قال الشيخ عائض - حفظه الله - :
[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/3.gif" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
دع الهوينى لأهل العجز والكسل = وعانق الصبر واغنم ساعة العملِ
ولامس النجم في عز وفي شرف = وسابق الريح في حل ومرتحلِ
والله لو كنت تدري ما خلقت له = لبات قلبك بالأشجان في شُغُلِ
ولا سعدت بنوم أو لهوت بما = يلهيك عن منزل السادات والنُبُلِ
ولا رضيت بدنيا كلها ندم = سعت لكل حقير من بني السَفَلِ
فبادر العمر جُدَّ السيرَ واْ لهفي = على ليالٍ وأيامٍ لنا أولِ
يكفيك أن رفيقَ العلم منزلُه = بين السماكين مرفوعاً على زُحَلِ
تهفو له الشمس والجوزاء تحسده = يبيت فوق حشايا الجد في قللِ
استشهد الله أهل العلم فضلهم = على جميع البرايا من بني الدولِ
وميّز الله حتى في البهائم ما = منها يعلم في صيد وذي جهلِ
والهدهد اجتث بلقيسا وهدهدها = بالعلم جاء سليماناً على عجلِ
ذو العلم حي ولو ذابت حشاشته = له الجلالة عن حاف ومنتعلِ
حتى الملائكة الأبرار تذكره = والنملُ يدعو له في السهل والجبلِ
مداده كرم جاد الشهيد به = في حومة الهول بين البيض والأسلِ
أقلامُه تعمر الدنيا إذا نطقت = ألواحه صحف الرضوان والأملِ
كلامُه دُرر أحكامه عبرُ = أفعاله أثر لله من حللِ
يقضي ويمضي وكل الناس تقبله = في ساعة الجد أو في ساعة الهزلِ
والله لو وزنوا الدنيا بزخرفها = ما عادت كِلْمةً من لفظِه الجزلِ
أو قدموها قناطيراً مقنطرة = ما وازنت حرفَ علمٍ صافيَ النهلِ
مات الملوك وأهل العم ذكرهمو = كالمسك في الناس ندٍ عَشْرقٍ جزلِ
لو أن عبداً حقير الأصل ممتهناً = أصك مفتولة أذناه كالثعلِ
ممزق الثوب عار الظهر مشفره = كمشفر الضب والكفان في شللِ
أثط أفطس قد طالت ضفائره = طعامه من رخيص البقل والدقلِ
وعنده من علوم الوحي لانصدعت = له القلوب وصار الكون في جزلِ
ووقرته ملوك الأرض وارتجفت = له المنابر في عز وفي جللِ
وقربت نعلَه الأشرافُ وافتخرت = به المدائن من سهلٍ ومن جبلِ
[/poet]