تبادل الاتهامات بين تيار الصدر ومرجعية السيستاني ينذر بإثارة نزاع داخل الجسم الشيعي قبل تسليم السلطة للعراقيين.
ميدل ايست اونلاين
النجف (العراق) - من سام داغر
ظهر الخلاف بين الزعيم الشيعي المتشدد مقتدى الصدر والقادة السياسيين والدينيين الشيعة المعتدلين الى العلن، مهددا باثارة نزاع داخل هذه الطائفة التي تمثل الغالبية في العراق، قبل شهر من نقل السلطات الى العراقيين.
فقد اتهم ناطق باسم احد الاحزاب الشيعية الرئيسية السبت ميليشيا مقتدى الصدر بانها باتت تحت قيادة عناصر سابقة موالية لصدام حسين "وارهابيين".
وقال الناطق باسم المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق الشيخ قاسم الهاشمي للصحافيين في النجف ان "قيادة جيش المهدي اخترقها بعثيون وارهابيون ولدينا لائحة باسمائهم".
واضاف ان "هذه المجموعة خططت لمحاولة اغتيال السيد صدر الدين القبانجي (الجمعة) وهي المجموعة نفسها التي قتلت السيد محمد باقر الحكيم والسيد عبد المجيد الخوئي".
وكان الشيخ المعتدل صدر الدين القبانجي، ممثل المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في النجف، نجا من محاولة اغتيال نسبها الى عناصر من ميليشيا مقتدى الصدر الجمعة بعدما أم الصلاة في ضريح الامام علي، وقد اعلن انه تلقى تهديدات بالقتل من مسلحين متشددين خلال الاسابيع الاخيرة.
وقتل محمد باقر الحكيم، مؤسس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية ورئيسه السابق، في انفجار سيارة في اب/اغسطس في النجف فيما قتل الخوئي طعنا في نيسان/ابريل 2003، بعيد سقوط نظام صدام حسين.
واصدر قاض عراقي مذكرة توقيف في حق مقتدى الصدر في قضية اغتيال الخوئي. ولجأ الصدر الى النجف حيث يحميه عناصر جيش المهدي.
وقال الشيخ الهاشمي ان "جيش المهدي وحركة الصدر يتسمان بالفوضى وغياب القيادة"، مشيرا الى ان "عددا كبيرا من اعضائهما لا يكنان اي احترام للمرجعية"، اعلى سلطة دينية شيعية في العراق.
ودعا ميليشيا الصدر الى مغادرة النجف "باسرع وقت ممكن" وهو ما طالب به آية الله علي السيستاني قبل اسبوعين.
كذلك دعا القبانجي المقرب من السيستاني مرات عدة الميليشيا الى الانسحاب من المدينة من اجل نزع اي حجة من القوات الاميركية لاجتياح النجف.
وحذر الهاشمي من انه "اذا لم يحل جيش المهدي نفسه ويغادر النجف، فستكون لذلك عواقب وخيمة على عناصره وعلى المدينة".
واضاف الهاشمي "لن يمكنكم ان تلوموا الا انفسكم ولن نهم بمساعدتكم ان قتلكم الاميركيون واحدا واحدا".
وكان مقتدى الصدر وجه انتقادات شديدة الى المراجع الشيعية في خطبة تليت الجمعة باسمه في مسجد الامام علي في الكوفة.
وجاء في الخطبة "يدخل العدو مرة المدينة (النجف) ويقصفها وانت ساكت. تضرب فيه قبة امير المؤمنين (علي) وانت ساكت. يدوسون على رؤوس شعبك ليس فقط بالارجل وانت ساكت. فمتى تتكلم؟".
وتساءل الصدر "هل الخطوط الحمراء تعني مكتب المرجعية فقط؟" في اشارة غير مباشرة الى اية الله العظمى علي السيستاني الذي حذر قوات التحالف بعدم تجاوز "الخطوط الحمراء" المتمثلة في هذه المزارات الشيعية.
واعلن مقتدى الصدر الخميس هدنة بعد مواجهات استمرت سبعة اسابيع بين مسلحيه وقوات التحالف، غير ان المواجهات تجددت امس الجمعة واليوم السبت واسفرت عن سقوط أربعة قتلى و16 جريحا في الكوفة.
وتعرض منزلا علي السيستاني ورجل دين آخر هو آية الله بشير النجفي اخيرا لاطلاق نار، كما دارت مواجهات بين جيش المهدي وفيلق بدر، الجناح العسكري للمجلس الاعلى للثورة الاسلامية، غير ان جميع الاطراف حرصت على التقليل من اهمية هذه الاحداث، ملقية اللوم على "الذين يريدون زرع الشقاق بين الشيعية" بدون الدخول في التفاصيل.
المصدر : http://www.almokhtsar.com/html/news/...11/2/20363.php