العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-05-04, 02:17 PM   رقم المشاركة : 1
بايعقوب
عضو ذهبي






بايعقوب غير متصل

بايعقوب is on a distinguished road


جماعة الأخوان في العراق

[ALIGN=CENTER]

العصر /

والآن بعد أن انسحبت القوات الأمريكية جزئيا من بعض مناطق الفلوجة بعد أن تكبدت خسائر عالية، والتزم كل طرف –ونعني الذي شارك في توصيف الموقف من العدوان السافر على أهالي الفلوجة وصوامعها ودورها- بما يعتقد أنه الأنسب في التعامل مع هذه الحالة، أمكن إعادة النظر في بعض المواقع والمواقف. فالمقاومة صمدت في دفاعها عن المدينة وأثخنت الجراح في القوات الأمريكية وأفشلت محاولات الاقتحام من خلال الدوريات الراجلة، وأظهرت مقدرة في حرب الشوارع والمدن، وهيئة العلماء كانت الحاضر الأبرز في محاولة التنفيس عن الحصار المضروب على المدينة من خلال الوساطات ومحاولة الوصول إلى اتفاقات جزئية، بينما تمسك الحزب الإسلامي بخيار الهدنة وتسليم المقاومين أسلحتهم تجنبا لأي كارثة تحل بالمدينة، ويبقى لكل حساباته وتقديراته ورؤيته، وربما كان موقف هيئة العلماء أكثر تلاحما مع المقاومة بعد الذي عاينته من نقض للعهود وخرق للهدنة من طرف القوات الأمريكية التي كانت مشحونة بالانتقام من حادثة سحل والتمثيل باثنين من الجنود الأمريكان، في حين حاول الحزب الإسلامي –ممثلا لجماعة الإخوان في العراق- أن "يسدد" موقف المقاومة لئلا يجنح للمواجهة، و"يقلل" من شأن دور الهيئة، لأن أعضاءها، كما قال أحد ممثلي الحزب في الفلوجة: "لهم حضور قوي في مجال الخطابة، لكنهم يفتقدون إلى التأثير الميداني"، وبعيدا عن الخوض في مفردات هذه الأحكام والمواقف واستدعاء مواقف أخرى لقيادات الحزب الإسلامي مثيرة للجدل، ثمة مسائل ينبغي الوقوف عندها، في محاولة لـ"تسديد" حراكنا وتصويبه وإنضاجه.
- دعنا نتصارح، إن المتابع لموقف الإخوان العراقيين (الممثلين سياسيا بالحزب الإسلامي) منذ انضمامهم لمجلس الحكم والموقف من المقاومة على لسان أمينها العام محسن عبد الحميد وبعض قادتها وطبيعة تحركها الأخير في ملحمة الفلوجة، اتسمت بالسلبية، ومشكلة الإخوان في العراق –ولعل هذا ينطبق على كثير من التجارب الإخوانية- أنهم اغتروا بوعيهم وبما سموه بـ"نضح المنهجية التنظيمية"، وأن غيرهم –أيا كان- قاصر عن النظر العميق وأفقه ضيق وكأن أدوات وآليات فهمهم اكتملت أو هكذا يبدو، ومثل هذا "الاستعلاء" في الرؤية يولد نفورا لدى الأطراف الأخرى الإسلامية الفاعلة في الساحة العراقية، فهم في حرب المدن والقتال الميداني خبراء عسكريون يدركون طبيعة المعركة، ويقدرون الموقف بناء على معرفتهم بالمحتل ويقيسون حساباتهم وفق موازينهم الذاتية ومعرفة بالساحة وبأنفسهم، وفي العمل السياسي، ساسة محنكون يصدرون مواقفهم عن تقدير للمصالح والمفاسد وعن منهجية تنظيمية ونضج واتزان فكري وسياسي، وهم في المجال الشرعي، أكثر إدراكا ومعرفة بفقه الواقع وأكثر تفاعلا مع قضايا المجتمع، وهم على الصعيد الحركي أصحاب رصيد ثري وخبرة واسعة، وهم في هذا إنما يبتعدون قدر الإمكان عن المجازفة ويتجنبون الصدام الذي لا تقوى الجماعة عليه ويعرض الدعوة والدعاة لمتاعب أخرى ومحن، ويتحركون وفق ما يخططون لأنفسهم لا وفق ما يخططه لهم غيرهم. يلاحظ على مثل هذه المقولات الاتزان وحسن التقدير، لكن الإشكال ليس في الوصف، وإنما في التكييف، وإنزال هذه القواعد والرؤى على الوقائع والحالات، ثم يبدو من خلال هذا التقدير الذاتي لأنفسهم، أنهم جماعة ملحمة، وأي موقف خارج تقديرهم فهو إما تشوبه الريبة، أو يعتريه نقص نظر وتأمل أو صادر ممن لم تكتمل لدية أدوات الاستيعاب الفهم؟!، كيف يمكن للقوى الإسلامية السنية الفاعلة في العراق أن تجتمع على برنامج ومشروع للنهوض بالعراق ورسم مستقبله لما بعد الاحتلال، فلا أقل من مزاحمة مختلف مكونات التركيبة السياسية والمذهبية والاجتماعية لانتزاع القدر الممكن من التأثير والتوجية وصناعة المستقبل، وإلا، فإن الحسابات الضيقة والغرور بالمواقف سيفتكان بالإخوان وسيؤثر على مصداقيتهم ورؤية الأطراف الإسلامية الفاعلة الأخرى سواء أكانت المقاومة أم هيئة العلماء أم القوى المستقلة الأخرى لهم، فيبرز التنافر والشكوك وتضعف الثقة، حتى على مستوى القواعد الإخوانية ناهيك عمن هم خارج محاضنهم. إن الساحة تسع الجميع، وليس مذهب الرشاش وحده يحسم الوضع في العراق أبدا، وإنما الخطة الشاملة التي تتكامل فيها الأبعاد السياسية والجهادية والاجتماعية والإقتصادية والتربوية. ولا يقوى على صياغة هذه الخطة جماعة بمفردها ولا طرف بعينه، وإنما تجميع القوى والتفافها على مشروع المقاومة –مع الإقرار بأن الخلاف في بعض المسائل والجزئيات لن يرفع-، مقاومة العدوان، والنهب، والتدمير، وتحطيم الإنسان العراقي وتراثه وتاريخه وسلبه إرادته، بمختلف أشكال المقاومة والتحدي.
- إن نظرية "لا نعاكس التيار ولا نجاريه"، فيها من الضبابية والغموض والإجمال ما يمنع عنها التأثير والقبول، الإخوان في العراق لا يعلنون معاكسة التيار الشعبي العام الذي يميل إلى خيار رد العدوان وصده، لكنهم في الوقت نفسه لا يجاروه ولا يسندوه، وهذا موقف قد تعافه وتأباه النفوس السوية، وسياسة مسك العصا من الوسط قد تأتي بنتائج عكسية، إن المقاومة –وتحديدا الموجهة نحو استنزاف الاحتلال وخلط أوراقه وإفشال خططه العسكرية- بحاجة ملحة إلى الموجه والسند الفكري وإلى من يرسم لها الإطار العام ويشاركها في بلورة الرؤية الاستراتيجية ويحدد مسارها، كيف يكون هذا؟ فهذا مما يتسع له مجال المناورة وفنون التحرك. ويفترض في الإخوان العراقيين أن لا يرهنوا مصيرهم في خيار واحد، وأن يقبلوا بالخير والحق والمبادرة، وما أكثرها، وإن كانت من خارج صفوفهم، وماذنب الذي أقدم وبادر وصنع الحدث، إذا غلب على موقفك التردد والتوجس والإغراق في التقدير والنظر؟، إننا غالبا ما نترك الساحات فارغة لاعتبارات ذاتية أوموضوعية أو لعجزمنا أو قصور أوما إلى ذلك، ونعتب على من يملؤها –بالحق أو باجتهاد مسوغ- ونعمق المسافة بيننا وبينه وقد نشنع به، بدلا من توجيهه وترشيده. وقد يكون المبادر أنضج منا موقفا، كما أن الأيام تثبت يوما بعد يوم، أن من انضم إلى مجلس الحكم كلفه ذلك خسارة لا قبل له بها في المصداقية والقبول الاجتماعي، وضيق على نفسه مجال الحراك وقد كان يتوقع عكس هذا، وأن من آوى إليه وقبل بالانضمام إليه –مجلس الحكم- مراعاة لتنوع التركيبة العراقية وتعقدها وسدا لثغرة سياسية واستجابه لنضج في الوعي!، تخندق –باسم أعضائه- ضد شعبه ووقف مؤيدا للأمريكان في قصفهم وخسفهم، بل وجد الإخوان أنفسهم يتحملون تبعات مواقف وبيانات لا فرق بينها وبين ما يصدر عن الإحتلال. إن الجماهير التي نضج في أوساطها الوعي –وإن بقدر- تنفر من الغموض والإجمال ونظرية "لا المعاكسة ولا المجاراة"، وتؤثر فيها الفكرة البسيطة السلسلة، والموقف الواضح الذي لا لبس فيه.
- إن تجربة مجلس الحكم وملحمة الفلوجة يفرضان على الحزب الإسلامي العراقي وقفة متفحصة وناقدة لمسيرته خلال مرحلة ما بعد صدام، وهو بحاجة إلى حسن التعامل مع التغيرات الكبرى التي تسابق قدراتهم على استيعابها والإحاطة بها، وقد جربوا مجلس الحكم وانتظروا وعود واشنطن بنقل السيادة، فإذا بها تتراجع –وهذا كان متوقعا ومدروسا- عما أوهمت به أعضاء المجلس، أما العراقيون فلم يثقوا لا في مجلسها المعين ولا في خططها السياسية، وإنه كما أن السياسة قد ترد من المشاريع المشبوهة وتدفع من المفاسد ما لا يدفعه ولا يرده الرشاش، فكذلك المقاومة ضد المحتل الغاصب، فإنها ترد من الخطط ما لا ترده السياسة، كما أن هناك من المشاريع ما لا يرد إلا بالتزاوج بين اللغة السياسية واللغة القتالية.

[/ALIGN]







التوقيع :
ماحيلتي فيمن يرى أن القبيح هو الحسن
من مواضيعي في المنتدى
»» للمقبلبن على الإمتحانات مبروك النجاح / سلمان العودة
»» مشاهداتي في إيران
»» هل كان قتل هارون للبرامكة بسبب أنهم نواصب ؟
»» المرأة الغربية تطالب بالعودة إلى البيت
»» هل هذه نكته أم مأساه ؟
 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:26 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "