http://www.daralhayat.com/arab_news/...txt/story.html
وهكذا حاولت الزميلة جيهان الحسيني أن تحصن نفسها بكونها سيدة و"حجزت" موعداً مع الشيخ وغطت رأسها لتخفي شعرها احتراماً وتقديراً لمكانة الرجل, وراحت تطرح أسئلتها في حذر وهزّت رأسها باستمرار وهي تستمع الى إجابات الشيخ لطمأنته الى أنها لا تخالفه الرأي, ولأن الضرورات تبيح المحظورات فإن الشيخ أبى ألا ان يكون ختامُها مسكاً, وكان من الضروري عليه أن يلقن السيدة الحسيني درساً على طريقته لأن سؤالها الأخير لم يرحْه. سألته: "ألا يخشى من أن يترجم بعض السيدات فتواه بطريقة خاطئة ويخلعن الحجاب إذا سافرن من بلادهن إلى إحدى الدول الأوروبية", هنا نظر إليها طنطاوي بحدة وسخرية في آن, وأطلق قذائفه: "أنتِ مش متربية وقليلة الأدب", وبطبيعة الحال أصيبت السيدة بذهول وردت متسائلة: إيه؟ بتقول إيه يا مولانا؟ وواصل "مولانا" هجومه: "أنتِ أبوكي ما ربكيش.. يلعن أبوكي"... جمعت الزميلة بسرعة أوراقها وجهاز كاسيت وانطلقت باكية فتبعها موظفو المشيخة ليهدّئوا من روعها وغضبها وليطمئنوها الى أن الشيخ سيعود إلى هدوئه بعد ساعة أو ساعتين, لكنها كما تقول خرجت من المشيخة واتصلت بعدد من المسؤولين تحكي لهم ما جرى وتشكو إهانتها وتلعن الظروف التي وضعتها في ذلك الموقف. أما الشيخ فعاد إلى طاولته وكأن شيئاً لم يحدث, واستأنف القراءة في المصحف.
واتصلت "الحياة" بمكتب طنطاوي للاستفسار, فأكد موظفون في المكتب حصول الاشكال لكنهم خففوا من الالفاظ التي تفوّه بها الشيخ, وقالوا ان الصحافية حضرت من دون موعد مسبق وابلغته انها جاءته من طرف الدكتور كمال ابو المجد فوافق على استقبالها. ورووا ان الصحافية قالت للشيخ: طالما ان رأيك هكذا فلماذا لم توضح وجهة نظرك جيداً في المؤتمر الصحافي مع وزير الداخلية الفرنسي؟ عندئذ غضب الشيخ لأنه اعتبر طريقتها في التحدث اليه غير لائقة, وقال لها: "انتي مش متربيّة" ثم قام بطردها من مكتبه, وتوجه اليها مدير مكتبه عمر بسطاويسي لتهدئتها وعرض عليها نسخاً من بيانات وفاكسات وردت تلقاها الشيخ من الخارج وهي تؤيد موقفه