وفاة الأكاديمي والإعلامي الإسلامي الدكتور عبد القادر طاش ... رحمه الله
توفي هذا اليوم الأحد 14/2/1425هـ د. عبد القادر طاش الأكاديمي والإعلامي المعروف وقد بلغني أنّه سيصلّى عليه في المسجد الحرام بعد فجر يوم غدٍ الإثنين .
وقد كان للدّكتور رحمه الله الدّور الكبير في التّنظير للإعلام الإسلامي بل ونقله من نطاق التّنظير إلى الممارسة العملية ..
بدءاً من اتّحاد الطّلاب المسلمين في الولايات المتّحدة الأمريكية كما ذكر الشّيخ الدكتور مانع بن حمّاد الجهني رحمه الله حيث كان المسؤول عن الإعلام في ذلك الوقت .
مروراً بتدريسه في قسم الإعلام الإسلامي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرّياض .
ومشاركته في برنامج (( المجلّة الإسلامية )) الذي كان يقدّم في الثّمانينات من القرن الميلادي الماضي .
ثمّ رئاسته لتحرير جريدة المسلمون التي كانت تحمل لنا الصّوت الإسلامي من كلّ بقاع الأرض قبل توقّفها عن الصّدور .
وقد تنقّلت معه زاويته المميّزة بين عدّة صحف منها : البلاد والمدينة .
ثمّ شارك في نقلة من أكبر النّقلات في تأريخ الإعلام الإسلامي حيث أصبح أوّل رئيس لأوّل قناة إسلامية "إقرأ" حيث فتح المجال للعلماء والدّعاة لدخول جوّ الفضاء الإعلامي بعد أن تأخّروا عن هذه الثّغرة كثيراً فكان له قصب السّبق في ذلك رحمه الله على ما كان لهذه التّجربة وعليها - ومن المضحك المبكي لمن لم يقدّر دور الدّكتور من أصحاب هذه القناة حين اعتزم تركها وكان من المفترض أن يقام له تكريم كما هو المعتاد فلمّا طلب منهم ذلك أراني هذه الشّهادة وهو يتهكّم بسخرية مؤلمة فقد كان ما تحوي هذه الشهادة أموراً مادّيةً صرفةً ، مضمونها أنّ هذا الشّخص المذكور ليس له أيّ مستحقّات مالية على الشركة - فانظر وتأمّل .
كان أوّل من تولّى الإشراف على ملحق الرّسالة الإسلامي - الذّائع الصّيت - والذي كان يوزّع مع صحيفة المدينة يوم الإثنين ثمّ أصبح الآن يصدر يوم الجمعة تحت إشراف تلميذه الوفيّ الأستاذ عبدالعزيز قاسم الذي كان مدير تحرير العدد تلك الأيّام .
تولّى رئاسة تحرير صحيفة البلاد ودعم التّوجّه الإسلامي فيها بإصدار العدد الإسلامي الأسبوعي الخاصّ "البلاد الجمعة" ، وفتح مجال الكتابة في الصّحيفة أمام العلماء الدّعاة والإسلاميين عموماً بعد أن كانت حصناً مغلقاً حكراً على الحداثيين وأشياعهم . وفتح مجال الحوارات المباشرة والتّعقيبات والرّدود كما كان دأبه مع حفظ الحقّ لجميع الأطراف والتزام الحيادية والاعتدال والوسطية التي كانت شعاره ومنهجه ممّا ساهم في علوّ صوت الحقّ وجلائه لكلّ ذي عينين .
اتّجه بعد ذلك لإنشاء مؤسّسة إعلاميّة في جدّة اسمها " إعلام " تهتم بالشّؤون الإعلامية .
أضف إلى ذلك مشاركته في الكثير من المؤتمرات والمؤسّسات الإسلامية ، والمخيّمات الدّعوية وغيرها الكثير ممّا لا يمكن حصره في هذه العجالة .
بلغني خبر إصابته بسرطان الحنجرة منذ ما يقارب السّنة إن لم تخنّي الذّاكرة وبدؤه بجلسات العلاج الكيماوي، ولا أعلم إن كان السرطان هو سبب وفاته أم لا .
فرحمك الله يادكتور عبدالقادر وأعظم لك الأجر وأحسن الله لك الجزاء عمّا بذلته لأمّة محمّد صلى الله عليه وسلّم .
ولا تنسوه أيّها الإخوة من صالح دعواتكم
" ما أجمل تلك الأيّام التي كنت أرمقك بها وأنت تمارس عملك بكلّ جهد ولا تأبه لمن يتعرّض لك تنتقل كالنّحلة من تجربة إلى تجربة ولا تيأس من تكرار التّجربة مهما كانت ناقصةً لم تكتمل ".
فأعظم الله أجرنا فيك ...... تلميذك المحبّ