[ALIGN=CENTER]الحمد لله رب العالمين
هل الأباضية من الخوارج...؟
قبل الإجابة عن هذا السؤال
نقرأ هذه الأحاديث عن الخوارج
روى الإمام البخاري-رحمه الله-
في الجامع المسند الصحيح
كتاب المناقب
باب
علامات النبوة في الإسلام
حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري
قال أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن
أن أبا سعيد الخدري رضي الله عنه قال :
(بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو يقسم قسماً أتاه ذو الخويصرة
وهو رجل من بني تميم
فقال: يا رسول الله اعدل
فقال: ويلك ومن يعدل إذا لم أعدل
قد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل
فقال عمر : يا رسول الله ائذن لي فيه فأضرب عنقه
فقال دعه فإن له أصحاباً
يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم
وصيامه مع صيامهم
يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم
يمرقون من الدين
كما يمرق السهم من الرمية
ينظر إلى نصله فلا يوجد فيه شيء
ثم ينظر إلى رصافه فما يوجد فيه شيء
ثم ينظر إلى نضيه وهو قدحه فلا يوجد فيه شيء
ثم ينظر إلى قذذه فلا يوجد فيه شيء
قد سبق الفرث والدم
آيتهم رجل أسود
إحدى عضديه
مثل ثدي المرأة أو مثل البضعة تدردر
ويخرجون على حين فرقة من الناس
قال أبو سعيد:
فأشهد أني سمعت هذا الحديث
من رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأشهد أن علي بن أبي طالب قاتلهم وأنا معه
فأمر بذلك الرجل فالتُمس فأتي به
حتى نظرت إليه على نعت
النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي نعته )
وروى الإمام مسلم-رحمه الله-
في صحيحه
كتاب الزكاة
باب
التحريض على قتل الخوارج
حدثنا عبد بن حميد حدثنا عبد الرزاق بن همام
حدثنا عبد الملك بن أبي سليمان حدثنا سلمة بن كهيل
حدثني زيد بن وهب الجهني
أنه كان في الجيش الذين كانوا مع علي رضي الله عنه
الذين ساروا إلى الخوارج
فقال علي رضي الله عنه :
( أيها الناس إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
يخرج قوم من أمتي
يقرءون القرآن ليس قراءتكم إلى قراءتهم بشيء
ولا صلاتكم إلى صلاتهم بشيء
ولا صيامكم إلى صيامهم بشيء
يقرءون القرآن يحسبون أنه لهم وهو عليهم
لا تجاوز صلاتهم تراقيهم
يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية
لو يعلم الجيش الذين يصيبونهم
ما قضي لهم على لسان نبيهم صلى الله عليه وسلم
لاتكلوا عن العمل
وآية ذلك
أن فيهم رجلاً له عضد وليس له ذراع
على رأس عضده مثل حلمة الثدي
عليه شعرات بيض
فتذهبون إلى معاوية وأهل الشام
وتتركون هؤلاء يخلفونكم في ذراريكم وأموالكم
والله إني لأرجو أن يكونوا هؤلاء القوم
فإنهم قد سفكوا الدم الحرام
وأغاروا في سرح الناس
فسيروا على اسم الله
قال سلمة بن كهيل فنزلني زيد بن وهب منزلاً
حتى قال مررنا على قنطرة
فلما التقينا
وعلى الخوارج يومئذ عبد الله بن وهب الراسبي
فقال لهم ألقوا الرماح
وسلوا سيوفكم من جفونها
فإني أخاف أن يناشدوكم كما ناشدوكم يوم حروراء
فرجعوا فوحشوا برماحهم وسلوا السيوف
وشجرهم الناس برماحهم
قال: وقتل بعضهم على بعض
وما أصيب من الناس يومئذ إلا رجلان
فقال علي رضي الله عنه:
التمسوا فيهم المخدج
فالتمسوه فلم يجدوه
فقام علي رضي الله عنه بنفسه
حتى أتى ناساً قد قتل بعضهم على بعض
قال أخروهم فوجدوه مما يلي الأرض
فكبر ثم قال صدق الله وبلغ رسوله
قال: فقام إليه عبيدة السلماني
فقال يا أمير المؤمنين
ألله الذي لا إله إلا هو لسمعت هذا الحديث
من رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال إي والله الذي لا إله إلا هو
حتى استحلفه ثلاثاً وهو يحلف له)
وروى مسلم -رحمه الله- في صحيحه
كتاب الزكاة
باب
الخوارج شر الخلق والخليقة
حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا سليمان بن المغيرة
حدثنا حميد بن هلال عن عبد الله بن الصامت
عن أبي ذر قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إن بعدي من أمتي أو سيكون بعدي من أمتي
قوم يقرءون القرآن لا يجاوز حلاقيمهم
يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرمية
ثم لا يعودون فيه هم شر الخلق والخليقة
فقال ابن الصامت
فلقيت رافع بن عمرو الغفاري
أخا الحكم الغفاري
قلت ما حديث سمعته من أبي ذر كذا وكذا
فذكرت له هذا الحديث
فقال وأنا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم )
ولا شك أن بدعة الخوارج
من شر البدع
لأن ظاهرهم هوالتمسك بالدين
فيوهم عموم الناس ومن لا فقه له
بأنهم أحق الناس
بالدين والإسلام
وهم في الحقيقة على غير ذلك
ولذلك فهم يشتبهون على كثير من الناس
كما سئل علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
أكفار هم؟
قال:
من الكفر فروا
فقيل: فمنافقون هم؟
قال:
إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلاً
وهؤلاء يذكرون الله بكرة وأصيلاً
قيل: من هم؟
قال:
قوم أصابتهم فتنة فعموا وصموا
جامع الأصول لابن الأثير 10/79-87
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-
في مجموع الفتاوى 4/468
وهو يتحدث عن الخوارج:
( وهؤلاء هم الذين نصبوا العداوة لعلي ومن والاه
وهم الذين استحلوا قتله وجعلوه كافراً وقتله أحد رؤوسهم
"عبد الرحمن بن ملجَم المرادي"
فهؤلاء النواصب الخوارج المارقون إذ قالوا :
إن عثمان وعلي بن أبي طالب ومن معهما كفاراً مرتدين
فإن من حجة المسلمين عليهم ماتواتر من إيمان الصحابة
وما ثبت بالكتاب والسنة الصحيحة من مدح الله تعالى لهم
وثناء الله عليهم ورضاه عنهم وإخباره بأنهم من أهل الجنة
ونحو ذلك من النصوص..)
هل الإباضية من الخوارج..؟
اتفقت كلمة علماء الفرق
- أبو الحسن الأشعري فمن بعده -
على عد الأباضية
فرقة من فرق الخوارج
وليس المخالفون للأباضية فقط هم الذين اعتبروهم في عداد الخوارج
وإنما بعض علماء الأباضية المتقدمون أيضاً
إذ لا يوجد في كلامهم
ما يدل على كراهيتهم لعد الأباضية فرقة من الخوارج
ونذكر فيما يلي بعض النصوص
من كلام علماء الأباضية
حول الخوارج وبيان مدحهم للخوارج
يقول نور الدين السالمي عن الخوارج :
( لما كثر بذل نفوسهم في رضى ربهم
وكانوا يخرجون للجهاد طوائف
سموا خوارج
وهو جمع خارجة وهي الطائفة التي تخرج في سبيل الله
وكان اسم الخوارج في الزمان الاول مدحاً
لأنه جمع خارجة وهي الطائفة التي تخرج للغزو في سبيل الله )
انظر الاباضية بين الفرق الاسلامية ص384
ويقول صاحب كتاب ( وفاء الضمانة ) الأباضي :
( وكان الصفرية - احدى فرق الخوارج - مع أهل الحق منا في النهروان )
وفاء الضمانة بأداء الامانة للعيزابي3/22
قال زعيم الأباضية
عبدالله بن أباض نفسه في كتابه لعبد الملك
عن معاوية ويزيد وعثمان
كما يرويه صاحب كشف الغمة :
( فإنا نشهد الله وملائكته أنا براء منهم وأعداء لهم بأيدينا وألسنتنا وقلوبنا نعيش على ذلك ماعشنا ونموت عليه إذا متنا ونبعث عليه إذا بعثنا نحاسب بذلك عند الله ) اهـ .
انظر كشف الغمة ص304
الدليل لأهل العقول ص28
المصعبي صاحب كتاب معالم الدين
يذكر الأباضية من فرق الخوارج
في نفس كتابه هذا 2/231
والمصعبي قطب من أقطاب الأباضية
قاله سالم بن حمد الحارثي ( أباضي معاصر)
في مقدمة معالم الدين ص9
إن عبد الله بن أباض لم يكن مشهوراً بالإمامة في السنة كشهرة التابعين بإحسان
من حيث العلم والإمامة بالحديث أو التفسير أو الفقه
إنما جاءت شهرته من موقفه من إمامة عبد الملك بن مروان وخلفاء بني أمية وعبد الله بن الزبير ومن خلال نسبة أصول الأباضية إليه
ومن خلال مخالفته لنافع بن الأزرق
ولقد كان ابن أباض يرجع في فتاواه وآرائه إلى جابر بن زيد ويعول عليه
وقد نقل عن جابر بن زيد براءته من الأباضية أكثر من مرة
راجع طبقات ابن سعد 7/181 و182
وتهذيب التهذيب 2/38
فابن أباض رأس من رؤوس الخوارج الأربعة
نجدة بن عامر ونافع بن الأزرق وابن الصفار
وأهم مسألة في الخلاف بين الأباضية وبين غالب الخوارج
مع بقاء الإسم المشترك بينهم منها
وهو البراءة من المسلمين والخروج على جماعتهم وأئمتهم
هي: أن ابن أباض قال عن المسلمين أنهم كفار بالنعم ولايحل لنا إلا دمائهم
والآخرون يقولون عن المسلمين أنهم مشركون
والحقيقة أن الخلاف بينهم لفظي
لأن الخليلي علّق على كتاب مشارق الأنوار ص 324
بقوله:
( والكفر بالنعمة منافٍ للإيمان )
الأباضيون يوالون الخوارج الأوَل
( المحكّمة ) و( الحرورية) أهل النهروان
ويعدون عبد الله بن وهب الراسبي ((إماماً))
انظر أصدق المناهج للسمائلي ص 25
ومقدمة التوحيد للشماخي من صفحة 70 إلى صفحة 93
والدليل والبرهان للوارجلاني 3/153
وبقية رؤوسهم كحرقوص ومرداس وابن الحصين
تعتز الإباضية بإمامتهم وأنها أخذت عنهم الدين
انظر تحفة الأعيان للسالمي 1/85 و86
فالصفرية والأباضية يمثلون
(الخوارج القعَدة)
الذين قعدوا عن الخروج
مع نافع بن الأزرق
ثم انشعبت (الخوارج القعَدة)
إلى شعبتين (صفرية وأباضية)[/ALIGN]