العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-02-04, 07:41 AM   رقم المشاركة : 1
المدهش
عضو فعال







المدهش غير متصل

المدهش is on a distinguished road


سؤال وجواب مع الشيخ / عثمان الخميس

الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له توحيداً وتسليما، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله، اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً مزيدا. أما بعد،

نرحب بفضيلة الشيخ عثمان الخميس حفظه الله، ونسأل الله عز وجل أن يجعل ما يقدمه في ميزان حسناته يوم لا ينفع مال ولا بنون.


السؤال الأول:
شيخنا الحبيب، هذه مجموعة من الأسئلة وردت إلى صفحتكم بالإنترنت صفحة المنهج، تتعلق بموضوع مناظرتكم في قناة المستقلة مع الرافضة، وهذه الأسئلة قد تكررت كثيرا، فأحببنا من خلال هذه الجلسة أن يكون ردكم شافياً للسائلين، وتواصلاً مع محبيكم، وحتى لا نطيل شيخنا الكريم وصلت إلى إدارة موقعكم الكثير من الطلبات والاستفسارات حول بطاقتكم الشخصية، ومسيرتكم العلمية، فيا حبذا شيخنا الحبيب لو تكرمتم في التفصيل بهذا الأمر، ونحن في الحقيقة نلح على التفصيل بهذه الجزئية، بارك الله فيك.

الجواب:
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، إله الأولين والآخرين، وخالق الخلق أجمعين. الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى. الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه حمداً يوازي نعمه ويكافئ مزيده، الحمد لله ملء السماوات وملء الأرض وما بينهما ومل ما شاء من شيء بعد. والصلاة والسلام على أشرف خلق الله محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه. أما بعد،

فأنا عثمان بن محمد بن حمد بن عبدالله بن صالح بن محمد الخميس، يرجع نسبي إلى النواصر من بني تميم، ومن سكان دولة الكويت. بداية الطلب منذ الصغر على بعض المشايخ في البلاد كالشيخ ناظم المسباح، وغيره، ولم أكن ألتزم كثيراً بالدروس حتى سافرت إلى القصيم لدراستي الجامعية، ودرست هناك في الجامعة وفي المسجد على يد شيخي رحمه الله تعالى الشيخ محمد بن صالح العثيمين، وعلى الشيخ أبي عمر إبراهيم اللاحم، وأبي محمد ناصر حميد، أبي إبراهيم علي اليحي، وأبي علي عبدالله الجعيثم، وأبي محمد صالح الميان، وأبي عبدالله علي الجمعة، وغيرهم من المشايخ الفضلاء كالشيخ حمود العقلة رحمه الله تعالى، والشيخ محمد المرشد، وواصلت بعد ذلك دراستي ونلت شهادة الماجستير في الحديث النبوي وكان موضوع الرسالة الأحاديث الواردة في شأن السبطين ( أعني الحسن والحسين ) رضي الله تبارك وتعالى عنهما.

وأنا الآن إمام مسجد الحميدة في مشرف في دولة الكويت وخطيب جمعة والحمد لله لي نشاط في الدروس العلمية، ويحضر عندي بعض الشباب نتدارس معاً كتباً كثيرة كصحيح الإمام بخاري وصحيح الإمام مسلم وكتاب العمدة الفقه الحنبلي لابن قدامى وكتاب الروض المربع ومنار السبيل في الفقه كذلك مذهب الإمام احمد بن حنبل وكتاب التوحيد للإمام محمد بن عبد الوهاب وتفسير ابن كثير وغيرها من الكتب التي أسأل الله تبارك وتعالى أن ينفع بها. وأنا متزوج، ولي أربعة أولاد، وأكنى بأبي محمد وهو كبير الذكور ثم عبد الرحمن وصالح وفاطمة، أسأل الله تبارك وتعالى أن يحفظهم. لي من العمر أربعين سنة وحالياً أحضر لدراسة الدكتوراة إن شاء الله تبارك وتعالى وأسأل الله جل وعلا أن ييسر.


السؤال الثاني:
متى بدء اهتمامك في موضوع الرافضة؟ ولماذا توجهتم هذا التوجه؟

الجواب:
ليكن في معلوم الجميع أنني لست مهتماً كثيراً في هذا الموضوع، ولا أصرف لأجله كثيراً من الوقت، لا أقول هذه تواضعاً بل هذا هو الواقع، فأنا ولله الحمد كما ذكرت قبل قليل لي من الدروس الشيء الكثير، وهي ستة عشر درساً في الأسبوع في الفقه والعقيدة والمصطلح والتفسير والحديث وغيرها، ولا درس واحد عندنا لموضوع الرافضة، وإنما هذا اهتمام شخصي في أوقات الفراغ أقرأ أحياناً في هذا الموضوع خاصة في كتبهم. وكان أول اهتمامي بهذا الموضوع أيام دراستي الجامعية، عندما اقتنيت كتاب منهاج السنة النبوية لشيخ الإسلام ابن تيمية حيث إني قرأت هذا الكتاب كاملاً، فملت كثيراً إلى أراء شيخ الإسلام ابن تيمية وإلى توجيهاته وأعجبت بأسلوبه وطريقة طرحه ومناقشته الخصم حتى إن هذا الكتاب كان لا يفارقني إلا قليلاً، كنت أحرص عليه كثيراً، وأتردد كثيراً على هذا الكتاب ومدارسته وقراءته.
وبعد ذلك بدأت أقتني بعض الكتب التي ترد على الشيعة ولم أكن بعد قد قرأت كتبهم، فأكثرت من قراءة كتب الشيخ إحسان إلهي ظهير فقرأت كتابه الشيعة والقرآن، وكتابه الشيعة وأهل البيت، وكتابه الشيعة والسنة، وبين الشيعة والسنة، واستفدت كثيراً من تلك الكتب. ثم اقتنيت كتاب مختصر التحفة الاثني عشرية للألوسي وهو من أنفع الكتب التي قرأتها من بعد كتاب منهاج السنة لشيخ الإسلام ابن تيمية.

ثم بعد ذلك عزمت على أن أطلع على كتبهم أعني كتب القوم، فاقتنيت بعض كتبهم وأفادني بعض الشباب بكتب أخرى من كتبهم، فبدأت أقرأ فيها كثيراً حتى تحصلت على معلومات أظن أنها كافية في هذا الموضوع واطمأننت على كثير من الأمور التي كان ينقلها عنهم الشيخ إحسان علي ظهير، بل كنت حريصاً تقريباً في كل المسائل أو في أغلبها إذا ذكر شيئاً عنهم عن الشيخ إحسان علي ظهير أو الألوسي أو شيخ الإسلام ابن تيمية أو محمد مال الله أو غيرهم ممن كتب في هذا الموضوع أن أرجع إلى أصل الكتاب وإلى كتب الشيعة حتى أقرأ النص نفسه، وكنت أرجع إلى نصوصهم من كتبهم وقد صدمت كثيراً عندما وجدت أشياء أخرى غير التي ذكرها أولئك العلماء عنهم، وجدت أشياء يشيب منها الرأس، وكلما ازداد عجبي من تلك الأمور كلما ازداد نهمي في الإطلاع أكثر على تلك الكتب واقتنائها وقراءتها.

ولكن هذا لا يمنعني من استمرار الدروس التي هي تهم أهل السنة وتهم الشباب على إني كنت أحضّر لهذه الدروس وتأخذ كثيراً من وقتي، ولكن كما قلت في أوقات الفراغ كنت أقرأ بعض كتب القوم. فهذا تقريباً أول الاهتمام بهذا الأمر، وهذا كان في سنة 1406 هـ.


السؤال الثالث:
الشيخ عثمان لنرجع إلى موضوع المناظرة التي تمت في قناة المستقلة مع الرافضة، فإن بعض الناس يحتج قائلاً: بأن مثل هذه المناظرات مدعاة للفتنة والتفرقة وشق صفوف المسلمين، خصوصاً في ظل الأوضاع الحالية التي تواجهها الأمة الإسلامية. فما رأي فضيلتكم؟

الجواب:
خير ما يرد على مثل هذا الكلام قول الله تعالى:" يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما".

لاشك أن لكل شيء سلبيات وإيجابيات تقريباً وأعني في أمورنا التي نتعاون فيها ونتدارسها، وأنا لا أظن أبداً أن المناظرة كانت إيجابية مائة بالمائة، ولكن أيضاً لم تكن سلبية مائة بالمائة، هي حوت إيجابيات وسلبيات كثيرة، ولكن الذي يظهر والعلم عند الله سبحانه وتعالى أن الإيجابيات أكثر من السلبيات.

وأما قول القائل: إن الوقت لا يسمح لمثل هذه المناظرات وإنه يفرّق الأمة، فأنا أطرح على هذا السؤال سؤالاً وهو أي أمة هذه التي سيفرقها؟ وهل يظن ظانّ أن الشيعة -أعني علماؤهم- وذلك أن العامة تبعٌ للعلماء، هل هؤلاء سيقفون معنا إذا اشتدت الأمور؟ لن يقفوا معنا. والحمد لله إن تلك سنن الله تبارك وتعالى في أرضه، والتاريخ يعيد نفسه. تاريخهم خير شاهد على أن الأمر خلاف ذلك، وذلك أننا إذا رأينا تاريخهم، وجدنا أن كل جهادهم كان على أهل السنة، بل إنه يحرمون الجهاد مع أهل السنة ويرون أن الجهاد محرّم حتى يخرج المهدي المنتظر، ولذلك كل جهاد الشيعة في تاريخهم الطويل إنما كان على أهل السنة لا على الكفار.

ما أذكر أنهم نصروا الإسلام يوماً، وإنما كان نصرهم للكفار على المسلمين، ولذلك من يقرأ التاريخ يدرك ذلك تماماً ويعرفه معرفة اليقين، ولنضرب من ذلك أمثلة:

• ما قام به الشيعة من نصرة التتار على المسلمين، حيث جاء نصير الدين الطوسي وابن العلقمي بهولاكو وممن معه، وأفسدوا في بلاد المسلمين حتى قُتل في بغداد وحدها مليون مسلم، والشيعة يباركون هذا القتل الذي وقع من التتار ويرون أن دماء المسلمين التي ذهبت إنما هي دماء قذرة، وأنها إلى نار جهنم والعياذ بالله.

• موقفهم من الحروب الصليبية لما كانوا يفتحون الثغور للنصارى على المسلمين، وقد ذكر ذلك الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى ونقل عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: أن النصارى كانوا يبيعون المسلمين على النصارى بيعاً، وأنه لما انتصر المسلمون على النصارى وأرادوا أن يعاقبوا الشيعة في ذلك الوقت استفتوا شيخ الإسلام ابن تيمية قالوا: هل يجوز لنا أن نبيعهم كما باعوا المسلمين على النصارى؟ قال: لا. قال تعالى:"ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى".

• كذلك حالهم مع الدولة العثمانية واضح جداً وذلك أن الدولة العثمانية كانت تؤدب الصرب والأوربيين في أوربا وكانوا الشيعة يعيثون فساداً في بلاد المسلمين هنا، وكانوا يضربون الدولة العثمانية. وحتى قال قائلهم: لولا لدولة الصفوية لدخل الإسلام إلى أوربا كلها. فلأن الصفوية كانت تضرب بالدولة العثمانية. وأقاموا الأفراح لما هزمت الدولة العثمانية على يد روسيا.

وما أقرب الليلة من البارحة كما قيل، وذلك لأننا نرى في زماننا هذا أن الشيعة على الضد من موقف أهل السنة دائماً، وليعطينا أي واحد ولو مثالاً واحداً على نصرة الشيعة لدين الله تبارك وتعالى.


السؤال الرابع:
ألا ترون أن موقف حزب الله الآن كما يزعم الكثير أنه مشرّف أنهم أرغموا اليهود على الانسحاب يعارض ما تفضلتم به بأن الرافضة لم يجاهدوا في سبيل الله على مر العصور؟
b>
الجواب:
حزب الله لاشك أنه نال سمعة عظيمة بين الناس ولكنها إعلامية غير حقيقية، ولنا أن نسأل سؤالاً واحداً: كم قتل حزب الله من اليهود؟ ما أذكر أبداً أنهم قتلوا شيئاً كثيراً، وأنا لا أقول أتحدى ولكن أطلب طلباً فقط يثبت حزب الله أنه قتل مائة يهودي فقط، ولا أظنهم يستطيعون أن يثبتوا ذلك، وكل ضربات حزب الله على أماكن دون بشر.

ولذلك صرّح بها شارون تقريباً بأنه ليس لنا مشاكل مع الشيعة، ولا نتضايق من وجود الشيعة أبداً. وقد أعجبتني كلمة قالها أخي أبو المنتصر أثناء المناظرة وهو أنه لا يكون لليهود والنصارى قوة في بلاد المسلمين إلا وتنشأ دولة شيعية، وذلك أنهم يعرفون أن هؤلاء ليسوا أعداءاً لهم ويعرفون عداوتهم أنها لأهل السنة والجماعة.

ولذلك حزب الله مُكّن من لبنان ليضرب أهل السنة والجماعة، أما نصرة لدين الله ما سمعنا شيئاً لذلك. فحزب الله كان يدافع عن أرضه ثم بعد ذلك أراد أن يدخل إلى مزارع شبعى كما قالوا، وهي أماكن سنية مائة بالمائة، فأرادت إسرائيل أن تمكن لهم في شبعى وفي غيرها وكان انسحاب إسرائيل مفاجأة للجميع بحجة أن حزب الله ضربها، كما يضرب الفلسطينيون ولم ينسحبوا من مكانهم قط، بل دكوهم دكاً، وكانوا يستطيعون أن يدكوا حزب الله ولكنهم ما أرادوا ذلك بل انسحبوا وتركوا الأمر لحزب الله.
وقد خرجت إسرائيل وتركت حزب الله فهل نصر حزب الله فلسطين؟ هل جاهدوا في سبيل الله؟ هل قاتلوا اليهود هناك؟ أبداً، فالقضية لا تزيد على أن تكون إعلامية فقط، أما واقع النصرة فليس شيء من ذلك.

و قد تكلمنا مع بعض القيادات في السودان، عن موقف إيران معهم وأنهم ناصروهم وغير ذلك، فأخبرونا العجب عن موقف إيران معهم، وقالوا أعطونا كل شيء باللسان ولم يعطونا شيئاً كواقع، بل باعونا أسلحة ولم يقبلوا إلا أن يستلموا المبالغ نقداً، والأسلحة التي باعونا إياها كان أكثرها فاسدة. فالقصد أن نصرتهم لأهل السنة باللسان فقط أما كواقع فلا يوجد شيء من ذلك، والحمد لله التاريخ موجود، فليظهروا لنا دولة شيعية قامت ونصرت الإسلام، وقاتلت الكفار، لا نجد شيئاً من ذلك أبداً، بل أن الخميني وغيره صناعة فرنسية كما هو معلوم، جاءت به فرنسا إلى إيران وأمريكا كانت متواجدة أثناء الثورة على الشاه بل هي التي مكنت للثورة على الشاه.

ولكن الناس يتغافلون عن ذلك وما غزو الكويت عنا ببعيد، عندما أخذت الطائرات الكويتية عندها وغير ذلك كثير. فالشاهد من هذا أن نصرتهم للإسلام كواقع لا يوجد شيء من ذلك، وإنما كما قيل: نسمع جعجعة ولا نرى طحناً. وأنا أتصور أن يطالب الشيعة على مستوى العالم، أن يثبتوا لنا نصراً للإسلام أو جهاداً مع المسلمين طوال تاريخهم السياسي، فقط لا نريد أكثر من ذلك. أقصى ما يذكر عنهم هو ما أحدثوه أيام الدولة الحمدانية عندما كانت تقاتل النصارى، والدولة الحمدانية كما هو معلوم دولة رافضية، وكذلك ما كان جهاداً ولكن كان دفاعاً، حيث إن النصارى كانوا يضربونهم في بلادهم فكانوا يردون على النصارى.

وقتال المسلمين وقلعهم للحجر الأسود، وقتلهم للمسلمين أيام القرامطة وكذلك التفجيرات في الحرم وغيرها كان جهادهم ضد المسلمين لا ضد الكفار.

نعود إلى أصل السؤال أن هذا الحديث يفرّق شمل الأمة فأنا أقول بالعكس، النبي صلى الله عليه وسلم لما خرج إلى حنين بعد فتح مكة، خرج معه قوم حدثاء عهد بجاهلية، فقالوا قولتهم المشهورة: اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط، فما تقدم النبي صلى الله عليه وسلم خطوة واحدة ولا قال نحن الآن نريد أن نوحد الجهود والعدو واحد، نقاتل العدو ثم بعد ذلك نتفاهم في مثل هذه الأمور بل وقف النبي صلى الله عليه وسلم وقال: والله إنها السنن، فقد قلتم كما قال أصحاب موسى لموسى: اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة، فصحح المعتقد قبل أن يستمر في الطريق. أي هل يعقل الآن أن نتحد معهم ضد إسرائيل أو غيرها، ووضعنا قائداً في الجيش وقال لهم: اهجموا، هل سيهجمون ويطيعونه؟ إن طالوت لما فصل بالجنود قال: إن الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني إلا من اغترف غرفة بيده فشربوا منه إلا قليلاً منهم، فأراد طالوت بهذا أن يختبر طاعتهم له، قبل أن يبادر بالقاتل لأنه لا يمكن بعد ذلك أن يعرف هل هم مطيعون أم غير مطيعين، فلذلك أراد أن يعرف قبل بدء القتال وبعدها يبادر القتال لأن القائد أثناء المعركة لا يمكن أن يصدر الأوامر ثم يقول: أقنعني، أو دعني أفكر أو يعصي أو غير ذلك، فهذا يفسد عليه القتال كله، ولذلك طالوت استغنى عن معظم الجيش فقال تعالى:" فشربوا منه إلا قليلاً منهم فلما جاوزه هو والذين آمنوا معه قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده قال الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين".

حتى ذكر أهل السير وأهل التواريخ وغيرهم أن طالوت خرج بثمانين ألف، وقد ثبت في صحيح البخاري أن الذين شاركوا معه في القتال ثلاثمائة وثلاث عشر، فاستغنى عن الثمانين ألف بثلاثمائة وثلاث عشر ونصرهم الله تبارك وتعالى، قال تعالى:" فهزموهم بإذن الله وقتل داود جالوت". الشاهد أن لا نهتم بالكثرة، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: لن يهزم اثنا عشر ألف من قلة. فالمهم في الإثني عشر ألف أن يكونوا مخلصين لله جل وعلا ومستعدين "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة" وأدوا ما عليهم بعد ذلك ينصرهم الله جل وعلا، وما ذلك على الله بعزيز.

أما أن نخلط في صفوفنا ويدخل الغث والسمين ثم نقول بعد ذلك حتى تتوحد الأمة هذه نظرة غير صحيحة بل الصحيح أن لا يجاهد معنا إلا من هو على طريقتنا في إتباع الكتاب والسنة، وأما أناس يكفروننا ويعتقدون أننا أنجس من اليهود والنصارى ثم بعد ذلك يقاتلون في صفنا، يقاتلون من؟ اليهود؟ هم مع اليهود أقرب منهم معنا فلا أظن أن هذه الكلمة صحيحة. ولابد أن يتبصر الناس إلى متى يبقى الناس غير مدركين بخطورة هؤلاء القوم. أنا لا أعني بخطورة القوم العوام، أنا الذي اعتقده أن عوام الشيعة فوجئوا كما فوجئ كثيرون من أهل السنة بما طرح أثناء المناظرة. فالذي أراه أنه تأخرت كثيراً مثل هذه المناظرات، وكان الأولى أن تكون متقدمة قبل ذلك بكثير.


السؤال الخامس:
هناك كثير من يشكك في قناة المستقلة بأن لها أهداف وغايات من وراء هذه المناظرات وأنها تبحث على الشر، فما هو ردك يا شيخ على هذا القول؟

الجواب:
أنا لا أعرف شيئاً كثيراً عن قناة المستقلة قبل أن أذهب إليها، وعرفت شيئاً قليلاً بعد أن ذهبت هناك، أما صاحبها فهو الدكتور محمد الهاشمي فالله أعلم بسريرته ولا أمرنا الله أن نبحث في سرائر الناس، ولكن ظاهر الرجل انه فيه خير كثير إن شاء الله تعالى، وإنه يريد الخير وليس صحيح أنها صهيونية أو مستأجرة أو غير ذلك بل الذي أظنه أنه يريد الانتشار، ويريد أن يعرفه الناس وأن يشترك الناس في هذه القناة، أما إنه عميل أو غير ذلك فهذا بعيد جداً. والدكتور أبو المنتصر يعرفه أكثر مني ويثني عليه خيراً ويذكر الرجل بصلاح والله أعلم بحاله.

وأما بالنسبة لهذه المناظرة فالذي أعلم أنه لم يكن محضراً لها حتى يقال إنه مدسوس أو غير ذلك إنما هي جاءت فلتة وجاءت بصورة مفاجأة وغير مقررة كما علمت أيضاً هناك.


السؤال االسادس:
هل قمتم بمشاورة علماء الأمة قبل أن تقوموا بمثل هذه المناظرة، مع التفصيل؟

الجواب:
أما العلماء فالصحيح لا، وكان الأجدر لاشك تتم مشاورتهم، وكما قلت: الأمر كان فلتة وكان أمر مفاجأً، وذلك أنه كنت أرى كما يرى غيري من الناس تلك المناظرة عن بعض الشباب وأيضاً أظن أنه ما كانت المناظرة محضراً لها وقد أخبرني أخي أبو المنتصر أنه كان في حوار مع الدكتور الهاشمي عن مسألة تخص العراق وإيران وحال أهل السنة وما شابه ذلك، فتكلم أبو المنتصر ولم يصبر حيث أنه دخل في موضوع الشيعة والسنة، فاقترح الدكتور الهاشمي أحد من الشيعة حتى يدافع عن ما قاله أبو المنتصر وأن يرد بعض قوله عليه، فأرسل الشيعة أحدهم، وجلس معهم فترة ثم ذهب وجاء آخر ثم ذهب وجاء ثالث ثم جاء رابع مع الثالث فصار اثنين مقابل واحد، وهما العجلي مع التيجاني، وكان أبو المنتصر وحده، فتشاورنا مع بعض إخواننا هنا في الكويت في كيفية أن ننصر أخانا أبا المنتصر وذلك انه واحد في مقابل اثنين فاقترح بعضهم أن أذهب لمساندته، وقد كلمنا بعض المشايخ الذين أشاروا علينا بالذهاب مثل الشيخ صالح الدرويش، والشيخ ناصر الغفاري، وذهبنا إلى هناك وبعد المشاركة الأولى والثانية اتصل بي بعض المشايخ كالشيخ عبدالله الجعيثم أبي علي حفظه الله تبارك وتعالى وأثنى على التواجد، ونصح وذكّر جزاه الله خيراً، وذكر لي أن عنده من المشايخ من يؤيد ويناصر كالشيخ سلمان العودة وغيره، وكذلك اتصل الشيخ سلمان العلوان عن طريق بعض الشباب وأيضاً قال أنه يدعو لنا بالتثبيت، والشيخ ناصر الحميد ونقلوا لنا عن كثير من المشايخ الذين لم تذكر أسماءهم أنهم متابعون تلك المناظرات، وأنهم يؤيدون الاستمرار وطريقة الطرح وغير ذلك. لاشك في البداية لم تكن باستشارة العلماء الكبار أما طلبة العلم نعم تمت استشارة بعضهم، وأشار بعضهم بالذهاب والحمد لله على كل حال.


السؤال االسابع:
متى علمتم بالمناظرة؟ ومتى شاركتم فيها؟ وما الدافع من وراء ذلك؟ وماذا كنتم تتوقعون من وراء المشاركة في هذه المناظرة؟ وهل تحقق ذلك؟

الجواب:
علمت بالمناظرة بعد جلستين، فنظرت إليها عند أحد الأصدقاء، فصرنا نتابعها عن طريق التلفزيون. أما المشاركة فلا أدري كم حلقة مرت عليّ لكن أظن أنني شاركت في الجلسة الخامسة، وذلك كما قلت أن الشيعة جاءوا باثنين مقابل واحد وهو أبو المنتصر حفظه الله تعالى فقررت أن أذهب ثم سمعت أن الشيخ عبد الرحمن الدمشقية أبا عبيدة سيشارك وأنه عازم على الذهاب، فتمنعت طالما سيذهب الشيخ عبد الرحمن فإنه يكفي إن شاء الله تعالى، ثم كلمني الشيخ عبد الرحمن الدمشقية وقال لي: إنه له ظروف تمنعه من الذهاب وقد لا يستطيع أن يذهب، عندها عزمت على الذهاب، ولكن فوجئت أن الشيخ الدمشقية وصل قبلي أيضاً إلى لندن وذلك لأن تهيأت ظروفه واستطاع أن يصل إلى هناك.

أما الدافع فالحقيقة أسأل الله تعالى هو نصرة دين الله تعالى مقابل الباطل الذي كان يبثه أولئك القوم. أما المتوقع من وراء المشاركة بالمناظرة والله كنا نتوقع خيراً، وذلك لأننا كنا نعلم علم اليقين أننا على حق، وكنا نتوقع أن يظهر الله سبحانه وتعالى الحق وأن ينصر دينه.
وأما هل تحقق؟ فهذا حكمه عندكم، أنتم تحكمون هل تحقق ذلك أم لا؟ أنا إلى الآن لم أشاهد المناظرة حتى أقيمها، ولاشك أنكم تقيمون أفضل منا، حيث إنكم تتابعون عن بعد وتدركون كل شيء، أما نحن فانشغالنا أثناء المناظرة يمنعنا من تقييمها، قد أستطيع تقيم ذلك بعد مدة عندما أسمع المناظرة وأراها، وعندما أيضاً أسمع آراء الناس وردود فعلهم، فإجابتي الآن ستكون غير دقيقة لذلك أؤجل الإجابة على هذا السؤال.

السؤال الثامن:
هل تصفوا لنا مشاعركم قبل وأثناء وبعد المناظرة؟ هل تستطيع أن تبين لنا بعض ما كان يجري في الاستراحات من وراء الكواليس؟

الجواب:
أما المشاعر فأول مشاركة لي في التلفزيون أو الثانية، فكنت لا أعرف كيف أنظر إلى أو متى أنظر إلى الكاميرا أو إلى هؤلاء، كما كنت لا أستطيع أن أدقق في الكاميرا وذلك لكون الأمر جديد بالنسبة لي هو الخروج في التلفزيون والمناظرات وما شابه ذلك، لكن الحمد لله ما شعرت بخوف ولا الارتباك أبداً بل الحمد لله كنت مطمئن النفس، فكنت لا أدخل المناظرة حتى أصلي ركعتين لله تبارك وتعالى، وكنت أسأل الله تبارك وتعالى في قبل المناظرة وأثناءها أن يسدد لساني وأن يثبت جناني وكنت أقول دائماً: اللهم اغفر لي ذنبي ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي، وكنت حريص جداً على هداية المناظريْن (أعني الشيعة) في بداية الأمر، حتى تبين لي بعد ذلك أنهما معاندان عند ذلك صرفت النظر عن ذلك فلم أيأس فالأمر بيد الله سبحانه وتعالى، وبدأت أخاطب عامة الناس، وإن نسيت شيئاً فلا أنسى أبداً كلمة لبعض أخواني اتصل بي من المملكة العربية السعودية بعد الجلسة الثالثة أو الرابعة وقال لي: أطلب منك طلباً واحداً قلت له: تفضل، قال: دعهما وانظر إلينا، فإن نظرك إلينا يؤثر فينا أكثر ونقبل منك أكثر ونفرح أكثر.

لأن في بداية المناظرة كنت أنظر إلى المناظريْن وإلى الدكتور الهاشمي مع طرحي وردي في المناقشة، فتركت النظر إليهم وبدأت أنظر إلى الجمهور وإن كنت أتوقع أنه ينظر إلي في ذلك الوقت في وقت كنت لا أراهم، وعندما بدأت انظر للكاميرا فبالفعل شعرت بالاطمئنان أكثر، وغبت عن الحاضرين، وكأني في المحاضرة وحدي أحدث الناس وأبث لهم همّي وأذكر لهم نصحي وبعد أن كنت أخاطب صاحبي ( أعني الشيعيين ) وكنت أشعر بشيء من القسوة لأني كنت أشعر أثناء الحديث معهم أنهما يبتسمان ويستهزئان ويصدان في وجوههما يمنة ويسرى ويكشران أحياناً ويغضبان أحياناً، فما كنت أشعر بردة فعل طبيعية أثناء النظر إليهم حتى الدكتور الهاشمي عندما أنظر إليه أحياناً هو منشغل عني ينظر إلى الكاميرا ويكلم المصورين وينشغل بالأوراق التي عنده، فقلت: لماذا أضيع وقتي مع هؤلاء؟ فبدأت أنظر إلى الكاميرا، فعشت في واد آخر غير الوادي الذين يعيشون فيه، وشعرت بسعادة لأني شعرت أنني أؤدي رسالة ليس مجرد مناظرة، وأخاطب آخرين أظن أنهم يسمعون كلامي سماعاً جيداً.

وأما الشعور في أثناء المناظرة حقيقة في كل يوم يزداد الشعور إلى الأحسن ولله الحمد والمنة، وذلك كنت في كل نهاية مناظرة أشعر بظهور الحق وقمع الباطل وأنه كلما ازدادوا كذباً كلما سقطوا من عيني أكثر، وكلمتهم مرة فقلت لهم: لماذا تكذبون مع أنكم تريدون الحق؟ فما ردوا علي شيئاً. وبعد المناظرات شعرت في يوم من أيام المناظرة إني كنت مقصراً ولكن هذا اليوم بالذات الذي شعرت فيه بالتقصير وعدم إيصال المعلومة إيصالاً صحيحاً فالعكس كان هو الصحيح أعني من ردود الأفعال، سواء بالبال توك أو الاتصالات التي جاءتني الكل يثني والكل يمدح حتى إنني شككت في نفسي لأني كنت متصوراً أننا كنا مقصرين في إظهار حجتنا والعكس كان عند الناس، وعكس ذلك في إحدى الجلسات أنا كنت فرحاً ومسروراً وكنت أرى أن الله تبارك وتعالى قمع الباطل وأظهر الحق بينما كان أخي أبو المنتصر حفظه الله تعالى يرى أننا قصرنا في تلك الليلة مع العلم أن الليلة التي شعرنا بها في التقصير ما بثثت له همي ولا قلت له ذلك وإنما جعلته بيني وبين نفسي. فالقصد أن الشعور في أثناء المناظرة وفي ختامها كان شعوراً جيداً ولله الحمد والمنة.

أما ما كان يدور خلف الكواليس فهذا قلت لأصحابي قبل أن نبدأ في الحديث، أكثر سؤال سألته، وذلك لأن الناس حريصون جداً على معرفة ما وراء الكواليس، فليس وراء الكواليس شيء ذا أهمية وإنما هي أمور عادية جداً، ففي البداية كنت حريصاً على دعوة الدكتور عبد الحميد النجدي ( أحد المناظرين الشيعة ) خاصةً لما أنكر معرفته لكتاب فصل الخطاب وإنه ما رآه، فحرصت أن أعطيه الكتاب وقد أعطيته إياه حتى يقرأه وكنت أريد نصحه ودعوته للحق، وظننت أنه لا يعرف هذا الأمر وأنه غُبّيَ ( بضم الغين ) عليه وغير ذلك، ودعاني للفطور مرتين، فلم استجب لدعوته وذلك لكثرة انشغالي كما كنت ضيفاً عند أخي أبي المنتصر، فما كنت أملك من نفسي شيئاً، لذا فاعتذرت منه، وفي المرة الثانية قلت له: إنني ضيف وإن شئت كلّم أبا المنتصر إن أذن لي فلا مانع عندي، وإذا لم يأذن فتعذرني إن شاء الله، لأني ضيف الضيف في حكم مضيفه، وعندما كلم أبا المنتصر رفض رفضاً قاطعاً وقال: لا أقبل أبداً أن أتضيف عندك وأنت تسب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وتكفرهم وتكذب في مناظرتك، والله لا نقبل ضيافتك أبداً، وبعدها امتنع عن دعوتنا.

أحياناً كان يصير شجاراً يسيراً بين أبي المنتصر وبينهم، أما بالنسبة لي فلم أتشاجر مع أحد سواء أثناء المناظرة أو بعدها فلا شأن لي بهم أبداً، فكنت قبل المناظرة أجلس وأحضر أوراقي وأصلي لله تبارك وتعالى ما تيسر لي، وبعد المناظرة أرد أوراقي مكانها، وأجلس وحدي لا أكلم أحداً حتى ننصرف، لعل هذا السؤال لو وجه لأبي المنتصر لكان أنسب كثيراً لأنه فعلاً كان وراء الكواليس معهم أشياء كثيرة من مجادلات ومشاحنات ومصارحات وكذا. فبالنسبة لي ما كنت أحرص لأن أكلمهم إلا فيما هو خير، والحمد لله







التوقيع :
قال تعالى ( لكن الرسول والذين آمنوا معه جاهدوا بأموالهم وأنفسهم وأولئك لهم الخيرات وأولئك هم المفلحون ) ( التوبة 88 )
من مواضيعي في المنتدى
»» حكم الاكتتاب في شركة ينبع الوطنية للبتروكيماويات / ينساب
»» لماذا لم يطالب الصديق بنصيب عائشة في فدك
»» الله يثبت أن عليا يألف الصحابه ، والصحابة يألفون عليا ، والرافضة يكذبون ذلك .
»» هل كان قبرا الصديق والفاروق الملاصقين لقبر النبي ( بمشيئة الله )
»» قال تعالى ( إذ أخرجه الذين كفروا ) هذه الاية تثبت أن من كفر وقت الخروج كلهم بمكة
 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:58 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "