شيعة علي هم الفائزون .............. ولكن أي منهم الذي فاز !!!
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ... والصلاة والسلام على خاتم النبيين ... وعلى آله وصحابته والتابعين ... ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين ..
دائما ما يردد الشيعة مقولة أن ( علي وشيعته هم الفائزين ) ... و أن ( علي وشيعته هم خير البرية ) ...
فعلى فرض ذلك فأي شيعته هم الفائزون و ايهم هم خير البرية ؟!
هل تعلمون كم هم الفرق التي تتدعي بأنها شيعة علي رضي الله عنه ؟!
وكم أنقسمت فرق الشيعة ؟!
بل عقيدة الإمامة هذه والتي يظن الشيعة أنها نص من عند الله ومنصب إلهي ... حتى غلو وجعلوا الأئمة أفضل من الأنبياء ..وغلوا فيهم حتى زعموا بأنهم يوحى اليهم ويعلمون الغيب وورثوا علم الأنبياء ولهم منزلة لا يبلغها نبي مرسل ولا ملك مقرب ....
هل تعلمون كيف كانت الفرقة والإختلاف الشديد بين الشيعة في أمر الإمامة ..... حتى كانت الشيعة تنقسم بعد وفاة كل إمام الى فرق عديدة .. ويتخبطون فيمن هو الإمام الجديد وكل منها تختار لنفسها إماما و تزعم بأن الحق معها دون غيرها من الفرق ...!!
لنقرأ جميعا تاريخ فرق الشيعة .... ومتى بدأت الإنقسامات بينهم ؟!
ولماذا يكون الإختلاف والفرق بالذات بعد موت كل إمام ؟!
(فرق الشيعة بعد استشهاد علي رضي الله عنه)
لما قتل عليٌّ رضي الله عنه افترقت الشيعة الذين أثبتوا له الإمامة له من الله و رسوله فرضا واجبا فصاروا فرقا ثلاثة:
1ـ فرقة منها قالت أن عليا لم يقتل و لم يمت و لا يموت حتى يملك الأرض و يسوق العرب بعصاه و يملأ الأرض قسطا و عدلا، كما ملئت ظلما وجورا، و هي أول فرقة قالت في الإسلام بالوقف بعد النبي من هذه الأمة، وأول من قال منها بالغلو و هذه الفرقة تسمى السبئية أصحاب عبد الله بن سبأ، وهو عبد الله بن وهب الراسبي الهمداني و ساعده على ذلك عبد الله بن حرس وابن أسود، و هما من أجلة أصحابه، و كان أول من أظهر الطعن على أبي بكر وعمر و عثمان من الصحابة و تبرأ منهم، و ادعى أن عليا رضي الله عنه أمره بذلك، فأخذه علي فسأله عن ذلك ؟ فأقر به، و أمر بقتله، فصاح إليه الناس من كل ناحية يا أمير المؤمنين أتقتل رجلا يدعو إلى حبكم أهل البيت و إلى ولايتك و البراءة من أعدائك ؟ فسيره عليٌّ إلى المدائن،
2ـ و فرقة قالت بإمامة محمد بن عليّ بن أبي طالب ابن الحنفية بعد علي لأنه كان صاحب راية أبيه يوم البصرة دون أخويه الحسن و الحسين فسموا الكيسانية و هم المختارية، و إنما سُمُّوا بذلك لأن رئيسهم الذي دعاهم إلى ذلك المختار بن أبي عبيدة الثقفي، و كان لقبه كيسان، و هو الذي طلب بدم الحسين بن علي و ثأره حتى قَتَلَ قَتَلَتَهُ و من قدر عليه ممن حاربه، وقتل عبيد الله بن زياد و عمر بن سعد و ادعى أن محمد بن الحنفية أمره بذلك، و أنه الإمام بعد أبيه... و هؤلاء ساقوا الإمامة بعده إلى ابنه عبد الله أبي هاشم و بعده إلى محمد بن علي بن عبد الله بن العباس.
3ـ و فرقة لزمت القول بإمامة الحسن بن علي بعد أبيه إلا شرذمة قليلة منهم فإنه لما بايع الحسن بن علي معاوية على الصلح أزروا على الحسن و طعنوا فيه و خالفوه و رجعوا عن إمامته و شكوا فيها و دخلوا في مقالة جمهور الناس، و بقي سائرهم على القول بإمامته إلى أن مات. فقالوا بإمامة أخيه الحسين بن علي فلم يزالوا على ذلك حتى قتل الحسين، فلما قتل الحسين حارت فرقة من أصحابه و قالوا: قد اختلف علينا فعل الحسن و فعل الحسين، لأنه إن كان الذي فعله الحسن حقا واجبا صوابا من موادعته معاوية و تسليمه الخلافة له عند عجزه عن القيام بمحاربته مع كثرة أنصار الحسن و قوته فما فعله الحسين من محاربته يزيد بن معاوية مع قلة أنصار الحسين وضعفهم و كثرة أصحاب يزيد حتى قتل و قتل أصحابه جميعا، خطأ باطل غير واجب، فشكوا لذلك في إمامتهما و بقي سائر الناس أصحاب الحسين على القول بإمامته حتى مضى. فلما مضى افترقوا بعده ثلاث فرق:
1- فرقة قالت بإمامة محمد بن عليّ بن أبي طالب بن الحنفية و زعمت أنه لم يبق بعد الحسن و الحسين أحد أقرب إلى أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب من محمد ابن الحنفية فهو أولى الناس بالإمامة كما كان الحسين أولى بعد الحسن من ولد الحسن، فمحمد هو الإمام بعد الحسين. و(منهم) فرقة قالت أن محمد بن الحنفية هو الإمام المهدي و هـو وصيُّ عليّ، ليس لأحد من أهل بيته أن يخالفه و لا يخرج عن إمامته و لا يشهر سيفه إلا بإذنه، و إنما خرج الحسن إلى معاوية محاربا له بإذنه، و وادعه و صالحه بإذنه، و خرج الحسين إلى قتال يزيد بن معاوية بإذنه، ولو خرجا بغير إذنه هلكا و ضلا، وهم المختارية الخلص و يدعون الكيسانية وهم يقولون بالتناسخ و يزعمون أن الإمامة جرت في علي ثم في الحسن ثم في الحسين ثم في ابن الحنفية و معنى ذلك أن روح الله صارت في النبي و روح النبي صارت في علي و روح علي صارت في الحسن (و هكذا روح كل إمام تحل في الذي بعده)... و يزعمون أن الصلاة في اليوم و الليلة خمس عشرة صلوة كل صلوة سيع عشرة ركعة و كلهم لا يصلون!
و زعم صنف منهم أنهم ( أي الأئمة ) أربعة أسباط بهم يسقى الخلق الغيث و يقاتل العدو و تظهر الحجة و تموت الضلالة، من تبعهم لحق و من تأخر عنهم محق، و إليهم المرجع و هم كسفينة نوح من دخلها صدق و نجا و من تأخر عنها غرق.. ]
و الفرق القائلة بإمامة محمد بن الحنفية كثيرة و صارت طوائف عديدة لكل طائفة مقالة، فصل الأشعري في ذكرها نختصر منها ما يلي:
[ منها طائفة قالت بإمامة عبد الله بن عمرو بن حرب الكندي الشامي بعد أبي هاشم بن محمد بن الحنفية و قالت بالغلو والتناسخ، و فرقة قالت أن محمد بن الحنفية حي لم يمت بل غاب عن الأنظار و هو مقيم في جبال رضوى بين مكة و المدينة.. و أنه سيرجع و يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما و جورا، وجماعة منهم قالوا بالرجعة إلخ..
و جماعة صاروا من أصحاب أبي الخطاب محمد بن أبي زينب الأجدع الأسدي و زعموا أنه لا بد من رسولين في كل عصر و لا تخلو الأرض منهما: واحد ناطق و آخر صامت، فكان محمد صلى الله عليه وآله ناطقا و علي صامتا، وتأولوا في ذلك قول الله: ثم أرسلنا رسلنا تترى، ثم ارتفعوا عن هذه المقالة إلى أن قال بعضهم هما آلهة، ثم إنهم افترقوا لما بلغهم أن جعفر بن محمد عليه السلام لعنهم ولعن أبا الخطاب و برئ منه و منهم، فصاروا أربع فرق، فرقة منهم قالت أن جعفر بن محمد هو الله و أن أبا الخطاب نبي مرسل أرسله جعفر و أمر بطاعته! وأباحوا المحارم كلها من الزنا و اللواط والسرقة و شرب الخمور... و من أتباع أبي الخطاب سموا المخمسة لأنهم زعموا أن الله عز و جل هو محمد و أنه ظهر في خمسة أشباح و خمس صور مختلفة أي ظهر في صورة محمد و علي و فاطمة والحسن و الحسين، و زعموا أن أربعة من هذه الخمسة تلتبس لا حقيقة لها والمعنى شخص محمد و صورته لأنه أول شخص ظهر و أول ناطق نطق، لم يزل بين خلقه موجودا بذاته يتكوَّن في أي صورة شاء، يظهر لخلقه في صور شتى من صورة الذكران و الإناث و الشيوخ و الشباب إلخ... و زعموا أن محمدا ( أي تلك الحقيقة المحمدية الإلهية التي كانت أول شخص ظهر و أول ناطق نطق!) كان آدم و نوح و إبراهيم و موسى و عيسى، لم يزل ظاهرا في العرب و العجم، وكما أنه في العرب ظهر كذلك هو في العجم ظاهر في صورة غير صورته في العرب، في صورة الأكاسرة و الملوك الذين ملكوا الدنيا و إنما معناهم محمد لا غيره تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. و أنه كان يظهر نفسه لخلقه في كل الأدوار والدهور، و أنه تراءى لهم بالنورانية فدعاهم إلى الإقرار بوحدانيته، فأنكروه، فتراءى لهم من باب النبوة و الرسالة فأنكروه، فتراءى لهم من باب الإمامة فقبلوه، فظاهر الله عزوجل عندهم الإمامة و باطنه الله الذي معناه محمد... و له باب هو سلمان... ( إلى آخر خرافاتهم ) ].
(فرق الشيعة بعد شهادة الحسين )
[ و أما الشيعة العلوية الذين قالوا بفرض الإمامة لعلي بن أبي طالب من الله و رسوله، فإنهم ثبتوا على إمامته ثم إمامة الحسن ابنه من بعده، ثم إمامة الحسين من بعد الحسن، ثم افترقوا بعد قتل الحسين رحمة الله عليه فرقا:
فنزلت فرقة منهم إلى القول بإمامة ابنه علي بن الحسين يسمَّى بسيد العابدين، و كان يكنَّى بأبي محمد و يكنَّى بأبي بكر و هي كنيته الغالبة عليه، فلم تزل مقيمة على إمامته حتى توفي رحمة الله عليه.
و فرقة قالت: انقطعت الإمامة بعد الحسين، إنما كانوا ثلاثة أئمة (أي علي و الحسن و الحسين) مسمين بأسمائهم استخلفهم رسول الله صلى الله عليه وآله و أوصى إليهم و جعلهم حججا على الناس و قواما بعده واحدا بعد واحد، فقاموا بواجب الدين و بينوه للناس حتى استغنوا عن الإمام بما أوصلوا إليهم من علوم رسول الله، فلا يثبتون إمامة لأحد بعدهم و ثبتوا رجعتهم لا لتعليم الناس أمور دينهم و لكن لطلب الثأر و قتل أعدائهم و المتوثبين عليهم الآخذين حقوقهم وهذا معنى خروج المهدي عندهم و قيام القائم.
و فرقة قالت: إن الإمامة صارت بعد مضي الحسين في ولد الحسن والحسين في جميعهم، فهي فيهم خاصة دون سائرهم من ولد علي، و هم كلهم فيها شرع سواء لا يعلمون أيا من أي، فمن قام منهم و دعا إلى نفسه و جرد سيفه فهو الإمام المفروض الطاعة بمنزلة عليّ بن أبي طالب موجوبة إمامته من الله على أهل بيته و سائر الناس كلهم، و إن كانت دعوته و خطبه للرضا من آل محمد عليه الصلاة والسلام فهو الإمام، فمن تخلف عنه عند قيامه و دعائه إلى نفسه من جميع أهل بيته و جميع الخلق فهو كافر، و من ادعى منهم الإمامة و هو قاعد في بيته مرخى عليه ستره فهو كافر مشرك ضال هو و كل من اتبعه على ذلك و كل من قال بإمامته و دان بها، و هؤلاء فرقة من فرق الزيدية يسمون السرحوبية ويسمون الجارودية، و هم أصحاب أبي الجارود زياد بن المنذر و إليه نسبت الجارودية، وأصحاب أبي خالد يزيد بن أبي خالد الواسطي...] .
و ذكرا من الزيدية فرقا مختلفة في أقوالها: كالصباحية و اليعقوبية و العجلية و البترية و المغيرية.. إلخ.
(فرق الشيعة بعد وفاة الإمام السجاد )
و أما الذين أثبتوا الإمامة لعلي بن أبي طالب ثم للحسن ابنه ثم للحسين ثم لعلي بن الحسين، فإنهم نزلوا بعد وفاة علي بن الحسين إلى القول بإمامة أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين باقر العلم و أقاموا على إمامته إلى أن توفي رضوان الله عليه إلا نفرا يسيرا، فإنهم سمعوا رجلا منهم يُقَال له عمر بن الرياح زعم أنه سأل أبا جعفر عن مسألة فأجابه عليها بجواب ثم عاد إليه في عام آخر فزعم أنه سأله تلك المسألة بعينها فأجابه فيها بخلاف الجواب الأول، فقال لأبي جعفر: هذا خلاف ما أجبتني فيه في هذه المسألة عامك الماضي!، فذكر أنه قال له: إن جوابنا ربما خرج على وجه التقية، فشك في أمره و رجع عن إمامته و قال لا يكون إماما من يفتي بالباطل على شيء من الوجوه و لا في حال من الأحوال.. فمال بسببه إلى قول البترية و مال معه نفر يسير ..
يتبع إن شاء الله ....