العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-03-04, 08:31 AM   رقم المشاركة : 1
الحسيني
عضو فعال
 
الصورة الرمزية الحسيني





الحسيني غير متصل

الحسيني is on a distinguished road


هذا ما حصل اليوم في البقيع

[ALIGN=CENTER]
صممت أن أذهب لمسجد النبي صلى الله عليه وسلم وأصلي الفجر ولكني تأخرت فترددت في الذهاب وعدمه
ثم ..
قررت أن أذهب ...
عجّلت في السير...
كان الطريق سلسا وكأني أسير لوحدي في الطرقات ..
وهذا انا وصلت مواقف المسجد النبوي ...
صعدت إلى ساحة المسجد لأسمع صوت الثبيتي الحزين يزلزل القلوب بسورة ق والقرآن المجيد ..
الله أكبر .. ولكأني أسمعها لأوّل مرّة ..
لقد أخذت بمجامع قلبي ..
والحمد لله كان في بداية السورة ...
نعم والله إنها لتزلزل القلب وتوقظ الوسنان ..
(وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد * ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد * وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد * لقد كنت في غفلة عن هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد ..)
إلى آخر هذه السورة العظيمة ..
وإذا بأصوات البكاء في جنبات من المسجد تسمع بكاء هذا ونشيج ذاك ..
ووالله ..
حلقت بعيدا في سماء التفكير..

يا فلان كم نفقا مظلما من الغفلات دخلت فيه ؟! ...
كم قصرت في حق الوالدين ؟!
كم نظرة محرمة ؟!
كم مرة اغتبت ؟!
كم مرة أسأت للغير ؟!
كم منكرا لم تنه عنه ؟!
كم وكم وكم ؟؟؟؟؟؟
اللهم سلّم واعف ..

انتهت الصلاة ودعينا للصلاة على الأموات ..
كانوا أربعة..
رجل وامرأتان وطفل..
خرجنا إلى الساحة وراء الجنائز وإذا بأحب إخواني إليّ من الأصدقاء عانقته فلم أره من مدة .. فبادرتي بأن أحد النساء المتوَفَيات قريبة لعزيز لنا من الإخوان، سرنا خلف الجنائز حتى وصلنا القبر بدأوا بالدفن وأنا كأني في عالم آخر وكأني أحلم .. أرى عددا من الباكين والخاشعين لهول الموقف ..
إنه الموت أكبر واعظ ..
إنه هادم اللذات ..

أخذتني العبرة ..
ونكت التراب بقدمي ..
وقلت في نفسي: يا فلان كم خشيت على هذا الجسد وعلى ما وهبك الله من حسن اللون والمنظر؟
كم اعتنيت به؟
كم داويته؟
كم حرصت عليه ؟
هذه الثياب النظيفة البراقة .. تأنف أن يمسها تراب أو قذر ..

ثم نظرت للحفرة .. فقلت: هذا مكانك يا فلان ..
هذا بيتك ومسكنك ..
كم ستعيش؟ ستون عاما.. سبعون .. ثمانون ..
فمردك إلى هذه الحفرة فهي بيتك إلى قيام الساعة ؟!
وكأني أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لقد ضم القبر سعدا ضمة لو نجا منها أحد لنجا منها سعد ...
وهذه الضمة تختلف معها أضلاع العبد ..

وإذا بالدفن قد انتهى وقائل : اسألوا لأختكم التثبيت فإنها الآن تسأل ..
الله أكبر.. لقد حان الوقت وبدأت الحياة البرزخية في عالم جديد ...

هل نسينا الملكان يقعدان العبد فيسألانه .. ؟!
هل نسينا أنه سيفتح للعبد إن كان مؤمنا نافذة من الجنة فيأتيه من روحها وريحانها ويسمع صوت أطيارها ..
أو يكون ممن استحق عذاب القبر فيفتح له من جهنم فيأتيه من حرّها وسمومها ..
هل نسينا البعث والنشور ..
وعبور الصراط ..

ثم ... طريقان لا ثالث لهما
فريق في الجنة وفريق وفي السعير ..

(أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ)

وفقني الله وإياكم للتوبة النصوح ، وغفر الله لنا ولكم وبدل سيئاتنا حسنات، وختم لنا بالصالحات ..
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..[/ALIGN]







 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:46 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "