل السنة والجماعة ( حزم صفوى ) ..
أكملنا المسيرة حتى وصلنا بيوت أهل السنة والجماعة .. وكانت مطوقة بالجنود والمدرعات .. أخافنا منظرهم فما أن بدئوا بإطلاق النار في الهواء .. حتى بدئنا بالهروب .. وغالباً أنهم لم يكونوا يعلمون بأمر الجنود المقتولة ..
كان الأمر نفسه في القطيف .. إلا أننا لا نعلم تفاصيل ما حصل في القطيف .. إلا إن الجنود هناك قتلوا أحد شيعة صفوى .. وسلموه إلا مستشفى صفوى ليتم تسليمه إلى أهله ودفنه ( لكن العناد )
قرر الشيعة المعاندين أن لا يدفنوه .. بل يذهبوا به في مسيرة مطالبين بدمه .. وبالفعل حصل ذلك .. وحمل على النعش وخرجنا به في المسيرة .. ووصلنا إلى الشارع العام الذي يفصل بيننا وبين بيوت أهل السنة والجماعة .. وكانت الجنود كالعادة تطوق بيوتهم لحراستها ..
أطلقوا النار في الهواء .. إلا أننا كنا نتمتع حينها بشوية شجاعة ولم نهرب بل واصلنا حتى مركز الشرطة الذي كان نقطة تجمع الجنود ..
حملنا القوارير المعدة كقنابل يدوية كما علمتنا إذاعة إيران كيف نصنعها .. أما نحن الصغار فحملنا الأحجار والقوارير الفارغة ..
بدئنا برمي الجنود الذين تحلوا بالصبر حتى آخر اللحظات .. خاطبونا بمكبرات صوت " عودوا وأدفنوا ميتكم هذا الذي تفعلوه لا ينفعه ولا ينفعكم "
إلا أننا عاندنا وتقدمنا نحوهم ورميناهم بكل ما كنا نحمل .. فلم يروا بداً من رمي بعضنا بالرصاص الحي .. والذين رُمُوا بالرصاص الحي هم الذين كانوا يحملون الجنازة ( اربعة منهم فقط ) .. والذين كانوا هم الذين يقودون المسيرة .
فما أن رأيناهم يتساقطون أرضاً إلا وهربنا .. وكان آخر يوم نخرج في ميسرات ..
هرب " حسن الصفار " إلى سوريا وأستقر بها سنوات عديدة .. إلى أن عاد إلى الوطن الحبيب المملكة العربية السعودية .. بدعوة من ولاة الأمر .. أن تعال ولك الأمان .. عاد إلى الوطن وهاهو يعيش في ظل خيراته .. التي لا يستحقها .
كلمة لا بد من قولها : .. والله الذي لا إله غيره كنا نتمتع بكامل حقوقنا كمواطنين سعوديين .. لم تكن الحكومة السعودية تفرق في المعاملة بيننا وبين أهل السنة والجماعة .. كان أكثر موظفي شركة النفط ( أرامكو ) هم من الشيعة .. حتى السلك العسكري كانوا يتوظفون فيه مثلهم مثل أهل السنة والجماعة سواءاً بسواء
لذلك ظهر بعض المتفهمين منهم وهم قلة قليلة جداً .. عارضوا هذه المسيرات وقالوا أن وضعنا يختلف عن وضع إيران .. أحدهم كان جاراً لنا .. كان يقف على باب بيته ويقول لنا عودوا ولا تكونوا أغبياء الذي تفعلوه هذا من قمة الغباء .. فإتهمناه بالجبن والخيانة وأنه عميل وجاسوس ( ولا حول ولا قوة إلا بالله )
### يتبع إن شاء المولى تبارك وتعالى ......
__________________
كان شيعيا وجهته الحسينيات ( اللطم والتطبير ) .. عرف الحق وتسنن فصارت وجهته إلى المساجد للصلوات الخمس .. وكان شيعيا فوجهته وقلبه إلى الأضرحة والمشاهد ..عرف الحق وتسنن فصارت وجهته إلى الكعبة المشرفة .. ( وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره ) .. وكان شيعيا يقول ( ياعلي يا زهراء ) .. عرف الحق وتسنن فصار يقول ( يالله أنت الخالق أنت المحيي أنت المميت ) وحدك لا إله إلا أنت لا ادعوا سواك ...
منقول
http://alsaha.fares.net/[email protected]@.1dd5ec67